يا مصفّقون، ألا تخجلون؟
أخبار جرائم مولاكم شرَّقت في الأرض وغرَّبت فبلغت أدنى الدنيا وأقصاها وارتجفت من هولها ضمائر العالمين، وأنتم ما زلتم له تطبلون وباسمه تسبّحون؟ ألا تخجلون؟ ألا تستحون؟
لو استعصت على المرء رؤيةُ نجم خفيّ ضئيل معلق في أعلى السماء لعُذر، لكن أي عذر لمن لا يبصر الشمس في رابعة النهار؟
افرض أن إعلامك -يا أيها المصفّق الولهان- صادق قِدّيس وأني كاذب خدّاع. دع عنك كلامي ودع عنك كلام إعلامك واذهب إلى الصور التي لا تكذب. لن يضنيك البحث، شغّل جهازك وافتح صفحة اليوتيوب، وضع أي كلمة تخطر ببالك من قاموس الآلام في سوريا: درعا أو حمص، شهيد أو جريح، اعتقال أو تعذيب، طفل أو امرأة، قصف أو تدمير، ماهر أو بشار... وانظر ماذا سيجتمع أمام عينيك وبين يديك من مآس وفواجع يتشقق من هولها الصخر الأصَمّ، وتتفطر منها قلوب من كان لهم قلوب!
ربما أردتَ أن تتأكد: أقَتَل رئيسُك المحبوب طفلاً حقاً؟ أطمئنك؛ ستجد مقاطع مصوَّرة لمئة طفل وطفلة اغتالهم رصاص مجرمي رئيسك المحبوب. ربما أردت أن تتأكد: أفجّر رئيسك المحبوب رأساً حقاً؟ أطمئنك؛ ستجد مقاطع مصوَّرة لمئة رأس تصدَّعت جماجمها وتناثرت أدمغتها بقذائف قتلة رئيسك المحبوب.
ربما شككت وقلت: لعل مَن قتل أطفال الوطن وفجّر رؤوس الأبرياء من أبناء الوطن هم المندسّون من أعداء الوطن؟ أطمئنك؛ ستجد مقاطع مصورة لمئة قاتل يطلق النار بالدم البارد على العُزّل الأبرياء من أبناء الوطن، في حماية ورعاية عناصر أمن رئيسك المحبوب. ربما شككت وقلت: لعل من اجتاح نواحي بلادك وقصف مدن بلادك هم المندسّون من أعداء البلاد؟ أطمئنك؛ ستجد مقاطع مصوَّرة لمئة دبابة تحمل علم بلادك وهي تقصف مدن بلادك، ومقاطع مصوَّرة لمئة جندي من جنود الوطن وهم يقتلون أبناء الوطن فداء لرئيسك المحبوب!
يا أيها المصفّقون لقَتَلة الأطفال، يا أيها المسبّحون بحمد الطاغية السفّاح: وددت أن أجد لكم عذراً، ولكنكم استهلكتم الأعذار وخلعتم العِذار. لا عذر لكم بعد اليوم، ألا بعداً لمن باع الوطن والأهل في سبيل حبة من "بُشار".
مجاهد مأمون ديرانية
أخبار جرائم مولاكم شرَّقت في الأرض وغرَّبت فبلغت أدنى الدنيا وأقصاها وارتجفت من هولها ضمائر العالمين، وأنتم ما زلتم له تطبلون وباسمه تسبّحون؟ ألا تخجلون؟ ألا تستحون؟
لو استعصت على المرء رؤيةُ نجم خفيّ ضئيل معلق في أعلى السماء لعُذر، لكن أي عذر لمن لا يبصر الشمس في رابعة النهار؟
افرض أن إعلامك -يا أيها المصفّق الولهان- صادق قِدّيس وأني كاذب خدّاع. دع عنك كلامي ودع عنك كلام إعلامك واذهب إلى الصور التي لا تكذب. لن يضنيك البحث، شغّل جهازك وافتح صفحة اليوتيوب، وضع أي كلمة تخطر ببالك من قاموس الآلام في سوريا: درعا أو حمص، شهيد أو جريح، اعتقال أو تعذيب، طفل أو امرأة، قصف أو تدمير، ماهر أو بشار... وانظر ماذا سيجتمع أمام عينيك وبين يديك من مآس وفواجع يتشقق من هولها الصخر الأصَمّ، وتتفطر منها قلوب من كان لهم قلوب!
ربما أردتَ أن تتأكد: أقَتَل رئيسُك المحبوب طفلاً حقاً؟ أطمئنك؛ ستجد مقاطع مصوَّرة لمئة طفل وطفلة اغتالهم رصاص مجرمي رئيسك المحبوب. ربما أردت أن تتأكد: أفجّر رئيسك المحبوب رأساً حقاً؟ أطمئنك؛ ستجد مقاطع مصوَّرة لمئة رأس تصدَّعت جماجمها وتناثرت أدمغتها بقذائف قتلة رئيسك المحبوب.
ربما شككت وقلت: لعل مَن قتل أطفال الوطن وفجّر رؤوس الأبرياء من أبناء الوطن هم المندسّون من أعداء الوطن؟ أطمئنك؛ ستجد مقاطع مصورة لمئة قاتل يطلق النار بالدم البارد على العُزّل الأبرياء من أبناء الوطن، في حماية ورعاية عناصر أمن رئيسك المحبوب. ربما شككت وقلت: لعل من اجتاح نواحي بلادك وقصف مدن بلادك هم المندسّون من أعداء البلاد؟ أطمئنك؛ ستجد مقاطع مصوَّرة لمئة دبابة تحمل علم بلادك وهي تقصف مدن بلادك، ومقاطع مصوَّرة لمئة جندي من جنود الوطن وهم يقتلون أبناء الوطن فداء لرئيسك المحبوب!
يا أيها المصفّقون لقَتَلة الأطفال، يا أيها المسبّحون بحمد الطاغية السفّاح: وددت أن أجد لكم عذراً، ولكنكم استهلكتم الأعذار وخلعتم العِذار. لا عذر لكم بعد اليوم، ألا بعداً لمن باع الوطن والأهل في سبيل حبة من "بُشار".
مجاهد مأمون ديرانية