حوار بين الدواعش .. ومخالف لهم الرأي في أردوغان :
بقلم : أبو ياسر السوري
25 / 7 / 2015
داعشي ورؤوس مسلمين مقطوعة
بقلم : أبو ياسر السوري
25 / 7 / 2015
داعشي ورؤوس مسلمين مقطوعة
=============
بسم الله . والحمد لله . والله أكبر .. نشرت أول أمس صورة لأردوغان ، وأثبت تحتها ردَّه المُسكِتَ على رئيس حزب المعارضة العلمانية من أتباع اتاتورك الذي قال : " إن أردوغان لا يصلح أن يكون زبالا "..
فأجابه أردوغان : " نحن منذ 10 سنوات ننظف تركيا من وساخاتكم ولم ننته منها لغاية اليوم "..
فاستحسن عددٌ من القراء جواب أردوغان ، وعلقوا عليه معجبين بفطنته وسرعة بديهته ، وأثنوا عليه خيرا .. فساءَ ذلك أحد الدواعش ، وأكل الحسد منه وشرب . فنشر صورة " ظهر فيها أردوغان وعبد الله جول مع شمعون بيريز . وهم يشربون شرابا " . فسخر الداعشي من أردوغان ، وحكم بأنه يشرب خمرا .. واعترض على من امتدحه ، وسماهم " جلاميق " وكتبها " جلاميء" على تطريقة من يلفظون القاف همزة ، وهي طريقة في الكلام لا ترتضيها العرب . ولكن أبناءهم المستعجمين ، صاروا في زمان انسلخوا فيه من عروبتهم ، وراحوا يستحسنون القبيح ، ويقبحون الحسن .. ويظنون ذلك تَقدّما ورقيّا .!!
واسمحوا لي ألخص عبارات الداعشي ، لئلا يطول الكلام كثيرا في هذا المقام . أما من كان لديه صبر على الإطالة ، فيمكنه أن يرجع إلى أصل الحوار على صفحتي في الفيسبوك .. وأكتفي الآن بالإشارة إلى نقاط الخلاف بيننا وبين الدواعش في هذا الحاكم المسلم أردوغان .. وسوف نرد على كل نقطة خلاف بيننا وبين الدواعش ردا يستند إلى الدين والعقل والمنطق .. وندع الحكم بعد ذلك للقراء . وللدواعش أنفسهم ، عسى الله أن يشرح صدورهم لما اختلف فيه من الحق ، ويثوبوا إلى رشدهم . وما أظنهم يفعلون ذلك ، لأنهم ظلمة ، والله لا يهدي القوم الظالمين .!! وعلى الرغم من ذلك فنحن لا نجد مانعا في أن ننصحهم ونحاجّهم ، عملا بقوله تعالى " وقالت طائفة منهم : لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم ؟ فالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون * " .
ولنبدأ بالصورة التي نشرها الداعشي لأردوغان مع بيريز .. وعرَّض بردة أردوغان عن الإسلام لمجرد ظهوره في صورة يجلس فيها مع يهودي .!! وبما أن الدواعش يزعمون أنهم خلافة إسلامية ، ولا يتكلمون إلا بالكتاب والسنة ، فتعالوا نحاكمهم في هذه الصورة بنصوص الكتاب والسنة ..
أولا : الجلوس مع يهودي أو نصراني أو شيوعي أو شيعي أو نصيري أو ملحد لا يدين بدين .. ليس حراما ، ولا مخالفا لتعاليم الإسلام .. وقد جلس النبي مع اليهود .. وجلس مع بعض النصارى .. وجلس مع المشركين عبدة الأصنام . وهو صلى الله عليه وسلم أسوتنا وقدوتنا في ذلك . فما الضير من جلوس أردوغان مع يهودي .؟ طبعا لم يكن أردوغان في جلسة سكر وعربدة مع يهودي ، وإنما كان في جلسة عمل ، تؤخذ لها الصور التذكارية عادة ، ثم تستأنف لبحث الأمور التي كان اللقاء من أجلها . ولو كان أردوغان يشرب خمراً – حاشاه من ذلك - لما سمح للكاميرا أن تلتقط له تلك الصورة ، خصوصا وأنه يرفع شاخصة إسلامية ، ويظهر اعتزازه بالدين الإسلامي . ويبشر بعودة العزة الإسلامية التي كانت في عهد أجداده العثمانيين .. ويعمل جاهدا لعودة تركيا إلى أصالتها ، ومجدها في ظل تعاليم الإسلام الحنيف ، الذي حمل العثمانيون رايته ودافعوا عنه على مدى 600 عام . وبالتحديد من 27 / 7 / 1299 – 29 / 10 / 1923 ...
