مسؤول عسكري روسي يكشف خفايا توريث السلطة في سوريا
26 / 3 / 2015
( مقال منقول )
=========
كشف الفريق فلاديمير فيودوروف، الملحق العسكري الروسي لدى دمشق في العام 2000، بعضاً من خفايا توريث السلطة في سوريا خلال فترة انتقالها من الرئيس السابق حافظ الأسد إلى رئيس النظام الحالي، بشار الأسد.
واستهل فيودوروف، حديثه مع قناة “روسيا اليوم”، بالقول: “كان مهما بالنسبة لروسيا أن يتم الحفاظ على خط الصداقة مع سوريا بعد وفاة الأسد الأب، تلك العلاقات صيغت عبر عشرات السنين، وكان مهماً ألا تذهب هدراً تلك الكميات الهائلة من أسلحتنا الموجودة لدى الجيش السوري”.
وأضاف أنه “يكمن مركز روسيا الجيوسياسي في سوريا، وكان علينا أن نحافظ عليه، ومن هنا كان من المستحسن مضاعفة كل ما صنعناه معاً.. وكان ذلك كله ممكناً في حال استمرار نهج حافظ الأسد، لهذا كان الرئيس بشار الأسد كزعيم للبلد أحد الخيارات الرئيسية.. وهو (بشار) نفذ، دون شك، خط الحفاظ على تعاون بلدينا”.
وفي سؤال حول احتمال وصول عبد الحليم خدام أو مصطفى طلاس إلى الرئاسة، خلفا للأسد الأب، قال: “من دون شك، كان يمكن النظر إلى طلاس كاحتمال نظري افتراضي، كنت أعرفه جيداً، لكن يجب أخذ مسألة العمر وآفاق المستقبل في الحسبان.. لهذا كان واضحاً ان الشخصية الأبرز للدور الخلف في المستقبل يمكن أن يكون بشار الأسد”.
وحول خشية موسكو من احتمال وصول عبد الحليم خدام إلى الرئاسة، قال فيودوروف: “لم يكن هناك خشية، لأن خدام، وإن كان ممثلاً للأغلبية السنية، كان من المستبعد، على أقل تقدير في المرحلة الاولى، أن يبدأ بتغيير اتجاه السياسة الخارجية للبلد”.
وفي رده على أن طلاس أيضاً من الأغلبية السنية، أوضح بالقول: “نعم، ولكن بالنسبة لبشار الأسد، كنا نعرف بشكل جيد أننا نتعامل مع علوي وليس سنياً، وأولينا اعتباراً للبعد الطائفي، وكنا ندرك أن مسألة السلطة لا تقرر تقليدياً.. وأنها لا تناقش وحسب في المجلس العلوي الأعلى في الساحل السوري، بل أن حافظ الأسد، بهذا الشكل أو ذاك، كان يصغي لرأي المجلس”.
وتابع الخبير العسكري الروسي قائلاً: “كان حافظ الأسد يصغي إلى رأي هذا المجلس، وكان ذلك حتى عندما بدأ يفكر في نقل السلطة إلى ابنه باسل”. وأوضخ أنه “كان مهماً بالنسبة لروسيا هو مسألة الحفاظ على النهج السياسي لسوريا في المجال الخارجي والداخلي، والمجالات السياسة الاخرى التي كان ينتهجها حافظ الأسد”. واستدرك قائلاً: “حتى لو جاء أحد العلويين إلى السلطة ولكن ليس ابن الأسد، لم نكن نستثي إمكانية عدم الحفاظ على نهج سوريا السابق”.
وأشار إلى أن الأسد الأب بالفعل “حاول افراغ الساحة من بعض المنافسين لإفساح المجال لأبنه بشار الأسد، كما هو الحال مع رئيس المخابرات العسكرية علي دوبا، ورئيس الأركان حكمت الشهابي” وأضاف: “أحد العوامل التي حسمت الأمر لصالح بشار الأسد، هو انه كان واضحاً منذ البداية أن بشار يسير على نهج والده، وبات حافظ الأسد ينظر اليه كوريث”.
ولفت فيودوروف، وهو الرئيس الأسبق لإدارة التعاون العسكري الدولي بوزارة الدفاع الروسية، إلى أنه بعد وفاة باسل، استبعد حافظ الأسد فكرة التوريث، لكنه عاد إلى تلك الفكرة “بإيحاء من شخص في لجنة التعاون العسكري التقني بين روسيا وسوريا.. إذ كان بشار يشرف على هذا المجال التقني بتكليف من والده، وليس بصفة رسمية، وقبل ذلك كان هذا المجال تحت إشراف حكمت الشهابي”.
وكشف الفريق فيودوروف أن خبراء روس في سوريا “فتحوا عيون حافظ الأسد، فسألوه: هل تود أن يتطور تعاوننا العسكري التقني بشكل متصاعد؟، أجاب حافظ الأسد: أريد!، عندها قال له الخبراء: لن يكون ذلك أبدا طالما يشغل المناصب الرئيسية في المؤسسات العسكرية أناس من الحرس القديم، أولئك الذين يديرون هذه الأمور وفق النمط القديم”.
