وقفات على هامش الجهاد في سبيل الله :
أبو ياسر السوري
2 / 4 / 2015
=========
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ مَا الْقِتَالُ فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنَّ أَحَدَنَا يُقَاتِلُ غَضَبًا وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً فَرَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ - قَالَ وَمَا رَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا - فَقَالَ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ أَعْرَابِيٌّ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ وَيُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ مَنْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَقَالَ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهْوَ فِي سَبِيلِ اللهِ.
ويستفاد من هذا الحديث الشريف بروايتيه ، أن القتال كان يقع بين الناس ويراد به واحد من خمسة أشياء .. " الغضب . والحمية . والمغنم . والذكر . والرياء " . لذلك سأل السائل عمن يكون جهاده في سبيل الله .؟ ولما كانت هذه المقاصد الخمسة ، التي ذكرها السائل أسبابا للجهاد ، هي من المقاصد التي يتناولها المدح والذم فلهذا لم يحصل الجواب عنها بالإثبات ولا بالنفي ، وإنما كان جوابه صلى الله عليه وسلم بقوله : " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " مما يشير إلى أن " القتال لإعلاء كلمة الله " هو المقصد الأسمى ، الذي يجعل الجهاد جهادا في سبيل الله . وأن ما عداه من تلك المقاصد ليست مما يرضي الله ..
ولكن ما المراد بكلمة الله .؟ وكيف يتحقق إعلاؤها .؟
أما كلمة الله فهي دعوته سبحانه وتعالى إلى الإسلام ، الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم ، وامتن علينا به بقوله عز من قائل " اليوم أكملت لكم دينكم ، وأتممت عليكم نعمتي ، ورضيت لكم الإسلام دينا " .
وأما " إعلاء هذه الكلمة " فإنما يتحقق بالتمكين لدين الإسلام في الأرض ، وإطلاق الحرية لمن اختاره دينا دون عوائق ولا تهديد .. وعلى هذا لا يحمد القتال إلا لإعلاء شأن الإسلام ، وإرساء مبادئه ، وعلى رأسها حرية الاعتقاد ، والكرامة ، والعدل ، والمساواة .
أما من قاتل إرضاء لحظ نفسه ، أو قاتل حمية لأهل أو عشيرة أو صديق، أو قاتل طلبا لمغنم، أو قاتل ليقال إنه شجاع، أو قاتل رياء .. فليس له من جهاده إلا ما قاتل من أجله ..
روى أبو داود والنسائي من حديث أبي أمامة بإسناد جيد قال جاء رجل فقال يا رسول الله أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ، ما له .؟ قال : لا شيء له .. فأعادها ثلاثا .. كل ذلك يقول : لا شيء له .. ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا ، وابتغي به وجهه .
أبو ياسر السوري
2 / 4 / 2015
=========
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ مَا الْقِتَالُ فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنَّ أَحَدَنَا يُقَاتِلُ غَضَبًا وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً فَرَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ - قَالَ وَمَا رَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا - فَقَالَ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ أَعْرَابِيٌّ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ وَيُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ مَنْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَقَالَ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهْوَ فِي سَبِيلِ اللهِ.
ويستفاد من هذا الحديث الشريف بروايتيه ، أن القتال كان يقع بين الناس ويراد به واحد من خمسة أشياء .. " الغضب . والحمية . والمغنم . والذكر . والرياء " . لذلك سأل السائل عمن يكون جهاده في سبيل الله .؟ ولما كانت هذه المقاصد الخمسة ، التي ذكرها السائل أسبابا للجهاد ، هي من المقاصد التي يتناولها المدح والذم فلهذا لم يحصل الجواب عنها بالإثبات ولا بالنفي ، وإنما كان جوابه صلى الله عليه وسلم بقوله : " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " مما يشير إلى أن " القتال لإعلاء كلمة الله " هو المقصد الأسمى ، الذي يجعل الجهاد جهادا في سبيل الله . وأن ما عداه من تلك المقاصد ليست مما يرضي الله ..
ولكن ما المراد بكلمة الله .؟ وكيف يتحقق إعلاؤها .؟
أما كلمة الله فهي دعوته سبحانه وتعالى إلى الإسلام ، الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم ، وامتن علينا به بقوله عز من قائل " اليوم أكملت لكم دينكم ، وأتممت عليكم نعمتي ، ورضيت لكم الإسلام دينا " .
وأما " إعلاء هذه الكلمة " فإنما يتحقق بالتمكين لدين الإسلام في الأرض ، وإطلاق الحرية لمن اختاره دينا دون عوائق ولا تهديد .. وعلى هذا لا يحمد القتال إلا لإعلاء شأن الإسلام ، وإرساء مبادئه ، وعلى رأسها حرية الاعتقاد ، والكرامة ، والعدل ، والمساواة .
أما من قاتل إرضاء لحظ نفسه ، أو قاتل حمية لأهل أو عشيرة أو صديق، أو قاتل طلبا لمغنم، أو قاتل ليقال إنه شجاع، أو قاتل رياء .. فليس له من جهاده إلا ما قاتل من أجله ..
روى أبو داود والنسائي من حديث أبي أمامة بإسناد جيد قال جاء رجل فقال يا رسول الله أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ، ما له .؟ قال : لا شيء له .. فأعادها ثلاثا .. كل ذلك يقول : لا شيء له .. ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا ، وابتغي به وجهه .