الى اصحاب المشاريع الثورية
هذه الارض والناس من سوريا
كي لا ننسى هذا اليوم الرحلة الاسطورية والخالدة لابطال واحرار قلعة الحصن والريف الغربي لحمص
19/3/2014
نصلي المغرب والعشاء جمعا وقصرا ويبدأ المسير...يتجمع الناس في الساحة في حارة التركمان ويتم تقسيم الناس الى ثلاثة فئات 1 العائلات 2 المقاتلين. 3حاملي الجرحى يمر الطبيب على الجرحى والاطفال قبل الانطلاق بنصف ساعة ليعطيهم الابر المهدئة والمسكنة اربع جرحى أحدهم أصيب في نفس اليوم في اشتباكات قرية الشواهد...أربعة اطفال دون الثلاث سنوات. ..يأمر القائد بالتحرك ونبدأ المسير لنتجمع عند الدوار(دوار العوجة)قلوب واجفة منكمشة ونظرة الوداع على بقايا بيوت لنا نعلم انها عما قريب ستكون محتلة من قبل المغتصبين الجدد...يبدأ المسير بخطوات يحذوها الأمل بالعودة والم الفراق المر.."الطريق صعب وشاق ويجب عدم رفع الصوت" كلمات قالها القائد. ..اتكلوا على الله واذكروا الله كثيراً. ..أمسك بيد أختي ونبدأ السير...طريق وعرة ومتعرجة...كانت الساعة السابعة مساء. ..السماء صافية والقمر مكتمل. .أمير الطريق يمشي قبل الناس ليكتشف الطريق. ..وصلنا لنقطة صعبة جداً حيث يتوجب علينا التمسك بالحبال لقطع منعرجات صعبة ووعرة جداً. ..أمشي وقلبي يدق خوفاً و ألما على النساء والأطفال كيف سيتمكنون من التمسك بالحبال وقطع هذه المنحدرات الشديدة. ..قطعنا المنحدرات وبدأ المسير ضمن أراضي الزيتون وبعد مسافة ليست بقليلة ..قرار مؤلم ومهم يتخذه القائد ...علينا ترك الجرحى مكانهم مع إعطائهم مايدافعون به عن أنفسهم كي يقتلوا ولا يقعوا أسرى بيد الغاصبين...تركنا الجرحى واستمر المسير ...أحد الإخوة بدأ ابنه الرضيع يبكي بكاء شديداً بعد ان انتهى مفعول المخدر...خوف وقلق يتلبس الجميع من ان يكتشف حاجز( أبو زيد) الواقع الى الاعلى منا أمرنا. ..يعطي الطبيب ابرة إضافية من المهدئ عسى ان يهدأ الطفل. ..في هذه الأثناء ياتينا امر بالجلوس في منطقة سهلية بين اشجار الزيتون وحاجز (ابو زيد)واضح فوقنا تماما...
لحظات حرجة جدا ...
احد الشبيحة فوق بناء الحاجز يشير بضوءه تجاهنا ويرشقنا بكلمات بلهجته العفنة القذرة "شو وا جماعة الحصن رفضتوا تروحوا عالتسوية ..بالله تانبعتكن عالحوريات كلكن"..
احساس جامح يصيب الجميع بان النهاية اقتربت ..نتخيل انه عما قريب سيوجهون مدافعهم تجاهنا ويبدؤون الرمي فيقتلونا جميعا..
مجرد إحساس لم يتحقق بفضل ربنا وكرمه ومنته علينا. ..
يأتي امر بالمسير مجددا ويسير الركب حتى نصل لنقطة فوق قرية عناز. ..
نجلس فترة طويلة هنا ونحن نراقب استنفار الشبيحة على الطريق العام تحتنا الذي يبعد عنا حوالي ثلاثمائة متر فقط. .
نبقى جالسين هنا حتى الساعة الثالثة فجرا وخلال هذه الفترة كان هناك العديد من الاقتراحات كي ننجو بأنفسنا. ..
لكن لم يتحقق أي منها...
في الساعة الثالثة والنصف تماما القائد يتوجه نحو الناس ليخبرهم انه لا مجال إلا بالاشتباك مع الحاجز كي ينجو الناس قائلا لنا ... يا نجاة يا جنة ....
