بقلم : ابو ياسر السوري
===============
سيذكر التاريخ أن حافظ الأسد كان أول من كرس في سوريا عبادة الأصنام ، حيث رصد لهذا الغرض مئات الملايين ، وأقام لنفسه عشرات الأصنام في مداخل المدن السورية . وكان استدعى لتشكيها أمهر الفنانين في النحت وأعمال الجبس والبرونز .. وأمهر المهندسين المعماريين لإقامة القواعد المناسبة لكل من هذه التماثيل .. ثم عين لها مجموعات حراسة وصيانة وأحيانا أقام حديقة حول التمثال ووظف لها مهندسين زراعيين للعناية بها حول أصنامه المرفوعة .. هذا عدا عن ملايين الصور المعلقة في صدور المكاتب الإدارية ، ومكاتب الوزارات ، وغرف الاستقبال في بيوت المسؤولين ... وويل .. ثم ويل .. ثم ويل لمسؤول لم يعلق صورة القائد الرمز فوق مكتبه .. وصدر صالون استقباله .. وحجرة نومه . وعلى باب مرحاضه ..
لقد أنفق حافظ الأسد على هذه التماثيل الحجرية أكثر من 100 مليار ليرة سورية أي ما ما يعادل 400 مليون دولار أمريكي .
هذا عدا عن مئات الملايين التي كانت تخصص لرعاية هذه التماثيل وحمايتها وصيانتها ..
هذه ظاهرة رآها بأم عينيه كل سوري .. ولم يفكر أحد أن يعمل إحصاء لتكاليف هذه الأصنام .. التي قامت على أجداث مئات آلاف الشهداء .. وملايين الفقراء المعوزين .. سوريا لم تكن دولة وإنما كانت مزرعة لحافظ الأسد . ومن هنا رفع شعار " سوريا الأسد " .. فكما كان فرعون في مصر ، كان الأسد في الشام .. ولو طال الزمن به لأمر الناس بالسجود لأصنامه جهارا نهارا .. ولكن القدر سبقه ومضى به . فجاء ابنه .. وقامت الثورة لتمحو ذكره وذكر أبيه .. وتدسهم في أقذر مزابل التاريخ .. الله أكبر ولن يبقى أحد بعد اليوم من عائلة بيت الأسد . أو بيت الجحش سابقا .
***