أصدر المجلس الإسلامي بيانا عن داعش . فالحمد لله . الذي لا يحمد على مكروه سواه ..
6 / 4 / 2015
أبو ياسر السوري
أصدر المجلس الإسلامي بيانا عن داعش . فالحمد لله . الذي لا يحمد على مكروه سو %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3%20%D8%A7%D9%81%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D8%B3%D8%B7%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%84
لقد نطق المجلس الإسلامي الموقر أخيرا .. بعدما تريث حيال قضية داعش سنوات ، كان فيها يقلب الأمور ، ويستطلع الأخبار ، ويتلقى الركبان ، سائلا عن دولة داعش .؟ ما هي .؟ ما شأنها .؟ ماذا تريد .؟ ما موقفها من الثورة السورية .؟ ما موقفها من المسلمين في سوريا .؟ لماذا تقتل الشعب السوري وتغتال قادة الجيش الحر ، بينما تسالم بشار الأسد .؟ لماذا كان وما يزال يتعاون معها النظام ولا يرميها طيرانه بوردة طوال هذه السنوات .؟ وها هو ذا قد بدا تعاونه جليا في اقتحام مخيم اليرموك أخيرا ، لوضع إخوتنا الفلسطينيين بين سندان النظام ومطرقة داعش .؟؟
لماذا خرج النظام من الرقة وسلمها للبغدادي دون صيال ولا قتال ، كما خرج جيش المالكي من الموصل وسلمها للدواعش في العراق من غير سيف ولا دم مهراق .؟  
لقد ظل المجلس الإسلامي القابع في إسطنبول ، يجتمع .. وينفض من الاجتماع .. ويجتمع وينفض .. ويجتمع وينفض .. حتى قتل الأمر بحثا وتمحيصا .. فجلس أخيرا لإصدار الفتيا .. وفَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فقال إن داعش دولة إسلامية يعترف بها ولا تنكر...!!!
ولم ينس المجتمعون لهذا الغرض النبيل أن يلتقطوا الصور التذكارية ، بهذه المناسبة التاريخية ..!!!
ما شاء الله .!!
إذن " فتنظيم داعش " في نظر مجلسنا الإسلامي ، هو" دولة إسلامية .." والبغدادي هو أمير المؤمنين ، وطاعته واجبة على أبناء الأمة الإسلامية أجمعين .. نظرا لأن البيعة قد انعقدت له ، وبايعه الناس حتى مجلسهم الإسلامي كان أيضا من المبايعين .. وبناء على هذه المقدمات ، فيمكن القول : إنه يحل دم كل من تنطح للإمارة ضد البغدادي ، عملا بالحديث الشريف " إذا انعقدت البيعة لرجل منكم فقام الثاني فاقتلوه " ..
ولكن يعكر علينا هنا ، أن " البيعة " في الأصل كانت منعقدة لبشار الأسد قبل البغدادي .. وأن الأسد كان أقسم على القرآن بأن يسوس الدولة بالعدل ويحرص على أمن الوطن وسلامته .. فلماذا لا نقتل البغدادي لأنه " الثاني " .؟ وما الفرق بين البغدادي الذي يقتلنا وهو يُكبّر .. والأسد الذي يقتلنا الآن وهو يُطبّر .؟
:::::
" المجلس الإسلامي يا سادة يقول في هذا البيان : إن تنظيم الدولة ( باغ ) و (معتد ) و ( صائل ) .. لا يجوز مساندته " .. هذا نص بيانه بالحرف .
ونحن نقول لمن أصدروا هذا البيان : لقد سكتم دهرا ثم نطقتم كفرا ..
أولا : أنتم تزعمون أن داعش " دولة إسلامية " يعني تقرون لداعش بوصف " دولة الإسلام في العراق والشام " .. وهو إقرار خبيث ، لأن هذا التنظيم ليس دولة ، ولا يمثل الإسلام لا في العراق ولا في الشام ، وإنما هو تنظيم أسس من أول يوم لقتل المسلمين دون غيرهم ، وأن مهمته أن يعمل لصالح إيران في العراق والشام .. فأي إسلام .. وأية دولة إسلامية هذه التي يكرمها المجلس الإسلامي بهذا الاعتراف المبطن .؟؟
ثانيا : أنتم – يا أصحاب البيان - زعمتم بأن داعش تنظيم ( باغ ) أي اعتبرتموهم بغاة .. والبغاة يعاملون وفق الآيات الكريمة من سورة الحجرات ( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) ..