وهذا ما حدث وكان اول من كبر ( الله أكبر ) أبو محمد رحمه الله وتقبله ... وبدأ الاشتباك وبدأ الناس بالمرور من قرب الحاجز بعد ان قتل كل الشبيحة الذين كانوا على الحاجز ...
يسقط العديد من الشهداء في هذه النقطة ومنهم الدكتور المجاهد خلدون تقبله الله والخيرة من شبابنا تقبلهم الله ...
بدأنا الآن المسير بمنطقة البقيعة وتحتم علينا المشي في الطين والمستنقعات ...
مع ضرب القنابل المضيئة والقصف العنيف من حواجز الشبيحة المحيطة بنا ....
بعد مسافة وضمن الأراضي المزروعة يوجد طريق مزفت بعرض حوالي المترين رأينا سيارة تضيء أضوائها وتتجه نحونا ... حسبنا أنها سيارة شبيحة ودقت القلوب بشدة في هذه اللحظة ...
لكن مرت السيارة دون أي أذى ...
في هذه الأثناء قال لي أحدهم أنه كان يمسك بيد اخته وفي هذه اللحظة انهارت أخته ولم تعد تقوى على الحركة فقالت له : أخي استمر انت بالمشي واتركني هنا وحدي فلم يعد لدي قدرة على المشي ... الأخ قال لها قومي فأنتي من بقي لي من عائلتي المفقودة كلها ... لذلك سأتمسك بك حتى الموت ...
يستمر المسير حتى اقتربنا من الأوتستراد -حمص .طرطوس - ... لا نزال بعيدين عن الحدود اللبنانية حوالي خمسة كيلو مترات ... هنا بدأ ضوء الصباح يزداد شيئا فشيئا ... مجموعة من الشباب بدأت بتمشيط النفق تحت الاوتستراد ومنهم شاب بطل احتسبه صادقا ولا ازكيه على الله تعالى..لم يشارك في معارك من قبل ولكن زاده الله قوة وعزيمة كي يساهم في نجاة ماتبقى من الناس من بطش عصابة الاسد...بدأ الناس بالمسير عبر النفق وهنا ازدادت وتيرة الاشتباكات والقصف لسببين:أولهما ازدياد ضوء الصباح وثانيهما كثرة الكمائن للشبيحة نتيجة معرفتهم بخروج المحاصرين وتوجههم باتجاه الحدود اللبنانية...رأيت جثثا للشبيحة على الطريق...رايت شبابا مجاهدين قتلوا..ولم يكن بوسعي سوى القاء نظرة الوداع عليهم...كثير من الشباب اصيب اصابات غير قاتلة ولكن لم يكن بوسعي لا انا ولا غيري ان نفعل لهم شيئا سوى الدعاء والالم...اجتزنا سكة القطار وهنا يقتل طارق بطلقة في الرأس ...والده المجاهد الصبور يشد ابنه الآخر بيده تاركا جسد طارق لأنه علم ان روحه أصبحت في الجنة ان شاء الله. ..يزداد اطلاق النار بطريقة هستيرية والقصف الجنوني المهول...في هذه الأثناء كنا بأرض مستوية مكشوفة تماماً وكان ضوء النهار يزيدنا وضوحاً أسمع طلقات الرصاص كوزيز النحل كثيفا جداً جداً. .الكثير من الرجال والنساء قتلوا..وصلنا الى ساقية الماء وجدرانها باطون أملس يرتفع فيها الماء الى متر ونصف ...يمتد فوق الساقية جسر باطوني...انقسم الناس لمجموعتين مجموعة مرت من فوق الجسر ومجموعة نزلت بالساقية ..تيار الماء يدفع الناس نحو الغرب بعنف وهنا يتبرع بعض الشباب الذين اجتازوا الساقية بمساعدة الباقين ..يبدؤون بمد بنادقهم للناس في الساقية ويساعدونهم باجتيازها..اجتزت الساقية وهممت بمساعدة من تبقى فيها..ليقول لي ابو حمزة "اتركهم ساتولى امرهم اذهب انت وساعد ابا محمد بحمل الاخت المصابة التي كانت قد أصيبت بطلقة في الخاصرة "كنا على بعد 200متر فقط من النهر لكن غزارة النيران اجبرتنا على المتابعة زحفا على الأرض. ..بعد ان وصلنا الى النهر زحفا كان لابد من متابعة سلسلة هذه الالعاب الاولمبية القاسية حيث قطعنا النهر بالعبور على الصخور التي كانت فيه ...اجتزنا النهر ...