ثانيا : يعيب الدواعش على أردوغان ، أنه يقيم علاقات مع دول الكفر .. ومع إسرائيل بالذات .. ويكفرونه بسبب ذلك ... وهذا ضيق أفق منهم .. فالنبي صلى الله عليه وسلم كتب معاهدة حسن جوار بينه وبين يهود المدينة . ولو لم ينقضها اليهود في غزوة الأحزاب لما أجلاهم النبي من المدينة ، ولا حاربهم . لأن نص المعاهدة التي كانت بينه وبينهم يقول : بأن كل طرف يتعهد بأن يدافع عن الطرف الآخر . ويموت من أجله .
ثالثا : يعيب الدواعش على أردوغان ، أن في بلده تركيا قاعدة أمريكية ، وأن الطيران الأمريكي يهدد منها المنطقة العربية ، والشعوب الإسلامية .. والحقيقة لا ذنب لأردوغان في هذا ، لأنه لم يكن هو الذي وقع على إنشاء تلك القاعدة . وإنما كانت " قاعدة انجرلك" قائمة قبل أن يجيء أردغان إلى السلطة بنصف قرن تقريبا . فما ذنب أردوغان في هذا ؟ وهنا ينبغي أن لا نتكلم على طريقة الدواعش الذين يسرجون النمل خيولاً ، ويمتطون ظهورها ، ويصرخ " بغلهم الدادي" بأنه سيفتح روما ممتطيا ظهور النمل ، ويتحدى بها الطائرة الحربية والصاروخ والقنابل الذرية والهيدروجينية .. نعم ، إنه لا ينبغي أن نتكلم بهذا الأسلوب ، وإنما ينبغي أن نتكلم بالدين والعقل والمنطق ، فنحن في عصر تحكمه أنظمة دولية بات يتحكم فيها الأقوياء . وما يطالب به المرء في حال القدرة ، غير ما يطالب به في حال العجز " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ". والواقع أنه لا خيار لأردوغان في إلغاء هذه القاعدة ، لأنها أقيمت بناء على اتفاقية أبرمتها حكومة تركية سابقة مع أمريكا ، ولا يمكنه نقضها .. وعلاوة على ذلك فمن الكذب أن يقال أن هذه القاعدة قد أنشئت لفرض السيطرة على الوطن العربي . ، لأنها افتتحت في فترة الحرب الباردة سنة 1951 م لتكون أمريكا قريبة من منافستها روسيا ، وقد تكون أمريكا قصدت أن تكون قريبة من إسرائيل أيضا ، فاختارت تركيا مكانا لهذه القاعدة .
ولكن يحسن هنا أن نذكّر الدواعش بأن أردوغان منع أمريكا من استخدام "قاعدة إنجرلك" أيام ضرب العراق للإطاحة بصدام . كما منعها أن تستخدمها لضرب داعش في العراق أخيراً ..
رابعا : يعيب الدواعش على أردوغان ، " أنه متحالف مع أمريكا ضد الشعوب الإسلامية .. وأنه يوالي نظام الكفر العالمي ..."
