عبد الفتاح السيسي والحجاج بن يوسف الثقفي !
بقلم أبوالحمزة

في عام 73 هجري حاصر جيش عبدالملك بن مروان مكة المكرمة وذلك لمحاربة وقتل الخليفة عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما وقد طال الحصار لمكة وسيدنا عبدالله بن الزبير متحصّن داخل الحرم المكي الشريف وعندما طال أمد الحصار قرر عبدالملك بن مروان قصف الحرم والكعبة بالمنجنيق ليقضي على إبن الزبير لكن كانت هنالك مشكلة شائكة جدا ألا وهي : من يستطيع التجرؤ على حرمة البيت الحرام وقصفه بالمنجنيق , جميع القادة أعتذروا عن فعل ذلك العمل الشنيع ولم ينبري للمهمة إلا أشقاهم وكان الحجاج بن يوسف الثقفي . وبالفعل قام الحجاج بقصف الحرم والكعبة بالمنجنيق مما ساعد على إقتحام الحرم الشريف ومن ثم قتل إبن الزبير رضي الله عنه فدانت بذلك الحجاز لبني أمية كما دانت لهم العراق والشام من قبل ثم بعدها أخذ ملوك بني أمية المتعاقبين يعتمدون على الحجاج ويولونه الأمصار " العاصية " كالعراق وفي أثناء ولاية الحجاج للعراق أقدم على قتل التابعي الجليل والعالم الفاضل إمام عصره سعيد بن جبير رحمه الله ومنذ ذلك الحين أصيب الحجاج بمرض عضال ليس له دواء يقال أنه بسبب دعوة الشيخ سعيد بن جبير رحمه الله عليه عندما قام الحجاج بقتله ومنذ ذلك الحين أخذت صحة الحجاج بالتدهور وبقي يهدوا ويصيح بأعلى صوته " مالي أنا وسعيد بن جبير .. مالي أنا وسعيد بن جبير" فبقي كذلك حتى مات يرحمه الله تعالى . 

واليوم أشبهه بالأمس فعندما قامت الثورة المصرية المباركة في 25 يناير 2011 والتي كانت جماعة الإخوان المسلمين من أبرز دعائمها بل رأس حربتها وبعد خلع نظام حسني مبارك وأراد المصريون أن يقيموا دولة الحرية والعدالة دبّ الخوف لدى العسكر في مصر على مستقبلهم في مصر وشاطرهم الخوف جميع أعداء الحرية والعدالة في العالم من امريكان واروبيون وعرب وغيرهم جميعهم فزع من صعود حاكم مسلم حقيقي وتقلده حكم مصر وعندها جرت الإتصالات السرية بين الحرس القديم " العسكر " في مصر وبين أعداء مصر وأعداء الأمة فتقرر القضاء على جماعة الإخوان المسلمين وإبعادهم عن المشهد السياسي في مصر للأبد . ولكن يأتي هنا الكيفية والخطة اللازمة لذلك حيث كان يشغلهم أن الإخوان بعد ثورة 25 يناير يصعب تميّزهم عن باقي الشعب فثورة 25 يناير كانت ثورة شعب بأكمله وليس فقط ثورة إسلاميين ولذلك تقررت خطة جهنمية وهي إعطاء جماعة الإخوان المسلمين الطعم وعندما تبتلعه ينقضّون عليها ويقضون عليها للأبد . لن تصدقوا أن الطعم كان تولي الإخوان سدة الحكم بعد الثورة وبهذا يستطيعون فرز الثوّار المصريين بين إخواني وغير إخواني ثم يقومون بتنفيد مخططهم النجس بشيطنة الإخوان وتشويه صورتهم أمام الشعب ثم يستفردون بهم دون أن يجدوا من يساندهم او يقف معهم من رفقاء ثورة يناير وهكذا تنتهي حدوثة الإخوان وتغيب شمسهم للأبد . الإخوان المسلمين كانوا يشعرون بهدا التوجه والمخطط ولذلك قرروا منذ البداية عدم الترشح للرئاسة إلى اخر لحظة قبل الإنتخابات الرئاسية وبالتحديد في 10/02/2012 لكن تفاجؤوا بترشح بعض المحسوبين على النظام السابق وبالتحديد الفريق أحمد شفيق فشعر الإخوان بالذعر من إعادة إنتاج نظام العسكر من جديد فأجتمعوا وأتخذوا قرار الترشح للرئاسة وحصل بينهم خلاف شديد وأنشق منهم عدة شخصيات إخوانية بارزة بسبب عدم إلتزام الجماعة بموقفها المعلن للجميع بعدم الرغبة في الترشح لرئاسة مصر وحصل اللي حصل وترشح الدكتور محمد مرسي فك الله أسره واصبح بذلك أول رئيس ديموقراطي مصري منتخب في تاريخ الجمهورية العربية المصرية .ومنذ الأيام الأولى من رئاسته بدأ الجزء الثاني من الخطة وهو الإنقلاب العسكري فراح يجتمع المجلس العسكري يوما بعد يوم لتنفيد الإنقلاب إلا أنهم أختلفوا في شخص الضابط الذي سيقوم بالإنقلاب ويصبح رئيسا لمصر فالكل خائف من العواقب ومن التاريخ وهنا برز أشقاهم وكان أصغر أعضاء المجلس العسكري وهو حجاج العصر اللواء عبدالفتاح السيسي فقال للجميع " أنا لها , أنا لها " إلا أنه بقيت هنالك مشكلة بسيطة ليكتمل المخطط ألا وهي وزارة الدفاع وقيادة الجيش ولذلك كانت المسرحية المضحكة التي عدّت على الرئيس مرسي وهي سلاسة تنحي وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي والفريق عنان وهكذا اصبح المشهد جاهز لعبد الفتاح السيسي للقيام بالإنقلاب وأستمرت المكائد ضد الرئيس مرسي والإخوان مكيدة تلو أخرى وهيجوا الشعب عليهم ورفضوا تنفيد أوامر رئيس الحمهورية الإصلاحية وسخروا جميع الوسائل الإعلامية مرئية ومسموعة ومكتوبة ضده لمدة سنة إلى أن جاءت ساعة الصفر في 30 يونيو وتم الإنقلاب وأعتقل الرئيس الشرعي محمد مرسي واودع السجن وتم أيضا إعتقال معظم قيادات الإخوان فتجمهر محبو الرئيس  ومناصري الشرعية في ميادين مصر وخصوصا في رابعة والنهضة فأصدر الحجاج عبدالفتاح السيسي اوامره بقتل وحرق معارضين الإنقلاب في تلك الميادين وكانوا بالالاف ولا حول ولا قوة إلا بالله وكانت واحدة من أكبر المجازر في القرن الحادي والعشرين وفي التاريخ لن ينساها المصريين ولن ينساها التاريخ . ثم صدرت أحكام بالإعدام للرئيس مرسي وبقية قياديي الإخوان وقريبا جدا سوف نسمع خبر إعدام الرئيس الشرعي لمصر الدكتور حافظ القران محمد مرسي وساعتها لن يستطيع الحجاج عبد الفتاح السيسي الهروب من جريمته وسوف ينتقم منه الله على فعلته وسوف ينطقم منه المصريين الأحرار وسينال جزاءه في الدنيا وعندها لسان حال   الحجاج عبدالفتاح السيسي سوف بصيح بأعلى صوته قائلا " مالي أنا والرئيس  مرسي .. مالي أنا والرئيس مرسي ".

الثلاثاء 1 سبتمبر 2015