دولة داعش .. وزوجة " العرص"
25 / 5 / 2015
==========
دولة داعش .. وزوجة " العرص"  9k=
العَرْصُ بلغة العامة في بلاد الشام هو الديوث ..
وقد قيل لأحد العرصات وكان يجمع بين الدياثة والغفلة : زوجتك تُعَرِّص يعني تزني . قال : أنتم كذابون ، أين الدليل .؟ قالوا : فراقبها لترى بأم عينك .. قال : كيف أراقبها .؟ وقد نهينا عن تتبع عورات الناس .؟ قالوا : ولكن زوجتك ليست من عامة الناس ، إنها زوجتك وعرضك .. وعارها عارك وعار أبنائك .. قال وكيف أراقبها .؟ قال له جاره : قل لها إنك مسافر ، فاخرج إلى البر غير بعيد ثم ارجع في جنح الظلام ، وتسور على دارك بسلم من عندي ، لتقبض عليها وهي متلبسة في الجريمة .
فوافق العرص بعد إلحاح .. فقال لزوجته : إني مسافر لبعض شأني سفرا قد يستغرق أسبوعين أو ثلاثة .. فتباكت الزوجة وقالت بصوت متهدج تخالطه حشرجة : وكيف أصبر على فراقك أسبوعين يا حبيبي .؟ قال ، وقد أدركته بها رقة كبيرة وكادت تغلبه عبراته : إنها الضرورة يا حبيبتي ، وتبا لمن ألزمني بما يسوؤك ويؤلمني .. " يدعو على من أحرجوه إلى ممارسة هذه الحيلة ، التي سببت لزوجته ألم الفراق " ..
وبعد عصر ذلك اليوم ، حمل الرجل زاده ، وركب راحلته ، وخرج من بلده غير بعيد ، فمكث هناك حتى هجم الظلام ، فقفل راجعا إلى بيت جاره الخلفي ، أعني الذي يجاوره من الجهة الخلفية .. فقرع الباب ، ففتح له الجار ، وأدخله وأدخل دابته .. ونصب له سلما فصعد عليه بهدوء ، وانبطح على سطح بيته ، وبدأ يرقب باب داره .. وما هو إلا قليل حتى قرع الباب ، فخرجت زوجته ، بقميص نوم يشف عما تحته من جسدها ، فقالت : من ؟ قال خدينها : أنا فلان العطار .. ففتحت له الباب وأدخلته قائلة : سبقتك إليَّ رائحتك الزكية ، وتعانقا ، ثم خاصرها ودخل بها البيت .. والعرصُ في مكانه لا يبرح .. فصعد إليه جاره : فسأله : هل رأيت أحدا .؟ قال : رأيت رجلا يبيع العطر دخل داري ، ولا أدري لعل زوجتي كانت أوصت أن يبيعها بعض العطر .. قال : يا هذا ، تقول إنها خرجت إليه بقميص النوم .؟ قال نعم ، فزوجتي تنام باكرا لتستيقظ على التهجد قبيل الفجر ، فلعلها كانت في عجلة من أمرها ففتحت الباب للطارق ، وهي في ثياب النوم .!! قال الرجل : وتقول عانقها وعانقته .؟ قال : هكذا أرتني عيني ، وهما في الظلام . والرسول يقول على مثل ضوء الشمس فاشهد .!! فلو فعلا ذلك في النهار لصدقت واتهمت ..
وطال بينهما الحوار ، وكلما شجعه جاره على النزول إليهما أحجم العرصُ ، وتعلل بعذر شرعي يخترعه من خرج غبائه .. وأخيرا استطاع الجار إقناعه بالنزول إليهما ، فنصب له السلم إلى صحن داره ، فنزل .. ولم تشعر به الزوجة ولا صاحبها ، فقد كانا مستغرقين فيما هما فيه ، ومطمئنين إلى أنه لن يدخل عليهما أحد ، فالزوج غائب ، وبابُ الدار مُقفل . لذلك لم يكلفا نفسيهما بإغلاق باب الغرفة التي تضمهما في هذه الخلوة الحميمية ، وتركاه مفتوحا على مصراعيه ، حتى اقتحم الزوج العرصُ عليهما الغرفة ، فوجدهما عاريين .. فلما أبصراه قالت العاهرة لزوجها : من أنت .؟ قال : أنا فلان . قالت : إن فلانا مسافر ، وما أنت إلا جني أو ساحر . اخرج عنا وإلا استدعيت الشرط لإخراجك وسوقك إلى السجن .. فخرج الزوج وتركهما معا ، وهو يقول : سآتي لك برجلين يشهدان أني زوجك ..
 
تلك حكايتنا مع " دولة داعش" يا سادة .. نقول لهم : أنتم لستم دولة إسلامية ، وإنما عصابة إجرامية ، ولستم أبناء خلافة على منهاج النبوة ، وإنما مستبدون على منهاج الظلمة .
