العدوان الروسي على الشعب السوري .. لا تحسبوه شرا للسوريين بل هو خير لهم :
6 / 10 / 2015
بقلم : أبو ياسر السوري
=============
أولاً :
هذا العدوان الآثم سوف يدق مسامير في نعش النظام الروسي ويعجل بنهايته للأسباب التالية :
1 – إن الضربات الجوية الروسية في سوريا ، لم تتم بناء على رغبة الشعب الروسي ، وإنما برغبة المافيا الروسية الحاكمة بقيادة بوتين ولافروف .. ولذلك احتاجت هذه المافيا إلى تبرير تدخلها بعدة مبررات واهية .. فتارة يقولون في إعلامهم : إنهم مضطرون للتدخل في سوريا لئلا ينتقل الإرهاب إليهم بعد سقوط النظام السوري .. وتارة يؤكدون أن تدخلهم في سوريا سوف يقتصر على الضربات الجوية فقط ، وأنهم لن يتدخلوا بقوات برية .. وتارة يزعمون أنهم يتدخلون لضرب الإرهاب ، ثم يعتبرون الشعب السوري المعارض للنظام كله إرهابيا .. وتارة يكذبون فيقولون لجنودهم أنتم ذاهبون لمهمة قتالية في أوكرانيا فيفاجأ هؤلاء الجنود بأنهم نقلوا للقتال في سوريا .. وحبل الكذب قصير ، وسوف يكتشف الشعب الروسي أن المافيا الحاكمة بقيادة بوتين ولافروف قد خدعوهم وزجوا بأبنائهم في أتون الموت بسوريا ..
2 - روسيا تدخلت في افغانستان وفي الشسيشان ، ووقفت في المكان الخطأ مرتين .. وكلفها ذلك خسائر في الأرواح والأموال وكان سببا رئيسيا في انهيار الاتحاد السوفياتي وتفككه .. بل وسببا في تخلف روسيا أيضا عن مثيلاتها من القوى العظمى في العالم .. في الوقت الذي بدأ فيه الشعب الروسي يتطلع إلى حياة الحرية والاستقرار ، وينزع إلى التخلص من العيش في ظل الاستبداد ، وصار في روسيا نواة لمعارضة حقيقية ، لن تتمكن معها المافيا الحاكمة الحالية من فرض سياستها الاستبدادية كما كان عليه الحال أيام لينين وستالين .. فبعد فترة غربتشوف تغيرت المعطيات , وبعد دخول القرن العشرين لم تعد روسيا كما كانت عليه من قبل .. وإذا كان من المقبول لدى الشعب الروسي أن يقاتل أبناؤه في أوكرانيا للاحتفاظ بقواعدهم العسكرية التي تحميهم من الخطر الغربي ، فليس مقبولا لديهم أن يقاتل أبناؤهم في سوريا ، كما قاتلوا من قبل في أفغانستان والشيشان .. خصوصا وأنه ليس من العقلانية في شيء ، أن تنخرط روسيا في صراعات متعددة بآن واحد . فالصراع الروسي الشيشاني ما زال قائما ، والصراع في أوكرانيا ما زال على أشده . فإذا أضيف إليهما الصراع في سوريا فهذه هي ثالثة الأثافي ..
3 – ليس من مصلحة أوربا ولا أمريكا أن ترسخ روسيا أقدامها في الشرق الأوسط . ولكن جشع بوتين وضعف أوباما قد وضع الساسة الغربيين والأمريكيين في موقف لا يحسدون عليه .. فبوتين لم يكتف باحتلال سوريا ، وإنما أنشأ ما يشبه حلف بغداد جديد ، بقيادة روسيا ومشاركة العراق وإيران وسوريا والصين أيضا .. وجعل غرفة عملياته في بغداد .. وحين تكلم بوتين في الجمعية العامة منذ أيام ، رأيناه يتكلم باسم هذه الدول جميعا ... وهكذا ظهر التباين جليا في المواقف ما بين روسيا والغرب .. وكون الغرب قد سمح لبوتين أن يلمع قليلا ، لا يعني أنه سوف يتركه يفعل ما يشاء ، فمن عادة الغرب أنه يسمح للخصم ببعض التعالي والتنمر والتكبر ..ثم يسقطه على أم رأسه من شاهق ، فيسقط سقوطه الأخير الذي لا يقوم بعده أبدا .. هكذا فعل الغرب بهتلر يوما ما .. وهكذا سيفعل ببوتين عما قريب .. وهذه الدول بأسها بينها شديد .. فقد وقعت بينها حروب مدمرة على مدار التاريخ ، ذهب ضحيتها عشرات الملايين ..
ثانيا :
كلنا يعلم أن روسيا كانت متدخلة في الصراع السوري منذ اللحظة الأولى للثورة ولكن من وراء وراء ، والذي استجد على الساحة ، هو أن روسيا بدأت تعمل الآن على المكشوف .. ولهذا فإن تدخلها لن يغير المعادلة ، ولن يحافظ على الأسد ، بل سوف يدمر روسيا ، ويسقط الأسد سقوطا مدويا .. وقد يعمد الروس لقتله ليعطوا لأنفسهم المبرر للانسحاب من الصراع بكرامة .. والليالي حبالى يلدن كل عجيبة .