وزعمهم أنه متحالف مع أمريكا ضد الشعوب الإسلامية كذب ، وهي مغالطة لا تليق بمن يدعي النزاهة وصدق الحديث .. لأن أردوغان ليس مسؤولا عن دخول تركيا في حلف الناتو ، وإنما تركيا هي التي فعلت ذلك قبل مجيء أردوغان بـ 70 سنة .. ثم لم يكن غرض تركيا من دخولها في هذا الحلف ضرب الشعوب الإسلامية ، وإنما دخلته لتأمن شرَّ عدوتها التقليدية روسيا ، التي تتربص بها الدوائر ... والسؤال هنا : هل يمنع الإسلام من إقامة حلف بين المسلمين وغير المسلمين .؟ ألم يعقد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية حلفا مع خزاعة وهم مشركون .؟ فما المانع من إقامة معاهدة دفاع مشترك بين تركيا والدول الغربية لتأمن شرهم من جهة ، ولتأمن شر روسيا من جهة ثانية .؟
خامسا : وأخيرا ، يعيب الدواعش على أردوغان أنه رئيسٌ لدولة يُنشَرُ فيها العهر والزنا والربا وشرب الخمر .. دون حسيب ولا رقيب ، وأنه ما زال يحكم بالقوانين الوضعية الكفرية البحتة ..
ويجاب عن ذلك أيضا ، بأن أردوغان غير مسؤول عن هذه الموبقات في بلده ، فقد جاء إلى الحكم فوجدها سائدة في المجتمع ، ووجد قومه يمارسونها منذ 90 سنة في ظل حكم أتاتورك وخلفائه العلمانيين . وأردوغان مؤمن بأن هذه المفاسد لا سبيل إلى تغييرها دفعة واحدة ، وإنما يمكن ذلك على سنة التدرج في تطبيق الأحكام الإسلامية . فقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم في بيئة كان الزنا منتشرا فيها ، وكانت العاهرات يمارسن هذه الفاحشة بدون خجل ، فكانت إحداهن تنصب الراية على باب بيتها ، فيأتيها الراغب بها فيزانيها بأجر .. وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، فلم يبدأ بمحاربة هذه الفاحشة .. ولا بدأ بهدم بيوت الدعارة .. ولا أمر بحجاب النساء عن أنظار الرجال .. وإنما أخَّرَ ذلك إلى أن تهيأت النفوس لقبول الحكم الشرعي المخالف لعادة الناس ومعهودهم ..
ولكن خليفة الدواعش ، يريد أن يغير كل شيء في غمضة عين . فمن لم يبايعه يُذبح ، ومن خالف له أمرا كبيرا أم صغيرا يُذُبح . ومن تردد في التنفيذ لجهل أو أبدى استغرابا يُذبح . ومن عجز عن القيام بما يطلب منه يُذبح .. إنها خلافة الذبح ، وكل أتباعها ذباحون لم يعرفوا من الإسلام سوى إقامة المسالخ البشرية ، التي تقطع فيها الرؤوس ، وتسلخ الجلود ، وتبقر البطون . ولم يحفظوا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم سوى قوله لنفر من المشركين سخروا منه وهو يطوف حول البيت ، مرة ، بعد مرة ، بعد مرة .. فوقف عندهم في الشوط الثالث من الطواف ، غاضبا من غمزهم ولمزهم ، وغاضبا من تعذيبهم للمستضعفين من أصحابه حتى الموت ، فتهددهم قائلا : يا معشر قريش أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح ... وهو يريد هؤلاء المستهزئين بأعيانهم .. وقد صدقه الله فيما توعدهم به ، فمكنه من رقابهم ، فقتلهم جميعا يوم بدر ..
فالنبي - بأبي هو وأمي – رؤوف رحيم .. وكان بالمؤمنين رحيما .. والخليفة الداعشي فظ عتل غليظ . وأتباعه قتلة مجرمون ، لا يحسنون سوى تكفير المسلمين ، وذبح خيارهم ، واغتصاب نسائهم ، وقتل أطفالهم .. فأي دين هذا الذي يبشر به الدواعش ؟ وأي خليفة أخرق يقودهم .؟ اللهم إنا نبرأ إليك من فعلهم . ونعتذر إليك ممن خدع بهم ، فبايعهم على ضلالهم وإجرامهم .
لقد اختبأ هؤلاء الدواعش خلف راية إسلامية ، ثم كانوا حربا على كل مسلم ومسلمة في مشارق الأرض ومغاربها . وقد أساؤوا إلى الإسلام ، وشوهوا جماله بفهمهم السقيم . وسلوكهم العقيم .. اللهم فاكفناهم بما شئت ..
