2015/03/25
( مقال منقول ) - نادية خلوف : كلنا شركاء
نادية خلوف : هل يسقط الأسد بانقلاب عسكريّ .؟ %D9%84%D8%A8%D8%B4%D8%A7%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A%20%D8%AD%D8%B1%D9%82%20%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%AF
من هو البديل؟
عندما تُطمئِن أمريكا الأسد حول بقائه في السّلطة ، تكون تسعى لإيجاد البديل الذي يخدم مصالحها.
البديل موجود قرب الأسد، وبانتظار موافقة إيران، وربما السّعوديّة، سيقوم بالانقلاب العسكري، ثم ينجح في الانتخابات” الديموقراطية” اللاحقة
للسّعوديّة أولوياتها، ومصدر قلقها هو اليمن الذي بدأ الحوثيون يسيطرون عليه، والحلف المقام مع أمريكا لمحاربة الإرهاب، فمحاربة الإرهاب في اليمن حالياً تعني محاربة السّنة.
نقف اليوم أمام محورين في الوطن العربي :
محور إيران الذي يسيطر على سورية، والعراق، ولبنان عسكرياً واقتصادياً، والمتحالف مع أمريكا في حربه على الإرهاب بشكل واقعيّ، والمشارك فيه أيضاً - أي الإرهاب - فكل المجموعات التي تحارب الإرهاب في العراق القادمة من الجنوب تقودها عناصر إيرانية مرموقة في الاستخبارات ، وتشبع العراقيين ذبحاً ، ولا تنال من داعش .
نحن أمام إرهاب ، وإرهاب مضاد .
إذا كانت السّعودية وداعش يطبقان حدّ الجلد، والرّجم، وإلى آخر ما  هنالك من حدود شرعيّة، فإن إيران تطبّق نفس الحدود . أي أنّ الدّولتين الإسلاميتين الشّيعيّة والسنية في المنطقة، لا يختلفان في العقيدة على تطبيق الشّريعة، وإنما على النّفوذ.
ففي إيران التي لا يلبس زعماؤها العباءة، تراجعت الحرّية فيها عن أيام حكم الشّاه، والشّعب الإيراني يقمع الشعب بشكل دكتاتوري. يشنق الأكراد، والعرب على الملأ، وتقمع الحرّيات والأكثر من هذا فإن المليشيا الإيرانية تقتل في سوريّة والعراق أكبر قدر من السّنة تحت اسم محاربة داعش.
هل تستطيع السّعودية تغيير مسار المفاوضات بين إيران، وأمريكا؟
بالطبع. إن السعوديّة دولة قويّة  اقتصادياً وعسكريّاً ،بإمكانها السيطرة عن طريق درع الجزيرة على الأحداث في اليمن، وقد يتم ذلك قريباً، كما أنه يمكنها السّيطرة على بعض فصائل الجيش الحرّ في سوريّة، وعندما يحسم الأمر عسكرياً لصالح السعودية. سيكون موقف إيران أضعف، وتكون المفاوضات مع أمريكا أسهل، عندها ستفاوض إيران على استبدال الأسد، وربما لديها الشّخص المناسب في سورية من العسكر الموالين لها، ولا بأس أن يكون سنيّاً، تتكفّل إيران بالتعاون مع أمريكا بحلّ الموضوع النووي، ومن ضمنه موضوع الأسد.
ومع ملف إيران النّووي، هناك ملف الدّولة الفلسطينية التي قال لها نتنياهو: لا
ومع قوله هذا يكون قد تأجّل هذا الملف، مع وصول أكبر نسبة من العرب في إسرائيل إلى صناديق الاقتراع ، ويقول عنهم اليمين إنّهم يخيفون، لكنه لم يقتلهم بل سمح لهم بالتّصويت، والفوز أيضاً، وربما اكتشف العرب في إسرائيل أن الديموقراطيّة الإسرائيليّة توفّر لهم الحقوق أفضل من  العيش كلاجئين في دول العرب، وحتى في الدّولة الفلسطينيّة.
الشّعب السّوري اليوم في انتظار أن يتوقف نزيف الدّم، والذي يهدّد الجميع، ولن يتوقف ذلك النّزيف، إلا بعد الاتفاق بين أمريكا، وإيران، والسّعودية.
عندها قد يكون مصير الأسد كما صدام حسين، وينفذ حكم الإعدام فيه ” السّنة” مثلما تركت أمريكا الشّيعة ينفّون الحكم في العراق، وإلى أن يحين ذلك الوقت يكون السّوريون قد تحوّلوا إلى المقابر، و نحن في انتظار الملف النّووي الإيراني، وقد نكتشف أنه  يشبه مقولة: “أسلحة الدمار الشّامل” في العراق. . .