يد الاستعمار
الجاسوس كلوب باشا
الملقب أبو حنيك
التاريخ لايرحم مهما جرى تزييفه وتطعيمه بأحداث وأسماء لتلطيف الخيانة أو لنقل لقلب الخيانة إلى بطولة
نحن في صدد تداول قصة جاسوس شارك في تدمير خلافة المسلمين وتفتيت العراق وقهر البدو الذين هبّوا في وجه الغرب وعملاؤه بعد أن تبيّن للعرب المسلمين خطة الغرب في تقسيم بلاد الاسلام وتوطين اليهود
هذا الجاسوس الحقير تمكّن من تغيير خطة الكتائب المسلمة التي كانت تريد استرجاع ماأخذه اليهود من فلسطين الحبيبة بعد أن سرّب كل المعلومات اللازمة لليهود لتمكينهم أكثر
عندما أرادت بريطانيا استرضاء حلفائها العرب الذين دمروا الخلافة الاسلامية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى، انتزعت شرق الأردن من سوريا الكبرى، وجعلتـه إمارةً أقامت عليها الأمير عبد الله بن الحسين.
حاول عبد الله. بن الحسين لدى بريطانيا الحصول على منطقةٍ خصبةٍ من الأراضي الواقعة شرق الأردن أو من العراق أو سوريا ولكن لم يتسن له ذلك.
لذا فإن عبد الله بن الحسين الذي وقّع على منح اليهود أرضاً في فلسطين عندما رفض والده التوقيع لدى محاولة الجاسوس "لورانس" الشهير بلورنس العرب أَخْذِ هذا التوقيع، خطر بباله الاستفادة من قرار التقسيم بضم أراضٍ غرب نـهر الأردن تشملُ أراضٍ خصبةٍ ما كان يحلم بـها، لذلك فإن الأمير عبد الله عندما رفض العرب قرار التقسيم كان هو موافقاً ضمنياً ولو أنـه تظاهر برفض هذا القرار، وليس أدلَّ على هذا إلا الاتفاقيات والمحادثات لرئيس وزرائه توفيق باشا أبو الهدى مع وزير الخارجية البريطاني السير بيفن كشف هذه المحادثات الجنرال كلوب بعدما طُرد من الأردن وقد ذكر ذلك في مذكراتـه، فقد رافق كلوب أبو الهدى في محادثاتـه كمترجمٍ وجاء في هذه المحادثات السرية أن بريطانيا ستسحب قواتـها من فلسطين 15 أيار 1948م وأن اليهود جاهزين عسكرياً وإدارياً لإقامة دولةٍ بينما العربُ ليسوا كذلك، لذا فان اليهود سيقومون باحتلال كامل فلسطين حتى نـهر الأردن أو أن الحاج أمين الحسيني سيعين نفسه حاكماً عاماً على فلسطين.
وكلا هذين الأمرين ليسا في صالح بريطانيا ولا في صالح الأردن، وغالباً سيقوم العرب في فلسطين بالاستنجاد بالجيش الأردني لصد اليهود عنـهم.
لذا فإنني أعرض عليكم أنـه حيال انتـهاء الانتداب على فلسطين سيقوم الجيش الأردني بدخول مناطق فلسطين العربية فقط والتي جاءت في قرار التقسيم ويضمه إلى الأردن متظاهراً أمام العرب أنـه يخوض حرباً ضد اليهود.
وتعهَّد أبو الهدى عدم دخول الجليل أو قطاع غزة أو أي شبرٍ من المناطق اليهودية ويرد عليه بيفن قائلاً: (إن هذا هو الحل الوحيد المعقول)(1)، كذلك تعهد أبو الهدى بعدم التفكير في إقامة سوريا الكبرى حال توسع الأردن بالضفة.
وعندما سأل أبو الهدى عن موافقة الملك عبد الله على ذلك، أجاب أنـه لا يقطع أمراً دونـه.
من خلال هذا الحديث نجد أن الملك عبد الله بن الحسين من خلال حديث رئيس وزرائه أبو الهدى كان يخطط لضم جزءٍ خصب من فلسطين إلى الأردن وهذا الذي كان يسعى إليه عبد الله منذ فترة طويلة لإحياء شرق الأردن الصحراوي.
أضف إلى ذلك أن هذا الحديث يدلنا على موافقة عبد الله ورئيس وزرائه على قرار التقسيم الذي رفضه العرب.وإن هذا الحديث نفسه دار بين رئيس وزراء الأردن أبو الهدى و"كلاتيون" أحد مسؤولي المخابرات البريطانية في الشرق وأبرق بـها إلى وزارة الخارجية بعد أن وثقها، ووقع عليها عبد الله، نشر هذا كله في وثيقةٍ سريةٍ من الوثائق البريطانية ورقم القيد 45 في 14/ ديسمبر /1947م( ).