بسم الله . والحمد لله . والله أكبر .. نشرت أول أمس صورة لأردوغان ، وأثبت تحتها ردَّه المُسكِتَ على رئيس حزب المعارضة العلمانية من أتباع اتاتورك الذي قال : " إن أردوغان لا يصلح أن يكون زبالا "..
فأجابه أردوغان : " نحن منذ 10 سنوات ننظف تركيا من وساخاتكم ولم ننته منها لغاية اليوم "..
فاستحسن عددٌ من القراء جواب أردوغان ، وعلقوا عليه معجبين بفطنته وسرعة بديهته ، وأثنوا عليه خيرا .. فساءَ ذلك أحد الدواعش ، وأكل الحسد منه وشرب . فنشر صورة " ظهر فيها أردوغان وعبد الله جول مع شمعون بيريز . وهم يشربون شرابا " . فسخر الداعشي من أردوغان ، وحكم بأنه يشرب خمرا .. واعترض على من امتدحه ، وسماهم " جلاميق " وكتبها " جلاميء" على تطريقة من يلفظون القاف همزة ، وهي طريقة في الكلام لا ترتضيها العرب . ولكن أبناءهم المستعجمين ، صاروا في زمان انسلخوا فيه من عروبتهم ، وراحوا يستحسنون القبيح ، ويقبحون الحسن .. ويظنون ذلك تَقدّما ورقيّا .!!
واسمحوا لي ألخص عبارات الداعشي ، لئلا يطول الكلام كثيرا في هذا المقام . أما من كان لديه صبر على الإطالة ، فيمكنه أن يرجع إلى أصل الحوار على صفحتي في الفيسبوك .. وأكتفي الآن بالإشارة إلى نقاط الخلاف بيننا وبين الدواعش في هذا الحاكم المسلم أردوغان .. وسوف نرد على كل نقطة خلاف بيننا وبين الدواعش ردا يستند إلى الدين والعقل والمنطق .. وندع الحكم بعد ذلك للقراء . وللدواعش أنفسهم ، عسى الله أن يشرح صدورهم لما اختلف فيه من الحق ، ويثوبوا إلى رشدهم . وما أظنهم يفعلون ذلك ، لأنهم ظلمة ، والله لا يهدي القوم الظالمين .!! وعلى الرغم من ذلك فنحن لا نجد مانعا في أن ننصحهم ونحاجّهم ، عملا بقوله تعالى " وقالت طائفة منهم : لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم ؟ فالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون * " .
ولنبدأ بالصورة التي نشرها الداعشي لأردوغان مع بيريز .. وعرَّض بردة أردوغان عن الإسلام لمجرد ظهوره في صورة يجلس فيها مع يهودي .!! وبما أن الدواعش يزعمون أنهم خلافة إسلامية ، ولا يتكلمون إلا بالكتاب والسنة ، فتعالوا نحاكمهم في هذه الصورة بنصوص الكتاب والسنة ..
أولا : الجلوس مع يهودي أو نصراني أو شيوعي أو شيعي أو نصيري أو ملحد لا يدين بدين .. ليس حراما ، ولا مخالفا لتعاليم الإسلام .. وقد جلس النبي مع اليهود .. وجلس مع بعض النصارى .. وجلس مع المشركين عبدة الأصنام . وهو صلى الله عليه وسلم أسوتنا وقدوتنا في ذلك . فما الضير من جلوس أردوغان مع يهودي .؟ طبعا لم يكن أردوغان في جلسة سكر وعربدة مع يهودي ، وإنما كان في جلسة عمل ، تؤخذ لها الصور التذكارية عادة ، ثم تستأنف لبحث الأمور التي كان اللقاء من أجلها . ولو كان أردوغان يشرب خمراً – حاشاه من ذلك - لما سمح للكاميرا أن تلتقط له تلك الصورة ، خصوصا وأنه يرفع شاخصة إسلامية ، ويظهر اعتزازه بالدين الإسلامي . ويبشر بعودة العزة الإسلامية التي كانت في عهد أجداده العثمانيين .. ويعمل جاهدا لعودة تركيا إلى أصالتها ، ومجدها في ظل تعاليم الإسلام الحنيف ، الذي حمل العثمانيون رايته ودافعوا عنه على مدى 600 عام . وبالتحديد من 27 / 7 / 1299 – 29 / 10 / 1923 ...
