أيها السوريون اشكروا كل من خذلكم وشارك في تشريدكم .. وإلا .!!
20 / 8 / 2015
بقلم : ابو ياسر السوري
===============
كما أن للقصيدة مناسبة تقال فيها . فكذلك للمقالات مناسبات تقتضيها.. فقد لفت انتباهي أمس أن صفحة الثورة السورية نزلت منشورا بخصوص تحمل الأردن تكاليف علاج لمرضى الثلاسيميا من اللاجئين السوريين .. والذي لفت انتباهي فيه مئات التعليقات المحملة بالحمد والشكر والثناء والامتنان والإجلال والتقدير .. بشكل تخطى المعقول والمنقول ، وكبر عن إدراك العقول .!!
حتى خيل إلى لأول وهلة أني أحلم . أو أني أقرأ كلاما يخص مملكة أخرى غير المملكة الأردنية ، وشعبا آخر غير الشعب الأردني الشقيق .. أليست الأردن هي الدولة التي رفضت أن تستضيف السوريين الهاربين من جحيم الأسد ، وقامت بتسليم كثير منهم إلى شبيحة النظام فصفوا منهم المئات .؟ ثم لما اضطرت الحكومة الأردنية إلى إيواء اللاجئين السوريين ، بحكم القانون الدولي الذي يلزمها بذلك ، رفضت أن تسكنهم بمخيم قريب من عمان أو الزرقاء أو إربد أو أي مدينة أخرى ، وأصرت على إسكان السوريين في مخيم الزعتري ، الذي كتب السوريون على بابه " الداخل إلى هذا المخيم مفقود ، والخارج منه مولود "؟؟
أليست الأردن هي الدولة التي شحدت باسمنا مئات الملايين من دول الخليج ومن الأمم المتحدة ، ثم دخلت هذه المعونات إلى خزائن فيها لم تخرج منها حتى الآن .؟ أليست الأردن هي التي منعت دخول أية مواد إغاثية إلا بعد أن تقتطع منها الثلث ضريبة مرور ، ثم رفضت أخيرا تسليم اللاجئين الثلثين الباقيين إلا عن طريق نشامى أردنيين ، حجبوا هذه المواد الإغاثية ، ليعرضوها للبيع فيما بعد ، فبيعت في الأسواق على اللاجئين بأضعاف اثمانها .؟ أليس الشعب الأردني هو من شكل وفدا من المحامين وعلى رأسهم وزير العدل السابق المجلي ، وجاؤوا إلى دمشق ليلبسوا بشار الأسد مشلح المقاومة والممانعة .؟
أليس الشعب الأردني هو الذي خرج متظاهرا على الوجود السوري على أرضه ، وزعم النشامى من أبنائه أن السوريين يشاركونهم في غذائهم ومائهم ودوائهم ، وأن ما لديهم من ذلك لا يقوم إلا بحاجتهم وحدهم ، ولا يتحملون أن يشاركهم في معيشتهم أحد .؟
مخيم الزعتري ، وما أدراك ما مخيم الزعتري .؟؟ إنه مخيم الموت ، وسجن الإذلال ، ومعتقل التأديب لكل عربي مطالب بحريته ، فعقاربه ما زالت تدب وتلسع ، وزوابعه المحملة بالأتربة ما زالت الأفظع .. وما زال أطفالنا في خيامه ، عرضة لبرد الشتاء القارس ، وحر الصيف الحارق ..
فما الذي أنسانا هذه المعاناة كلها ، وحملنا على شكر صانعيها .؟ أمن أجل تقديم علاج لمرض تسببوا هم به لأولئك المساكين .؟ لماذا كل هذا الشكر على عمل هو من صميم واجبهم ، وعليهم أن يقوموا بذلك من دون حمد ولا جزيّة ..
خيل إليّ وأنا أقرأ كلمات الشكر أن الأردن أرسلت سربا من الطيران يدك معاقل الأسد انتصارا للشعب السوري الذي ولغ النظام الأسدي في دمائه خمس سنوات .. وتراءى لي وكأن الأردن حررت درعا ودمشق وحمص وهي في طريقها لتحرير باقي مدن سوريا وقراها .. لعنة الله على كل من كتب عبارة " لا نتدخل في شؤون الدول الأخرى " حتى تمسك بها حكام العرب ، فكانت عندهم أولى من قول النبي صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " .
شكرا للأردن حكومة وشعبا لقيامهم بواحد في المليون مما يجب عليهم تجاهنا .!! شكرا للأردن ، فما زال باقي العرب يقفون في الصف المعادي لشعبنا وثورته ضد الاستبداد والفساد .. شكرا لباقي العرب الذين أغلقوا في وجوهنا الحدود ، وأقاموا السدود ، وفرضوا القيود . خدمة للأسد . وتضييقا على من ثار على استبداده وفساده .. قال الشاعر الحكيم :
ولم أر ظلماً مثلَ ظلمٍ يُصيبنا : يُساء إلينا ثم نُؤمرُ بالشكرِ
20 / 8 / 2015
بقلم : ابو ياسر السوري
===============
كما أن للقصيدة مناسبة تقال فيها . فكذلك للمقالات مناسبات تقتضيها.. فقد لفت انتباهي أمس أن صفحة الثورة السورية نزلت منشورا بخصوص تحمل الأردن تكاليف علاج لمرضى الثلاسيميا من اللاجئين السوريين .. والذي لفت انتباهي فيه مئات التعليقات المحملة بالحمد والشكر والثناء والامتنان والإجلال والتقدير .. بشكل تخطى المعقول والمنقول ، وكبر عن إدراك العقول .!!
حتى خيل إلى لأول وهلة أني أحلم . أو أني أقرأ كلاما يخص مملكة أخرى غير المملكة الأردنية ، وشعبا آخر غير الشعب الأردني الشقيق .. أليست الأردن هي الدولة التي رفضت أن تستضيف السوريين الهاربين من جحيم الأسد ، وقامت بتسليم كثير منهم إلى شبيحة النظام فصفوا منهم المئات .؟ ثم لما اضطرت الحكومة الأردنية إلى إيواء اللاجئين السوريين ، بحكم القانون الدولي الذي يلزمها بذلك ، رفضت أن تسكنهم بمخيم قريب من عمان أو الزرقاء أو إربد أو أي مدينة أخرى ، وأصرت على إسكان السوريين في مخيم الزعتري ، الذي كتب السوريون على بابه " الداخل إلى هذا المخيم مفقود ، والخارج منه مولود "؟؟
أليست الأردن هي الدولة التي شحدت باسمنا مئات الملايين من دول الخليج ومن الأمم المتحدة ، ثم دخلت هذه المعونات إلى خزائن فيها لم تخرج منها حتى الآن .؟ أليست الأردن هي التي منعت دخول أية مواد إغاثية إلا بعد أن تقتطع منها الثلث ضريبة مرور ، ثم رفضت أخيرا تسليم اللاجئين الثلثين الباقيين إلا عن طريق نشامى أردنيين ، حجبوا هذه المواد الإغاثية ، ليعرضوها للبيع فيما بعد ، فبيعت في الأسواق على اللاجئين بأضعاف اثمانها .؟ أليس الشعب الأردني هو من شكل وفدا من المحامين وعلى رأسهم وزير العدل السابق المجلي ، وجاؤوا إلى دمشق ليلبسوا بشار الأسد مشلح المقاومة والممانعة .؟
أليس الشعب الأردني هو الذي خرج متظاهرا على الوجود السوري على أرضه ، وزعم النشامى من أبنائه أن السوريين يشاركونهم في غذائهم ومائهم ودوائهم ، وأن ما لديهم من ذلك لا يقوم إلا بحاجتهم وحدهم ، ولا يتحملون أن يشاركهم في معيشتهم أحد .؟
مخيم الزعتري ، وما أدراك ما مخيم الزعتري .؟؟ إنه مخيم الموت ، وسجن الإذلال ، ومعتقل التأديب لكل عربي مطالب بحريته ، فعقاربه ما زالت تدب وتلسع ، وزوابعه المحملة بالأتربة ما زالت الأفظع .. وما زال أطفالنا في خيامه ، عرضة لبرد الشتاء القارس ، وحر الصيف الحارق ..
فما الذي أنسانا هذه المعاناة كلها ، وحملنا على شكر صانعيها .؟ أمن أجل تقديم علاج لمرض تسببوا هم به لأولئك المساكين .؟ لماذا كل هذا الشكر على عمل هو من صميم واجبهم ، وعليهم أن يقوموا بذلك من دون حمد ولا جزيّة ..
خيل إليّ وأنا أقرأ كلمات الشكر أن الأردن أرسلت سربا من الطيران يدك معاقل الأسد انتصارا للشعب السوري الذي ولغ النظام الأسدي في دمائه خمس سنوات .. وتراءى لي وكأن الأردن حررت درعا ودمشق وحمص وهي في طريقها لتحرير باقي مدن سوريا وقراها .. لعنة الله على كل من كتب عبارة " لا نتدخل في شؤون الدول الأخرى " حتى تمسك بها حكام العرب ، فكانت عندهم أولى من قول النبي صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " .
شكرا للأردن حكومة وشعبا لقيامهم بواحد في المليون مما يجب عليهم تجاهنا .!! شكرا للأردن ، فما زال باقي العرب يقفون في الصف المعادي لشعبنا وثورته ضد الاستبداد والفساد .. شكرا لباقي العرب الذين أغلقوا في وجوهنا الحدود ، وأقاموا السدود ، وفرضوا القيود . خدمة للأسد . وتضييقا على من ثار على استبداده وفساده .. قال الشاعر الحكيم :
ولم أر ظلماً مثلَ ظلمٍ يُصيبنا : يُساء إلينا ثم نُؤمرُ بالشكرِ