ما إن انطلقت الثورة الليبية المباركة بعد سقوط نظامي تونس ومصر
وحصل «الانشراخ» الكبير من الشرق الليبي في بنغازي وعقبها بعض المدن
الأخرى، وانطلق نظام القذافي يدك شعبه بالطائرات والصواريخ والدبابات بشكل
وحشي غير مسبوق وتحركت فرنسا وقطر بسرعة لكسر حال الجمود الحاصل وأقرتا بأن
النظام الليبي خارج الشرعية وبدأ التواصل مع المعارضة المدعومة ببعض عناصر
نظام القذافي المتساقط والذي هو الآن في حالة حشرجة ويستعد للفظ أنفاسه
الأخيرة ليرحل غير مأسوف عليه.
اليوم، نظام عربي دموي يقوم بنفس الشيء في حق شعبه الأعزل، النظام السوري
يقوم بقتل المتظاهرين العزل بشكل منظم منذ انطلاق الثورة السورية التي مضى
عليها أربعة أشهر حتى الآن، وتزداد تأججا مع توسع جرائم النظام بحق شعبه.
القتلى زاد عددهم عن الألفين وتم اعتقال 20 ألفا وإصابة 18 ألفا وتشريد 19
ألفا في الأردن وتركيا ولبنان والعراق. اليوم يقوم النظام بجرائم مهولة
منظمة في المدن التي خرجت عن سيطرته، مدن مثل حمص وحماه وجسر الشغور وتل
كلخ والزبداني وغيرها، فهو يقوم بالدبابات والطوافات (طائرات الهليكوبتر)
بعزل الأحياء ودك بعض المباني المشتبه فيها، والاعتقال بالآلاف يتم في
المدارس والمستشفيات والملاعب الرياضية لأن الأعداد من المتظاهرين في
ازدياد مهول ومن كل الطوائف.
والآن يقوم النظام بتسليح بعض عناصر طائفته «للدفاع» عن النفس، وطبعا
المراد به تأجيج الطائفية في فكرة الثورة السورية التي تم الإعلان عنها
صراحة ومطلبها واضح وصريح جدا هو إسقاط النظام الدموي الذي دمر البلاد
لأكثر من أربعة عقود. الشيء الغريب والمريب جدا هو الصمت العربي المخزي
والدولي المقزز على جرائم نظام الأسد في سوريا، فها هو النظام الإيراني
«تبع المقاومة» يقوم بتقديم مبلغ لدعم النظام في مواجهة «الفتنة»، ومعروف
لماذا يقدم على ذلك، لأن سوريا هي «رمانة الميزان» في طموحات إيران
السياسية بالمنطقة، وإذا سقط النظام فعلى أحلام إيران التوسعية السلام
الكبير!
الصمت العربي (وقل الإهانة العربية) التي تمثلت في تعليق أمين عام الجامعة
العربية بعدما قابل الرئيس السوري وكانت كالصدمة للشعب السوري وللأحرار
العرب.. هذا النوع من السلبية والخنوع العربي حينما يرون ويعلمون علم
اليقين أن شعبا بأكمله يذبح في كل قرية ومدينة لأجل الحفاظ على كرسي الحكم
في سوريا أهدي إليه من قبل والده قبل موته! نعم هكذا تدار الأمور في عالمنا
العربي المجيد، والكل يشارك بشكل أو بآخر في استمرار هذه الجريمة وإطالة
أمدها، حتى «عم» رجب أردوغان، الذي أعطى نظام بشار الأسد أسبوعا واحدا، لا
نزال بانتظار انتهاء هذا الأسبوع وإنما يبدو أن الأسبوع في تركيا ليس بسبعة
أيام مثل عندنا.
