هل ستكون سوريا سببا في توتر العلاقات بين روسيا وإيران .؟
20 / 9 / 2015
بقلم : ابو ياسر السوري
==========
أثرت هذا السؤال يوم أمس .. وأردتُ معرفة رأي القراء فيما يجري حولهم .؟ فتبين لي أن ما يجري في سوريا .. هو مما يعني الإيراني والروسي والصيني والأمريكي والأوربي .. وحتى الكوري والفنزويلي والكوبي ، وكلَّ مُسْتَخْفٍ بالليل وساربٍ بالنهار ، إلا السوريين أنفسهم ..
لماذا ..؟؟؟
قد يقول قائل : لا نريد مزيداً من الكلام الفارغ .. نحن نريد شيئا واحدا .. نريد أن تنتهي هذه المشكلة ، التي كلفتنا شهداء ومعوّقين ومشرّدين ومهجّرين ومعتقلين ، وأرهقتنا حصارا وجوعا وموتا .. وهدمت بيوتنا ويتمت أبناءنا وبناتنا . ومزقت شمل أسرنا .. ولا نريد أن نقرأ شيئا ، شبعنا كلاما وتنظيرا ..!!
::::::::
حسنا . كلنا يريد هذا .؟ ولكن من الذي يمكن أن ينهي لنا هذه المشكلة .؟ وكيف .؟
فأمريكا غير مستعجلة على أن يسقط الأسد . ولا مانع لدىها - بحسب تريح كيري - أن يستمر الحال على هذا المنوال شهورا بل سنوات .. وروسيا - كما ترون - بدأت تسنفر قواتها العسكرية بحرا وجوا وبرا .. وبدأت ببناء قواعد عسكرية لها ، وهي تصرح الآن بأنها لا تسمح بسقوط الأسد .. وإيران ومنذ بداية الأزمة ، قد جلبت علينا بخيلها ورجلها ، واستنفرت لقتالنا كل شيعي وشيعية في العالم ليأخذوا منا بثأر الحسين .. وأوربا تشاطر أمريكا الرأي بانه لا مانع أن يقتل المزيد من السوريين والإسلاميين الذين يقاتلون مع داعش أو مع غير داعش ، فأي موت ينزل بالإسلاميين هو في نظرهم تقليم لأظافر الإرهاب .. والإرهاب في رأيهم هو " الإسلام " .
فنحن إذنْ نُقتل من أكثر من جهة :
1 - النظام الأسدي الطائفي يقتلنا .. لأننا في نظره عبيد قلنا (لا) لأسيادنا ، فحق علينا العقاب .
2 – دولة داعش تقتلنا .. لأننا لم نؤمن بخليفتها البغدادي ، فنحن في نظرهم مرتدون يجب قتلنا .
3 – دول أخرى تشارك في قتلنا ، إما لمطامع استعمارية كروسيا ، وإما لتنفيذ أجندة مذهبية دينية كإيران . وإما دول تشارك في قتلنا خدمة لإسرائيل وضمانا لأمنها .
وهؤلاء جميعا لا يهمهم إنهاء الصراع في الوقت الحاضر إلا بهزيمتنا واستسلامنا .. وحتى لو اضطروا إلى إنهائه قبل استسلامنا ، فلن ينهوه إن أمكنهم على الصورة التي نحب نحن ونرضى ..
ونعود هنا للسؤال : ما المخرج من هذه المعاناة .؟ وما الخلاص من هذه المأساة .؟
وإذا استبعدنا من المعادلة ، تلك الدول التي لا يهمها سوى أمن إسرائيل ، لأن النظام العميل ، قد وفى لإسرائيل بوعده ، وقام بتدمير سوريا وخرابها ، حتى لم يبق فيها أي خطر على إسرائيل من الآن وإلى ما بعد خمسين سنة قادمة على أقل تقدير .. إذا استبعدنا هؤلاء لأنه لا مانع لديهم من إنهاء المشكلة على صورة ما ، فلنكن على يقين بأنهم لن يعملوا على إنهائها بصورة تضر بالأسد ، أو تلبي لنا كل مطالبنا التي بذلنا من أجلها أعظم التضحيات ...
خيرا .. دعونا إذن من تلك الدول التي تدور في فلك إسرائيل .. وتعالوا نحلم بنشوب خلاف ما ، يقوم بين إيران وروسيا لتعارض مصالحهما في سوريا .؟ ولنقل إن ذلك النزاع سيكون عاملا على إنهاء الأزمة بشكل يضمن لروسيا مصالحها ، ويحرم إيران من تنفيذ مخططها الرامي إلى تحويل السوريين إلى مطبرين بشتم أبي بكر وعمر ..
ولكنْ لماذا تختلف روسيا وإيران .؟ ألا يجوز أن تضمن روسيا مصالحها بشكل كامل .. وتسمح لإيران بنشر التشيع ، وفرضه على السوريين .؟ نعم إن ذلك ممكن . ونشر التشيع في سوريا لا يزعج روسيا ، وكذلك لا تمانع منه إسرائيل . فقد قال بعض ساستها يوما : إنه ليس بيننا وبين الشيعة عداء .. فأعداؤنا هم أبناء السنة فقط ..
وختام القول : يجب أن نعتمد على الله .. وعلى الله وحده . ونعلم أن كل من يشاركون في قتلنا هم أعداؤنا ، ولن يكفوا عن قتلنا إلا إذا انتصرنا عليهم وقطعنا أيديهم ، وأرجلهم ، ورؤوسهم . ولن يكون ذلك إلا إذا غيرنا ما بأنفسنا ، وقررنا منازلة أعدائنا ، وخضنا ميادين القتال واثقين بنصر الله . فالله أقوى من أهل الأرض جميعا ولو اجتمعوا .. و[ كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين* ].