نحن – السوريين - ماذا استفدنا من ثورتنا .؟
بقلم : أبو ياسر السوري
20 / 4 / 2015
==========
1 – يمكن القول أن أهم فوائد هذه الثورة أنها حررت الشعب السوري من عقدة الخوف من هذا النظام المجرم. الذي استطاع بكبته واستبداده أن يولد لدينا ثقافة ، تملي علينا عبارات ذهبت مذهب الأمثال ، وكان لها أثر كبير في تجذير الخوف في أعماق النفس ، من ذلك مثلا : " الحيطان لها آذان " و " ابعد عن الشر وغني له " و " مين ما أخذ أمنا نقول له عمنا ". ولكن الثورة علمتنا أن نقول للطاغية ونظامه : " الشعب السوري ما بينذل " و " الشعب يريد إسقاط النظام" .
2 – وكذلك حررتنا الثورة من وهم الشعارات الجوفاء ، التي كانت شرك الطغاة لشق الصف الوطني ، واستعباد الشعب . ولعل أشدها كذبا شعار" القومية العربية " الذي كان رفعه عبد الناصر من قبل ، فاستقطب به الملايين ، وتلاعب بمشاعرهم ، وهو أكذب شعار وأضره .. فقد فرق الأمة ، وجذر البغضاء بين مكوناتها ، حتى صار الكردي منبوذا .. والتركماني .. والآشوري .. فجاءت الثورة السورية لتقول : " الشعب السوري واحد .." وتنطلق الحناجر من بانياس واللاذقية وحمص وحماة مرددة " يا درعا نحن معاك للموت " وعادت أخوة الوطن لتنشر رواقها لكل المكونات السورية من جديد ..
3 – ومما أفدناه من الثورة ، أنها علمتنا أن الحكام المنادين بالمقاومة والممانعة ضد إسرائيل ، كلهم كذابون ودجاجلة ، وأنه لا همَّ لهم سوى قمع شعوبهم وإذلالها ومنعها من العيش الحر الكريم .. بل عرفنا أن كل الحكام العرب يمارسون نفس العهر السياسي في دعاوى المقاومة والممانعة . وأنهم متعاطفون مع إسرائيل ، ولا ينوون أن يمسوا مصالح اليهود بسوء .. وأنهم يد واحدة على شعوبهم ، يعين بعضهم بعضا في فرض دكتاتورية القمع والإذلال .
4 – وليس هذا وحسب ، بل إن ثورات الربيع العربي ، والثورة السورية إحداها ، قد علمتنا أن العالم يعيش في ظل أكاذيب كبرى ، فقد أقنعونا لعشرات العقود ، أن العالم يحافظ على حقوق الإنسان ، وأن الدول الكبرة راعية للسلام والأمن في العالم .. وأنها قد اقامت منظمات دولية لتحقيق العدل بين الأمم والشعوب .. فتبين بهذه الثورات أن سكان الأرض يتعاملون فيما بينهم بشريعة الغاب ، القوي يستعبد الضعيف ، وأن الكبار اخترعوا منظمات دولية ، تقول شيئا وتفعل نقيضة ، وعلى رأسها " مجلس الأمن .. منظمة حقوق الإنسان .. اليونيسيف .. محكمة العدل الدولية في لاهاي ..
5 – علمتنا الثورة أن الساسة يكذبون كذلك على الله . وإذا فاتهم أن يستذلوا الشعوب باسم " القومية .. والمقاومة .. والممانعة .. " فلا مانع أن يستلوهم باسم الدين .. لذلك اخترع المتآمرون " كذبة الخلافة التي ترفعها داعش " ورفعوا راية كتب عليها " لا إله إلا الله " ثم انطلقوا يحاربون المسلمين تحت هذه الراية .. بل ويسيئون إلى الإسلام ، ويصورونه على أنه دين جاء بقطع الرؤوس ، وترويع البشر .. والعدوان على كل حقوقهم في الحياة ..
6 – وعلمتنا الثورة أن الإنسان بدون وطن يصبح مشردا أشبه بالقرباطي .. يفرض عليه أن يعيش بدون هوية ولا انتماء ولا أهداف ولا قيم سوى أن يعيش كما تعيش البهائم .. وطبعا الموت خير للإنسان من أن يعيش عيش الحيوانات ..