هذا هو الجانب السياسي في المؤامرة ضد الشعب الفلسطيني.
أما القسم العسكري فتولاه الجنرال "كلوب باشا" مع باقي الضباط الإنجليز الذين كانوا يقودون الجيش الأردني، وسيطر عبد الله على قيادة جميع الجيوش العربية الداخلة إلى فلسطين وبالتالي أصبح الإنجليز أصحاب وعد بلفور هم الذين يديرون المعركة ضد العرب وليس ضد اليهود، وأصبح المواطن العربي في الأردن ومصر وسوريا واليمن وباقي الشعوب العربية التي اشتركت في الحرب تُقدّم فلذات أكبادها في الحرب طُعماً لهذه المؤامرة الخبيثة.
ونجد أن الجاسوس كلوب مع باقي ضباط الإنجليز عملوا بكل قوةٍ لكشف الجيوش العربية أمام اليهود وسهَّلوا لليهود عمليات اختراق هذه القوات وضربـها، والاستيلاء على القرى والمدن التي كانت تسيطر عليها عدا معارك محدودةٍ وبسيطةٍ، فتمرد الضباط العرب على هذه القيادة المتآمرة وقاموا بالسيطرة على مواقع ومدن في فلسطين كما حدث في القدس الشرقية.
الثابت بحسب الوثائق البريطانية المفرج عنها وشخصيات كانت تعيش احداث الخيانة او شاركت في نسج ملامحها ان الجاسوس كلوب باشا قائد الجيوش العربية هو من قاد عملية تدمير قافلة السلاح القادمة من دمشق عبر بيروت وهو من سهل امتلاك اليهود للسلاح أثناء انسحابـها، حيث سهّلت السلطات البريطانية لهم الاستيلاء على مخازن السلاح الخاصة بالجيش البريطاني مُضافاً إلى ذلك الشحنات الخارجية التي كانت تصل إليهم، وليس أدلّ على ذلك إلاّ الشحنة التشيكية التي وصلت إليهم خلال هدنة الحرب، أضف إلى هذا قصر خطوط إمدادات العدو، ومعرفة العدو لطبيعة المعركة، والحصول على معلوماتٍ إستخباراتيةٍ لا بأس بـها عن القوات العربية.
كان كلوب باشا وضباطه يحكمون القيادة العربية بواجهة عربية وهو الملك عبد الله الذي أُعلن ملكاً على شرق الأردن عام 1946م، والذي أعلن أنه دخل مع بريطانيا في اتفاقية دفاعٍ، ووضع قواتٍ بريطانيةٍ في مطارات الأردن – في المفرق – وعمّان( )!
المهم أن الجيش الأردني الذي كان يُعرف بالجيش العربي وهو صفوة الخونة الذي ساقهم لورانس وكل جواسيس بريطانية والذين كانوا القوات الضاربة التي مكّنت الانجليز والفرنسيين من تفتيت حاميات الخلافة الاسلامية واحتلال فلسطين وشرق الاردن بلا معارك تذكر بحيث لم يسقط للانجليز والفرنسيين ولاحتى جندي واحد فقد كان الانجليز يقودون الهمج ليفتكوا ببني جلدتهم ودينهم ومن ثم يأتي البريطانيين واليهود ليفرضوا الامر الواقع بالاستيطان والاستيلاء على الاراضي وهذا ماكان يتفاخر به الجاسوس لورانس وخلاياه الجاسوسية التي زرعتها بريطانية بين ظهراني المسلمين بأنه لم يخسر ولا حتى جندي بريطاني واحد في عملية اسقاط الخلافة الاسلامية وتفتيت سورية وتسليم فلسطين لليهود
من هنا نجد أن الجيش العربي الخائن كان أغلب ضباطه من الإنجليز، وكان عددهم 48 ضابطاً يسيطرون على معظم قطاعات الجيش، ولم يكن من الضباط الأردنيين سوى أربعةٍ، منـهم المجاهد البطل عبد الله التل!!
