بيان لجان التنسيق المحلية حول استخدام غاز الكلور في إدلب

بتاريخ 14 نيسان 2015 أكدت منظمة "هيومان رايتس ووتش" في تقرير خاص، بأنها جمعت أدلة قوية تشير إلى استخدام غاز الكلور في ثلاثة هجمات على الأقل في مدينة إدلب السورية. وتابع التقرير بأن الهجمات كانت بواسطة مروحيات عسكرية، وأن النظام السوري هو الوحيد من بين قوى الصراع في سوريا الذي يمتلك المروحيات.

وقبل مضي أقل من ثمان وأربعون ساعة على صدور هذا التقرير أعاد نظام الأسد الكرّة وقام بهجوم جديد بغاز الكلور على ذات المكان في بلدة سرمين بريف إدلب. حيث أظهرت صور نشرت على موقع "يوتيوب" من المشفى الميداني صوراً لمصابين بغاز الكلور بينهم أطفال.

وكان مجلس الأمن قد استمع يوم أمس الخميس 16 نيسان 2015 إلى شهادات من أطباء ومصابين تؤكد أيضاً، بحسب تصريحات المندوبين، بأن نظام الأسد يستخدم غاز الكلور في هجمات ضد المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرته.

إننا في لجان التنسيق المحلية يهمنا أن نبين بأنه لم يعد من بين أولوياتنا إدانة نظام الأسد الذي يقوم بممارسة جرائمه علناً وبشكلٍ عارٍ، مستهتراً بكل القيم وضارباً عرض الحائط بالمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن. فهو نظام أفصح عن نفسه، وبالعديد من المحطات، بأنه سوف يستمر بارتكاب مجازره غير آبهٍ بالمجتمع الدولي ومطمئناً (بحكم تجربته) إلى أن ردّات الفعل اللفظية هي فقط ما سوف يواجهه كعقاب على جرائمه المتكررة والمتمادية.

إننا اليوم نحمل المسؤولية وبكل وضوح للمجتمع الدولي الذي مازال يقف متفرجاً يراقب موت السوريين منذ بداية ثورتهم ضد الإستبداد، وبشكل خاص نحمل الدول التي أعلنت أنها من أصدقاء الشعب السوري مسؤوليةَ غموض مواقفها من الجريمة المتمادية منذ أربع سنوات. ونرى أنه لو أرادت هذه الدول، ولو امتلكت الإرادة الأخلاقية الحقيقية، فإنها ستستطيع ببساطة توجيه الرسائل القوية لنظام الأسد لتردعه عن ارتكاباته تلك، وبشكل خاص المجازر التي لم تكن تحتمل اللبس، وأوضحها جريمة استخدام الغازات السامة ضد المدنيين في غوطة دمشق بتاريخ 21 آب 2013 والتي راح ضحيتها أكثر من 1500 مدني معظمهم من النساء والأطفال. ونجا الفاعلون من المحاسبة بشكل يتعارض مع أيّ فهمٍ سليم لأبسط القيم الإنسانية.

إننا نؤكد بأن إمعان المجتمع الدولي في برودته اتجاه هذه الجرائم هو ما ساهم في تغذية يأس السوريين. وهو ما فاقم وسوف يفاقم أكثر عوامل انتشار التطرف، حيث باتت مواقف الأسرة الدولية الملتبسة أحد أهم أسباب انتشاره. وعلى العكس من ذلك فإن أي موقف حازم للدول القادرة على التأثير، سوف يدفع بالسوريين إلى الأمل ببناء بلدهم على قياس أحلامهم الأولى التي تبدت واضحة عند انطلاق ثورتهم.

اليوم، وبيأسٍ من وجود أي مخرجٍ، وبين جرائم نظام الأسد اليومية ومواقف دول "أصدقاء الشعب السوري"، مازال المدنيون السورين يتابعون موتهم اليومي وينتظرون بلا أيّ أمل.