اخترقنا بعض من مشاعر الطمأنينة فنحن الان في الأراضي اللبنانية ...هم ابو ناصر بالنزول للارض ليسجد سجدة شكر لله تعالى ...لكن خرقت فرحته قذيفة من مخازن الموت قذفها جنود الاسد الذليل لتنزل في الاراضي اللبنانية وترسل شظاياها الحارقة علينا ...تخترق شظية لعينة جسد ابو ناصر وترديه قتيلا على جانب اخر رصاصة غادرة تصيب ابا زياد لتترك اثرا مؤلما في عموده الفقري يجعله مرغما على متابعة حياته في كرسي متحرك...مروان الذي اصيب بلغم ارضي وهو يجتاز الساتر الترابي قبل النهر رغم كل تشجيعنا له كلماتنا الصارخة لتقوية عزيمته على متابعة الطريق لم يعد يقوى على الحركة فما كان من القائد أبو حمزة الا ان حمله على ظهره لمسافة ليست بقليلة...نستمر بالسير ضمن الأراضي اللبنانية حتر نصل الى احد البيوت فيبدا كل منا بتفقد الآخرين ..نسمع اخبارا محزنة عن مقتل فلان واصابة فلان...من هنا تفرقنا كل حيث شاء..تلك كانت الرحلة الخالدة..عام مضى بكل تفاصيلهوذكرياته والمه وامله ...عام مضى وقلعة الحصن كفتاة جميلة دنس جمالها وشرفها الرفيع عصبة من المغتصبين الجدد. .عام مضى وقلعة الحصن كالوردة الآيلة للذبول ولكن بعون الله تعالى اولا ومن ثم بجهود الشباب المخلصين ستزهر وتفوح روائحها العطرة من جديد....
بقلم الدكتور محمد أحمد وهبي
هذه الارض والناس من سوريا
كي لا ننسى هذا اليوم الرحلة الاسطورية والخالدة لابطال واحرار قلعة الحصن والريف الغربي لحمص
19/3/2014
نصلي المغرب والعشاء جمعا وقصرا ويبدأ المسير...يتجمع الناس في الساحة في حارة التركمان ويتم تقسيم الناس الى ثلاثة فئات 1 العائلات 2 المقاتلين. 3حاملي الجرحى يمر الطبيب على الجرحى والاطفال قبل الانطلاق بنصف ساعة ليعطيهم الابر المهدئة والمسكنة اربع جرحى أحدهم أصيب في نفس اليوم في اشتباكات قرية الشواهد...أربعة اطفال دون الثلاث سنوات. ..يأمر القائد بالتحرك ونبدأ المسير لنتجمع عند الدوار(دوار العوجة)قلوب واجفة منكمشة ونظرة الوداع على بقايا بيوت لنا نعلم انها عما قريب ستكون محتلة من قبل المغتصبين الجدد...يبدأ المسير بخطوات يحذوها الأمل بالعودة والم الفراق المر.."الطريق صعب وشاق ويجب عدم رفع الصوت" كلمات قالها القائد. ..اتكلوا على الله واذكروا الله كثيراً. ..أمسك بيد أختي ونبدأ السير...طريق وعرة ومتعرجة...كانت الساعة السابعة مساء. ..السماء صافية والقمر مكتمل. .أمير الطريق يمشي قبل الناس ليكتشف الطريق. ..وصلنا لنقطة صعبة جداً حيث يتوجب علينا التمسك بالحبال لقطع منعرجات صعبة ووعرة جداً. ..أمشي وقلبي يدق خوفاً و ألما على النساء والأطفال كيف سيتمكنون من التمسك بالحبال وقطع هذه المنحدرات الشديدة. ..قطعنا المنحدرات وبدأ المسير ضمن أراضي الزيتون وبعد مسافة ليست بقليلة ..قرار مؤلم ومهم يتخذه القائد ...علينا ترك الجرحى مكانهم مع إعطائهم مايدافعون به عن أنفسهم كي يقتلوا ولا يقعوا أسرى بيد الغاصبين...تركنا الجرحى واستمر المسير ...أحد الإخوة بدأ ابنه الرضيع يبكي بكاء شديداً بعد ان انتهى مفعول المخدر...خوف وقلق يتلبس الجميع من ان يكتشف حاجز( أبو زيد) الواقع الى الاعلى منا أمرنا. ..يعطي الطبيب ابرة إضافية من المهدئ عسى ان يهدأ الطفل. ..في هذه الأثناء ياتينا امر بالجلوس في منطقة سهلية بين اشجار الزيتون وحاجز (ابو زيد)واضح فوقنا تماما...
