مؤشرات على تورّط الحرس الثوري الايراني في مجزرة الكيماوي
http://all4syria.info/Archive/243445 وهيب اللوزي: كلنا شركاء أصدرت مجموعة (نامه شام) بياناً في لاهاي، في التاسع عشر آب/أغسطس 2015 – طالبت فيه أن تقوم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بأخذ عينات من جميع المواقع التي استُهدفت بقنابل الكلورين في سوريا لتحديد مستوى التلوث بمادة الديوكسين في تلك المناطق. وأشار البيان الذي وصلت نسخة منه لـ”كلنا شركاء”: ان الكلورين يُنتج عند إحراقه أو استخدامه في القنابل مادة عالية السمّية تدعى الديوكسين، وهو من أكثر المواد المعروفة سمّية بعد البلوتونيوم، إذ تكفي بضعة ميليغرامات منه لتلويث منطقة بأكملها. ويسبّب الديوكسين، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، أمراضاً تناسلية ومشاكل في النمو، أو قد يتسبب في تضرر الجهاز المناعي أو خلل في الهرمونات، أو قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان. وتأتي الدعوة لفحص المواقع المستهدفة بقنابل الكلورين في سوريا بحثاً عن آثار الديوكسين بعد أن تبنّى مجلس الأمن في 7 آب/أغسطس 2015 بالإجماع قراراً بإنشاء آلية مشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتحديد هوية المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا. ويخوّل القرار البعثة الجديدة بـ “تحدد هوية الأفراد، الهيئات، الجماعات أو الحكومات المسؤولة عن استخدام المواد الكيميائية كأسلحة في سوريا،” بمن فيهم “المشاركون في التحضير لهذا الاستخدام أو تنظيمه أو رعايته أو التورط فيه بأي شكل آخر.” وقال مدير الحملات في (نامه شام)، فؤاد حمدان: “على خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أخذ عينات من جميع المواقع التي استهدفت بقنابل الكلورين في سوريا بحثاً عن آثار الديوكسين، حتى يتمكن المدنيون في المناطق الملوثة من أخذ التدبير المناسبة لتجنب التسمم بالديوكسين.” وأضاف حمدان إن “على آلية التحقيق المشتركة أن تنظر أيضاً في الدور الذي يمكن أن يكون الحرس الثوري الإيراني (سباه باسداران) قد لعبه في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا. وعلى ذلك أن يشمل احتمال مشاركة سباه باسداران في جميع الهجمات الكيميائية في سوريا من خلال إعطاء الأوامر بارتكابها أو محاولة ارتكابها، أو تسهيلها أو دعمها أو المساعدة عليها، بما في ذلك توفير وسائل ارتكابها.” من جهته قال مسؤول فريق البحوث والاستشارات في (نامه شام)، شيار يوسف، إن “هناك أدلة وقرائن تشير بشدة إلى تورط سباه باسداران في الهجمات الكيميائية المنسوبة لقوات النظام السوري، بما فيها مجزرة الغوطة الكيميائية في 21 آب/أغسطس 2013.” ولمح يوسف إلى أن “البراميل المتفجرة التي استُخدمت في عديد من هذه الهجمات تُصنّع في مصنع أسلحة قرب حلب يُدار بمساعدة خبراء من سباه باسداران.”(4) وأضاف إن “سباه باسداران قد ساعد النظام السوري في تطوير ترسانة أسلحته الكيميائية وأن ضباطاً إيرانيين كانوا حاضرين في عدد من الاختبارات التي أجريت على هذه الأسلحة، وأنهم التقوا أكثر من مرة مع نظرائهم السوريين لمناقشة استخدام الأسلحة الكيميائية.”