هل بات جيش الفتح الآن هو الأمل .؟؟
7 / 5 / 2015
==========
جيش الفتح أثبت جدارته في إدلب ، وفي جسر الشغور ، وهو جدير بأن يصاغ على غراره عدد من الألوية ، يخصص كل واحد منها لفتح مدينة من المدن السورية ، وتحرير كل موقع فيها ؟ على أن يكون لجميع هذه الألوية المتفرعة عنه قيادة مشتركة ، تصدر عن رأي واحد . وخطة عسكرية يؤخذ فيها رأي جميع القادة .
ولكي يستمر جيش الفتح يجب دعمه بالمال والسلاح والعتاد . ويجب تأمين أسر منسوبيه ماليا . لكي يذهب المقاتل للقتال وهو قرير العين على اهل بيته وابنائه .. وهذا يعني أن تخصص كل التبرعات لهذا الغرض .. فالجيوش تمشي على بطونها .. والجائع لا يقاتل ، وإذا قاتل لا ينتصر ، لأنه سوف يقاتل للحصول على ما يأكل ، لا لإعلاء كلمة الله .. كفانا نبدد تبرعات المحسنين هنا وهناك . من غير تخطيط ولا دراسة . فالحرب ينبغي أن يخطط لها ، وأن يحسب فيها حساب لكل صغيرة وكبيرة .. لا بد للجيوش من الإمداد والتمويل ، فهاتان قضيتان أساسيتان في الحروب ، فلا قتال بدون ذخائر لقتل الأعداء وإرهابهم .. ولا قتال بدون تموين ، فالجيوش كما يقولون تمشي على بطونها .. ولنضرب لذلك بعض الأمثلة ، فبالأمثال تتضح الأحوال ..
نظام الأسد مثلا ، تكفلت بإمداده وتمويله دول ، مما أمن له مواصلة القتال ، فالذخائر غزيرة ، والأموال وفيرة ، وما زال هذا النظام يعطي شبيحته رواتبهم دون انقطاع ، وما زال مستمرا في مواقعه الأساسية " دمشق – الساحل " لم يتزحزح عنها ، رغم كل محاولات الثوار .
وتنظيم داعش كذلك ، يتمتع بإمداد وتمويل عالي المستوى ، فالمقاتل فيه لا يفكر في عدد الطلقات التي يرميها ، فالذخائر لديه أكثر من المطلوب بعشرة أضعاف .. ثم إن المقاتل مع داعش يتقاضى ما بين 200 إلى 500 دولار شهريا .. لذلك بدأ هذا التنظيم بـ 7000 مقاتل ، وانتهى بثلاثة أضعاف ذلك على اقل تقدير ..
أما الجيش الحر ، فحين انقطع عنه الإمداد والتمويل ، انفرط عقده ، وصار المجاهد فيه بين خيارين ، إما أن يبقى في وحدته المقاتلة وتضيع أسرته .. وإما أن يلتفت إلى أسرته ويخرج من صفوف المجاهدين ... وليس هذا وحسب ، وإنما مر بعض ألويته بفترة انقطعت عنه الذخيرة تماما ، حتى صارت البندقية في يد أحدهم أشبه بالعصا ، بل العصا خير منها ، لذلك اضطروا لبيع بنادقهم ، وعبروا الحدود إلى تركيا ، ولحقت بهم أسرهم ، وهكذا تحول عناصر الجيش الحر من أبطال خنادق إلى سكان مخيمات ..
إهمال الجيش الحر فيما مضى ، هو الذي أقصى كل الضباط المنشقين ، وسمح لأن يحل محلهم أمراء الحرب ، الذين ليس لديهم سوى الحماس للقتال ، مع الجهل التام بالأساليب القتالية المفيدة .. وإهمال الجيش الحر ، هو الذي سمح لداعش أن تتمدد ، وسمح لزمن المعركة أن يطول . وسمح لعدد ضحايانا أن يتضاعف ..
نحن لا نتباكى على انفراط عقد الجيش الحر .. وإنما نبكي على أنفسنا لأننا حين ضننا بالمال عن المجاهدين ، ألقينا بأيدينا إلى التهلكة ونحن لا ندري . وها نحن إن نجونا اليوم من براميل النظام .. فلا ننجو من مفخخات داعش ..