الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد :
***
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يكون عليكم أمراء هم شر من المجوس ) رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا مؤمل بن اهاب وهو ثقة .
عن عوف بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم . قيل يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف فقال لا ما أقاموا فيكم الصلاة وإذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعة ) . صححه الألباني
عن إدريس الخولاني ، عن عبيدة بن الجراح ، عن عمر بن الخطاب قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بلحيتي و أنا أعرف الحزن في وجهه فقال ( إنا لله و إنا إليه راجعون أتاني جبريل آنفاً فقال : إنا لله و إنا إليه راجعون ، فقلت إنا لله و إنا إليه راجعون فمم ذلك يا جبريل ؟ فقال : إن أمتك مفتتنة بعدك من دهر غير كثير ، فقلت : فتنة كفر أو فتنة ضلال ؟ فقال : كل سيكون ، فقلت و من أين و أنا تارك فيهم كتاب الله ؟ قال فبكتاب الله يفتنون و ذلك من قبل أمرائهم و قرائهم يمنع الأمراء الناس الحقوق فيظلمون حقوقهم و لا يعطونها فيقتتلوا و يفتتنوا ، و يتبع القراء أهواء الأمراء الناس الحقوق فيظلمون حوققهم و لا يعطونها فيقتتلوا و يفتتنوا ، و يتبع القراء أهواء الأمراء فيمدونهم في الغي ثم لا يقصرون . قلت : كيف يسلم من يسلم منهم ؟ قال : بالكف و الصبر إن أعطوا الذي لهم أخذوه و إن منعوا تركوه ) . ضعفه الألباني .
وفي الكبير للطبراني (سيكون في آخر الزمان شرطة يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله فإياك أن تكون من بطانتهم ) صححه الألباني .
وعن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال ( يكون عليكم أمراء يعذبونكم ويعذبهم الله ) أخرجه الحاكم وقال قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا خازنا ) رواه ابن حبان في صحيحه وقال الألباني حسن لغيره .
وعن أبي سعيد وأبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليأتين على الناس زمان يكون عليكم أمراء سفهاء يقدمون شرار الناس ويظهرون بخيارهم ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا خازنا ) . روا ه الحاكم وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سيكون عليكم أمراء يأمرونكم بما لا يفعلون فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولن يرد على الحوض) . رواه احمد
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة ( أعاذك الله من إمارة السفهاء قال وما إمارة السفهاء قال أمراء يكونون بعدي لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم ولا يردون على حوضي ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردون على حوضي يا كعب بن عجرة الصيام جنة والصدقة تطفىء الخطيئة والصلاة قربان أو قال برهان يا كعب بن عجرة الناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها وبائع نفسه فموبقها ) رواه أحمد واللفظ له والبزار ورواتهما محتج بهم في الصحيح ورواه ابن حبان في صحيحه إلا أنه قال ( ستكون أمراء من دخل عليهم فأعانهم على ظلمهم وصدقهم بكذبهم فليس مني ولست منه ولن يرد على الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه وسيرد على الحوض ) الحديث قال الألباني صحيح لغيره .
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد بعد صلاة العشاء فرفع بصره إلى السماء ثم خفض حتى ظننا أنه حدث في السماء أمر فقال ( ألا إنها ستكون بعدي أمراء يظلمون ويكذبون فمن صدقهم بكذبهم ومالأهم على ظلمهم فليس مني ولا أنا منه ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يمالئهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه حديث رواه أحمد وفي إسناده راو لم يسم وبقيته ثقات محتج بهم في الصحيح ) . قال الألباني حسن لغيره
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يكون أمراء تغشاهم غواش أو حواش من الناس يكذبون ويظلمون فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه ) رواه أحمد واللفظ له وأبو يعلى ومن طريق ابن حبان في صحيحه إلا أنهما قالا ( فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأنا منه بريء وهو مني بريء ) قال الألباني صحيح لغيره .
وفي الحديث ( أول هذا الأمر نبوة ورحمة ثم يكون خلافة ورحمة ثم يكون ملكا ورحمة ثم يتكادمون عليه تكادم الحمر فعليكم بالجهاد وإن أفضل جهادكم الرباط وإن أفضل رباطكم عسقلان ) صححه الألباني .
