بيان لجان التنسيق المحلية حول الضربات الجوّية الروسيّة
لليوم الثاني على التوالي، واصلت الطائرات الروسيّة هجماتها على الأرض السورية، لتوقع أكثر من 40 شهيداً كلهم من المدنيين، وبينهم أطفالٌ ونساء، في مدنٍ وبلداتٍ تخلو من أيّ حضورٍ لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مما يفضح المزاعم الروسيّة باستهداف هذا التنظيم، ويؤكّد أن للتدخل الروسيّ المباشر في الصراع هدفاً واحداً هو بقاء بشار الأسد.
إن انخراط القوّات الروسيّة إلى جانب ديكتاتورٍ قاتل، والذي تمّ التمهيد الإعلاميّ العالميّ له بطريقةٍ مدروسةٍ على مدار الشهر الأخير، يشير بمنتهى الوضوح إلى تواطؤٍ عامٍّ وموافقةٍ دوليةٍ على هذا الانخراط الإجراميّ. وما التحفظات الشكلية والباردة من القوى الدولية الفاعلة، واكتفاؤها بالتشكيك بالمواقع المستهدفة، دون أيّ إدانة لمقتل مدنيين، إلا تأكيدٌ على هذا التواطؤ، بل والشراكة في مشروعٍ واحدٍ سيؤدي الى ارتفاع وتيرة القتل واتساع دائرة الخراب، ويؤدي حتماً الى تنامي ظاهرة التطرف التي تزعم الحكومة الروسية أنها تسعى لمواجهته، وخاصة مع الصبغة الدينية التي اتخذها العدوان الروسي بمباركة رأس الكنيسة الأرثوذكسية له.
إن لجان التنسيق المحلية في سوريا، وهي تشارك عموم السوريين رفضهم القاطع للتدخل الروسيّ، فإنها أيضاً تشاركهم جميعاً، وبخاصّة الذين فقدوا أحبتهم جرّاء هذا العدوان الهمجيّ، العزاء والحزن. وتدعو كافة القوى والفصائل الثورية إلى الوحدة والتصدي للعدوان بكل السبل المتاحة، وتكرر اللجان نداءاتها للمجتمع الدولي بأخذ مسؤوليته الأخلاقية والقانونية اتجاه ما يحدث في سوريا.
الرحمة لشهدائنا الأبرار والنصر لثورتنا، من أجل سورية حرة ديمقراطية.

٢ تشرين أول 2015
لجان التنسيق المحلية في سوريا