كتاب مخابراتي.. ابن زعيم مرتزقة السلمية ارتكب جريمة راح ضحيتها "عزل" معظمهم نساء وأطفال
وجه كتابان مخابرايتان صادران عن فرع واحد تهما مباشرة وصريحة لواحد من كبار مرتزقة النظام بارتكاب جرائم قتل وسلب وابتزاز ونصب، وقعت قبل عدة أشهر، كما توضح الوثيقتان اللتان حصلت عليهما "زمان الوصل".
واللافت أن الكتاب الذي تحدث عن عملية نصب بحق إحدى شركات النقل طالب في نهايته باتخاذ "الإجراءات المناسبة"، قائلا إن ما يمارس "من ابتزاز لأصحاب الأعمال والشركات.. يهيئ التربة الخصبة لمثل هؤلاء الذين ينصبون على الناس ويبتزونهم في لقمة عيشهم"، فيما سكت الكتاب المخابراتي الآخر عن أي مطالب أو اقتراحات باتخاذ "إجراءات مناسبة"، رغم أن هذا الكتاب يوثق عملية قتل طالت 12 سورياً، وصفهم الكتاب بأنهم من العزل ومعظمهم من الأطفال والنساء، وأنهم لاجئون من منطقة دير بعلبة بحمص!
الكتاب الأول العائد إلى الشهر التاسع من سنة 2014، والذي يتحدث عن اشباكات دارت في "تل خزنة" في ريف حماة، أوضح أن "فراس" ابن مصيب سلامة (كبير مرتوقة النظام في ريف السلمية) قام مع مجموعة مرتزقة بالهجوم على "منازل المواطنين" ورمي قنبلة على أحد المنازل واقتحامه وقتل كل من فيه.
وتابع الكتاب الصادر عن الفرع 291: "تبين لاحقا أنهم (القتلى) من الأطفال العزل والنساء، وقد قام (فراس سلامة وجماعته) بإضرام النار في المنازل التي هاجموها بشكل انتقامي، وأغلبهم نازحون من حمص من حي دير بعلبة".
وعدد الكتاب أسماء 12 ضحية سقطوا في هجوم "سلامة"، كلهم من عائلة "النعيمي"، بينهم 5 نساء، وصفت إحداهن بأنها "زوجة الشهيد"، وهو لفظ يدل صراحة على أن زوجها القتيل كان مساندا للنظام، الذي لايعطي صفة "الشهادة" إلا لم يقتل في سبيله.
ورغم أن العائلة التي قتلت تبدو مؤيدة أو بعض أفرادها على الأقل ييدون كذلك، ورغم تأكيد الكتاب على أنه قام "باستقصاء المعلومات" وتأكد من دقتها وصحتها، فإنه لم يطلب ولم يقترح اتخاذ أي إجراء، بل إنه أهمل قضية القتل في نهاية الكتاب، وركز على قيام "فراس سلامة" بالاستيلاء على سيارة ذخيرة، لم يدخلها "إلى المركز كما تجري العادة وحسب الأصول المتعارف عليها، ولم يستجب لنداء أحد،واعتبر السيارة و الذخيرة غنيمة شخصية يستحقها بشكل مفرد".
وأنهي الكتاب بعبارة "يرجى الاطلاع".
أما الكتاب الآخر والصادر عن الفرع 291 نفسه، فقد عرض لعملية ابتزاز ونصب بحق شركة نقل تسير حافلاتها بين المدن السورية، موضحا أن "مصيب" يقوم بـ"إيقاف باصات الأهلية (شركة نقل) العابرة إلى حلب والرقة، ومصادرة الأمانات المرسلة والبضائع المحولة".
وأبان الكتاب أن "فراس" ابن "مصيب" هدد مديرة مكتب الشركة في السلمية، طالبا منها "إبلاغ الشركة بضرورة دفع مبلغ قدره 3 مليون ليرة مقابل السماح للشركة بنقل الحمولات عبر حواجزهم، وقال إنه سيقنع (معلمه) بأن يعيد البضائع التي تمت مصادرتها".
ولكن مسلسل الابتزاز والنهب لم ينته هنا، فبحسب الكتاب قامت الشركة بدفع نصف المبلغ (مليون و300 ألف ليرة) لقاء إعادة البضائع التي سلبتها عصابة "سلامة"، ومع ذلك لم تعد البضائع.
وأفاد الكتاب أن "مصيب" حاول إخلاء مسؤوليته عن عملية النصب، متهما مرتزقا آخر بارتكابها، لكن مديرة المكتب لم تتعرف على هذا المرتزق حينما تم عرضه بين مجموعة متهمين، ما يثبت أن "مصيب" كان يكذب في ادعائه.