***
ومما سبق من الأحاديث فلنا وقفات , فالأحاديث تبين بجلاء حال أمراء السوء والجور الذين سيلون أمر الأمة وكيف تتعامل الأمة معهم والوعيد الشديد لمن أعانهم على ظلمهم , وهي في نفس الوقت تفضح علماء السوء وفقهاء التسول الذين باعوا دينهم بثمن العنز ورضوا أن يكونوا دوابا صالحة ليركب عليها الطواغيت لتمرير ظلمهم وجورهم ومحادتهم لله ورسوله .
ففي قوله صلى الله عليه وسلم ( يأتي عليكم حكام هم شر من المجوس ) .
فإذا لم يكن الطواغيت اليوم الذين يحكمون الأمة هم المقصودون فمن !
وعلى سبيل المثال الحجاج بن يوسف الثقفي الذي رماه طائفة من أهل العلم بالزندقة واجمع الناس على ظلمه وعسفه لو قارناه بالحكام اليوم لتوصلنا إلى نتيجة بديهية ألا وهي الترحم عليه والدعاء له !!
والخليفة العباسي المعتصم بالله الذي امتحن العلماء في فتنة القول بخلق القران وجلد الإمام احمد بين يديه , حرك جيوش الأمة من اجل صرخة امرأة مسلمة أهانها أهل الصليب في ديارهم ففتح عمورية وأرغم أنوف الصليبيين وأذاقهم الذل والعار من اجل صرخة امرأة , ولقد عفا عنه الإمام احمد بعد صنيعه هذا وحلله .
هذا مع كونه امتحن الناس في هذه الفتنة العظيمة , فقارن بين المعتصم وبين حكام الأمة اليوم , لقد غدا المعتصم أمنية الكثير من الناس اليوم والله المستعان .
ومع عظم الظلم والجور اليوم ومحاربة الله ورسوله والولوغ في نواقض الإسلام والتمرغ فيها ظهرا لبطن إلا أن بعض السفهاء ما زال يراهن على هؤلاء الخونة ويدعو لهم في المنابر ويعتبرهم ولاة شرعيين تجب طاعتهم , مع أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إلا أن تروا كفرا بواحا لكم فيه من الله برهان ) , فالحديث واضح فمع الكفر الصريح فلا سمع ولا طاعة .
بل ويتجرا بعض السفهاء اعتبار من عينه الصليبيين حاكما لديار المسلمين واليا شرعيا تجب طاعته وعدم الخروج عليه !!!
***
وفي قوله صلى الله عليه وسلم (وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم ) .
فهذا النص من أوضح النصوص التي تفضح هؤلاء الطواغيت اليوم وأنهم من شرار الأئمة والعياذ بالله وبغض الناس لهم أوضح من الشمس في رابعة النهار ولعن الناس لهم في الليل والنهار .
وهنا إما أن يقول المرقعون للطاغوت أن الناس يحبونهم ويصلون عليهم فيسفهون بذالك أحلامهم وإما أن يقروا ببغض الناس لهم ولعنهم إياهم وهنا سيخصمون .
فالويل لمن وقف معهم في خندقهم وأعانهم على ظلمهم وجورهم .
***
وأما قول جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن أمتك مفتتنة بعدك من دهر غير كثير ، فقلت : فتنة كفر أو فتنة ضلال ؟ فقال : كل سيكون ) .
فرغم ضعف هذا الحديث إلا أن الواقع يشهد لصحته فقد وقعت فتن الكفر والضلال في الأمة ولا أوضح من ذالك اليوم فالطواغيت يتمرغون في نواقض الإسلام ظهرا لبطن وتنقض عرى الإسلام عروة عروة كما هو مشاهد اليوم .
وهنا يأتي الحديث ليكشف لنا عن السبب في ذالك ويرجعه إلى الأمراء وعلماء السوء والسلطان فيقول جبريل لرسول الله لما سأله عن السبب في ذالك مع انه تارك فيهم كتاب الله (قال فبكتاب الله يفتنون و ذلك من قبل أمرائهم و قرائهم يمنع الأمراء الناس الحقوق فيظلمون حقوقهم و لا يعطونها فيقتتلوا و يفتتنوا ، و يتبع القراء أهواء الأمراء الناس الحقوق فيظلمون حوققهم و لا يعطونها فيقتتلوا و يفتتنوا ، و يتبع القراء أهواء الأمراء فيمدونهم في الغي ثم لا يقصرون )
فالأمراء وعلماء السوء هم السبب الرئيس في فساد الدين فهم الذين يتأولون القران وفق أهوائهم ومصالحهم الشخصية وما يثبت ملكهم ويرقع لهم علماء السوء زيغهم وضلاهم فيفسد الدين بذالك وصدق بن المبارك حينما قال :
وهل افسد الدين إلا الملوك **** وأحبار سوء ورهبانها .
