جواب هجوم غبي على علم الثورة السورية :
17 / 8 / 2015
بقلم : أبو ياسر السوري

جواب هجوم غبي على علم الثورة السورية : S3EkAAAAASUVORK5CYII=
================
قرأت على صفحة الثورة "حول علم الثورة السورية " مقالا بدون عنوان ، بدأه كاتبه بقوله : [ وسائل الإعلام التي تتبنى الفكر العلماني والديمقراطي تعمل على إبراز هذا العلم للثوار المجاهدين في سوريا، وجعلت قسما منهم يحملونه من دون معرفة واقعه . فالكثير لا يدري أنه من صنع الاستعمار وليس له علاقة بالاستقلال وإنما هو تأكيد على الخضوع للمستعمر وأن علم أهل سوريا مختلف تماما عن هذا العلم ...] . واستمر الكاتب من أول مقاله إلى آخره .. وهو يتعالم ويتعالي ويستخفف بعقول القراء ، متهما السوريين الذين يرفعون هذا العلم بمعصية الله ورسوله ، وطاعة الفرنسيين ..
وفي الحقيقة لم يكن كلامه تشكيكا في علم الثورة ، بمقدار ما هو هجوم على الثوار السوريين قديما وحديثا . فقد تكفل الرجل بشتم الثورة السورية الكبرى ورجلاتها ، وشتم الثورة السورية الحالية وأبطالها .. وكأني به يعزو عدم الانتصار على الأسد وعصابته وحلفائه المجوس ، إلى رفع هذا العلم الذي هو في نظره عنوان الشؤم وسبب كل مآسينا منذ خمس سنوات وحتى الآن ..
ومثل هذا الكلام لا أدري بم أصفه !؟ ولا أدري ماذا أقول في كاتبه .!؟ ولا أجد العبارات التي يحسن أن يردَّ بها عليه في مثل هذا المقام .؟ فهو لم يشغله حال أبناء الزبداني وداريا ودوما وبراميل الموت التي قتلت في دوما وحدها 100 شهيد وخلفت مئات الجرحى والمعوقين .. ولم يشغله أن سوريا تضيع ، وأنها لو ضاعت – لا سمح الله - فسوف يكون حال أبنائها أسوأ من حال النور والقرباط .. لم يشغله ما تمر فيه سوريا من كرب ومعاناة ، وإنما شغله قطعة قماش رفعها الثوار ليمتازوا بها عن خصومهم ..
ومع ذلك لا أراني قادرا على تجاوز ما جاء في مقال هذا المريض عقليا ، لأنه لم يعرض رايه الشخصي ، وإنما تكلم باسم الإسلام ، وافترى على السوريين باسم الدين . لهذا ألخص ردي على جهالاته وسخفه بالنقاط الآتية :
1 – كاتب المقال إما شبيح مدسوس ، لا يمثل توجهنا الوطني ، ولا يشرف ثورتنا أن تعمل بفكره الأعور .. وإما جاهل غبي لا يمثل ديننا الإسلامي ، وإنما يخدم بذلك أعداءنا ، وكما قال الداعية الإسلامي الكبير الشيخ محمد الغزالي رحمه الله : " ليس بالضرورة أن تكون عميلا لتخدم عدوك .. فيكفي أن تكون غبيا لتقدم لعدوك أعظم الخدمات " .
2 – إن هذا العلم الذي يحمله الثوار صار رمزا لثورة تناهض نظام استبداد وفساد ، يعيث في سوريا منذ أكثر من 40 عاما .. لم يرفعه الثوار فوق رؤوسهم امتثالا لأمر " هنري بونسو " كما زعم هذا الجاهل زورا وبهتانا ، وإنما رفعوه للأسباب التالية :
أولا : في بداية الثورة السلمية ، كانت تجوب الشوارع مظاهرات للمعارضة ، وأخرى مؤيدة للنظام .. وكان العلم الذي يرفعه المعارضون والمؤيدون واحدا ، مما دعا المعارضين إلى رفع علم مغاير لعلم المؤيدين .. فوقع الاختيار على رفع هذا العلم ، لضرورة التمايز ، ولئلا نرفع علم نظام ، نحن نثور لإسقاطه ..
ثانيا : إن سبب اختيار الثورة لرفع هذا العلم ، التيمن بكونه علم الاستقلال ، الذي رفعه السوريون بعد طرد فرنسا وانتزاع استقلالهم ، بعد ثورة دامت 25 سنة .. قادها رجال مخلصون مشهود لهم بالشرف والوطنية والإخلاص من أمثال إبراهيم هنانو وعمر البيطار ومحمد الأشمر وغيرهم من كبار الوطنيين .
ثالثا : إن هذا العلم لم ترفعه ثورتنا اليوم عبثا ، ولم ترفعه الثورة السورية السورية الكبرى من قبل 70 عاما اعتباطا .. وإنما اختير طوله وعرضه بناء على عرف دولي .. كما اختيرت ألوانه بناء على خلفية تاريخية ، تتصل بماض عريق ، كان يمثل أزهى فترات مجدنا وسؤددنا ..
كان مقررا في مادة المطالعة بمدارسنا موضوع بعنوان " أيها العلم " جاء فيه :
إن لونك الأخضر : يرمز إلى عهد الخلفاء الراشدين ..
ولونك الأبيض يرمز إلى عهد الخلفاء الأمويين ..
ولونك الأسود يرمز إلى عهد الخلفاء العباسيين ..
أما نجومك الثلاثة الحمراء . فهي ترمز إلى الدماء الزكية التي أهريقت في سبيل الله خلال تلك العهود الثلاثة ..
وأذكر أني كنت كتبت هذا الكلام منذ الأيام الأولى للمظاهرات السلمية .. وبينتُ يومها ما يرمز إليه علم الثورة ، الذي يهاجمه الكاتب المتذاكي ، ويتهجم بسببه على شرفاء الأمة وأبطالها ، مستهينا بدماء آلاف الشهداء ، الذين يخطون سطورا من المجد بدمائهم . ويمهرون الحرية كمّاً هائلا من أشلائهم .. زاعما أن الثوار يقاتلون تحت راية فرضها عليهم المستعمر الفرنسي ، وهو ادعاء كاذبٌ ، وكلام جاهل ، يهرف بما لا يعرف في كل ما قال ..
وختاما :
لن أعتذر عن خشونة الألفاظ التي وردت أثناء ردي عليه . لأن هذا الكاتب ، قد اساء لنا ولتاريخنا ، ولنضالنا في الماضي والحاضر ، وهو من النوع الذي لا تنفع معه المهادنة ، ولا يردعه إلا المخاشنة ، كشأن المنافقين الذين نزل القرآن بتقريعهم . قال تعالى : "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ" وقال تعالى لنبيه فيها أيضا : " وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا " ..