العالم لا يريد حلا لقضيتنا .. وبيدنا نحن الحل لو خلصت النوايا :
3 / 4 / 2015
بقلم : ابو ياسر السوري
=============
أولا :  منذ اليوم الأول لقيام الثورة السورية ، كان التوجه الدولي العام معاداة هذه الثورة ، والاصطفاف بشكل أو بآخر إلى جانب الأسد ..
1 - فروسيا وإيران والعراق والجزائر و( مصر في فترة حكم العسكر) والسودان .. يجاهرون بأنهم في صف الأسد . فروسيا تستخدم حق الفيتو لإفشال أي مسعى ييؤدي إلى إسقاط الأسد . وإيران تحرك كل ميليشياتها للوقوف صفا واحدا في القتال مع الأسد . وعراق المالكي ذيل لإيران ، والجزائر ومصر تتذرع بأنها لا توافق على إسقاط الأسد الذي يمثل المقاومة والممانعة ..
2 – أمريكا ظاهرا ليست مع الأسد ، وعمليا أشد المناصرين له ، والعاملين على بقائه في كرسي السلطة إلى الأبد . فقد أوحت للأسد بشكل مباشر وغير مباشر أنها لن تعمل على إسقاطه ، ولن تحاسبه على جرائمه ولو بلغت عنان السماء .. ثم رفضت أمريكا فرض حظر جوي ، ورفضت إنشاء ممرات آمنة للشعب السوري ، ورفضت تمكين الثوار من الحصول على اسلحة فعالة ضد الطيران والدبابات ..
3 – بقية الدول ومنها العربية طبعا ، ادعوا أنهم " أصدقاء الشعب السوري " ثم تبين أنهم كذابون منافقون ، وأنهم يقولون ما لا يفعلون ..
ثانيا : إن شياطين السياسة ، عملت عملها في خراب سوريا فوق رؤوس أهلها ... وكان لكل طرف من الأطراف أهدافه من وراء هذا الخراب المخالف للمعقول .. إذ ليس من المعقول أن يجمع المجتمع الدولي كله على خراب دولة من أجل بقاء شخص على رأس السلطة في ذلك البلد .!!
ثالثا : كل المبادرات التي تعاملت مع القضية السورية ، لم يكن القصد منها ( حلأ للنزاع ) وإنما كان المقصود منها ( إدارة للصراع ) بما يخدم النظام ، ويؤدي في النهاية إلى قمع الثورة السورية . بدءا من المراقب الدولي الدابي .. ومرورا بخلف الدابي كوفي عنان .. وخلف عنان السيد الإبراهيمي .. وانتهاء بخاتم المراقبين دي ميستورا ، الذي تعهد أن يخرج الزير من البير ، وفشل كا فشل من سبقوه .. لأنه لم يكن واحد من هؤلاء مبتعث لإنهاء المشكلة ، وإنما لتعقيدها واستمرارها ..
رابعا : كان القصد خراب سوريا .. وها هي قد عمها الخراب والدمار . وباتت مدنها خالية من السكان .. خذ لذلك مثلا " حمص .. دير الزور .. درعا .. " وأغلب أحياء حلب والمدن القريبة منها " حريتان .. عندان .. بلليرمون .. كفر حمرة .." وأغلب مدن ريف دمشق .. " دوما .. حرستا .. زملكا .. عربين .. عين ترما .. جوبر .. " 
خامسا : جنيف 1 .. وجنيف2 .. والمبادرة الروسية العقيمة .. والتأتاء نبيل العجمي والجامعة العربية .. والقلق جدا بان كيمون ومنظمة الأمم المتحدة التي تعبت وهي تقوم بتهدئة قلقه المتلاحق .. ويظل قلقا ..
كل هذه الأطراف لا تعمل على إيجاد حل .. لم يبق لون من ألوان الكذب إلا مارسوه .. ولم تنته الأزمة ... لأنهم لا يريدون إنهاءها ..
سادسا : الآن نحن والنظام أمام مجابهة صفرية .. إما نحن .. وإما النظام .. فالأرض لم تعد تتسع لتعايش الطرفين معا .. وهي حال سعى العالم كله لإيصالنا إليها .. لماذا .؟؟ لا أحد يدري بالضبط لماذا سعى المجتمع الدولي بقيادة أمريكا وروسيا لجر السوريين إلى هذا المصير المأساوي ..؟؟
أما الشعب فلا .. ولن يستطيع التوقف .. فقد بات قدره أن يستمر حتى النهاية .. إما إسقاط الأسد ونظامه .. وبناء دولة دستورية ديمقراطية موحدة .. وإما الاستمرار في الكر والفر إلى ما لا نهاية ..
وأما النظام .. فلا .. ولن ينسحب من المعركة ، لأن انسحابه منها يعني الهزيمة ، ويعني أنه سيخضع للمحاكمة في لاهاي .. وأنه سوف يسأل عما أجرم بالكامل ..
سابعا : ورغم سوداوية الصورة للواقع السوري ، فما يزال هناك أمل في حل .. طبعا لن يجيء هذا الحل من المجتمع الدولي ، فقد جربناه 4 سنوات وطعنا في الخامسة ، وما زال هذا المجتمع يراوح في المكان ، بل وأحيانا يتحرك إلى الوراء سِرْ .. مما يجعلنا ننفض الأكف يأساً منه لأنه مجتمع قذر .. متواطئ .. متآمر .. لا إنساني ..
أملنا الوحيد .. أن تجتمع كلمتنا ، ويتوحد صفنا ، ويكون لنا قيادة واحدة تقود الثورة من جديد .. فالشعب ما زال يتطلع إلى ميلاد قائد يمسك بزمام الثورة ويأخذ بيدها إلى النصر .. الذي يفرض الحل المطلوب على هذا العالم ، الذي لا يريد حلا ... وكما أثبتت معركة إدلب ، أن الوحدة هي أنجع السبل إلى النصر والتحرير .. فإن بقية المدن السورية ما زالت تنتظر من يسير بها سيرة إدلب نحو النصر والتطهير ..