طالب علم يستشيركم في أمرٍ أهمه ، فأشيروا عليه مأجورين :
بقلم : ابو ياسر السوري
8 / 9 / 2015
ملاحظة : اقرأها فهي مفيدة فيما نحن فيه من أوضاع ثورية ..
========================
يقول صاحبنا المستشير : إني أدلي أحيانا - عبر الفيسبوك - بنصيحة للمسلمين في قضية أنا عالم بها ، ملمٌّ بحكمها الشرعي ، مطلع على مكامن الخطأ والصواب فيها ..
فينبري لي أحدهم فيسألني : من أنت .؟ وأين تعيش الآن .؟ إن كنت تعيش في مصر كما هو مذكور في بياناتك الشخصية ، فلماذا تنهى غيرك عن الهجرة وأنت مهاجر .؟ ويشعرني أنه رافض لنصحي ، ضارب به عرض الحائط ...
والحقيقة لست أدري هل من شرط النصيحة أن يكون الناصح معروفا حتى يُقبَلَ نصحه ، أم أنَّ الحكمة ضالة المؤمن أنَّى وجدها التقطها .؟؟
ثم لستُ أدري ماعلاقة شخصي أنا بقولي .؟ ولماذا تنعكس الجهالة بشخصي سلبا على كلامي .؟ ولماذا لا يُنظَرُ إلى نفس القول بغضِّ النظر عن قائله ، طالما أنه قولٌ مؤيد بأدلته من الكتاب والسنة وآراء العلماء ؟ أليس من الخطأ أن يُقيِّمَ الكلام من خلال القائل لا من خلال مستنده الشرعي .؟ إي والله إنه لخطأ جسيم ، وقلبٌ للأمور رأسا على عقب .. سأل علي رضي الله عنه جلساءه يوما فقال : هل تعرفون الرجالَ بالحقِّ أم الحقَّ بالرجال .؟ قالوا : نعرف الحقَّ بالرجال .. فقال علي رضي الله عنه : لا تعرفوا الحق بالرجال ، بل اعرفوا الرجالَ بالحقِّ ، فالحقُّ أقدمُ من الرجال .
وواحدة أخرى لعلها أخطر مما سبق ، وهي سؤال المعترض عليك : من أنت .؟ وأين تعيش .؟
ولنا أن نسأل هنا : هل من الضرورة أن لا يُقبل الكلام إلا ممن نعرف مدخله ومخرجه ومسكنه واسمه الحقيقي ونسبه إلى الجد السابع .؟ هل هذا أمر شرعي .؟ ونحن في حرب مع عدو لا يرحم من له صلة بك مهما كانت درجة قرابته منك .؟ تعالوا نحكم السيرة النبوية بيننا في هذا الشأن :
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبيل (معركة بدر) حتى وقف على شيخ من العرب اسمه سفيان الضمري ، فسأله النبي قائلا : ما تعرف عن محمد وقريش وما بلغك من خبر الفريقين ؟ فقال الشيخ : لا أخبركم حتى تخبروني ممن أنتم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أخبرتنا أخبرناك .. فأخبرهم ثم قال : من أنتم ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نحن من ماء ، ثم انصرف ، ولم يخبره.. مشيرا بذلك إلى قوله تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) فانظروا كيف استخدم النبي التورية ، وعلمنا بأبي هو وأمي درسا نافعا في الكتمان ، خاصة في الظروف الحربية ، لئلا يفيد العدو من أية معلومة تخدمه وتؤذينا .. .
ثم يضيف صاحبنا طالب العلم قائلا : وقد يعترض عليَّ آخر فيقول لي : لا يحل لك أن تتكلم بالدين وأنت لست من المختصين في العلم الشرعي .!!
وأتساءل هنا مرة أخرى : كيف اكتشف (صديق الفيسبوك) أني غير مختص بعلم الشريعة وأنا - فيما أعلم من نفسي - طالب علم شرعي لم أنقطع عن مطالعة الفقه وأصوله والتفسير معقوله ومنقوله ، والحديث ومصطلحه والعقيدة وما يتعلق بها من تاريخ الفرق والملل والنحل ... وسائر العلوم الشرعية منذ أكثر من نصف قرن تقريبا .. ولكني في نظر ( صديق الفيسبوك ) أني جاهل لا يحق لي أن أتكلم بأية قضية شرعية ..!! كيف حكم بهذا . وعلام استند في حكمه .؟ لست أدري .؟؟؟؟
ولكن في الحقيقة يا إخواني : إنني أنظر في كلام هؤلاء المعترضين ، فأجد فيه حقا وباطلا . فمن الباطل في كلامهم ، ما أشرت إليه من رميهم إياي بالجهل في الدين وهو خلاف الواقع .. ومن الحق في كلامهم حق مثلا ، انهم يستنكرون عليَّ أن أنهى غيري عن الهجرة وأنا مهاجر . لأني أكون بهذا قد خالفتُ الناس إلى ما أنهاهم عنه ، وهذا أمر لا يليق بصاحبه ، وهو من الحق المر ، الذي لا سبيل إلى إنكاره ، قال تعالى على لسان شعيب عليه السلام ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ) وما زال البشر يستقبحون أن يقول المرء خلافا لما يفعل ، حتى توارد على ذم ذلك أكثر من شاعر حكيم ...
