الحج إلى بيت الله الحرام .. أم تجهيز المجاهدين للقتال في بلاد الشام .؟
25 / 9 / 2015
أبو ياسر السوري
=========
اهتم كثيرون بما وقع للحجاج من موت في موسم هذا الحج .؟ موت برافعة سقطت فوق الطائفين بالكعبة ، وموت بتدافع يقع بين الحجاج في منى .. ويعلن عن ضحايا بالمئات ، وربما هي بالآلاف .. ويتساءل المرء في سره : هل هذا دليل رضى وقبول .؟ ما أظن ذلك .. فالظاهر أنه أشبه بعقوبة إلهية .؟ ولكن لا عقوبة إلا بذنب .. ولو تحسسنا الذنوب الموجبة لهذه العقوبات ، فلن نجد ذنبا خاصا ، استوجب أن يموت هؤلاء الحجاج بهذه الصورة أو تلك ، فترجح أن يكون الذنب عاما ، مما يؤخذ به المذنب وغير المذنب " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة "
المسلمون اليوم يتعرضون إلى حرب عالمية يحاول فيها الأعداء استئصال شأفتنا ، وهم يتشاغلون عن هذه الحرب بأمور أخرى لا علاقة لها بواجب الوقت ، مخالفين في ذلك روح الشريعة الإسلامية ، التي تأمرهم في هذا الظرف بإعطاء الأولوية للجهاد في سبيل الله .. والتفرغ للدفاع عن وجود الأمة ، بقتال أعدائها المتربصين بها الدوائر .. وأن لا يشغل المسلمين عن ذلك أية عبادة أخرى .. وحين لم يراع المسلمون مبدأ الأخذ بالأولى ، عوقبوا بفتنة كبرى قتل فيها خليفة راشدي ، وانقسم المسلمون على أنفسهم انقاسامات ، ما زلنا نعاني منها حتى الآن .. ولعلنا نذكر أن المسلمين سافروا إلى الحج وخليفة المسلمين عثمان بن عفان محاصر في بيته ، يتربص به رعاع من البشر ، حركهم عبد الله بن سبأ اليهودي ، وألبهم عليه حتى قتلوه أخيرا .. ولو بقي الصحابة في المدينة آنذاك ، وحملوا السلاح لقتال هؤلاء المارقين الخارجين على عثمان لتغير الموقف .. ولكن الناس لم يتبينوا خطأهم إلا بعد وقوع المحذور .. علما بأن العقلاء منهم توقعوا قتل عثمان قبل أن يقع .. وممن توقع ذلك الأحنف بن قيس كما جاء في بعض الروايات التاريخية ، فقد قال : " ما أرى هذا الرجل - عثمان - إلا مقتولا " .. وكان الأحنف ممن ذهب إلى الحج تاركا عثمان يواجه مصيره وحده . والأحنف سيد بني تميم ، يغضب لغضبه 80 ألفا لا يسالونه فيم غضب .؟ ولو قرر يومها الوقوف مع عثمان هو وقبيلته لما حدث ما حدث ، ولتغيرت المعادلة ، وجنب المسلمين هذه الفتنة العظيمة .. لماذا نصر على تبني الخطأ .. وندير ظهورنا للصواب .؟ لقد جلب علينا حزب الله بخيله ورجله ، ونحن نتشاغل عنه بالدعوة وفتح مراكز لها في تركيا . وجاءت داعش لقتلنا ونحن متشاغلون عنها بالبحث في تكييفها الفقهي ، هل هم خوارج ؟ أم بغاة ؟ أم مخترقون من قبل المخابرات السورية ؟ أم هم صنيعة إيرانية ؟ أم .. أم .؟ ولم نفعل شيئا مفيدا .. وجاءت شيعة العراق .. ثم شيعة إيران فانخرطوا في الصراع ، ونحن نصرخ ونشجب بالكلام فقط .. دون أن نعد العدة لقتال أية واحدة من هذه الميليشيات .. حتى استفحل أمر حزب الله ، واستفحل أمر إيران ، وجاءت روسيا أخيرا لتشارك في مساندة الأسد .. واتسع الخرق على الراقع .. وما زال المسلمون المهددون بوجودهم يفكرون بالحج والعمرة .!! ولو وظف المسلمون ما أنفقوه على الحج هذا العام في قضية الجهاد في سبيل الله وتجهيز المقاتلين ، لكفاهم أن يسقطوا المشروع الإيراني ، والتآمر الأمريكي ، والعدوان الروسي ، ويلقموا هؤلاء جميعا أحجارهم ، ويردوها إلى أفواههم .. وتنتهي بذلك معاناة بلاد الشام .. ولكن ليس هنالك من يفتي بذلك .؟ فنحن نخشى صولة العوام .. ونخشى أن نتهم بمخالفة أحكام الإسلام .!! وهنالك شيء آخر يمكن ذكره في هذا السياق .. لقد شرع الله لنا صلاة الخوف في وقت الجهاد .. وأسقط لأجله صلاة الجماعة عن المسلمين في حال التحام الصفوف والاشتباك في القتال .. فلماذا نصر نحن على إقامة الجمعة والجماعات في المناطق الساخنة بسوريا ، ونعرض المصلين لأن تدمر المساجد فوق رؤوسهم عشرات المرات ولا نتعظ .؟ هل هذا فهم دقيق لروح الإسلام .؟ أم أنه لا يجرؤ أحد أن يفتي بخلاف ذلك خوف العوام .؟ عبد الله بن المبارك ، احد سادة التابعين ، وفقيه من فقهاء الأمة ، ومجاهد من مجاهديها .. كان خارجا إلى الحج ومعه قافلة تكفل بمصاريف من فيها لحجهم في الذهاب والإياب .. فنزلوا بمنزلة في الطريق ، فلاحظ ابن المبارك أن طفلة صغيرة تجمع فضلات الطعام قرب قافلة الحجيج التي يقودها .. فسالها ؟ فقالت إن لها إخوة أيتاما ليس لهم معيل ، فهي تطعمهم من هذه الفضلات .. فعدل ابن المبارك عن الحج ورد القافلة ، وأعطى المال لهؤلاء الأيتام . وقال : " هذا خير من حجنا في هذا العام " .
25 / 9 / 2015
أبو ياسر السوري
=========
اهتم كثيرون بما وقع للحجاج من موت في موسم هذا الحج .؟ موت برافعة سقطت فوق الطائفين بالكعبة ، وموت بتدافع يقع بين الحجاج في منى .. ويعلن عن ضحايا بالمئات ، وربما هي بالآلاف .. ويتساءل المرء في سره : هل هذا دليل رضى وقبول .؟ ما أظن ذلك .. فالظاهر أنه أشبه بعقوبة إلهية .؟ ولكن لا عقوبة إلا بذنب .. ولو تحسسنا الذنوب الموجبة لهذه العقوبات ، فلن نجد ذنبا خاصا ، استوجب أن يموت هؤلاء الحجاج بهذه الصورة أو تلك ، فترجح أن يكون الذنب عاما ، مما يؤخذ به المذنب وغير المذنب " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة "
المسلمون اليوم يتعرضون إلى حرب عالمية يحاول فيها الأعداء استئصال شأفتنا ، وهم يتشاغلون عن هذه الحرب بأمور أخرى لا علاقة لها بواجب الوقت ، مخالفين في ذلك روح الشريعة الإسلامية ، التي تأمرهم في هذا الظرف بإعطاء الأولوية للجهاد في سبيل الله .. والتفرغ للدفاع عن وجود الأمة ، بقتال أعدائها المتربصين بها الدوائر .. وأن لا يشغل المسلمين عن ذلك أية عبادة أخرى .. وحين لم يراع المسلمون مبدأ الأخذ بالأولى ، عوقبوا بفتنة كبرى قتل فيها خليفة راشدي ، وانقسم المسلمون على أنفسهم انقاسامات ، ما زلنا نعاني منها حتى الآن .. ولعلنا نذكر أن المسلمين سافروا إلى الحج وخليفة المسلمين عثمان بن عفان محاصر في بيته ، يتربص به رعاع من البشر ، حركهم