ثانيا : يعيب الدواعش على أردوغان ، أنه يقيم علاقات مع دول الكفر .. ومع إسرائيل بالذات .. ويكفرونه بسبب ذلك ... وهذا ضيق أفق منهم .. فالنبي صلى الله عليه وسلم كتب معاهدة حسن جوار بينه وبين يهود المدينة . ولو لم ينقضها اليهود في غزوة الأحزاب لما أجلاهم النبي من المدينة ، ولا حاربهم . لأن نص المعاهدة التي كانت بينه وبينهم يقول : بأن كل طرف يتعهد بأن يدافع عن الطرف الآخر . ويموت من أجله .
ثالثا : يعيب الدواعش على أردوغان ، أن في بلده تركيا قاعدة أمريكية ، وأن الطيران الأمريكي يهدد منها المنطقة العربية ، والشعوب الإسلامية .. والحقيقة لا ذنب لأردوغان في هذا ، لأنه لم يكن هو الذي وقع على إنشاء تلك القاعدة . وإنما كانت " قاعدة انجرلك" قائمة قبل أن يجيء أردغان إلى السلطة بنصف قرن تقريبا . فما ذنب أردوغان في هذا ؟ وهنا ينبغي أن لا نتكلم على طريقة الدواعش الذين يسرجون النمل خيولاً ، ويمتطون ظهورها ، ويصرخ " بغلهم الدادي" بأنه سيفتح روما ممتطيا ظهور النمل ، ويتحدى بها الطائرة الحربية والصاروخ والقنابل الذرية والهيدروجينية .. نعم ، إنه لا ينبغي أن نتكلم بهذا الأسلوب ، وإنما ينبغي أن نتكلم بالدين والعقل والمنطق ، فنحن في عصر تحكمه أنظمة دولية بات يتحكم فيها الأقوياء . وما يطالب به المرء في حال القدرة ، غير ما يطالب به في حال العجز " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ". والواقع أنه لا خيار لأردوغان في إلغاء هذه القاعدة ، لأنها أقيمت بناء على اتفاقية أبرمتها حكومة تركية سابقة مع أمريكا ، ولا يمكنه نقضها .. وعلاوة على ذلك فمن الكذب أن يقال أن هذه القاعدة قد أنشئت لفرض السيطرة على الوطن العربي . ، لأنها افتتحت في فترة الحرب الباردة سنة 1951 م لتكون أمريكا قريبة من منافستها روسيا ، وقد تكون أمريكا قصدت أن تكون قريبة من إسرائيل أيضا ، فاختارت تركيا مكانا لهذه القاعدة .
ولكن يحسن هنا أن نذكّر الدواعش بأن أردوغان منع أمريكا من استخدام "قاعدة إنجرلك" أيام ضرب العراق للإطاحة بصدام . كما منعها أن تستخدمها لضرب داعش في العراق أخيراً ..
رابعا : يعيب الدواعش على أردوغان ، " أنه متحالف مع أمريكا ضد الشعوب الإسلامية .. وأنه يوالي نظام الكفر العالمي ..."
وزعمهم أنه متحالف مع أمريكا ضد الشعوب الإسلامية كذب ، وهي مغالطة لا تليق بمن يدعي النزاهة وصدق الحديث .. لأن أردوغان ليس مسؤولا عن دخول تركيا في حلف الناتو ، وإنما تركيا هي التي فعلت ذلك قبل مجيء أردوغان بـ 70 سنة .. ثم لم يكن غرض تركيا من دخولها في هذا الحلف ضرب الشعوب الإسلامية ، وإنما دخلته لتأمن شرَّ عدوتها التقليدية روسيا ، التي تتربص بها الدوائر ... والسؤال هنا : هل يمنع الإسلام من إقامة حلف بين المسلمين وغير المسلمين .؟ ألم يعقد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية حلفا مع خزاعة وهم مشركون .؟ فما المانع من إقامة معاهدة دفاع مشترك بين تركيا والدول الغربية لتأمن شرهم من جهة ، ولتأمن شر روسيا من جهة ثانية .؟
خامسا : وأخيرا ، يعيب الدواعش على أردوغان أنه رئيسٌ لدولة يُنشَرُ فيها العهر والزنا والربا وشرب الخمر .. دون حسيب ولا رقيب ، وأنه ما زال يحكم بالقوانين الوضعية الكفرية البحتة ..