قال أبو الأسود الدؤلي : لا تنه عن خلق وتأتي مثله : عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ
وقــــال أخـر : وغيرُ تقيٍّ يأمرُ الناس بالتّقَى : طبيبٌ يداوي الناس وهـو عـلـيـلُ
وقـــــال ثالـث : فإنـك إذ ما تأتِ ما أنـت آمـرٌ : بــه تُـلْـفِ مَـنْ إيِّــاهُ تـأمـرُ آتـيـا
فأنا – كما ترون - بين قضيتين :
الأولى : قولُ الحق وبذل النصح للمسلمين بالقلم واللسان .. مع العلم أني في سن لا أقوى معها على حمل السلاح والمشاركة الفعلية في ميادين الشرف والجهاد ..
والثانية : رفضُ الأخذ بما اقول من قبل أكثر من ( صديق فيسبوكي ) وجَّهَ إليّ نفس الأسئلة ؟ من أنت .؟ وأين تعيش .؟ و ( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) ..!! ولا أدري هل هو محقق في المخابرات ، أم هو شخص لا يدري ما يقول .؟؟
فأشيروا عليَّ مأجورين غير مأمورين ، هل أستمرُّ أكتبُ في الفيسبوك دالاً على خير ، مصوبا خطأ ، مرشداً إلى فكرة تفيد الثورة ، مقويا من عزائم الثوار ، مواسيا لهم في مصابهم ، راثيا لشهدائهم .. أم أكف عن ذلك كله وأريح وأستريح .؟؟
أشيروا علي أيها الإخوة . فالمشورة لقاح العقول ، ورائد الصواب ، والمستشير على طرف من النجاح.
بقلم : ابو ياسر السوري
8 / 9 / 2015
ملاحظة : اقرأها فهي مفيدة فيما نحن فيه من أوضاع ثورية ..
========================
يقول صاحبنا المستشير : إني أدلي أحيانا - عبر الفيسبوك - بنصيحة للمسلمين في قضية أنا عالم بها ، ملمٌّ بحكمها الشرعي ، مطلع على مكامن الخطأ والصواب فيها ..
فينبري لي أحدهم فيسألني : من أنت .؟ وأين تعيش الآن .؟ إن كنت تعيش في مصر كما هو مذكور في بياناتك الشخصية ، فلماذا تنهى غيرك عن الهجرة وأنت مهاجر .؟ ويشعرني أنه رافض لنصحي ، ضارب به عرض الحائط ...
والحقيقة لست أدري هل من شرط النصيحة أن يكون الناصح معروفا حتى يُقبَلَ نصحه ، أم أنَّ الحكمة ضالة المؤمن أنَّى وجدها التقطها .؟؟
ثم لستُ أدري ماعلاقة شخصي أنا بقولي .؟ ولماذا تنعكس الجهالة بشخصي سلبا على كلامي .؟ ولماذا لا يُنظَرُ إلى نفس القول بغضِّ النظر عن قائله ، طالما أنه قولٌ مؤيد بأدلته من الكتاب والسنة وآراء العلماء ؟ أليس من الخطأ أن يُقيِّمَ الكلام من خلال القائل لا من خلال مستنده الشرعي .؟ إي والله إنه لخطأ جسيم ، وقلبٌ للأمور رأسا على عقب .. سأل علي رضي الله عنه جلساءه يوما فقال : هل تعرفون الرجالَ بالحقِّ أم الحقَّ بالرجال .؟ قالوا : نعرف الحقَّ بالرجال .. فقال علي رضي الله عنه : لا تعرفوا الحق بالرجال ، بل اعرفوا الرجالَ بالحقِّ ، فالحقُّ أقدمُ من الرجال .