وبناء على هذا التوصيف ، فأنتم معترفون للدواعش بالإيمان ، ومقرون لهم بحرمة الدم ، وصيانة العرض والمال ، وكل الحقوق التي تجب للمؤمنين .. لمجرد أنهم يرفعون راية " لا إله إلا الله " ونسيتم أن هؤلاء ليسوا "بغاة " وإنما هم عملاء لليهود والمجوس والنصيرية ، ولكنهم يتبنون فكر الخوارج الذين كانوا يدَّعون الإيمان أيضا ، وكانوا يتهجدون بالصلاة آناء الليل ، ويقرؤون القرآن أطراف النهار .. ومع ذلك أمرنا النبي بقتلهم ، فقتلهم أمير المؤمنين علي يوم النهروان .. فلماذا اعتبرتموهم " بغاة " وهم ليسوا بغاة .؟؟
والغريب في بيانكم أيضا ، وكل ما فيه غريب مريب .. هو أنكم وصفتم داعش بالبغاة ، ولم تدعوا إلى قتالهم ، وإنما دعوتم إلى عدم مساندتهم فقط ، وكأنكم ترون أن يقف المسلمون منهم على الحياد .. وهذا الحياد الذي دعوتم إليه ، مخالف لصريح قوله تعالى " فقاتلوا التي تبغي .."
ثالثا : وزعمتم أن تنظيم داعش " صائل " لتهربوا مرة ثانية من الدعوة إلى قتالهم .. لأن الصائل يدفع دفعا ، ولا يقاتل ابتداء ، ولا يلاحق إذا هرب .. وهذا أيضا مخالف للحكم الشرعي في آية " البغاة " .. فكيف هذا .؟؟ يعني نحن نطالبكم أن ترسونا على بر .. فبيانكم ليس له زمام ولا خطام ..
هل هؤلاء في نظركم " دولة إسلامية .؟ " وكيف يكونون دولة ويوصفون بأنهم بغاة .؟ فالمفروض أن من يثور في وجه الدولة الإسلامية هو " الباغي .. "
ثم هل الدواعش " بغاة .؟ " فيقاتلون ابتداء لكف بغيهم وردهم قسرا إلى الحق .؟ أم هم " صائلون" فيكتفى بدفعهم عن النفس دفعا ، ولا يلاحق هاربهم ، ولا يجهز على جريحهم ؟
وللعلم لا بد من القول
1 – إن داعش فصيل مخترق من قمة رأسه ، وهو مُسيَّرُ من قبل ضباط إيرانيين وسوريين وعراقيين .. ولا يستبعد أن يكون معهم أفراد من الموساد الإسرائيلي .. وهذا الأمر صار معلوما لكل من هب ودب ، ومن لا يرى من الغربال فهو أعمى .. بل إن الوقائع على الأرض لتقول بهذا سواء أوجدت وثائق تكشف عن هذا الاختراق أم لم توجد ..فهم ليسوا بغاة ، وإنما هم فصيل مخترق من أعلاه ، مغرر بكافة افراده  ، والإسلام من عملهم براء .. لذلك هم لم يعملوا شيئا سوى قمع الثورة في العراق وتسليمها لأذناب إيران ، وقمع الثورة في سوريا ، لتسليمها لإيران مباشرة .
وقد يقول قائل : " إن فيهم مهاجرين جاؤوا للجهاد في سبيل الله ، فكيف نقتلهم ؟؟
وهنا أذكر من يقول هذه المقالة بأن شيخ الإسلام قال لمشايخ زمانه الذين ترددوا أيضا في قتال التتار الذين كانوا يظهرون الإسلام وهم منافقون ، يوم جردوا سيوفهم لقتل المسلمين .. فدعا ابن تيمية لقتالهم وقال رحمه الله للمترددين في جواز قتالهم  : إذا رأيتموني أضع القرآن على رأسي وأقاتل مع هؤلاء التتار فاقتلوني قبلهم ..
2 - وأخيرا ، قال أصحاب المجلس في ختام بيانهم هذا " ولا يجوز لأحد مساندته [ أي لا يجوز مساندة تنظيم داعش.. ] فانظروا – يا رعاكم الله - كيف تحاشى أصحاب البيان الدعوة إلى قتال داعش ، واكتفوا بالوصية " بعدم المساندة فقط " وكأن مجلسنا الإسلامي يدعونا للوقوف على الحياد تجاههم .. يا سبحان .. كيف يصفونهم بالبغاة ، ويدعوننا إلى الوقوف منهم على الحياد ؟ بل كيف يجمعون لهم بين وصفي " الباغي " و" الصائل " ؟ ولكل منهما حكم مخالف للآخر .. فهل يقول المجلس هذا .. بقصد أن لا يفهم الناس منه ما يقول .. أم ماذا .؟؟ وهل هذا معقول يا أصحاب العقول .!!!!!!؟؟