النظام الليبي هستيري وأحمق ومجنون لا يؤخذ على محمل الجد وكان بمثابة صفحة
الكاريكاتير في الجريدة، رجل يترك لخياله العنان مساء سواء أكان لأسباب
طبيعية أو مؤثرات أخرى ويحول نتائج ذلك إلى سياسات، وبالتالي هو كالحشرة
تقضي عليه، ولكن نظام الأسد أخطر بكثير فهو بالنسبة للسوريين عانوا مر
المعاناة من إذلال وإهانات وتأميم أملاك وسجن واعتقال وتهم باطلة ومذابح في
تدمر وحلب وحماه وغيرها، ولعل المشاهد الأخيرة التي خرجت من دمشق وهي تقدم
«أنصار» الرئيس في ساحة الأمويين وهم يحملون صور الرئيس وصور والده وأعلام
سوريا بعد أن تم إحضارهم بالحافلات من المدارس والجامعات والنقابات والحزب
بالإكراه وقدموا للعالم في حفل غنائي ساهر على أنغام بعض مطبلي النظام،
وبينما على بعد 160 كيلومترا كان النظام يدك حمص ويسيل الدماء فيها ليسقط
أكثر من 30 قتيلا بينما «زار» تأييد النظام يتواصل لساعة متأخرة من الليل
في مشهد أقل ما يقال عنه أنه سوريالي، مذكرا بمشهد الساحة الخضراء
بالعزيزية بالعاصمة الليبية طرابلس والناس ينفذون تعليمات القذافي حين قال
لهم: «ارقصوا وغنوا وامرحوا وافرحوا» وفي الوقت نفسه كانت كتائبه تدك
مصراته وغيرها من المدن.
غير مقبول هذا الصمت الدولي والعربي بحق سوريا، والخجل والخوف من الإدانة
بحق النظام الدموي وما يفعله في شعبه هو ليس أضعف الإيمان فحسب ولكنه موقف
أخلاقي، وبعد ذلك يستغرب العرب كيف أنهم بسلبيتهم وازدواجيتهم هذه يبسطون
السجاد الأحمر لكل تدخل خارجي لإصلاح الأوضاع بعد أن تفاقمت أضرارها
وأنكروا بصمتهم وجود هذا الخلل أصلا. السكوت على جرائم النظام بحق شعبه في
سوريا عار على الجميع. كما طالب العالم ووافق العالم على فقدان شرعية
القذافي، مطلوب عمل نفس الشيء بحق النظام في سوريا.
وحصل «الانشراخ» الكبير من الشرق الليبي في بنغازي وعقبها بعض المدن
الأخرى، وانطلق نظام القذافي يدك شعبه بالطائرات والصواريخ والدبابات بشكل
وحشي غير مسبوق وتحركت فرنسا وقطر بسرعة لكسر حال الجمود الحاصل وأقرتا بأن
النظام الليبي خارج الشرعية وبدأ التواصل مع المعارضة المدعومة ببعض عناصر
نظام القذافي المتساقط والذي هو الآن في حالة حشرجة ويستعد للفظ أنفاسه
الأخيرة ليرحل غير مأسوف عليه.
اليوم، نظام عربي دموي يقوم بنفس الشيء في حق شعبه الأعزل، النظام السوري
يقوم بقتل المتظاهرين العزل بشكل منظم منذ انطلاق الثورة السورية التي مضى
عليها أربعة أشهر حتى الآن، وتزداد تأججا مع توسع جرائم النظام بحق شعبه.
القتلى زاد عددهم عن الألفين وتم اعتقال 20 ألفا وإصابة 18 ألفا وتشريد 19
ألفا في الأردن وتركيا ولبنان والعراق. اليوم يقوم النظام بجرائم مهولة
منظمة في المدن التي خرجت عن سيطرته، مدن مثل حمص وحماه وجسر الشغور وتل
كلخ والزبداني وغيرها، فهو يقوم بالدبابات والطوافات (طائرات الهليكوبتر)
بعزل الأحياء ودك بعض المباني المشتبه فيها، والاعتقال بالآلاف يتم في
المدارس والمستشفيات والملاعب الرياضية لأن الأعداد من المتظاهرين في
ازدياد مهول ومن كل الطوائف.
