"داعش" يقصف مارع بالغازات السامة.. مجدداً
"داعش" يقصف مارع بالغازات السامة.. مجدداً
--------
للمرة الثانية، خلال أقل من أسبوعين، أعاد تنظيم "الدولة الإسلامية" الكرة، وقصف مدينة مارع بريف حلب الشمالي، بقذائف "الفوزليكا" المحملة بغاز سام، يعتقد أنه "الخردل". واستمر القصف المركز من قبل التنظيم على معقل المعارضة السورية في مارع، لمدة ساعتين، بُعيد ظهر الثلاثاء.
وخلفت 40 قذيفة "فوزليكا" محملة بالغازات السامة، عشرين إصابة على الأقل، توزعت على مختلف مناطق المدينة التي هجرها أكثر سكانها، على خلفية القصف الأول الذي حدث في 21 آب/أغسطس، والذي أودى بحياة شخص وإصابة عشرة آخرين على الأقل.
وتنوعت آثار التسمم التي ظهرت على المصابين، من أطفال عانوا تسلخات جلدية، إلى احمرار بالعيون وسيلان الدموع، بالإضافة إلى حكة جلدية، واحمرار الأماكن المكشوفة من الجسم. العارض الأبرز كان ضيق التنفس والاختناق.
وتم نقل جميع الحالات إلى المشفى الميداني الوحيد في المدينة، ليتم غسل المصابين بالماء الفاتر بعد نزع ثيابهم، ومن ثم تعريضهم لرذاذ الأوكسجين، وإعطائهم حقناً مضادة للتسمم الغازي.
وتسبب القصف على المدينة، بانبعاث روائح كريهة عمت الأجواء، بالإضافة إلى تلون المواقع المستهدفة بألوان داكنة.
وتنقسم المواد المحملة بقذائف "الفوزليكا" التي ألقيت على مارع، إلى سائلة وجافة على شكل بودرة. وفي كلا الحالتين كانت النتائج متشابهة من حيث الرائحة والفاعلية، كما تجدر الإشارة إلى أن بعض هذه القذائف لم تنفجر، كما هو موضح في الصور.
ويرجع تكرار التنظيم استهدافه للمدينة بالغازات السامة، بسبب استعصائها عليه بعدما فشلت محاولاته المستمرة باقتحامها، حيث أبدت المعارضة مقاومة عنيفة قتلت خلالها أكثر من 70 عنصراً للتنظيم، على مدى الأيام العشر الأخيرة.
يُذكر بأن الحكومة العراقية، كانت قد أعلنت في العام 1996 انتاجها لـ 68 ألف قذيفة عيار 155 ميليمتر معبئة بكبريت الخردل، بين العامين 1981 -1990. وقد قامت الحكومة العراقية، بتدمير تلك المخزونات، بين العامين 1993-1994، باستثناء 550 قذيفة من نفس العيار. وهي ذات القذائف التي يستخدمها تنظيم "الدولة الإسلامية" لقصف مارع. وجميع القذائف المتبقية، التي تستخدمها "داعش" حالياً، قد تعرضت لعملية "بلمرة" جزئية، نتيجة طول التخزين، بمعنى أنها فقدت جزءاً من قدرتها السميّة.
----
المصدر \ المدن