الاعلامى محمود مراد ....
ابحث عن إنسانيتك مع وسام الشاذلي .. رائعة فعلا
ان تذهب "للكشك" للسؤال عن الصحيفة الوحيدة "المعارضة" وسط جبال من صحف التأييد والدجل والتطبيل فيخبرك أنها قد منعت من الصدور رغم الإقبال عليها، ثم يخفض صوته ويقول لك "أنا منضم ليكم بس مش قادر أقول!" ثم يأخذك ليريك صور "القائد الملهم" التي تم توزيعها عليه ليعطيها كهدايا مع الصحف لكنه قام بإخفائها في مكان غير ظاهر ... أن تخرج مع أطفالك لزيارة "القلعة" فتشاهد أم وأطفالها "أعضاء أسرة مصرية" يقفون ليقوم الأب بتصويرهم، فيقوم أحد الأطفال بعمل الإشارة "الماسونية الحلزونية" بأصابع يده الأربعة فتقوم أخته الكبري بإخفاء يده "برعب" وهي تتلفت حولها، تلتقي أعيننا فأبتسم "بأسي" وأشير لها بنفس الإشارة مستخدماً يدي "الماسونية" وأحاول طمأنتها ... أن تقف بسيارتك للشراء من بائع جائل يقف ببضاعته البسيطة بجوار الحديقة في المنطقة "الراقية"، يحضر لي ما أردت بيد مرتعشة ونصف ابتسامة! ثم يقول لي بارتباك "إنت فاكرني؟ صح؟ من أيام ماكانت لحيتي طويلة؟ أنا لسة خارج بعد ظ¤ظ¥ يوم في المعتقل، ومصاب بخرطوش في إيدي، الحمدلله بس ابن أختي طالب الهندسة لسة معتقل" يسكت قليلاً ثم يكمل وهو شارد البصر وكأنه يكلم نفسه "أنا حاربي لحيتي تاني إن شاء الله" أواسيه ببعض الكلمات وأنصرف ... أن يدعوك بعض الأصدقاء لتناول المشروبات في مقهي، فيصادف ذلك عرض برنامج "الساخر" المشهور، مضحك ولاشك، ولكن يفاجئك البعض بالانبهار الشديد والمدح المبالغ فيه في قدرته علي السخرية من النظام والإعلام وأنه يلمح ويكاد يقترب من نقد "الزعيم الورقي"!! أستغرب وأتسائل "بصدق" وماذا في هذا؟! وأي بطولة هناك؟! والغريب أن أسمع هذا من بعض رفاق ثورة يناير! لقد نقدنا كل الرموز واسقطنا كافة الأصنام فهل صار هذا هو أقصي الطموحات ... ثم بينما أنا سارح في أفكاري يمر أمامي سائق سيارة نصف نقل، سائق عادي ككل السائقين وسيارة بيضاء تشبه العديد من السيارات إلا أنه قد كتب عليها بخط واضح وحروف حية وصادمة "لو الحياة خوف يبقي الموت أحسن"، نعم يارفيق "الحياة" الذي لا أعرفه "يبقي الموت أحسن"!
"حوار داخلي سيفهمه فقط المتسقين مع ذواتهم القابضين علي "جمر" مبادئهم القائلين الحق ولو علي أنفسهم أو من يحبون. ولطفاً، الباقي يمتنعون!"