وهذا النص يفضح فقهاء التسول وعلماء السوء ويؤكد خطرهم على الأمة وأنهم أفيون الأمة وطاعون يسري في جسدها فلا انعم الله بهم عينا .
وهذا ما نشاهده اليوم من علماء السلطان الذين أصبحوا يعلبون الفتاوى على وفق أهواء الطواغيت ويرقعون لهم ظلمهم وجورهم ومحادة الله والرسول .
فجعلوا من الطواغيت رموزا مقدسة لا يجوز مساءلتهم ولا المساس بهم بأي حال من الأحوال رغم ما يفعله هؤلاء الطواغيت من موبقات , فتاهت الباخرة وغرقت الماخرة وترددت الأمة في تيه الذل والظلام .
واليوم لم يكتف علماء السوء في تلميع صورة الطواغيت فقط بل عمدوا إلى محاربة المجاهدين في سبيل الله ووصفهم بأبشع الأوصاف لتنفير الناس منهم مع أنهم أهل الصدق والنصح في الأمة وهم في جهادهم على ذروة سنام الإسلام ومع ذالك حاربهم هؤلاء العلماء ومما يستأنس به في هذا ما روى ابن عساكر عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لايزال الجهاد حلواً خضراً ماقطر القطر من السماء وسيأتي على الناس زمان يقول فيه قراء منهم : ليس هذا بزمان جهادفمن أدرك ذلك الزمان فِنعم زمان الجهاد،قال يارسول الله أو أحد يقول ذلك ؟قال : نعم من لعنه الله والملائكة والناس أجمعون) .
وعلى كل حال فدور علماء السوء واضح لكل ذي عينين اليوم ومدى مصيبة الأمة بهم فالحذر أن تكون ممن قال الله فيهم ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم ) الآية .
قال عدي بن حاتم يا رسول الله إنا لا نعبدهم , فقال أليس يحلون لكم ما حرم الله فتطيعونهم ويحرمون عليكم ما احل الله فتطيعونهم ؟ قال بلى قال فتلك عبادتهم .
***
أما قوله صلى الله عليه وسلم ( إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة) :
قال القرطبي : قال الحافظ أبو الخطاب بن دحية رحمه الله : الرواية الصحيحة عند جميع رواة البخاري ( إذا وسد ) و رواه الفقيه الإمام المحدث أبو الحسن القابسي : ( أسد ) قال : و الذي أحفظ ( وسد ) و في نسخة من البخاري إشكال بين وسد أو أسد على ما قيد له لأنه كان أعمى و هما بمعنى . قال أهل اللغة : يقال إساد و وساد و اشتقاقهما واحد يقال : إساد و وسادة و وساد فمعنى قوله صلى الله عليه و سلم : إذا وسد الأمر إلى غير أهله أي أسند و جعل إليهم و قلدوه بمعنى الإمارة ، كما في زماننا اليوم ، لأن الله تعالى ائتمن الأئمة و الولاة على عباده و فرض عليهم النصيحة لهم لقوله صلى الله عليه و سلم كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته فينبغي لهم تولية أهل الدين و الأمانة للنظر في أمور الأمة ، فإذا قلدوا غير أهل الدين فقد ضيعوا الأمانة التي فرض الله عليهم . انتهى كلامه .
قلت كيف لو رأى الطواغيت في أيامنا فما عساه أن يقول .
وتوسيد الأمور إلى غير أهلها من ابرز اشراط الساعة بل هو المقدمة لعلامات الساعة الكبرى والله المستعان .
راجع بحث العلامة المؤذنة بخراب الدنيا .