ولكل من يقرأ عن سير المعارك أن هؤلاء الضباط الإنجليز كانوا سبباً في هزيمة القوات العربية في كثيرٍ من المعا
من هو الجاسوس كلوب أو جلوب باشا
هذا الحقير قائد الجيش العربي لانقاذ فلسطين
جلوب باشا (1897 ـ 1986م) اللفتنانت جنرال جون باجوت جلوب، ويطلق عليه (كلوب باشا)، ضابط بريطاني، عمل في الجيش البريطاني في العراق عام 1920م، ثم استقال من الجيش البريطاني عام 1926م، والتحق بقوات الصحراء العراقية ونجح في التصدي للغزوات القبلية بالعراق. فعينته الحكومة الأردنية التابعة للتاج البريطاني في الجيش الأردني ليقوم بقمع الغزوات البدوية التي كانت تحدث في الأردن والتي انبرى إليها الغيارى من سورية وشرق الاردن في محاولة لتلافي سلخ منطقة ماتسمى شرق الاردن عن سورية الأم كما كان لدولة لبنان الكبير وفلسطين وقد نجح البريطانيون وبقوات الخونة من سحق كل تحرك من أجل ارجوع شرق الاردن لسورية وفلسطين لأهلها . وظل الجاسوس كلوب في منصبه (من 1930 ـ 1939م) إلى أن اُختير رئيسًا لأركان حرب الجيش العربي الأردني عام 1939م، وكان هذا الجيش يتلقى مساعدات بريطانية كبيرة سنويًا، ويعمل به عدد كبير من الضباط البريطانيين وبذلك فإن هذا الجيش ليس فيه من العروبة شيء إلا اسمه وبعض الجنود المغلوب على امرهم والمرتزقة .
في عام 1939 خلف جلوب فريدريك جيرارد بييك في قيادة الجيش العربي الخائن.
كلوب باشا.. والخيانة
في اجتماع كشفت عنه الوثائق البريطانية، حيث تم بين "توفيق أبو الهدى" (رئيس وزراء الأردن آنذاك) ومستر "بيفن" (وزير خارجية إنجلترا).. أوضح فيه أبو الهدى لبيفن أن اليهود في فلسطين قد أعدوا حكومة وقوة بوليس وجيشًا كي يتمكنوا من تسلم السلطة فور انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، في حين لم يستعد العرب بشيء.
وقبل أن يفرغ الجنرال كلوب من ترجمة العبارة الأخير، قاطعه بيفن قائلاً: إن ذلك هو الشيء الوحيد المعقول والمقبول من بريطانيا، شريطة ألا يتجاوز الفيلق العربي ما هو مخصص للفلسطينيين في قرار التقسيم. ثم وجه كلامه للجنرال كلوب قائلاً: كما أنني أتوقع من الفيلق العربي ما هو أكثر من ذلك، وهو أن يمنع غيره ـ من العرب ـ من اعتراض تنفيذ قرار التقسيم بالنسبة للجزء المخصص للدولة اليهودية.
تدخل الجيوش العربية ودور كلوب باشا
وتحت ضغط الشعوب الإسلامية هبت الدول العربية المستقلة حديثًا في تلك الفترة إلى الإعلان عن قمة عربية أصدرت من خلالها قرارًا يقضي بدخول الجيوش العربية إلى فلسطين نجدة لأهلها – كانت الخطة العربية تقتضي بأن تهاجم الجيوش العربية مواقع الجيش اليهودي ومستعمراته عن طريق شطر فلسطين إلى شطرين يقطع الاتصال بين المستعمرات المتناثرة ويؤمن طريق الوصول بالجيوش العربية إلى حيث المراكز الصهيونية في حيفا وتل أبيب، لكن هذه الخطة تغيرت بخطة وضعت من قبل الجنرال البريطاني كلوب وزير الدفاع الأردني في تلك الآونة، وكان هذا التغير مفاجئًا للجيوش العربية وقادتها خاصة, وأنه جاء قبل دخول الجيوش العربية فلسطين بثمانية وأربعين ساعة.
عن هذا التغير المفاجئ في الخطة يقول اللواء الركن محمود شيت الخطاب: (كان التغير مقصودًا، والذي أراده كلوب باشا من وراء ذلك زج الجيوش العربية في مأزق حرج, وذلك عن طريق كشف أجنحتها لقوات العدو؛ ما يترتب على ذلك شل حركتها وقتل فعاليتها العربية. ولو نفذت الخطة الأصلية التي وضعها العسكريون العرب والتي تهدف إلى شطر فلسطين إلى قسمين لكان من الممكن أن تأتي بفوائد إيجابية لأنها ستؤدي إلى تشتيت القوات اليهودية وتحول دون الاتصال بينها).
البطل طلال بن عبد الله الأول وفشله في قتل جاسوس بريطانية
الملك طلال