السوريون وحركة اللجوء إلى أوريا ( 1 ) :
1 / 9 / 2015
بقلم : أبو ياسر السوري
============
شاركتُ في منشور للدكتور محمد رحال ، بخصوص فُشُوِّ ظاهرة التفسُّخ الاجتماعي بين الأسر المهاجرة إلى السويد . ذكرَ فيه أن بعض الزوجات السوريات كنَّ الأسرع إلى طرد أزواجهن ليتسنَّى لهنَّ التمتعُ بالحرية السويدية على أوسع نطاق ... فكتبَ إليَّ بعضُ الإخوة على الخاص يرجوني أن أحذف هذا المنشور . وعَرَضَ وجهة نظر أحترمُها ، ولكنها بالنسبة لي لم تكن مقنعة ، لذلك أبقيت على تلك المشاركة ولم أحذفها .. ثم اكتشفتُ أنه كان هنالك أكثر من 55 مشاركة لمنشور الرحال ، وذلك نظرا لكونه يعيش في السويد منذ زمن بعيد ، ولديه خبرة بأحوال الجالية السورية الموجودة قريبا منه . مما جعلني واثقا من صحة قراري بالوقوف ضد رحلة اللجوء لأكثر من اعتبار ...
كلُّ الذين يدافعون عن ظاهرة هجرة السوريين من بلدهم ، يُعلّلون ذلك بأن هؤلاء مضطرون ، وبقاؤهم في سوريا يُعرّضهم وأبناءهم إلى الموت الذريع ، والضياع المؤكد ، ويُلقون باللائمة على الدول العربية التي لم تشأ أن تفتح حدودها للسوريين ، بل ضنت عليهم حتى بأبسط حقوق الأخوة الدينية والعربية ...
والدولُ العربية التي قبلتْ بعض اللاجئين السوريين ، أساءت معاملتهم ، حتى إنها سرقتْ مخصصاتهم الإغاثية التي جاد بها عليهم بعضُ المحسنين ، وباعتها على اللاجئين بأغلى الأسعار . وبعضُ هذه الدول كلُبْنانَ كانت تختطفُ بعض اللاجئين وتُسلّمهم لشبيحة الأسد ، ليكون الموتُ تحت التعذيب بانتظارهم ...
ولم تكن معاملةُ بقية الدول العربية أقلَّ سوءاً ، فهنالك وقائعُ من سوء معاملتهم للسوريين يندى لها جبين الإنسانية . لا سبيل إلى ذكرها خوف الإطالة .
وفي مقابل هذه الصورة القاتمة ، نجد ألمانيا تفتح ذراعيها لللاجئين السوريين ، وتتحملُ الدولةُ كل تكاليفهم لئلا يَستاءَ المواطنُ الألماني جرَّاءَ زيادةٍ في الضرائب بسبب المهاجرين السوريين . وهو قرارٌ حكيمٌ أرضَى الشعبَ الألمانيَّ ، ولم يجد غضاضة في تقبُّل وجود السوريين على ترابه ، بل خرج الألمانُ يستقبلون آلاف اللاجئين السوريين ويُرحبون بهم في مسيرات ملأتْ شوارع برلين . يَرفعون لافتاتِ الترحيب ، وعبارات التعاطف في قمَّة مراتبه الإنسانية .. وقد برَّرتْ ماركيل قرارها بأنَّ السوريين شعبٌ مثقفٌ متعلمٌ صتاعيٌّ ناجحٌ في كل مجالات الحياة . ولا يحتاج لأكثر من دورة في اللغة الألمانية ، ويتحولُ إلى مواطن ألماني منتج ، ولن يكون عالةً على ألمانيا ، بل سيكونُ من عوامل نهضتها الاقتصادية والاجتماعية والمدنية ..
وما إنْ يَحلَّ اللاجئ السوريُّ في ألمانيا ، حتى يجد السَّكَنَ المُريح ، المُجهَّز بكل الخدمات الضرورية والحاجية والتحسينية .. من كهرباء وماء وغاز وهاتف وتلفزيون وشاشة بلازما ، وأسرَّةٍ للنوم ، وغرف مخصصة للأطفال . ويُعطى مرتبا شهريا يكفيه أن يعيش به عيشة كريمة ، لا يَحتاجُ لذلِّ السؤال . كما يُمنحُ تأمينا صحيا ، يقوم بكل احتياجاته الصحية . وكل ذلك مجانا .!!
أكاد أقول لصاحبي : سوف أحذف منشور محمد رحال . فهذا الوصفُ يجعلك تهمُّ بترك كل الوطن العربي ، غير مأسوف عليه ، وتنخلع من جنسيتك وجذورك وأصولك ، وتنتمي إلى من يعاملك كإنسان ، لا كحيوان يعذب حتى الموت ، ويجوّغ حتى الموت . وتُهدَمُ عليه وعلى ابنائه البيوت بشتى أنواع القنابل ، العنقودية والفراغية والنابالم والصواريخ العملاقة " سكود – الفيل – تشرين – ميسلون " بل يُنحَرُ في بلده بالسِّكين كما تُنحَرُ الخراف ..
نعم والله ، أكاد الآن أن أقول للأخ الذي طالبني بحذف المنشور ، فعصيته : معذرةً يا صاحبي ، لقد أخطأتُ أنا وأصبتَ أنت .. ولكنْ ... ( البقية تأتي في مقال آخر ) ..