***
أما قوله صلى الله عليه وسلم (سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب و يكذب فيها الصادق ، و يؤتمن فيها الخائن و يخون فيها الأمين ، و ينطق فيها الرويبضة قيل يا رسول الله و ما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه ينطق في أمر العامة )
فنحن نعيش هذه الأيام بعينها فقد نطق الرويبضات التافهين من كل ساقط وساقطة وزنديق وزنديقة من كل تافه يحارب الدين باسم الدين ويخون الأمة باسم الأمة .
وقد قرب الطواغيت هؤلاء الرويبضات فجعلوهم خاصتهم وبطانتهم ولا عجب فالطيور على أشكالها تقع وصدق فيهم الحديث السابق ( ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا خازنا ) حسنه الألباني .
وهنا تحذير واضح في الحديث من العمل مع هؤلاء الطواغيت أو إعانتهم على ظلمهم وجورهم فلا يكون المؤمن لهم عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا خازنا ومن فعل ذالك فإنما يريد أن يوبق آخرته والعياذ بالله .
هذا ناهيك عن القتال من اجل تثبيت ملكهم وتحت رايتهم من اجل عصبية جاهلية أو وطنية خرقاء , ومن فعل ذالك فقد باء بالخسار والتبار .
وسيأتي على هؤلاء الطواغيت يوم يستنجدون فيه بالمجاهدين ولربما رفعوا راية الجهاد غشا وكذبا فالحذر الحذر من القتال تحت رايتهم فقد علمتهم نفاقهم وخيانتهم لله والرسول وان همهم الأوحد هو الكرسي والملك .
***
أما حديث أبي هريرة ( من اشراط الساعة .... أن يعلو التحوت الوعول ) اكذالك يا عبد الله بن مسعود سمعته من حبي ؟ قال نعم ورب الكعبة . قلنا وما التحوت ؟
قال فسول الرجال وأهل البيوت الغامضة يرفعون فوق صالحيهم , والوعول أهل البيوت الصالحة .
قال الهيثمي حديث أبي هريرة وحده في الصحيح بعضه ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن الحارث بن سفيان وهو ثقة
فالكثير ممن يحكم اليوم من أسافل الناس وليس لهم قدم ولا سبق في الإسلام وكذالك بطانتهم تجدهم من أسافل الناس ووضعائهم من ليبراليين وعلمانيين وغيرهم .
وهذا مصداق الحديث فاسعد الناس اليوم بالدنيا لكع بن لكع .
***
وأخيرا أعود واحذر من هؤلاء الطواغيت وإعانتهم على الظلم والجور كما حذر النبي صلى الله عليه وسلم منهم وتبرا ممن
عمل معهم وأعانهم على ظلمهم كما تقدم معنا ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
( يكون أمراء تغشاهم غواش أو حواش من الناس يكذبون ويظلمون فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه
) صححه الألباني .
وغير ذالك من الأحاديث التي مرت معنا وتفضح حكام الظلم والجور والجبرية كما مر معنا فنحن نعيش فترة الملك الجبري والذي هو أبشع صور الملك والذي مرغ الأمة في الذل والانحطاط والتبعية .
وليعلم هؤلاء الذين يرقعون للطواغيت أن هؤلاء الطواغيت لن يغنوا عنهم شيئا ولن ينفعوهم يوم تزل الأقدام وقريبا يذهب هؤلاء الطواغيت إلى مزبلة التاريخ وسيذهب هؤلاء معهم إن لم يتوبوا ويقلعوا عن غيهم .
وإعانة الطاغوت تكون ولو بالكلمة أو المدح والثناء كما يفعل بعض علماء السوء وفقهاء التسول متناسين آلام المؤمنين والمظلومين الذين ذاقوا الذل والويلات من هؤلاء الطواغيت .
ولو أن الأمر يقتصر على أمور الدنيا فقط لهانت المصيبة ولوجب الصبر لكن الأمر تعدى إلى محادة الله ورسوله ومحاربة الدين باسم الدين وإماتة الفضيلة وتمييع العقيدة ونشر الرذيلة والفسوق بين الشباب والاستهزاء بالدين وشعائره وموالاة الغرب الكافر وإعانته لتمرير مخططاته في ديار المسلمين .
فلا يسع بعد هذا السكوت أو الوقوف في صفوف هؤلاء الظلمة والمجرمين بل تجب منابذتهم ومجاهدتهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله .
وتذكر أن شر الناس منزلة عند الله من باع دينه بدنيا غيره والعياذ بالله .