وواحدة أخرى لعلها أخطر مما سبق ، وهي سؤال المعترض عليك : من أنت .؟ وأين تعيش .؟
ولنا أن نسأل هنا : هل من الضرورة أن لا يُقبل الكلام إلا ممن نعرف مدخله ومخرجه ومسكنه واسمه الحقيقي ونسبه إلى الجد السابع .؟ هل هذا أمر شرعي .؟ ونحن في حرب مع عدو لا يرحم من له صلة بك مهما كانت درجة قرابته منك .؟ تعالوا نحكم السيرة النبوية بيننا في هذا الشأن :
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبيل (معركة بدر) حتى وقف على شيخ من العرب اسمه سفيان الضمري ، فسأله النبي قائلا : ما تعرف عن محمد وقريش وما بلغك من خبر الفريقين ؟ فقال الشيخ : لا أخبركم حتى تخبروني ممن أنتم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أخبرتنا أخبرناك .. فأخبرهم ثم قال : من أنتم ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نحن من ماء ، ثم انصرف ، ولم يخبره.. مشيرا بذلك إلى قوله تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) فانظروا كيف استخدم النبي التورية ، وعلمنا بأبي هو وأمي درسا نافعا في الكتمان ، خاصة في الظروف الحربية ، لئلا يفيد العدو من أية معلومة تخدمه وتؤذينا .. .
ثم يضيف صاحبنا طالب العلم قائلا : وقد يعترض عليَّ آخر فيقول لي : لا يحل لك أن تتكلم بالدين وأنت لست من المختصين في العلم الشرعي .!!
وأتساءل هنا مرة أخرى : كيف اكتشف (صديق الفيسبوك) أني غير مختص بعلم الشريعة وأنا - فيما أعلم من نفسي - طالب علم شرعي لم أنقطع عن مطالعة الفقه وأصوله والتفسير معقوله ومنقوله ، والحديث ومصطلحه والعقيدة وما يتعلق بها من تاريخ الفرق والملل والنحل ... وسائر العلوم الشرعية منذ أكثر من نصف قرن تقريبا .. ولكني في نظر ( صديق الفيسبوك ) أني جاهل لا يحق لي أن أتكلم بأية قضية شرعية ..!! كيف حكم بهذا . وعلام استند في حكمه .؟ لست أدري .؟؟؟؟
ولكن في الحقيقة يا إخواني : إنني أنظر في كلام هؤلاء المعترضين ، فأجد فيه حقا وباطلا . فمن الباطل في كلامهم ، ما أشرت إليه من رميهم إياي بالجهل في الدين وهو خلاف الواقع .. ومن الحق في كلامهم حق مثلا ، انهم يستنكرون عليَّ أن أنهى غيري عن الهجرة وأنا مهاجر . لأني أكون بهذا قد خالفتُ الناس إلى ما أنهاهم عنه ، وهذا أمر لا يليق بصاحبه ، وهو من الحق المر ، الذي لا سبيل إلى إنكاره ، قال تعالى على لسان شعيب عليه السلام ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ) وما زال البشر يستقبحون أن يقول المرء خلافا لما يفعل ، حتى توارد على ذم ذلك أكثر من شاعر حكيم ...
قال أبو الأسود الدؤلي : لا تنه عن خلق وتأتي مثله : عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ
وقــــال أخـر : وغيرُ تقيٍّ يأمرُ الناس بالتّقَى : طبيبٌ يداوي الناس وهـو عـلـيـلُ
وقـــــال ثالـث : فإنـك إذ ما تأتِ ما أنـت آمـرٌ : بــه تُـلْـفِ مَـنْ إيِّــاهُ تـأمـرُ آتـيـا
فأنا – كما ترون - بين قضيتين :
الأولى : قولُ الحق وبذل النصح للمسلمين بالقلم واللسان .. مع العلم أني في سن لا أقوى معها على حمل السلاح والمشاركة الفعلية في ميادين الشرف والجهاد ..
والثانية : رفضُ الأخذ بما اقول من قبل أكثر من ( صديق فيسبوكي ) وجَّهَ إليّ نفس الأسئلة ؟ من أنت .؟ وأين تعيش .؟ و ( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) ..!! ولا أدري هل هو محقق في المخابرات ، أم هو شخص لا يدري ما يقول .؟؟
فأشيروا عليَّ مأجورين غير مأمورين ، هل أستمرُّ أكتبُ في الفيسبوك دالاً على خير ، مصوبا خطأ ، مرشداً إلى فكرة تفيد الثورة ، مقويا من عزائم الثوار ، مواسيا لهم في مصابهم ، راثيا لشهدائهم .. أم أكف عن ذلك كله وأريح وأستريح .؟؟
أشيروا علي أيها الإخوة . فالمشورة لقاح العقول ، ورائد الصواب ، والمستشير على طرف من النجاح.