بمناسبة خميس دمشق: نداء إلى دمشق
مجاهد مأمون ديرانية
يا دمشق: إن كنتِ يوماً عاصمة الخلافة فإن لإرث الجدود في رقبتك دَيناً استحقّ وفاؤه، وإن كنتِ ظِئْراً للإسلام -كما قال شوقي- فإن للأبناء على الأم حقاً ينبغي قضاؤه، فلا تتخلَّي عن الأبناء ولا تتنكّري لإرث الجدود.
يا دمشق: هذا يوم من الأيام الفاصلة في أعمار الأمم والشعوب، فإياك أن يذكرك التاريخ بسوء، وحاشاك أن تكوني في هذا اليوم الجلل من القاعدين. إن النار شَبَّتْ في الدار، فهل رأيت امرَءاً ينام قريرَ العين والنارُ تأكل عفشَ الدار؟ فكيف تنامين؟
كيف تنام عينٌ في دمشق والأخ القريب يُذبَح في ضواحي دمشق وفي قرى دمشق؛ في القابون وبرزة وركن الدين والقدم وقطنا والمعضمية وداريا ودوما وحرستا وزملكا والكسوة، وكلُّ أولئك جارٌ في الدار وأخ في الدم والدين؟ كيف تنام عين في دمشق والأخ القريب يحاصَر ويستباح في حمص وجسر الشغور والبوكمال ودرعا ونوى وجبلة وبانياس؟ من نام وإخوانه الأقربون لا ينامون فلا قَرَّتْ عينُه بمنام!
يا شباب دمشق: أنتم الأمل اليومَ وأنتم الرجاء، فلا تخيِّبوا في دمشق الأملَ والرجاء. إن هذا يومُ إسراع لا يحتمل التردد، ويومُ حزم لا محل فيه لِلُطف أو لِلِين. الأعواد ستُكسَر ما لم يُضَمَّ بعضُها إلى بعض، وأنتم حزمة من العود وغيرُكم من القرى والمدن الصغيرة أفرادُ أعواد، فلا تتركوا عوداً مفرَداً فيقصمه إجرام النظام، وعندئذ لن تسامحوا أنفسكم ولن يسامحكم التاريخ.
هذه الثورة منصورة بإذن الله ولو نصرها مَن نصرها من أهل الأرض أو خذلها من خذلها، لأنها إنما ترجو النصر من رب الأرض ورب السماء. ولكنها هبة مَنَّتْ بها الأقدارُ على العباد ليرتفع فيها من أراد الله له الخير، وريحُ مجد هَبَّتْ على البلاد ليغتنمها من شاء من أهل الفضل، وفي مثل هذه الميادين يتسابق المتسابقون ويتنافس المتنافسون، وأنتم الأهل لهذا السباق يا أهل الشام.
أهتف بكم -يا شباب دمشق- وأنا ابن دمشق: لا يتأخَّرْن القادرُ منكم عن نصرة إخوانه، والنصرةُ لا تكون إلا بالنزول إلى الشوارع. الضغط على إخواننا وأبنائنا في ضواحي دمشق وريف دمشق لا يخففه إلا انتفاضُ قلب دمشق، وقد كفاكم الآخرون مؤونة البداية فبدؤوا وقطعوا الشوط الطويل، تحركت الأطراف واتصل بعضها ببعض وبقي القلب، ودمشق هي قلب سوريا الذي إنْ نَبَضَ عاشت وإن انقبض ماتت، فإن تَعِشْ سوريا يكُنْ لكم ذكرٌ وشكر، وإن تَمُتْ فسوف تحاسبكم الأجيال، وإن حساب الأجيال لعسير خطير.
مجاهد مأمون ديرانية
مجاهد مأمون ديرانية
يا دمشق: إن كنتِ يوماً عاصمة الخلافة فإن لإرث الجدود في رقبتك دَيناً استحقّ وفاؤه، وإن كنتِ ظِئْراً للإسلام -كما قال شوقي- فإن للأبناء على الأم حقاً ينبغي قضاؤه، فلا تتخلَّي عن الأبناء ولا تتنكّري لإرث الجدود.
يا دمشق: هذا يوم من الأيام الفاصلة في أعمار الأمم والشعوب، فإياك أن يذكرك التاريخ بسوء، وحاشاك أن تكوني في هذا اليوم الجلل من القاعدين. إن النار شَبَّتْ في الدار، فهل رأيت امرَءاً ينام قريرَ العين والنارُ تأكل عفشَ الدار؟ فكيف تنامين؟
كيف تنام عينٌ في دمشق والأخ القريب يُذبَح في ضواحي دمشق وفي قرى دمشق؛ في القابون وبرزة وركن الدين والقدم وقطنا والمعضمية وداريا ودوما وحرستا وزملكا والكسوة، وكلُّ أولئك جارٌ في الدار وأخ في الدم والدين؟ كيف تنام عين في دمشق والأخ القريب يحاصَر ويستباح في حمص وجسر الشغور والبوكمال ودرعا ونوى وجبلة وبانياس؟ من نام وإخوانه الأقربون لا ينامون فلا قَرَّتْ عينُه بمنام!
يا شباب دمشق: أنتم الأمل اليومَ وأنتم الرجاء، فلا تخيِّبوا في دمشق الأملَ والرجاء. إن هذا يومُ إسراع لا يحتمل التردد، ويومُ حزم لا محل فيه لِلُطف أو لِلِين. الأعواد ستُكسَر ما لم يُضَمَّ بعضُها إلى بعض، وأنتم حزمة من العود وغيرُكم من القرى والمدن الصغيرة أفرادُ أعواد، فلا تتركوا عوداً مفرَداً فيقصمه إجرام النظام، وعندئذ لن تسامحوا أنفسكم ولن يسامحكم التاريخ.
هذه الثورة منصورة بإذن الله ولو نصرها مَن نصرها من أهل الأرض أو خذلها من خذلها، لأنها إنما ترجو النصر من رب الأرض ورب السماء. ولكنها هبة مَنَّتْ بها الأقدارُ على العباد ليرتفع فيها من أراد الله له الخير، وريحُ مجد هَبَّتْ على البلاد ليغتنمها من شاء من أهل الفضل، وفي مثل هذه الميادين يتسابق المتسابقون ويتنافس المتنافسون، وأنتم الأهل لهذا السباق يا أهل الشام.
أهتف بكم -يا شباب دمشق- وأنا ابن دمشق: لا يتأخَّرْن القادرُ منكم عن نصرة إخوانه، والنصرةُ لا تكون إلا بالنزول إلى الشوارع. الضغط على إخواننا وأبنائنا في ضواحي دمشق وريف دمشق لا يخففه إلا انتفاضُ قلب دمشق، وقد كفاكم الآخرون مؤونة البداية فبدؤوا وقطعوا الشوط الطويل، تحركت الأطراف واتصل بعضها ببعض وبقي القلب، ودمشق هي قلب سوريا الذي إنْ نَبَضَ عاشت وإن انقبض ماتت، فإن تَعِشْ سوريا يكُنْ لكم ذكرٌ وشكر، وإن تَمُتْ فسوف تحاسبكم الأجيال، وإن حساب الأجيال لعسير خطير.
مجاهد مأمون ديرانية