والله اعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
***
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يكون عليكم أمراء هم شر من المجوس ) رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا مؤمل بن اهاب وهو ثقة .
عن عوف بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم . قيل يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف فقال لا ما أقاموا فيكم الصلاة وإذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعة ) . صححه الألباني
عن إدريس الخولاني ، عن عبيدة بن الجراح ، عن عمر بن الخطاب قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بلحيتي و أنا أعرف الحزن في وجهه فقال ( إنا لله و إنا إليه راجعون أتاني جبريل آنفاً فقال : إنا لله و إنا إليه راجعون ، فقلت إنا لله و إنا إليه راجعون فمم ذلك يا جبريل ؟ فقال : إن أمتك مفتتنة بعدك من دهر غير كثير ، فقلت : فتنة كفر أو فتنة ضلال ؟ فقال : كل سيكون ، فقلت و من أين و أنا تارك فيهم كتاب الله ؟ قال فبكتاب الله يفتنون و ذلك من قبل أمرائهم و قرائهم يمنع الأمراء الناس الحقوق فيظلمون حقوقهم و لا يعطونها فيقتتلوا و يفتتنوا ، و يتبع القراء أهواء الأمراء الناس الحقوق فيظلمون حوققهم و لا يعطونها فيقتتلوا و يفتتنوا ، و يتبع القراء أهواء الأمراء فيمدونهم في الغي ثم لا يقصرون . قلت : كيف يسلم من يسلم منهم ؟ قال : بالكف و الصبر إن أعطوا الذي لهم أخذوه و إن منعوا تركوه ) . ضعفه الألباني .
وفي الكبير للطبراني (سيكون في آخر الزمان شرطة يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله فإياك أن تكون من بطانتهم ) صححه الألباني .
وعن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال ( يكون عليكم أمراء يعذبونكم ويعذبهم الله ) أخرجه الحاكم وقال قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا خازنا ) رواه ابن حبان في صحيحه وقال الألباني حسن لغيره .
وعن أبي سعيد وأبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليأتين على الناس زمان يكون عليكم أمراء سفهاء يقدمون شرار الناس ويظهرون بخيارهم ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا خازنا ) . روا ه الحاكم وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سيكون عليكم أمراء يأمرونكم بما لا يفعلون فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولن يرد على الحوض) . رواه احمد
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة ( أعاذك الله من إمارة السفهاء قال وما إمارة السفهاء قال أمراء يكونون بعدي لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم ولا يردون على حوضي ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردون على حوضي يا كعب بن عجرة الصيام جنة والصدقة تطفىء الخطيئة والصلاة قربان أو قال برهان يا كعب بن عجرة الناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها وبائع نفسه فموبقها ) رواه أحمد واللفظ له والبزار ورواتهما محتج بهم في الصحيح ورواه ابن حبان في صحيحه إلا أنه قال ( ستكون أمراء من دخل عليهم فأعانهم على ظلمهم وصدقهم بكذبهم فليس مني ولست منه ولن يرد على الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه وسيرد على الحوض ) الحديث قال الألباني صحيح لغيره .
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد بعد صلاة العشاء فرفع بصره إلى السماء ثم خفض حتى ظننا أنه حدث في السماء أمر فقال ( ألا إنها ستكون بعدي أمراء يظلمون ويكذبون فمن صدقهم بكذبهم ومالأهم على ظلمهم فليس مني ولا أنا منه ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يمالئهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه حديث رواه أحمد وفي إسناده راو لم يسم وبقيته ثقات محتج بهم في الصحيح ) . قال الألباني حسن لغيره
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يكون أمراء تغشاهم غواش أو حواش من الناس يكذبون ويظلمون فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه ) رواه أحمد واللفظ له وأبو يعلى ومن طريق ابن حبان في صحيحه إلا أنهما قالا ( فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأنا منه بريء وهو مني بريء ) قال الألباني صحيح لغيره .
وفي الحديث ( أول هذا الأمر نبوة ورحمة ثم يكون خلافة ورحمة ثم يكون ملكا ورحمة ثم يتكادمون عليه تكادم الحمر فعليكم بالجهاد وإن أفضل جهادكم الرباط وإن أفضل رباطكم عسقلان ) صححه الألباني .
