الفرقة-30 ... النسخة المعدّلة لداعش !
The Upgraded Version of ISIS
بقلم : أبوالحمزة
في9 أبريل, 2013 ظهرت نبتة شيطانية في سوريا تسمى تنظيم "داعش" أو "الدولة الإسلامية في العراق والشام" تحت قيادة أبي بكر البغدادي. هذه النبتة الخبيثة دخلت المشهد السوري بالحنجل والمنجل ولا أحدا في البداية من أين أتت؟ وما مصدرها؟ وماذا تخبئ للثورة السورية المجيدة؟. لكن شيء فشيء بدأت تتكشف للقاصي والداني هوية هذا التنظيم النجس ومن وراءه .
اتضح للجميع أن هذا التنظيم ما هو إلا صنيعة تعاون استخباراتي قذر بين الولايات الأمريكية وإيران بتواطؤ عراقي تركي كردي بل حتى روسيا والصين واستراليا ونيوزلندا يساهمون فيه كل بجهده ومقدرته فجميعنا قد شاهد الفديو الذي رأينا فيه جنود البشمركة الكردي وهم يراقبون ويحمون الطريق الواصل بين الموصل بالعراق ومدينة الرقة السورية ومقاتلي داعش واياتهم والصهاريج المحملة بالنفط وهي تتنقّل بكل سلاسة وأريحية ولا ينقصها إلا أن يضرب لها تعظيم سلام . ولقد شاهدتم جميعا أيضا خطاب رئيس الوزراء العراقي السابق إبراهيم الجعفري في المؤتمر الصحفي مع وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف في 25/2/2015عندما قال الجعفري :" نحن نفتح لداعش ونرحب بالانضمام لداعش من كل الدول ..." قالوا عنها زلة لسان ! فهل يوجد عاقل فهل يوجد عاقل يصدق بأنها زلة لسان تتكرر مرتين بذات الخطاب الرسمي والمكتوب ؟ ولو سلّمنا بأنها زلة لسان من الجعفري فماذا يقال في خطاب الرئيس الأمريكي باراك اوباما في 8/7/2015 وكان خطابا مكتوبا أيضا يقرأ منه الرئيس الأمريكي وليس خطابا ارتجاليا حين قال بأنهم يقومون حاليا بتسريع تدريب داعش ومن أنضم إليها من القبائل السنية في العراق والمعروف عن أوباما الأستاذ الجامعي المفوه فكيف يخطأ بمثل هذا الخطأ الفادح!.
لقد كان واضحا منذ البداية أن داعش هو ربيب الاستخبارات الأمريكية والإيرانية وكانت لكل دولة لها أهداف من إقامة ذلك التنظيم القذر , فلأمريكا لها هدفين , الأول والأهم هو تشويه صورة الإسلام وقد نجحت في ذلك لحد كبير , والثاني هو جعل تنظيم داعش كالمغناطيس يقوم على اجتذاب جميع المتطرفين المتواجدين في العالم الغربي وأيضا نجحوا في ذلك لحد كبير وملحوظ. أما إيران فأهدافها تزيد عن أهداف الأمريكان فهدفها الأول هو تدمير دولتي العراق والشام وبمعنى أدق تدمير عاصمتي الخلافة الأموية دمشق والعباسية بغداد لأسباب عقائدية وتاريخية معروفة والهدف الثاني هو تدمير ما تبقى من الجيشين العراقي والسوري وإحلال ميليشيات موالية تتركز في حدود عربية وتركية مناهضة لإيران لاستخدامها كأوراق ضغط سياسية وبالظبط هي تريد تطبيق النموذج اللبناني في كل من العراق وسوريا . والهدف الثالث هو حماية حليفها في لبنان ما يسمى بحزب الله ومنع الثوّار في سوريا من الزحف إلى لبنان والقضاء على أكذوبة " المقاومة والممانعة "
وبعد أن تحققت معظم هذه الأهداف التي ذكرناها وغيرها واصبح من الصعب الاستمرار في العمل القذر تحت مظلة " داعش " وبعد أن أقدم تنظيم داعش على الخطأ الجسيم بتفجير انتحاري داخل تركيا بمدينة سوروتش التركية القريبة من الحدود السورية في 20/07/2015 توقف الدعم اللوجستي لتنظيم داعش حسب الاتفاق المبرم بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وأصبح استمرار التنظيم في سوريا يعد شبه مستحيل حيث كانت تركيا تسمح بمرور المقاتلين والسلاح عبر أراضيها إلى الأراضي السورية فتوقف هذا الدعم .ونرى أن الاستخبارات الأمريكية عندما اوعزت لتنظيم داعش لعمل التفجير الانتحاري في تركيا كانوا يريدون أن يدفعوا بتركيا لكي تساهم في التحالف المزعوم ضد داعش لكي يستفيدوا من القواعد التركية القريبة والمهيئة وايضا لتقليل النفقات العسكرية لكن هذا لم يتم إلا حسب الشروط التركية لأن الحكومة التركية تعلم أن تنظيم داعش ما هو إلا تنظيم استخباراتي ليس إلا . وعندما دخلت تركيا التحالف اصبحت تغرد خارج السرب فبدلا من ضرب داعش قامت بضرب قوات الحزب الديموقراطي الكردي الذي أخذ في الاتساع والقوة بعد معركة تحرير كوباني " عين العرب " . وإلى الان يحاول الامريكان دفع تركيا لقصف داعش وهو ما كان عن استحياء من قبل تركيا .