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الثلاثاء فبراير 16, 2016 2:33 am عدل 2 مرات
6 / 10 / 2015
بقلم : أبو ياسر السوري
=============
أولاً :
هذا العدوان الآثم سوف يدق مسامير في نعش النظام الروسي ويعجل بنهايته للأسباب التالية :
1 – إن الضربات الجوية الروسية في سوريا ، لم تتم بناء على رغبة الشعب الروسي ، وإنما برغبة المافيا الروسية الحاكمة بقيادة بوتين ولافروف .. ولذلك احتاجت هذه المافيا إلى تبرير تدخلها بعدة مبررات واهية .. فتارة يقولون في إعلامهم : إنهم مضطرون للتدخل في سوريا لئلا ينتقل الإرهاب إليهم بعد سقوط النظام السوري .. وتارة يؤكدون أن تدخلهم في سوريا سوف يقتصر على الضربات الجوية فقط ، وأنهم لن يتدخلوا بقوات برية .. وتارة يزعمون أنهم يتدخلون لضرب الإرهاب ، ثم يعتبرون الشعب السوري المعارض للنظام كله إرهابيا .. وتارة يكذبون فيقولون لجنودهم أنتم ذاهبون لمهمة قتالية في أوكرانيا فيفاجأ هؤلاء الجنود بأنهم نقلوا للقتال في سوريا .. وحبل الكذب قصير ، وسوف يكتشف الشعب الروسي أن المافيا الحاكمة بقيادة بوتين ولافروف قد خدعوهم وزجوا بأبنائهم في أتون الموت بسوريا ..
2 - روسيا تدخلت في افغانستان وفي الشسيشان ، ووقفت في المكان الخطأ مرتين .. وكلفها ذلك خسائر في الأرواح والأموال وكان سببا رئيسيا في انهيار الاتحاد السوفياتي وتفككه .. بل وسببا في تخلف روسيا أيضا عن مثيلاتها من القوى العظمى في العالم .. في الوقت الذي بدأ فيه الشعب الروسي يتطلع إلى حياة الحرية والاستقرار ، وينزع إلى التخلص من العيش في ظل الاستبداد ، وصار في روسيا نواة لمعارضة حقيقية ، لن تتمكن معها المافيا الحاكمة الحالية من فرض سياستها الاستبدادية كما كان عليه الحال أيام لينين وستالين .. فبعد فترة غربتشوف تغيرت المعطيات , وبعد دخول القرن العشرين لم تعد روسيا كما كانت عليه من قبل .. وإذا كان من المقبول لدى الشعب الروسي أن يقاتل أبناؤه في أوكرانيا للاحتفاظ بقواعدهم العسكرية التي تحميهم من الخطر الغربي ، فليس مقبولا لديهم أن يقاتل أبناؤهم في سوريا ، كما قاتلوا من قبل في أفغانستان والشيشان .. خصوصا وأنه ليس من العقلانية في شيء ، أن تنخرط روسيا في صراعات متعددة بآن واحد . فالصراع الروسي الشيشاني ما زال قائما ، والصراع في أوكرانيا ما زال على أشده . فإذا أضيف إليهما الصراع في سوريا فهذه هي ثالثة الأثافي ..
3 – ليس من مصلحة أوربا ولا أمريكا أن ترسخ روسيا أقدامها في الشرق الأوسط . ولكن جشع بوتين وضعف أوباما قد وضع الساسة الغربيين والأمريكيين في موقف لا يحسدون عليه .. فبوتين لم يكتف باحتلال سوريا ، وإنما أنشأ ما يشبه حلف بغداد جديد ، بقيادة روسيا ومشاركة العراق وإيران وسوريا والصين أيضا .. وجعل غرفة عملياته في بغداد .. وحين تكلم بوتين في الجمعية العامة منذ أيام ، رأيناه يتكلم باسم هذه الدول جميعا ... وهكذا ظهر التباين جليا في المواقف ما بين روسيا والغرب .. وكون الغرب قد سمح لبوتين أن يلمع قليلا ، لا يعني أنه سوف يتركه يفعل ما يشاء ، فمن عادة الغرب أنه يسمح للخصم ببعض التعالي والتنمر والتكبر ..ثم يسقطه على أم رأسه من شاهق ، فيسقط سقوطه الأخير الذي لا يقوم بعده أبدا .. هكذا فعل الغرب بهتلر يوما ما .. وهكذا سيفعل ببوتين عما قريب .. وهذه الدول بأسها بينها شديد .. فقد وقعت بينها حروب مدمرة على مدار التاريخ ، ذهب ضحيتها عشرات الملايين ..
ثانيا :
كلنا يعلم أن روسيا كانت متدخلة في الصراع السوري منذ اللحظة الأولى للثورة ولكن من وراء وراء ، والذي استجد على الساحة ، هو أن روسيا بدأت تعمل الآن على المكشوف .. ولهذا فإن تدخلها لن يغير المعادلة ، ولن يحافظ على الأسد ، بل سوف يدمر روسيا ، ويسقط الأسد سقوطا مدويا .. وقد يعمد الروس لقتله ليعطوا لأنفسهم المبرر للانسحاب من الصراع بكرامة .. والليالي حبالى يلدن كل عجيبة .
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الثلاثاء فبراير 16, 2016 2:33 am عدل 2 مرات