***
ومما سبق من الأحاديث فلنا وقفات , فالأحاديث تبين بجلاء حال أمراء السوء والجور الذين سيلون أمر الأمة وكيف تتعامل الأمة معهم والوعيد الشديد لمن أعانهم على ظلمهم , وهي في نفس الوقت تفضح علماء السوء وفقهاء التسول الذين باعوا دينهم بثمن العنز ورضوا أن يكونوا دوابا صالحة ليركب عليها الطواغيت لتمرير ظلمهم وجورهم ومحادتهم لله ورسوله .
ففي قوله صلى الله عليه وسلم ( يأتي عليكم حكام هم شر من المجوس ) .
فإذا لم يكن الطواغيت اليوم الذين يحكمون الأمة هم المقصودون فمن !
وعلى سبيل المثال الحجاج بن يوسف الثقفي الذي رماه طائفة من أهل العلم بالزندقة واجمع الناس على ظلمه وعسفه لو قارناه بالحكام اليوم لتوصلنا إلى نتيجة بديهية ألا وهي الترحم عليه والدعاء له !!
والخليفة العباسي المعتصم بالله الذي امتحن العلماء في فتنة القول بخلق القران وجلد الإمام احمد بين يديه , حرك جيوش الأمة من اجل صرخة امرأة مسلمة أهانها أهل الصليب في ديارهم ففتح عمورية وأرغم أنوف الصليبيين وأذاقهم الذل والعار من اجل صرخة امرأة , ولقد عفا عنه الإمام احمد بعد صنيعه هذا وحلله .
هذا مع كونه امتحن الناس في هذه الفتنة العظيمة , فقارن بين المعتصم وبين حكام الأمة اليوم , لقد غدا المعتصم أمنية الكثير من الناس اليوم والله المستعان .
ومع عظم الظلم والجور اليوم ومحاربة الله ورسوله والولوغ في نواقض الإسلام والتمرغ فيها ظهرا لبطن إلا أن بعض السفهاء ما زال يراهن على هؤلاء الخونة ويدعو لهم في المنابر ويعتبرهم ولاة شرعيين تجب طاعتهم , مع أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إلا أن تروا كفرا بواحا لكم فيه من الله برهان ) , فالحديث واضح فمع الكفر الصريح فلا سمع ولا طاعة .
بل ويتجرا بعض السفهاء اعتبار من عينه الصليبيين حاكما لديار المسلمين واليا شرعيا تجب طاعته وعدم الخروج عليه !!!
***
وفي قوله صلى الله عليه وسلم (وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم ) .
فهذا النص من أوضح النصوص التي تفضح هؤلاء الطواغيت اليوم وأنهم من شرار الأئمة والعياذ بالله وبغض الناس لهم أوضح من الشمس في رابعة النهار ولعن الناس لهم في الليل والنهار .
وهنا إما أن يقول المرقعون للطاغوت أن الناس يحبونهم ويصلون عليهم فيسفهون بذالك أحلامهم وإما أن يقروا ببغض الناس لهم ولعنهم إياهم وهنا سيخصمون .
فالويل لمن وقف معهم في خندقهم وأعانهم على ظلمهم وجورهم .
***
وأما قول جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن أمتك مفتتنة بعدك من دهر غير كثير ، فقلت : فتنة كفر أو فتنة ضلال ؟ فقال : كل سيكون ) .
فرغم ضعف هذا الحديث إلا أن الواقع يشهد لصحته فقد وقعت فتن الكفر والضلال في الأمة ولا أوضح من ذالك اليوم فالطواغيت يتمرغون في نواقض الإسلام ظهرا لبطن وتنقض عرى الإسلام عروة عروة كما هو مشاهد اليوم .
وهنا يأتي الحديث ليكشف لنا عن السبب في ذالك ويرجعه إلى الأمراء وعلماء السوء والسلطان فيقول جبريل لرسول الله لما سأله عن السبب في ذالك مع انه تارك فيهم كتاب الله (قال فبكتاب الله يفتنون و ذلك من قبل أمرائهم و قرائهم يمنع الأمراء الناس الحقوق فيظلمون حقوقهم و لا يعطونها فيقتتلوا و يفتتنوا ، و يتبع القراء أهواء الأمراء الناس الحقوق فيظلمون حوققهم و لا يعطونها فيقتتلوا و يفتتنوا ، و يتبع القراء أهواء الأمراء فيمدونهم في الغي ثم لا يقصرون )
فالأمراء وعلماء السوء هم السبب الرئيس في فساد الدين فهم الذين يتأولون القران وفق أهوائهم ومصالحهم الشخصية وما يثبت ملكهم ويرقع لهم علماء السوء زيغهم وضلاهم فيفسد الدين بذالك وصدق بن المبارك حينما قال :
وهل افسد الدين إلا الملوك **** وأحبار سوء ورهبانها .