وسبق لـ"زمان الوصل" ان انفردت بسلسلة تقارير عن جرائم "مصيب سلامة" وعناصره، شملت قتل وتعذيب وحرق وسلب واغتصاب، وثقت بعضها بالأسماء، وقد وضعت هذه المستندات بين أيدي المنظمات الحقوقية المعنية، وها هي اليوم تضيف إليهما هاتين الوثيقتين، لاسيما تلك التي تتعلق بقتل 12 مدنيا، معظمهم "أطفال عزل ونساء"، حسب وصف مخابرات النظام نفسها.
نص الكتابين
الجمهورية العربية السورية التاريخ: 07/09/2014
إدارة المخابرات العامة الرقم:
الفرع 291
بتاريخ 04/09/2014 قامت مجموعة تابعة للمدعو لمصيب سلامة بقيادة ابنه المدعو فراس سلامة قائد القطاع في تلك المنطقة تابع للدفاع الوطني مركز سلمية بالهجوم على قرية تل خزنة في ريف حماه الواقعة بين مدينتي حمص و سلمية بالقرب من قرية خنيفس، حيث قامت المجموعة بتنفيذ كمين لمسلحين يمرون في المنطقة و في حوزتهم سيارة ذخيرة . وقد حصل اشتباكات استمرت لعدة ساعات وحوصر خلالها عناصر المدعو فراس مما استدعاه طلب المؤازرة من قيادة المركز. وبالفعل تم ذلك واستمرت الاشتباكات عدة ساعات سقط خلالها شهيد من مجموعة فراس سلامة وأصيب هو بجروح طفيفة، وقد تمكن مقاتلوا الدفاع الوطني من القضاء على مجموعة من المسلحين ولاذ البقية بالفرار، واستطاعوا أن يستحوذوا على سيارة الذخيرة. لكن مجموعة فراس سلامة لم تكتفي بذلك بل قاموا بالهجوم على منازل المواطنين حيث قاموا برمي قنابل يدوية إلى أحد المنازل واقتحامه وقتل كل من فيه وتبين لاحقا أنهم من الأطفال العزل والنساء وقد قاموا بإضرام النار في المنازل التي هاجموها بشكل انتقامي. وأغلبهم نازحين من حمص من حي دير بعلبة، والأسماء هي :
1. محمد هيكل الجاسم النعيمي
2. هيا هيكل النعيمي
3. زوجة الشهيد هيكل النعيمي
4. مهرب نزال الجاسم النعيمي
5. نجود السلوم النعيمي
6. زهور السلوم النعيمي
7. مرزوقة الجاسم النعيمي
8. قصي فرحان الجاسم النعيمي
9. عدي فرحان الجاسم النعيمي
الجــمــــهوريــــة الـــعــــربيــــة الســـــورية
إدارة المخابرات العامة
الفرع : 291
1/8/2014
وردت معلومات عن قيام المدعو مصيب سلامة بإيقاف باصات الأهلية العابرة إلى حلب والرقة، ومصادرة الأمانات المرسلة والبضائع المحولة، ولاحقاً قد قام شخص يدعي أنه من عناصر المدعو فراس سلامة، بالذهاب إلى مكتب الأهلية وقام بتهديد مديرة المكتب في السلمية السيدة "دلال ديب" وطلب منها إبلاغ الشركة بضرورة دفع مبلغ و قدره 3 مليون ليرة مقابل السماح للشركة بنقل الحمولات عبر حواجزهم، و قال أنه سيقنع (معلمه) بأن يعيد البضائع التي تمت مصادرتها، وقال أن البضائع قد أخذت إلى مركز الدفاع الوطني في السلمية، وهو ما نفاه مركز الدفاع في السلمية لدى تواصل السيدة معهم، وقد أكد مصدرنا أنه تم دفع مبلغ 1300000 ليرة سورية لقاء إعادة البضائع التي تمت مصادرتها، لكن لم تعاد البضائع إلى أصحابها ولدى قيام السيدة بالتواصل مع المدعو مصيب سلامة نفى معرفته وابنه بالأمر وأخبرها أن الشخص الذي تواصل معك قد قام بالنصب عليها، و أكد أن لا علاقة له بالأمر نهائياً، ولدى سؤاله لها عن اسم الشخص قالت انه شاب قصير متوسط القامة من آل دردر حسبما عرفها عن نفسه، لكن لم تتعرف عليه بين عناصر المدعو مصيب لدى استدعاء عناصر ومن يعمل لديه من آل دردر.
ونرى من وجهة نظرنا أن ما يحدث من ابتزاز لأصحاب الأعمال والشركات على الطريق في حواجز المدعو مصيب سلامة وغيره، هي ما يهيئ التربة الخصبة لمثل هؤلاء الذين ينصبون على الناس ويبتزونهم في لقمة عيشهم، فنرجو العمل على إنهاء هذه المشكلة بالطريقة التي ترونها مناسبة . للاطلاع واتخاذ الإجراءات التي ترونها مناسبة وشكراً .