لحظات حرجة جدا ...
احد الشبيحة فوق بناء الحاجز يشير بضوءه تجاهنا ويرشقنا بكلمات بلهجته العفنة القذرة "شو وا جماعة الحصن رفضتوا تروحوا عالتسوية ..بالله تانبعتكن عالحوريات كلكن"..
احساس جامح يصيب الجميع بان النهاية اقتربت ..نتخيل انه عما قريب سيوجهون مدافعهم تجاهنا ويبدؤون الرمي فيقتلونا جميعا..
مجرد إحساس لم يتحقق بفضل ربنا وكرمه ومنته علينا. ..
يأتي امر بالمسير مجددا ويسير الركب حتى نصل لنقطة فوق قرية عناز. ..
نجلس فترة طويلة هنا ونحن نراقب استنفار الشبيحة على الطريق العام تحتنا الذي يبعد عنا حوالي ثلاثمائة متر فقط. .
نبقى جالسين هنا حتى الساعة الثالثة فجرا وخلال هذه الفترة كان هناك العديد من الاقتراحات كي ننجو بأنفسنا. ..
لكن لم يتحقق أي منها...
في الساعة الثالثة والنصف تماما القائد يتوجه نحو الناس ليخبرهم انه لا مجال إلا بالاشتباك مع الحاجز كي ينجو الناس قائلا لنا ... يا نجاة يا جنة ....
وهذا ما حدث وكان اول من كبر ( الله أكبر ) أبو محمد رحمه الله وتقبله ... وبدأ الاشتباك وبدأ الناس بالمرور من قرب الحاجز بعد ان قتل كل الشبيحة الذين كانوا على الحاجز ...
يسقط العديد من الشهداء في هذه النقطة ومنهم الدكتور المجاهد خلدون تقبله الله والخيرة من شبابنا تقبلهم الله ...
بدأنا الآن المسير بمنطقة البقيعة وتحتم علينا المشي في الطين والمستنقعات ...
مع ضرب القنابل المضيئة والقصف العنيف من حواجز الشبيحة المحيطة بنا ....
بعد مسافة وضمن الأراضي المزروعة يوجد طريق مزفت بعرض حوالي المترين رأينا سيارة تضيء أضوائها وتتجه نحونا ... حسبنا أنها سيارة شبيحة ودقت القلوب بشدة في هذه اللحظة ...
لكن مرت السيارة دون أي أذى ...
في هذه الأثناء قال لي أحدهم أنه كان يمسك بيد اخته وفي هذه اللحظة انهارت أخته ولم تعد تقوى على الحركة فقالت له : أخي استمر انت بالمشي واتركني هنا وحدي فلم يعد لدي قدرة على المشي ... الأخ قال لها قومي فأنتي من بقي لي من عائلتي المفقودة كلها ... لذلك سأتمسك بك حتى الموت ...