وتابع حديثه بالقول: “استغرب حافظ الأسد: كيف؟ ماذا يتوقف على ذلك؟ ماذا تقصدون وماذا تقترحون؟. عندها نصح الخبراء الأسد بانه: يجب تعيين من هو أصغر سنا ومن هو مؤهل أكثر من غيره لتقبل الوقائع الجديدة للزمن، والأساليب الجديدة للتعاون. عندها سأل الأسد: من تقصدون؟.. فقالوا ابنك بشار مثلاً يمكن أن يقوم بهذا الأمر بشكل رائع”.
وقال إن حافظ الأسد “شكك في بداية الأمر بقدرات ابنه بشار، ولكنه بعد النصيحة التي تلقاها من الخبراء الروس، بدأ بتغيير رأيه في مسألة استبعاد بشار عن السلطة”. واستمر الفريق بالعودة إلى الوراء ليفيد بأنه “قبل نحو شهر من وفاة حافظ الأسد، كان وضعه سيئاً للغاية، وكان عليهم نقله إلى المشفى للقيام بإجراءات دورية محددة، وفي الفترة نفسها خضع مصطفى طلاس للعلاج في المشفى ذاته، فقرر حافظ الأسد أن يزو صديقه، وانزعج الأسد حين رأى طلاس طريح الفراش بعد العملية، فجلس الأسد قرب سريره وقال وهو يبكي: يا إلهي كم يمر الزمن بسرعة، لقد كنا معاً شابين جميلين في السبعينات ..أتذكر؟.. وكيف حاربنا في عام 1973″.
وأضاف أنه “حينها، قال الأسد لطلاس في ختام حديثه: أني على الأرجح سأغادر الحياة عما قريب، وأنت ستعيش، باسم صداقتنا السابقة وباسم جميع الأعمال التي قمنا بها معاً، ارجوك أن تساعد بشار! ..عندها بكى طلاس وأقسم، وقال سأفعل كل شئ، لا تقلق!.. وقد أوفى طلاس بعهده بشكل مطلق، والواقع أني تأكدت من هذه الحديث من طلاس نفسه”.
واعتبر الملحق العسكري الروسي لدى دمشق أن “كل ما جرى في سوريا من محاولات للوصول إلى السلطة بعد وفاة الأسد تم ضبطه من قبل مصطفى طلاس فقط.. طلاس قام بكل المسائل الضرورية بعد وفاة الأسد الأب، كتعديل الدستور بخصوص موضوع السن القانوني للرئيس، ومسألة منح بشار الرتبة العسكرية اللازمة”.
26 / 3 / 2015
( مقال منقول )
=========
كشف الفريق فلاديمير فيودوروف، الملحق العسكري الروسي لدى دمشق في العام 2000، بعضاً من خفايا توريث السلطة في سوريا خلال فترة انتقالها من الرئيس السابق حافظ الأسد إلى رئيس النظام الحالي، بشار الأسد.
واستهل فيودوروف، حديثه مع قناة “روسيا اليوم”، بالقول: “كان مهما بالنسبة لروسيا أن يتم الحفاظ على خط الصداقة مع سوريا بعد وفاة الأسد الأب، تلك العلاقات صيغت عبر عشرات السنين، وكان مهماً ألا تذهب هدراً تلك الكميات الهائلة من أسلحتنا الموجودة لدى الجيش السوري”.
وأضاف أنه “يكمن مركز روسيا الجيوسياسي في سوريا، وكان علينا أن نحافظ عليه، ومن هنا كان من المستحسن مضاعفة كل ما صنعناه معاً.. وكان ذلك كله ممكناً في حال استمرار نهج حافظ الأسد، لهذا كان الرئيس بشار الأسد كزعيم للبلد أحد الخيارات الرئيسية.. وهو (بشار) نفذ، دون شك، خط الحفاظ على تعاون بلدينا”.
وفي سؤال حول احتمال وصول عبد الحليم خدام أو مصطفى طلاس إلى الرئاسة، خلفا للأسد الأب، قال: “من دون شك، كان يمكن النظر إلى طلاس كاحتمال نظري افتراضي، كنت أعرفه جيداً، لكن يجب أخذ مسألة العمر وآفاق المستقبل في الحسبان.. لهذا كان واضحاً ان الشخصية الأبرز للدور الخلف في المستقبل يمكن أن يكون بشار الأسد”.
وحول خشية موسكو من احتمال وصول عبد الحليم خدام إلى الرئاسة، قال فيودوروف: “لم يكن هناك خشية، لأن خدام، وإن كان ممثلاً للأغلبية السنية، كان من المستبعد، على أقل تقدير في المرحلة الاولى، أن يبدأ بتغيير اتجاه السياسة الخارجية للبلد”.
وفي رده على أن طلاس أيضاً من الأغلبية السنية، أوضح بالقول: “نعم، ولكن بالنسبة لبشار الأسد، كنا نعرف بشكل جيد أننا نتعامل مع علوي وليس سنياً، وأولينا اعتباراً للبعد الطائفي، وكنا ندرك أن مسألة السلطة لا تقرر تقليدياً.. وأنها لا تناقش وحسب في المجلس العلوي الأعلى في الساحل السوري، بل أن حافظ الأسد، بهذا الشكل أو ذاك، كان يصغي لرأي المجلس”.