ويجاب عن ذلك أيضا ، بأن أردوغان غير مسؤول عن هذه الموبقات في بلده ، فقد جاء إلى الحكم فوجدها سائدة في المجتمع ، ووجد قومه يمارسونها منذ 90 سنة في ظل حكم أتاتورك وخلفائه العلمانيين . وأردوغان مؤمن بأن هذه المفاسد لا سبيل إلى تغييرها دفعة واحدة ، وإنما يمكن ذلك على سنة التدرج في تطبيق الأحكام الإسلامية . فقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم في بيئة كان الزنا منتشرا فيها ، وكانت العاهرات يمارسن هذه الفاحشة بدون خجل ، فكانت إحداهن تنصب الراية على باب بيتها ، فيأتيها الراغب بها فيزانيها بأجر .. وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، فلم يبدأ بمحاربة هذه الفاحشة .. ولا بدأ بهدم بيوت الدعارة .. ولا أمر بحجاب النساء عن أنظار الرجال .. وإنما أخَّرَ ذلك إلى أن تهيأت النفوس لقبول الحكم الشرعي المخالف لعادة الناس ومعهودهم ..
ولكن خليفة الدواعش ، يريد أن يغير كل شيء في غمضة عين . فمن لم يبايعه يُذبح ، ومن خالف له أمرا كبيرا أم صغيرا يُذُبح . ومن تردد في التنفيذ لجهل أو أبدى استغرابا يُذبح . ومن عجز عن القيام بما يطلب منه يُذبح .. إنها خلافة الذبح ، وكل أتباعها ذباحون لم يعرفوا من الإسلام سوى إقامة المسالخ البشرية ، التي تقطع فيها الرؤوس ، وتسلخ الجلود ، وتبقر البطون . ولم يحفظوا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم سوى قوله لنفر من المشركين سخروا منه وهو يطوف حول البيت ، مرة ، بعد مرة ، بعد مرة .. فوقف عندهم في الشوط الثالث من الطواف ، غاضبا من غمزهم ولمزهم ، وغاضبا من تعذيبهم للمستضعفين من أصحابه حتى الموت ، فتهددهم قائلا : يا معشر قريش أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح ... وهو يريد هؤلاء المستهزئين بأعيانهم .. وقد صدقه الله فيما توعدهم به ، فمكنه من رقابهم ، فقتلهم جميعا يوم بدر ..
فالنبي - بأبي هو وأمي – رؤوف رحيم .. وكان بالمؤمنين رحيما .. والخليفة الداعشي فظ عتل غليظ . وأتباعه قتلة مجرمون ، لا يحسنون سوى تكفير المسلمين ، وذبح خيارهم ، واغتصاب نسائهم ، وقتل أطفالهم .. فأي دين هذا الذي يبشر به الدواعش ؟ وأي خليفة أخرق يقودهم .؟ اللهم إنا نبرأ إليك من فعلهم . ونعتذر إليك ممن خدع بهم ، فبايعهم على ضلالهم وإجرامهم .
لقد اختبأ هؤلاء الدواعش خلف راية إسلامية ، ثم كانوا حربا على كل مسلم ومسلمة في مشارق الأرض ومغاربها . وقد أساؤوا إلى الإسلام ، وشوهوا جماله بفهمهم السقيم . وسلوكهم العقيم .. اللهم فاكفناهم بما شئت ..
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الثلاثاء أبريل 12, 2016 2:03 am عدل 4 مرات