(5) وأضاف يوسف إن “الجميع يعلم أن سباه باسداران يتحكم باستراتيجية النظام السوري العسكرية وبجميع عملياته العسكرية الكبرى، فلا بدّ أنه كان على علم بالهجمات الكيميائية وكان موافقاً عليها.” هذا وتأتي دعوة (نامه شام) كذلك قبل يومين من الذكرى الثانية لمجزرة الغوطة الكيميائية، حيث استُهدفت مناطق عدة كانت تسيطر عليها قوات المعارضة في ريف دمشق بصواريخ تحمل مادة السارين في21 آب/أغسطس 2013، ما أدى إلى مقتل المئات من المدنيين، بمن فيهم نساء وأطفال. وكانت (نامه شام) قد نشرت في آب/أغسطس 2014 أدلة وقرائن تشير ألى احتمال أن يكون سباه باسداران قد لعب دوراً في هجمة الغوطة الكيميائية، داعيةً الأمم المتحدة والحكومات الغربية والمنظمات الدولية إلى النظر في هذا الدور المحتمل للنظام الإيراني في المجزرة كجزء من تحقيقاتها.(6) وتضمّن التقرير آنذاك أدلة على أن سباه باسداران كان على علم مسبق بالهجمة وقد يكون قد نصح قوات النظام السوري باستخدام السارين وأسلحة كيميائية أخرى، وقد يكون درّبها على ذلك. كما تضمن التقرير أدلة على أن أسلحة إيرانية (صواريخ ومنصات إطلاق) قد استخدمت في الهجمة. من جهته قال فؤاد حمدان إن “على خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الآن وقد صدر أخيراً قرار من مجلس الأمن يخوّلهم بذلك، التحقيق في أكبر فيل في الغرفة (وهو تعبير بالإنكليزية عن موضوع جليّ يتمّ تحاشيه)، ألا وهو دور المسؤولين والقادة الإيرانيين الذين يتحكمون باستراتيجية النظام السوري العسكرية، وفي مقدمتهم الجنرال قاسم سليماني، قائد الذراع الخارجي لسباه باسداران (سباه قدس)والحاكم الفعلي للمناطق السورية الخاضعة لسيطرة النظام.” هذا وتطالب (نامه شام) منذ فترة أن يحيل مجلس الأمن الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية، إذ يجب التحقيق في جميع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سوريا ومعاقبة جميع مرتكبيها وفقاً للقانون الدولي، وليس فقط الهجمات الكيميائية. وعلى ذلك قطعاً أن يشمل الدور الذي لعبه ويلعبه سباه باسداران والميليشيات التي يتحكم بها في سوريا، مثل حزب الله اللبناني.(7) يعلّق فؤاد حمدان على ذلك بالقول: “من غير المعقول أن يُمنع النظام السوري وسباه باسداران من استخدام الكلورين ويُسمح لهما في الوقت نفسه بالاستمرار في استهداف المدنيين بالبراميل المتفجرة وارتكاب المجازر يومياً باستخدام أسلحة تقليدية.” كما تكرر (نامه شام) دعوتها للإدارة الأميركية للوفاء بوعودها بتسليح وتدريب ما يكفي من الثوار السوريين المعتدلين، ليس فقط لمحاربة داعش، بل كذلك لمحاربة المجموعات المرتبطة بالقاعدة وقوات وميليشيات النظامين السوري والإيراني. وبعد تدريب وتسليح عدد كاف من الثوار السوريين المعتدلين، يجب فرض مناطق حظر جوي لحماية المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء سوريا، تماشياً مع عُرف “مسؤولية الحماية” الدولية. (نامه شام)، تعني “رسائل من الشام” بالفارسية، مجموعة من الناشطين والصحفيين المواطنين الإيرانيين والسوريين واللبنانيين، تركز على كشف دور النظام الإيراني في سوريا. للمزيد من المعلومات عن المجموعة ونشاطاتها،
ارسال رد
هــــــام
ندعوك للتسجيل في المنتدى لتتمكن من ترك رد أو تسجيل الدخول اذا كنت من اسرة المنتدى