وهذا النص يفضح فقهاء التسول وعلماء السوء ويؤكد خطرهم على الأمة وأنهم أفيون الأمة وطاعون يسري في جسدها فلا انعم الله بهم عينا .
وهذا ما نشاهده اليوم من علماء السلطان الذين أصبحوا يعلبون الفتاوى على وفق أهواء الطواغيت ويرقعون لهم ظلمهم وجورهم ومحادة الله والرسول .
فجعلوا من الطواغيت رموزا مقدسة لا يجوز مساءلتهم ولا المساس بهم بأي حال من الأحوال رغم ما يفعله هؤلاء الطواغيت من موبقات , فتاهت الباخرة وغرقت الماخرة وترددت الأمة في تيه الذل والظلام .
واليوم لم يكتف علماء السوء في تلميع صورة الطواغيت فقط بل عمدوا إلى محاربة المجاهدين في سبيل الله ووصفهم بأبشع الأوصاف لتنفير الناس منهم مع أنهم أهل الصدق والنصح في الأمة وهم في جهادهم على ذروة سنام الإسلام ومع ذالك حاربهم هؤلاء العلماء ومما يستأنس به في هذا ما روى ابن عساكر عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لايزال الجهاد حلواً خضراً ماقطر القطر من السماء وسيأتي على الناس زمان يقول فيه قراء منهم : ليس هذا بزمان جهادفمن أدرك ذلك الزمان فِنعم زمان الجهاد،قال يارسول الله أو أحد يقول ذلك ؟قال : نعم من لعنه الله والملائكة والناس أجمعون) .
وعلى كل حال فدور علماء السوء واضح لكل ذي عينين اليوم ومدى مصيبة الأمة بهم فالحذر أن تكون ممن قال الله فيهم ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم ) الآية .
قال عدي بن حاتم يا رسول الله إنا لا نعبدهم , فقال أليس يحلون لكم ما حرم الله فتطيعونهم ويحرمون عليكم ما احل الله فتطيعونهم ؟ قال بلى قال فتلك عبادتهم .
***
أما قوله صلى الله عليه وسلم ( إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة) :
قال القرطبي : قال الحافظ أبو الخطاب بن دحية رحمه الله : الرواية الصحيحة عند جميع رواة البخاري ( إذا وسد ) و رواه الفقيه الإمام المحدث أبو الحسن القابسي : ( أسد ) قال : و الذي أحفظ ( وسد ) و في نسخة من البخاري إشكال بين وسد أو أسد على ما قيد له لأنه كان أعمى و هما بمعنى . قال أهل اللغة : يقال إساد و وساد و اشتقاقهما واحد يقال : إساد و وسادة و وساد فمعنى قوله صلى الله عليه و سلم : إذا وسد الأمر إلى غير أهله أي أسند و جعل إليهم و قلدوه بمعنى الإمارة ، كما في زماننا اليوم ، لأن الله تعالى ائتمن الأئمة و الولاة على عباده و فرض عليهم النصيحة لهم لقوله صلى الله عليه و سلم كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته فينبغي لهم تولية أهل الدين و الأمانة للنظر في أمور الأمة ، فإذا قلدوا غير أهل الدين فقد ضيعوا الأمانة التي فرض الله عليهم . انتهى كلامه .
قلت كيف لو رأى الطواغيت في أيامنا فما عساه أن يقول .
وتوسيد الأمور إلى غير أهلها من ابرز اشراط الساعة بل هو المقدمة لعلامات الساعة الكبرى والله المستعان .
راجع بحث العلامة المؤذنة بخراب الدنيا .