والآن يقوم النظام بتسليح بعض عناصر طائفته «للدفاع» عن النفس، وطبعا
المراد به تأجيج الطائفية في فكرة الثورة السورية التي تم الإعلان عنها
صراحة ومطلبها واضح وصريح جدا هو إسقاط النظام الدموي الذي دمر البلاد
لأكثر من أربعة عقود. الشيء الغريب والمريب جدا هو الصمت العربي المخزي
والدولي المقزز على جرائم نظام الأسد في سوريا، فها هو النظام الإيراني
«تبع المقاومة» يقوم بتقديم مبلغ لدعم النظام في مواجهة «الفتنة»، ومعروف
لماذا يقدم على ذلك، لأن سوريا هي «رمانة الميزان» في طموحات إيران
السياسية بالمنطقة، وإذا سقط النظام فعلى أحلام إيران التوسعية السلام
الكبير!
الصمت العربي (وقل الإهانة العربية) التي تمثلت في تعليق أمين عام الجامعة
العربية بعدما قابل الرئيس السوري وكانت كالصدمة للشعب السوري وللأحرار
العرب.. هذا النوع من السلبية والخنوع العربي حينما يرون ويعلمون علم
اليقين أن شعبا بأكمله يذبح في كل قرية ومدينة لأجل الحفاظ على كرسي الحكم
في سوريا أهدي إليه من قبل والده قبل موته! نعم هكذا تدار الأمور في عالمنا
العربي المجيد، والكل يشارك بشكل أو بآخر في استمرار هذه الجريمة وإطالة
أمدها، حتى «عم» رجب أردوغان، الذي أعطى نظام بشار الأسد أسبوعا واحدا، لا
نزال بانتظار انتهاء هذا الأسبوع وإنما يبدو أن الأسبوع في تركيا ليس بسبعة
أيام مثل عندنا.
النظام الليبي هستيري وأحمق ومجنون لا يؤخذ على محمل الجد وكان بمثابة صفحة
الكاريكاتير في الجريدة، رجل يترك لخياله العنان مساء سواء أكان لأسباب
طبيعية أو مؤثرات أخرى ويحول نتائج ذلك إلى سياسات، وبالتالي هو كالحشرة
تقضي عليه، ولكن نظام الأسد أخطر بكثير فهو بالنسبة للسوريين عانوا مر
المعاناة من إذلال وإهانات وتأميم أملاك وسجن واعتقال وتهم باطلة ومذابح في
تدمر وحلب وحماه وغيرها، ولعل المشاهد الأخيرة التي خرجت من دمشق وهي تقدم
«أنصار» الرئيس في ساحة الأمويين وهم يحملون صور الرئيس وصور والده وأعلام
سوريا بعد أن تم إحضارهم بالحافلات من المدارس والجامعات والنقابات والحزب
بالإكراه وقدموا للعالم في حفل غنائي ساهر على أنغام بعض مطبلي النظام،
وبينما على بعد 160 كيلومترا كان النظام يدك حمص ويسيل الدماء فيها ليسقط
أكثر من 30 قتيلا بينما «زار» تأييد النظام يتواصل لساعة متأخرة من الليل
في مشهد أقل ما يقال عنه أنه سوريالي، مذكرا بمشهد الساحة الخضراء
بالعزيزية بالعاصمة الليبية طرابلس والناس ينفذون تعليمات القذافي حين قال
لهم: «ارقصوا وغنوا وامرحوا وافرحوا» وفي الوقت نفسه كانت كتائبه تدك
مصراته وغيرها من المدن.
غير مقبول هذا الصمت الدولي والعربي بحق سوريا، والخجل والخوف من الإدانة
بحق النظام الدموي وما يفعله في شعبه هو ليس أضعف الإيمان فحسب ولكنه موقف
أخلاقي، وبعد ذلك يستغرب العرب كيف أنهم بسلبيتهم وازدواجيتهم هذه يبسطون
السجاد الأحمر لكل تدخل خارجي لإصلاح الأوضاع بعد أن تفاقمت أضرارها
وأنكروا بصمتهم وجود هذا الخلل أصلا. السكوت على جرائم النظام بحق شعبه في
سوريا عار على الجميع. كما طالب العالم ووافق العالم على فقدان شرعية
القذافي، مطلوب عمل نفس الشيء بحق النظام في سوريا.