قناة BBC وامتهان العهر في صياغة الخبر :
1 / 5 / 2015
============
1 / 5 / 2015
============
السلطة الرابعة ، ممثلة بالصحافة قديما ، أو الإعلام المرئي والمكتوب في ايامنا الحاضرة ، تبدي حرصا دائما على تحري المصداقية ، والحيادية ، ونزاهة الغاية والوسيلة .. إدراكا منها أن أي ثلم في هذه الجوانب يفقدها مكانتها واحترامها ..
ولكن القرن الحادي والعشرين ، شهد موجة من الكذب ، كأنها التيار المتدفق ، الذي لا يقف في وجهه شيء .. فهو يعرض على صفحات الجرائد والمجلات، وعلى شاشات التلفزيون عبر الفضائيات. فرؤساء دول يكذبون ، وأمناء المنظمات الدولية يكذبون ، ودول كبرى تكذب ..
وصار الكذب سمة حضارية تتبناه بعض وسائل النشر ، صحفا وقنوات فضائية ومراكز بحث ذائعة الصيت .!! ولن نذهب بعيدا للتدليل على ما نقول ، ويكفينا أن نأخذ قناة BBC البريطانية مثلا ، وهي ذات انتشار واسع ، وتاريخ ضارب في القدم .. ونسلط الضوء على موقفها من الثورة السورية.. لنجد أن هذه القناة تبنت الوقوف مع النظام ، في مواجهة الثورة السورية ، فتختار المصطلحات التي تستفز السوريين ، وذلك حين تطلق على ثورتهم مصطلح حركة التمرد ، وتطلق على الثوار الأحرار وصف المتمردين .. والإرهابيين .. والأصوليين .. والإسلاميين المتشددين ..
ولم تتورع هذه القناة أن تصوغ الأكاذيب ، وتزور الحقائق ، خدمة للنظام وزبانيته . فمثلا ، حين قام الجيش الحر بإسقاط طائرة في ريف إدلب قبل عشرة ايام تقريبا ، زعمت قناة الـ BBC أن داعش هي التي أسقطت الطائرة .. مع أنه لا وجود لداعش في ذلك المكان الذي سقطت فيه .. ولكن القناة تعمدت الكذب ، لتضخم من دور تنظيم داعش المتطرف ، ولتتناغم مع النظام وتروج لروايته في أنه يحارب الإرهاب والجماعات الإرهابية .. ويسمع تنظيم داعش بتلك الكذبة ويصمت عليها ، والسكوت منه في معرض البيان بيان ، ولكن صمته مكنه من الفوز بمجد لا يد له في صنعه ، وإنما أتاه من حيث لا يحتسب ، لذلك فهو يشارك في صناعة الكذبة مع القناة أيضا ، ويساهم في تأكيد ما يروج له النظام المجرم .!! وهكذا بات الكل يكذب .. والكل يجاري روح العصر ، الذي صار الكذب فيه مهارة وشطارة . وهو مجرد عهر ودعارة ..