سأقتل القنّاص وفق شريعته
1 / 5 / 2015
( منقول ) - الكاتبة : لبنى زاعور
=================
لست من هواة الرصاص، ولست قاتلةً مأجورة، لم أشرعن القتل يوما، وما كنت من مؤيديه، أكره السلاح، وأكره مخترع الرصاص، وأكره الحديد كذلك، وأوافق شاعراً وصف البندقيّة بالـ "مومس المنحلّة."
على الرّغم من ذلك، سأنسى يوماً أنّنا في القرن الواحد والعشرين، سأنسى المحاكم الدولية التي ربّما ستتّخذ إجراءاتـ "ها" في البحث عن القَتَلة ومحاسبتهم، سأسلك مسلك القنّاص "ابن شريعة الغاب" في قتله، سأقتله بنهم، ملجمةً أحاسيسي، كي لا تتأثّر بفعل الإنسانية. علي أن أنهي مهمتي كما ينهيها هو، ببرودة الأعصاب نفسها، بشريعته هو. سأقتله. ويحقُّ لي طبعاً أن أُضيف هذا الفعل إلى سيرتي الذاتية، وأصنفه ضمن مهاراتي المكتسبة "من القناص".
سأقتل القناص الذي صوّب هدفه على النافذة القريبة، حيث كانت امرأة عشرينيّة تُعدُّ زجاجة حليب لطفلتها، سأقتل ذاك القنّاص الذي قتلها، وترك ابنتها جائعة، سأقتله عندما أجبر طفلةً لم تنهِ أشهرها الستّة على شرب دم أمها بدل الحليب.
وسأقتل القناص الذي تراهن مع صديقه القناص مثله "ذات رهانٍ" على علبة سجائر "أجنبيّة" فيما لو أصاب بطن امرأةٍ حُبلى في الشارع المواجه لهما، سأقتل القنّاص الذي ربح الرهان، بعدما قتل أماً وجنينها، ليكسب بذلك علبة سجائر، وسأقتل الذي خسر الرهان وعلبة سجائر.
سأقتل القناص الذي صوّب فوّهة قناصته على فتاةٍ كانت تشكو لربّها القنّاص. وسأطرب لذات الـ "تي رش رش" المنبعثة من الجوّال ذي "السبعة بافلات" هذه الفتاة "لسوء حظّها" ربّما لم تُجدِ صلواتها الممزوجة بدمعها نفعاً. سكنت رصاصة القنّاص جسدها الغضَّ قبل أن تصل مناجاتها وجه الله، وسأقتل القناص الذي قتل الجائعين الرّاهنين حياتهم لربطةِ خبزٍ في الشارع الآخر.