يستمر المسير حتى اقتربنا من الأوتستراد -حمص .طرطوس - ... لا نزال بعيدين عن الحدود اللبنانية حوالي خمسة كيلو مترات ... هنا بدأ ضوء الصباح يزداد شيئا فشيئا ... مجموعة من الشباب بدأت بتمشيط النفق تحت الاوتستراد ومنهم شاب بطل احتسبه صادقا ولا ازكيه على الله تعالى..لم يشارك في معارك من قبل ولكن زاده الله قوة وعزيمة كي يساهم في نجاة ماتبقى من الناس من بطش عصابة الاسد...بدأ الناس بالمسير عبر النفق وهنا ازدادت وتيرة الاشتباكات والقصف لسببين:أولهما ازدياد ضوء الصباح وثانيهما كثرة الكمائن للشبيحة نتيجة معرفتهم بخروج المحاصرين وتوجههم باتجاه الحدود اللبنانية...رأيت جثثا للشبيحة على الطريق...رايت شبابا مجاهدين قتلوا..ولم يكن بوسعي سوى القاء نظرة الوداع عليهم...كثير من الشباب اصيب اصابات غير قاتلة ولكن لم يكن بوسعي لا انا ولا غيري ان نفعل لهم شيئا سوى الدعاء والالم...اجتزنا سكة القطار وهنا يقتل طارق بطلقة في الرأس ...والده المجاهد الصبور يشد ابنه الآخر بيده تاركا جسد طارق لأنه علم ان روحه أصبحت في الجنة ان شاء الله. ..يزداد اطلاق النار بطريقة هستيرية والقصف الجنوني المهول...في هذه الأثناء كنا بأرض مستوية مكشوفة تماماً وكان ضوء النهار يزيدنا وضوحاً أسمع طلقات الرصاص كوزيز النحل كثيفا جداً جداً. .الكثير من الرجال والنساء قتلوا..وصلنا الى ساقية الماء وجدرانها باطون أملس يرتفع فيها الماء الى متر ونصف ...يمتد فوق الساقية جسر باطوني...انقسم الناس لمجموعتين مجموعة مرت من فوق الجسر ومجموعة نزلت بالساقية ..تيار الماء يدفع الناس نحو الغرب بعنف وهنا يتبرع بعض الشباب الذين اجتازوا الساقية بمساعدة الباقين ..يبدؤون بمد بنادقهم للناس في الساقية ويساعدونهم باجتيازها..اجتزت الساقية وهممت بمساعدة من تبقى فيها..ليقول لي ابو حمزة "اتركهم ساتولى امرهم اذهب انت وساعد ابا محمد بحمل الاخت المصابة التي كانت قد أصيبت بطلقة في الخاصرة "كنا على بعد 200متر فقط من النهر لكن غزارة النيران اجبرتنا على المتابعة زحفا على الأرض. ..بعد ان وصلنا الى النهر زحفا كان لابد من متابعة سلسلة هذه الالعاب الاولمبية القاسية حيث قطعنا النهر بالعبور على الصخور التي كانت فيه ...اجتزنا النهر ...اخترقنا بعض من مشاعر الطمأنينة فنحن الان في الأراضي اللبنانية ...هم ابو ناصر بالنزول للارض ليسجد سجدة شكر لله تعالى ...لكن خرقت فرحته قذيفة من مخازن الموت قذفها جنود الاسد الذليل لتنزل في الاراضي اللبنانية وترسل شظاياها الحارقة علينا ...تخترق شظية لعينة جسد ابو ناصر وترديه قتيلا على جانب اخر رصاصة غادرة تصيب ابا زياد لتترك اثرا مؤلما في عموده الفقري يجعله مرغما على متابعة حياته في كرسي متحرك...مروان الذي اصيب بلغم ارضي وهو يجتاز الساتر الترابي قبل النهر رغم كل تشجيعنا له كلماتنا الصارخة لتقوية عزيمته على متابعة الطريق لم يعد يقوى على الحركة فما كان من القائد أبو حمزة الا ان حمله على ظهره لمسافة ليست بقليلة...نستمر بالسير ضمن الأراضي اللبنانية حتر نصل الى احد البيوت فيبدا كل منا بتفقد الآخرين ..نسمع اخبارا محزنة عن مقتل فلان واصابة فلان...من هنا تفرقنا كل حيث شاء..تلك كانت الرحلة الخالدة..عام مضى بكل تفاصيلهوذكرياته والمه وامله ...عام مضى وقلعة الحصن كفتاة جميلة دنس جمالها وشرفها الرفيع عصبة من المغتصبين الجدد. .عام مضى وقلعة الحصن كالوردة الآيلة للذبول ولكن بعون الله تعالى اولا ومن ثم بجهود الشباب المخلصين ستزهر وتفوح روائحها العطرة من جديد....
بقلم الدكتور محمد أحمد وهبي