وبعد كل تلك الإرهاصات والتجاذبات بين الولايات المتحدة وتركيا , قررت الولايات المتحدة وحلفاءها طي صفحة داعش للأبد والبدء بإصدار جديد لداعش وهو مايسمى " الفرقة 30 " فالمسألة مجرد تغيير أسماء فبدل داعش أتينا ب " الفرقة 30 " وبدلا من "أبوبكر البغدادي" جئنا ب " أبو إسكندر الظاهر " وغيره من أصحاب الكنى والألقاب ؟.هذه الفرقة التي تتكون من مقاتلين سوريين موالين لأمريكا سوف تعمل لتحقيق عدة أهداف : الأول هو ضم عناصر المخابرات المتواجدين في داعش بعد " حلق شعورهم ولحاهم المزيفة " ومن ثم إبادة جميع ما تبقى من مقاتلين داعش وخصوصا الأجانب منهم . ثانيا : العمل على اجتذاب جميع القادة والمقاتلين السوريين الذين ترضى عنهم واشنطن من جميع الفصائل المقاتلة السورية كالجيش الحر وغيره من الفصائل حتى جبهة النصرة كما سمعنا مؤخرا سوف يضمون بعض قادتهم المرضي عنهم من قبل المخابرات والسوريون منهم فقط ومن ثم يتم تصفية جميع المجاهدين الأجانب والسوريون الغير مرضي عنهم وباستخدام الكيماوي السوري المخزّن والفسفور الأبيض تماما مثلما فعلوا بالمجاهدين العراقيين في الفلوجة . هذا كله سوف يتم بواسطة عملية العصا والجزرة كما قرأتم من تصريح ضابط في الفرقة 30 بأن الدعم سوف يوجه حصريا للفرقة 30 وسوف سيتم إيقاف الدعم من قبل "الأطراف الدولية " عن كافة الفصائل المقاتلة تماما مثل ما فعلت داعش عندما زرعت في سوريا حيث قامت بجذب وإغراء المقاتلين بالمال الوفير واستطاعت بذلك استقطاب وضم العديد من المجاهدين الذين تقطّعت بهم الأسباب ولم يجدو اللقمة ليتقووا بها ولا الرصاصة لملئ مخازن أسلحتهم وكانوا متوسمين خيرا بداعش وانخدعوا بها , فمن أراد الدعم والمال فلينظم للفرقة 30 والتي هي نواة الجيش الوطني السوري الجديد الموالي لأمريكا وإيران , وهذا الجيش الوطني مهمته المستقبلية هو دعم الحكومة والرئيس السوري المرتقب سواء كان الرئيس بشار الأسد او رئيسا اخرا مستنسخا منه يتم من خلاله تنفيذ المخططات الإسرائيلية والمجوسية من تقسيم وتخريب وإبادة واستعباد البلدان العربية, سوريا أولا ثم والعراق ثم بقية الدول العربية دولة تلو أخرى . فيا أيها الأحرار السوريون اعتصموا بحبل الله وتوكلوا عليه سبحانه وتعالى وتعلقوا بالله وحده لا شريك له ولا تتعلقوا بالشيطان " الشيطان يعدكم الفقر " ولا تقعوا في الفخ المنصوب لكم هذه المرة وتذكروا أن الولايات الأمريكية المتحدة والغرب قد تخلى عنكم طوال هذه المدة الطويلة وغضوا الطرف عن إبادتكم وحرقكم بالكيماوي والبراميل المتفجرة فلماذا اليوم تريدنا أن نصدقها بأنها جادة بمساعدة السوريين وتحريرهم, وتذكروا معي أن " الحذاية ما تحذفش كتاكيت "
السبت , 5 سبتمبر و 2015