أية دولة إسلامية هذه ؟ وهي تخادن الأخيار والأشرار ، ولا ترد يد لامس ، فتجمع المال من نهابر ومهابر ، وتجمعه من حله وغير حله ، فتستولي على آبار البترول وهي ملك الشعب السوري  ، لتبيعه وتقتل به هذا الشعب . وهي تقبل المعونات الأمريكية ، والإيرانية ، والإسرائيلية . ومعونات المغرر بهم من ذوي التوجه الإسلامي .. داعش دولة تبنت السواد في كل شيء .. فرايتها سوداء .. وثياب رجالها السواد ، وعمائمهم قلانس سواء ، تغطي الوجوه والرؤوس معا ، مخروقة بثقبين للنظر من خلالهما . وكأن وجوههم عورة لا يجوز كشفها ، لئلا يفتن بها الناس . حتى قلوبهم هي أسود من الليل ، طمس الله عليها ، ونزع منها الرحمة ، قساة غلاظ شداد . كأنما قدت قلوبهم من الصخر ..
قادة داعش ، وما أدراك ما هم .؟ إنهم ثلة من القتلة ، ومصاصي الدماء . يكذبون في كل شيء . ولا يحفظون عهدا ولا ميثاقا . جنود داعش ، وما أدراك ما هم .؟ إنهم يستحلون سفك دماء المسلمين لمجرد أنهم مخالفون لهم في الراي .. هل رأيتم شريعة في العالم كله تقتل المخالف في الرأي غير شريعة داعش .؟
فرض الدواعش أنفسهم بالإكراه على أمة تعدادها مليار و600 مليون ، وافتاتوا عليها بتعيين خليفة بدون مشورة من أحد ، سوى حفنة من موافقيهم على آرائهم الشاذة . التي خرجوا بها على إجماع الأمة . فحذوا في ذلك حذو سلفهم من الخوارج كلاب أهل النار .. والغريب المريب أنهم اختاروا خليفة مجهول النسب والدين ، يدعي أنه بغدادي وهو سامرائي . ويزعم أنه أبو بكر. وهو شمعون إيلوت ..
والأنكى من ذلك أن هؤلاء الدواعش يرفعون راية " لا إله إلا الله محمد رسول الله " ويحكمون بالردة على كل المسلمين الذين يصدحون بها في الأذان خمس مرات كل يوم .
 
نقول للدواعش : كيف تفرضون على المسلمين خليفة نكرة غير معروف لهم ، وهذا مدعاة لأن يحملهم على سوء الظن به ، وتوقع أن يكون دسيسة عليهم .. ألم تقرؤوا قوله تعالى " لقد جاءكم رسول من أنفسكم " أي رسول تعرفون أصله وفصله وماضيه وحاضره ومخرجه ومدخله وسيرته وأخلاقه وصدقه وأمانته، فلو كان النبي غير معروف لمن أرسل إليهم ، لكان ذلك مبررا لمخالفته وعدم الإيمان به ...
ونقول للدواعش أنتم وخليفتكم كنتم عونا لنظام الطاغية بشار ، وأداة تخدم إيران في برنامجها التوسعي المجوسي .. سواء أأقررتم بذلك أم أنكرتم .!! فقد انتزعتم من الجيش الحر كل المواقع التي سبق أن حررها من بشار، وقتلتم قادة الجيش الحر، واغتلتم خيرة رجاله .. أليس في هذا خدمة لأعداء المسلمين .؟
ونقول للدواعش : من خولكم بإقامة الحدود .؟ وكيف تقيمون الحدود على الظنة ، والظن شبهة تدرأ بها الحدود ، وأنتم تخالفون في ذلك تعاليم الإسلام، فترجمون من لا يستحق الرجم ، وتقطعون من لا يستحق القطع ، وتسلبون أموال المسلمين بغير حق ، وتروعون الآمنين ، فأي إسلام هذا الذي تبشرون به .؟
ونقول لهم : لماذا قمعتم ثورة أبناء السنة في العراق ، و سلمتم البلد للشيعة هناك .. ولماذا تصرون على قمع الثورة السورية ، فتمارسون العهر باسم الاسلام . تقتلون .. تشردون .. وتنهبون .. وتغتالون.. وتحرقون .. بل إنكم لتذبحون البشر وتحزون رقابهم بالسكاكين ، وكأنهم خراف في مسلخ  .. وتمثلون بالقتلى تمثيلا يثير اشمئزاز العالم ، ويجعله حانقا على ديننا الحنيف ؟ أليس هذا تنفيرا من الدين ؟
ونقول لهم : ألم تسالوا أنفسكم يوما : لماذا تتحرك أرتالكم الداعشية وراياتكم السوداء ، فتغمض أمريكا وإسرائيل وبشار عنكم الأعين ، ولا يمسكم طيرانهم بسوء ، وهو الذي يرى النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء .؟؟
ثم لماذا لم تُصنّف داعش حتى الآن في قائمة الإرهاب ، بينما صُنفت النصرةُ إرهابية في وقت مبكر ؟ ولماذا لم يحظر السلاح على داعش ، وهو محظور على المعارضة المسلحة .؟
نسأل الدواعش ألف سؤال وسؤال ، ولا جواب مقنع لديهم .. سوى القول بأن دولتهم هي الموعودة بالنصر على العالم أجمع ، وأنها باقية وتتمدد ، وأنهم سيفتحون روما وأمريكا وأوروبا والصين وكوريا واليابان ... فتحاً ، لا بد أن يسبقه القضاء على مليار و600 مليون من أبناء السنة المرتدين . 
***