عبد الله بن سبأ اليهودي ، وألبهم عليه حتى قتلوه أخيرا .. ولو بقي الصحابة في المدينة آنذاك ، وحملوا السلاح لقتال هؤلاء المارقين الخارجين على عثمان لتغير الموقف .. ولكن الناس لم يتبينوا خطأهم إلا بعد وقوع المحذور .. علما بأن العقلاء منهم توقعوا قتل عثمان قبل أن يقع .. وممن توقع ذلك الأحنف بن قيس كما جاء في بعض الروايات التاريخية ، فقد قال : " ما أرى هذا الرجل - عثمان - إلا مقتولا " .. وكان الأحنف ممن ذهب إلى الحج تاركا عثمان يواجه مصيره وحده . والأحنف سيد بني تميم ، يغضب لغضبه 80 ألفا لا يسالونه فيم غضب .؟ ولو قرر يومها الوقوف مع عثمان هو وقبيلته لما حدث ما حدث ، ولتغيرت المعادلة ، وجنب المسلمين هذه الفتنة العظيمة .. لماذا نصر على تبني الخطأ .. وندير ظهورنا للصواب .؟ لقد جلب علينا حزب الله بخيله ورجله ، ونحن نتشاغل عنه بالدعوة وفتح مراكز لها في تركيا . وجاءت داعش لقتلنا ونحن متشاغلون عنها بالبحث في تكييفها الفقهي ، هل هم خوارج ؟ أم بغاة ؟ أم مخترقون من قبل المخابرات السورية ؟ أم هم صنيعة إيرانية ؟ أم .. أم .؟ ولم نفعل شيئا مفيدا .. وجاءت شيعة العراق .. ثم شيعة إيران فانخرطوا في الصراع ، ونحن نصرخ ونشجب بالكلام فقط .. دون أن نعد العدة لقتال أية واحدة من هذه الميليشيات .. حتى استفحل أمر حزب الله ، واستفحل أمر إيران ، وجاءت روسيا أخيرا لتشارك في مساندة الأسد .. واتسع الخرق على الراقع .. وما زال المسلمون المهددون بوجودهم يفكرون بالحج والعمرة .!! ولو وظف المسلمون ما أنفقوه على الحج هذا العام في قضية الجهاد في سبيل الله وتجهيز المقاتلين ، لكفاهم أن يسقطوا المشروع الإيراني ، والتآمر الأمريكي ، والعدوان الروسي ، ويلقموا هؤلاء جميعا أحجارهم ، ويردوها إلى أفواههم .. وتنتهي بذلك معاناة بلاد الشام .. ولكن ليس هنالك من يفتي بذلك .؟ فنحن نخشى صولة العوام .. ونخشى أن نتهم بمخالفة أحكام الإسلام .!! وهنالك شيء آخر يمكن ذكره في هذا السياق .. لقد شرع الله لنا صلاة الخوف في وقت الجهاد .. وأسقط لأجله صلاة الجماعة عن المسلمين في حال التحام الصفوف والاشتباك في القتال .. فلماذا نصر نحن على إقامة الجمعة والجماعات في المناطق الساخنة بسوريا ، ونعرض المصلين لأن تدمر المساجد فوق رؤوسهم عشرات المرات ولا نتعظ .؟ هل هذا فهم دقيق لروح الإسلام .؟ أم أنه لا يجرؤ أحد أن يفتي بخلاف ذلك خوف العوام .؟ عبد الله بن المبارك ، احد سادة التابعين ، وفقيه من فقهاء الأمة ، ومجاهد من مجاهديها .. كان خارجا إلى الحج ومعه قافلة تكفل بمصاريف من فيها لحجهم في الذهاب والإياب .. فنزلوا بمنزلة في الطريق ، فلاحظ ابن المبارك أن طفلة صغيرة تجمع فضلات الطعام قرب قافلة الحجيج التي يقودها .. فسالها ؟ فقالت إن لها إخوة أيتاما ليس لهم معيل ، فهي تطعمهم من هذه الفضلات .. فعدل ابن المبارك عن الحج ورد القافلة ، وأعطى المال لهؤلاء الأيتام . وقال : " هذا خير من حجنا في هذا العام " .