توفيق الحلاق
الفرق بين فيصل القاسم وبهجت سليمان مثل الفرق بين غابة من زهر المشمش البلدي ومستنقع آسن يعج بالحشرات السامة .
لست بصدد الدفاع عن زميل عمل تعرفت إليه في لندن لأول مرة وكان يعمل في محطة BBC منتصف الثمانينات أو عن صديق بعيد قريب التقيت به عدة مرات في دبي وقطر ولانزال نتبادل الإطمئنان بين الحين والآخر على الهاتف والفيس بوك . أبدا .فأنا أختلف معه وأتفق كأي مشاهد . بل عن رجل إعلام من الطراز الرفيع درس الأدب الإنكليزي في جامعة هل البريطانية ونال منها درجة الكتوراة ومن قبل اللغة الإنكليزية في جامعة دمشق . عن شاب عصامي ينتمي لعائلة كريمة فقيرة من جبل العرب نجح كل أبنائها بلا استثناء في كل مجال عملوا فيه معتمدين على أنفسهم وليس على أيّة مطّية أخرى . يقول بهجت سليمان : إن فيصل القاسم لقيط وكان يلحسُ أقدام مسؤولين صغارا في سوريا ؟ وأعلم أن برنامج فيصل القاسم كان يستقطب كل المسؤولين ( الكبار ) من أمثال (اللواء الدكتور ) بهجت سليمان ، وأنهم كانوا يستقبلونه في قاعة الشرف عندما يحطُ في مطار دمشق وهم من كانوا بذلك يلعقون حذاءه كي لايفضحهم من منبره الذي حاز على صفة واحد من أكثر عشرة منابر إعلامية يتابعها المشاهدون حول العالم . يقول بهجت سليمان إنه سيعلق مشنقة لفيصل القاسم في ساحة المرجة في نفس المكان الذي شنق فيه كوهين . وللذكرى فإن كوهين الجاسوس الإسرائيلي كان الصديق المقرب من حافظ الأسد وهو الذي أخفى جثته وأرسلها إلى اسرائيل ربما . وأتساءل : من يستحق الشنق ؟ أليس الأسد وأتباعه من لصوص المال ومصاصي دماء السوريين وتجار المخدرات وقتلة الأحرار تحت التعذيب والبراميل والصواريخ أمثال بهجت ودوبا وناصيف ومملوك ومنصورة والقائمة طويلة لحثالة دخيلة على البلد المتحضر وأهله ؟ فيصل القاسم ينتمي إلى تراب بلده وفلاحيها ومعذبيها ، ويجد في الدفاع عن حرية شعبه ووطنه قضيته الأولى والأخيرة . بئس الزمان الذي تعلوا فيه أصوات حشرات المستنقعات .