***
أما قوله صلى الله عليه وسلم (سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب و يكذب فيها الصادق ، و يؤتمن فيها الخائن و يخون فيها الأمين ، و ينطق فيها الرويبضة قيل يا رسول الله و ما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه ينطق في أمر العامة )
فنحن نعيش هذه الأيام بعينها فقد نطق الرويبضات التافهين من كل ساقط وساقطة وزنديق وزنديقة من كل تافه يحارب الدين باسم الدين ويخون الأمة باسم الأمة .
وقد قرب الطواغيت هؤلاء الرويبضات فجعلوهم خاصتهم وبطانتهم ولا عجب فالطيور على أشكالها تقع وصدق فيهم الحديث السابق ( ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا خازنا ) حسنه الألباني .
وهنا تحذير واضح في الحديث من العمل مع هؤلاء الطواغيت أو إعانتهم على ظلمهم وجورهم فلا يكون المؤمن لهم عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا خازنا ومن فعل ذالك فإنما يريد أن يوبق آخرته والعياذ بالله .
هذا ناهيك عن القتال من اجل تثبيت ملكهم وتحت رايتهم من اجل عصبية جاهلية أو وطنية خرقاء , ومن فعل ذالك فقد باء بالخسار والتبار .
وسيأتي على هؤلاء الطواغيت يوم يستنجدون فيه بالمجاهدين ولربما رفعوا راية الجهاد غشا وكذبا فالحذر الحذر من القتال تحت رايتهم فقد علمتهم نفاقهم وخيانتهم لله والرسول وان همهم الأوحد هو الكرسي والملك .
***
أما حديث أبي هريرة ( من اشراط الساعة .... أن يعلو التحوت الوعول ) اكذالك يا عبد الله بن مسعود سمعته من حبي ؟ قال نعم ورب الكعبة . قلنا وما التحوت ؟
قال فسول الرجال وأهل البيوت الغامضة يرفعون فوق صالحيهم , والوعول أهل البيوت الصالحة .
قال الهيثمي حديث أبي هريرة وحده في الصحيح بعضه ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن الحارث بن سفيان وهو ثقة
فالكثير ممن يحكم اليوم من أسافل الناس وليس لهم قدم ولا سبق في الإسلام وكذالك بطانتهم تجدهم من أسافل الناس ووضعائهم من ليبراليين وعلمانيين وغيرهم .
وهذا مصداق الحديث فاسعد الناس اليوم بالدنيا لكع بن لكع .
***
وأخيرا أعود واحذر من هؤلاء الطواغيت وإعانتهم على الظلم والجور كما حذر النبي صلى الله عليه وسلم منهم وتبرا ممن
عمل معهم وأعانهم على ظلمهم كما تقدم معنا ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
( يكون أمراء تغشاهم غواش أو حواش من الناس يكذبون ويظلمون فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه
) صححه الألباني .
وغير ذالك من الأحاديث التي مرت معنا وتفضح حكام الظلم والجور والجبرية كما مر معنا فنحن نعيش فترة الملك الجبري والذي هو أبشع صور الملك والذي مرغ الأمة في الذل والانحطاط والتبعية .
وليعلم هؤلاء الذين يرقعون للطواغيت أن هؤلاء الطواغيت لن يغنوا عنهم شيئا ولن ينفعوهم يوم تزل الأقدام وقريبا يذهب هؤلاء الطواغيت إلى مزبلة التاريخ وسيذهب هؤلاء معهم إن لم يتوبوا ويقلعوا عن غيهم .
وإعانة الطاغوت تكون ولو بالكلمة أو المدح والثناء كما يفعل بعض علماء السوء وفقهاء التسول متناسين آلام المؤمنين والمظلومين الذين ذاقوا الذل والويلات من هؤلاء الطواغيت .
ولو أن الأمر يقتصر على أمور الدنيا فقط لهانت المصيبة ولوجب الصبر لكن الأمر تعدى إلى محادة الله ورسوله ومحاربة الدين باسم الدين وإماتة الفضيلة وتمييع العقيدة ونشر الرذيلة والفسوق بين الشباب والاستهزاء بالدين وشعائره وموالاة الغرب الكافر وإعانته لتمرير مخططاته في ديار المسلمين .
فلا يسع بعد هذا السكوت أو الوقوف في صفوف هؤلاء الظلمة والمجرمين بل تجب منابذتهم ومجاهدتهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله .
وتذكر أن شر الناس منزلة عند الله من باع دينه بدنيا غيره والعياذ بالله .
والله اعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين