الأخضر الإبراهيمي :الأسد خدع العالم وإيران تلعب دورا خبيثا

الأخضر الإبراهيمي يخرج عن صمته 650_433_0142574719585679
[/size]


خرج الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي السابق إلى سورية، عن صمته، بعدما كان محاصراً بالقيود الدبلوماسية التي تعيقه عن قول حقيقة الأمور، وأدلى الإبراهيمي بتصريحات نارية في حوار مع صحيفة (الوطن) السعودية تكشف الكثير من الحقائق، التي امتنع الإبراهيمي عن التصريح بها عندما كان مبعوثاً رسمياً للأمم المتحدة في دمشق.
بشار خدع العالم!
وأكد الإبراهيمي في حديثه أن بشار الأسد أراد خداع العالم وإيهامه بأن البديل الوحيد لنظامه هو الإرهاب، من خلال استدراج تنظيم “داعش” إلى محافظة الرقة السورية، وفتح الباب أمامه لارتكاب كثير من الفظائع، حتى يدفع المجتمع الدولي إلى دعمه لمواجهة الإرهاب، أو على الأقل الكف عن محاربته وتضييق الخناق عليه.
وأكد المبعوث الدولي أن النظام السوري خسر الكثير، حتى داخل البيئة الحاضنة له جراء استمرار أمد الأزمة والخراب الكبير الذي لحق بالبلاد، مشيرا إلى عدم وجود وجه مقارنة بين نظام الأسد ونظامَي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك ونظيره التونسي زين العابدين بن علي، لأن النظام السوري قائم على أسس أيديولوجية وعقائدية، كما أنه يتمتع بدعم عسكري واقتصادي قوي توفره له إيران وروسيا. إضافة إلى وجود عشرات الآلاف من المقاتلين الطائفيين.
دور إيران الخبيث
كما قطع الإبراهيمي بوجود دور علني واضح تقوم به إيران لتأجيج الأزمة في سوريا والعراق، مؤكداً أن قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني له دور بارز في استمرار الأزمة السياسية في البلدين. وأن كل الميليشيات العراقية لها ارتباط وثيق الصلة بإيران.
وأشار الإبراهيمي إلى أن النفوذ الإيراني في العراق يفوق بكثير النفوذ الأميركي، ونفوذه في سوريا أكبر من روسيا، محذرا مما وصفه بـ "صوملة سوريا"، عبر فتح الباب أمام جماعات متطرفة لخلق رؤية للرأي العام بأن ما تشهده سوريا إرهاب، وليس ثورة شعب ضد نظام قمعي.
وحمّل الإبراهيمي الولايات المتحدة مسؤولية ما يحدث في العراق حالياً، قائلا إن الغزو الأميركي لبغداد كان خطأ وجريمة وظلما شديدا للعراقيين. وأضاف أن ظهور تنظيم “داعش” هو إحدى ثمار الممارسات الخاطئة التي ارتكبتها القوات الأميركية أثناء احتلالها العراق، ما أوجد بيئة موائمة لظهور التطرف في المنطقة.
ورداً على كلام مندوب النظام السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري الذي قال إن الأخضر الإبراهيمي تدخل في الشأن السوري الداخلي، قال الإبراهيمي: مع أنه ديبلوماسي عمل باستماتة للدفاع عن النظام في بلاده إلا أن حديثه هذا فارغ، وكلامه لا يستحق الرد أو التعليق بأكثر مما قلت.
في إجابته على سؤال عن مدى إيمانه بالربيع العربي، قال الإبراهيمي: "الذي يحدث أمامنا يؤكد أنها مظاهرات، وحدث قمع من الأنظمة، ولكن المنطقة تتطلع إلى التغيير، والقيادات في كثير من البلاد العربية تستطيع قيادة التغيير إذا اعترفت بوجود نواقص كثيرة، وأحيانا لا تتعدى المطالب الحرية، والكرامة، وتوفير الغذاء، وهي مطالب مشروعة".
وتابع الإبراهيمي: "السوريون في بدايات مظاهراتهم كانوا يرددون "سلمية.. سلمية، حرية وكرامة"، ولم يطلبوا تغيير النظام كما حدث في تونس، مطالبات السوريين كانت مشروعة، وكان ينبغي أن توفر لهم".
تواطئ الأمم المتحدة في جريمة الكيماوي!
ورداً على ما يقال عن اتهامه للمعارضة باستخدام السلاح الكيماوي إرضاءً لنظام الأسد، اعتبر الإبراهيمي أن هذا الحديث غير دقيق، مضيفاً: "قلت إن الأميركان قالوا نحن واثقون من أن النظام استخدم السلاح الكيماوي في سورية، والروس يقولون إن المعارضة هي التي استخدمت السلاح الكيماوي".
ونفى الإبراهيمي أن يكون قد اتهم أي طرف بعينه، وكشف أن لجنة التحقيق التي ذهبت إلى سورية حذرها مجلس الأمن من فصح الجهة التي استخدمت الكيماوي، وطلب منها فقط إثبات استخدامه على الأراضي السورية، بغض النظر عن الجهة المستخدمة.

رسالة تحذير للعالم!
وأرسل الإبراهيمي رسالة تحذير إلى العالم من خطورة ما يجري في سوريا، مؤكدا أن النار التي يحترق بها الشعب السوري لن تقتصر عليه وحده، بل ستمتد آثارها– لو استمر التجاهل الدولي الحالي– إلى كثير من دول المنطقة، مشيرا إلى وجود أكثر من 3 ملايين لاجئ في دور الجوار: لبنان، والأردن، وتركيا، إضافة إلى ما جلبته للمنطقة من عشرات الآلاف من الإرهابيين الذين تدفقوا للقتال إلى جانب تنظيم “داعش” وتنظيم “جبهة النصرة”.

وقد كشف الإبراهيمي صعوبة المهمة التي كلف بها، مشيرا إلى أن عدم تعاون أطراف الأزمة معه كان أهم العوامل التي أدت إلى فشل مهمته، وهو ما دعاه في وقت سابق إلى الاعتذار للشعب السوري.