وتابع الخبير العسكري الروسي قائلاً: “كان حافظ الأسد يصغي إلى رأي هذا المجلس، وكان ذلك حتى عندما بدأ يفكر في نقل السلطة إلى ابنه باسل”. وأوضخ أنه “كان مهماً بالنسبة لروسيا هو مسألة الحفاظ على النهج السياسي لسوريا في المجال الخارجي والداخلي، والمجالات السياسة الاخرى التي كان ينتهجها حافظ الأسد”. واستدرك قائلاً: “حتى لو جاء أحد العلويين إلى السلطة ولكن ليس ابن الأسد، لم نكن نستثي إمكانية عدم الحفاظ على نهج سوريا السابق”.
وأشار إلى أن الأسد الأب بالفعل “حاول افراغ الساحة من بعض المنافسين لإفساح المجال لأبنه بشار الأسد، كما هو الحال مع رئيس المخابرات العسكرية علي دوبا، ورئيس الأركان حكمت الشهابي” وأضاف: “أحد العوامل التي حسمت الأمر لصالح بشار الأسد، هو انه كان واضحاً منذ البداية أن بشار يسير على نهج والده، وبات حافظ الأسد ينظر اليه كوريث”.
ولفت فيودوروف، وهو الرئيس الأسبق لإدارة التعاون العسكري الدولي بوزارة الدفاع الروسية، إلى أنه بعد وفاة باسل، استبعد حافظ الأسد فكرة التوريث، لكنه عاد إلى تلك الفكرة “بإيحاء من شخص في لجنة التعاون العسكري التقني بين روسيا وسوريا.. إذ كان بشار يشرف على هذا المجال التقني بتكليف من والده، وليس بصفة رسمية، وقبل ذلك كان هذا المجال تحت إشراف حكمت الشهابي”.
وكشف الفريق فيودوروف أن خبراء روس في سوريا “فتحوا عيون حافظ الأسد، فسألوه: هل تود أن يتطور تعاوننا العسكري التقني بشكل متصاعد؟، أجاب حافظ الأسد: أريد!، عندها قال له الخبراء: لن يكون ذلك أبدا طالما يشغل المناصب الرئيسية في المؤسسات العسكرية أناس من الحرس القديم، أولئك الذين يديرون هذه الأمور وفق النمط القديم”.
وتابع حديثه بالقول: “استغرب حافظ الأسد: كيف؟ ماذا يتوقف على ذلك؟ ماذا تقصدون وماذا تقترحون؟. عندها نصح الخبراء الأسد بانه: يجب تعيين من هو أصغر سنا ومن هو مؤهل أكثر من غيره لتقبل الوقائع الجديدة للزمن، والأساليب الجديدة للتعاون. عندها سأل الأسد: من تقصدون؟.. فقالوا ابنك بشار مثلاً يمكن أن يقوم بهذا الأمر بشكل رائع”.
وقال إن حافظ الأسد “شكك في بداية الأمر بقدرات ابنه بشار، ولكنه بعد النصيحة التي تلقاها من الخبراء الروس، بدأ بتغيير رأيه في مسألة استبعاد بشار عن السلطة”. واستمر الفريق بالعودة إلى الوراء ليفيد بأنه “قبل نحو شهر من وفاة حافظ الأسد، كان وضعه سيئاً للغاية، وكان عليهم نقله إلى المشفى للقيام بإجراءات دورية محددة، وفي الفترة نفسها خضع مصطفى طلاس للعلاج في المشفى ذاته، فقرر حافظ الأسد أن يزو صديقه، وانزعج الأسد حين رأى طلاس طريح الفراش بعد العملية، فجلس الأسد قرب سريره وقال وهو يبكي: يا إلهي كم يمر الزمن بسرعة، لقد كنا معاً شابين جميلين في السبعينات ..أتذكر؟.. وكيف حاربنا في عام 1973″.
وأضاف أنه “حينها، قال الأسد لطلاس في ختام حديثه: أني على الأرجح سأغادر الحياة عما قريب، وأنت ستعيش، باسم صداقتنا السابقة وباسم جميع الأعمال التي قمنا بها معاً، ارجوك أن تساعد بشار! ..عندها بكى طلاس وأقسم، وقال سأفعل كل شئ، لا تقلق!.. وقد أوفى طلاس بعهده بشكل مطلق، والواقع أني تأكدت من هذه الحديث من طلاس نفسه”.
واعتبر الملحق العسكري الروسي لدى دمشق أن “كل ما جرى في سوريا من محاولات للوصول إلى السلطة بعد وفاة الأسد تم ضبطه من قبل مصطفى طلاس فقط.. طلاس قام بكل المسائل الضرورية بعد وفاة الأسد الأب، كتعديل الدستور بخصوص موضوع السن القانوني للرئيس، ومسألة منح بشار الرتبة العسكرية اللازمة”.