1 / 9 / 2015
بقلم : أبو ياسر السوري
============
شاركتُ في منشور للدكتور محمد رحال ، بخصوص فُشُوِّ ظاهرة التفسُّخ الاجتماعي بين الأسر المهاجرة إلى السويد . ذكرَ فيه أن بعض الزوجات السوريات كنَّ الأسرع إلى طرد أزواجهن ليتسنَّى لهنَّ التمتعُ بالحرية السويدية على أوسع نطاق ... فكتبَ إليَّ بعضُ الإخوة على الخاص يرجوني أن أحذف هذا المنشور . وعَرَضَ وجهة نظر أحترمُها ، ولكنها بالنسبة لي لم تكن مقنعة ، لذلك أبقيت على تلك المشاركة ولم أحذفها .. ثم اكتشفتُ أنه كان هنالك أكثر من 55 مشاركة لمنشور الرحال ، وذلك نظرا لكونه يعيش في السويد منذ زمن بعيد ، ولديه خبرة بأحوال الجالية السورية الموجودة قريبا منه . مما جعلني واثقا من صحة قراري بالوقوف ضد رحلة اللجوء لأكثر من اعتبار ...
كلُّ الذين يدافعون عن ظاهرة هجرة السوريين من بلدهم ، يُعلّلون ذلك بأن هؤلاء مضطرون ، وبقاؤهم في سوريا يُعرّضهم وأبناءهم إلى الموت الذريع ، والضياع المؤكد ، ويُلقون باللائمة على الدول العربية التي لم تشأ أن تفتح حدودها للسوريين ، بل ضنت عليهم حتى بأبسط حقوق الأخوة الدينية والعربية ...
والدولُ العربية التي قبلتْ بعض اللاجئين السوريين ، أساءت معاملتهم ، حتى إنها سرقتْ مخصصاتهم الإغاثية التي جاد بها عليهم بعضُ المحسنين ، وباعتها على اللاجئين بأغلى الأسعار . وبعضُ هذه الدول كلُبْنانَ كانت تختطفُ بعض اللاجئين وتُسلّمهم لشبيحة الأسد ، ليكون الموتُ تحت التعذيب بانتظارهم ...
ولم تكن معاملةُ بقية الدول العربية أقلَّ سوءاً ، فهنالك وقائعُ من سوء معاملتهم للسوريين يندى لها جبين الإنسانية . لا سبيل إلى ذكرها خوف الإطالة .
وفي مقابل هذه الصورة القاتمة ، نجد ألمانيا تفتح ذراعيها لللاجئين السوريين ، وتتحملُ الدولةُ كل تكاليفهم لئلا يَستاءَ المواطنُ الألماني جرَّاءَ زيادةٍ في الضرائب بسبب المهاجرين السوريين . وهو قرارٌ حكيمٌ أرضَى الشعبَ الألمانيَّ ، ولم يجد غضاضة في تقبُّل وجود السوريين على ترابه ، بل خرج الألمانُ يستقبلون آلاف اللاجئين السوريين ويُرحبون بهم في مسيرات ملأتْ شوارع برلين . يَرفعون لافتاتِ الترحيب ، وعبارات التعاطف في قمَّة مراتبه الإنسانية .. وقد برَّرتْ ماركيل قرارها بأنَّ السوريين شعبٌ مثقفٌ متعلمٌ صتاعيٌّ ناجحٌ في كل مجالات الحياة . ولا يحتاج لأكثر من دورة في اللغة الألمانية ، ويتحولُ إلى مواطن ألماني منتج ، ولن يكون عالةً على ألمانيا ، بل سيكونُ من عوامل نهضتها الاقتصادية والاجتماعية والمدنية ..
وما إنْ يَحلَّ اللاجئ السوريُّ في ألمانيا ، حتى يجد السَّكَنَ المُريح ، المُجهَّز بكل الخدمات الضرورية والحاجية والتحسينية .. من كهرباء وماء وغاز وهاتف وتلفزيون وشاشة بلازما ، وأسرَّةٍ للنوم ، وغرف مخصصة للأطفال . ويُعطى مرتبا شهريا يكفيه أن يعيش به عيشة كريمة ، لا يَحتاجُ لذلِّ السؤال . كما يُمنحُ تأمينا صحيا ، يقوم بكل احتياجاته الصحية . وكل ذلك مجانا .!!
أكاد أقول لصاحبي : سوف أحذف منشور محمد رحال . فهذا الوصفُ يجعلك تهمُّ بترك كل الوطن العربي ، غير مأسوف عليه ، وتنخلع من جنسيتك وجذورك وأصولك ، وتنتمي إلى من يعاملك كإنسان ، لا كحيوان يعذب حتى الموت ، ويجوّغ حتى الموت . وتُهدَمُ عليه وعلى ابنائه البيوت بشتى أنواع القنابل ، العنقودية والفراغية والنابالم والصواريخ العملاقة " سكود – الفيل – تشرين – ميسلون " بل يُنحَرُ في بلده بالسِّكين كما تُنحَرُ الخراف ..
نعم والله ، أكاد الآن أن أقول للأخ الذي طالبني بحذف المنشور ، فعصيته : معذرةً يا صاحبي ، لقد أخطأتُ أنا وأصبتَ أنت .. ولكنْ ... ( البقية تأتي في مقال آخر ) ..