زيارة أردوغان لإيران هل تعني إدارة الظهر للسوريين :
بقلم : أبو ياسر السوري
20 / 4 / 2015
==========
يتساءل السوريون : لماذا هذه الزيارة ؟ وما علاقتها بالشأن السوري؟ وقبل الإجابة عن هذه التساؤلات ، يحسن أن نثير أسئلة قبلها ، وعلى ضوء الإجابات اللاحقة ، تتحدد الإجابة على التساؤلات السابقة ..
1 – هل تركيا متضررة بما يحصل في سوريا منذ قيام الثورة حتى الآن . أم هي رابحة .؟
2 – لماذا تستميت إيران في قمع الثورة السورية .؟ وما مصلحتها في بقاء الأسد على رأس السلطة في سوريا .؟
3 – متى يمكن أن تحذو تركيا حذو إيران في التعامل مع الشأن السوري .؟ بمعنى ، متى تتدخل تركيا ماديا وعسكريا لدعم الثورة السورية بالقدر الذي تفعله إيران في دعم الأسد .؟
مما لا شك فيه أن تركيا تحملت أضرارا مادية باهظة بما يجري على الساحة السورية ، فهي تقوم بتقديم الإيواء والغذاء والدواء لأكثر من مليوني سوري من الفارين إلى أراضيها هربا من براميل الموت الأسدية الإيرانية .. وليس من مصلحة تركيا أن يستمر الحال على ما هو عليه إلى ما لا نهاية . وسوف تأتي اللحظة التي يتحتم فيها على تركيا أن تقول كلمتها الحاسمة فيما يجري . فإما أن ترفع يدها كليا عن سوريا . وإما أن تنخرط في مواجهة عسكرية للحيلولة بين إيران وبين بسط نفوذها على سوريا ، التي تشترك مع تركيا بحدود طولها يزيد على 900 كيلو مترا تقريبا . ويمكن لإيران من خنق تركيا من الشرق والجنوب ، وعزلها عن الدول العربية والإسلامية قاطبة . مما يشكل خطرا أكيدا على مصالح تركيا الاقتصادية والاستراتيجية والاجتماعية . ويمكن لإيران من إقامة إمبراطورية كبرى ، ليس من مصلحة تركيا قيامها .
وهنا نعود للإجابة على السؤال الأول : هل تعني زيارة أردوغان لإيران أن تركيا أدارت ظهرها للسوريين .؟
إذا نظرنا للمآلات ، حكمنا بكل الثقة أن تركيا لن تتخلى عن الشعب السوري ، وذلك لعدة أسباب ..
أولا : لأن هذا الشعب السوري على حق في مطالبه بالحرية والكرامة والعدالة ..
أولا : لأن هذا الشعب السوري على حق في مطالبه بالحرية والكرامة والعدالة ..
ثانيا : لأن التخلي عن سوريا يعني استسلام تركيا لإيران بمحض الاختيار دون أي مبرر ..
ثالثا : وهو الأهم ، إن تركيا في الميزان الدولي هي الأأقوى بالمقارنة مع إيران ، فتركيا في نظر المجتمع الدولي رمز لمليار و700 مليون مسلم وعربي من أبناء السنة في العالم .. وليس من مصلحة الدول العربية أن تتخلى عن تركيا .. وليس من مصلحة الدول الإسلامية قاطبة أن تقف على الحياد بعيدا عن تركيا .. ثم إن مصلحة الغرب مع تركيا أكبر من مصلحته مع إيران ، فتركيا عضو في الناتو ، وهي بوابة أوربا إلى قارة آسيا .. ولموقعها الجغرافي ، بعد استراتيجي هام ، بالنسبة لحلف الناتو والحلف الأطلسي في مواجهة روسيا والصين ..
وهذا يعني أن تركيا أكبر من أن ترفع الراية البيضاء لإيران ، وأنها لن تسمح لها باحتلال سوريا كما يتحدث المتشائمون ، أو كما يروج المرجفون في المدينة من الطابور الخامس ، الذين يضخمون من حجم إيران ، ويحاولون إقناعنا بأنها كيان ضخم لا يقهر . وهي طبل أجوف سوف تكون نهايتها القريبة على أيدي السوريين إن شاء الله ..