منشقّ عن تنظيم "الدولة" يروي العشرات من خفايا التنظيم داخل معسكراته
--------------
الدرر الشامية:
أفاد "أبو قدامة المهاجر"، الذي انشقّ عن تنظيم "الدولة" قبل فترة، لمراسل "الدرر الشامية" عن الأسباب التي دفعته للانشقاق، ساردًا قصته منذ التحاقه بالتنظيم، حتى انشقاقه عنه.
وقال "المهاجر": "وصلنا إلى مضافة تنظيم (الدولة) في تركيا، ومكثنا فيها يومين، منتظرين الدخول لأرض (الخلافة)، ودخلنا بعدها تهريبًا إلى سوريا؛ حيث كنّا مجموعة من الرجال والنساء والأولاد".
وتابع: "وصلنا جرابلس اليوم التالي، فأتى أبو نسيبة المغربيّ، المسؤول عن الأفراد المنضمين حديثًا، وفرّق الرجال عن أزواجهم بالصراخ، وصادروا الهواتف، واللابتوبات، ليعزلونا عن العالم".
وأضاف: "طالبونا بالالتحاق بمعسكر شرعيّ لكافة العناصر الجدد، سواء أكان مجاهدًا قديمًا أم حديثًا، والمعسكر العسكريّ لا يجب إلا على الذي خبرته قليلة، وفي اليوم التالي أرسلوا نساءنا إلى الرقة دون علمنا".
واستطرد قائلًا: "قال لنا أمير جرابلس، أبو آيات، إنّ لديه الكثير من الجنود، ويريد إرسالهم للجبهات القتالية، ليتخلص منهم".
وتحدث "المهاجر" عن الفترة اللاحقة قائلًا: "انتظرنا 25 يومًا، حيث كان ممنوعًا علينا أيّ اتصال، أو الخروج من المقرّ، وكأننا في سجن كبير، حيث لاحظنا قلّة في أماكن النوم، والبطانيات، والفرش، وكنا 500 شخص، وبعدها أخذونا إلى معسكر الفاروق بالرقة، حيث انتظرنا خمسة أيام عوّدونا خلالها على التقشف، قبل أن نبدأ، وبعد يومين من بداية المعسكر، بدؤوا بإعطائنا دروسًا ومحاضرات عن فضل العمليات الاستشهادية فاستغربنا، وفي اليوم التالي، جاء أحدهم بطلب مستعجل بأنّ التنظيم بحاجة لمائة استشهاديّ لتنفيذ عملية ضخمة ستزلزل عروش الطغاة، ولن يُفْصَح عنها لأسباب أمنية".
وأضاف: "وقف 100 شخص من المعسكر، منهم الطبيب، والممرض، والمهندس، والداعية، ومدير الشركة، ليقدموا أنفسهم في سبيل الله، فقال لهم بأنّ العمليات من الممكن أن تكون على "صحوات الشام"، قاصدًا جبهة النصرة، وأحرار الشام، ليدخل بعدها شخص كان منتميًا لـ(النصرة) سابقًا، وقالوا له بأنك مطلوب لتنفيذ عملية (استشهادية) على جبهة النصرة، لنعلم مدى صدقك بتركهم، وبعدما علموا أنه خبير متفجرات تراجعوا عن الكلام".
وأكد "المهاجر" لمراسل "الدرر الشامية"، بأنّ 15 شخصًا قرروا ترك المعسكر والعودة لبلدانهم، عقب حادثة العمليات الاستشهادية، وبعدها أخبرنا قياديّ في التنظيم بأنّ التنظيم سيفرز كل شخص لمنطقة، ولا يحقّ له الاعتراض على المكان الذي سيفرز إليه، حتى لو كان في آخر الأرض؛ ما دفع 20 شخصًا آخرين لترك المعسكر، ليقوم بعدها قياديو التنظيم بأخذ بيعات منّا، وقالوا لنا بأنكم لن تستطيعوا بعد ذلك العودة إلى بلدانكم، بحكم أن في عنقكم بيعة".
وتابع: "جاء بعدها شخص ليسجِّل اختصاصاتنا، فسألني أأنت استشهاديّ، أم انغماسيّ، أم مقاتل؟ فأجبته: أنا إداريّ، فردّ عليّ: أنت من جماعة الدنيا!! فقلت له: أنا أتيت لأبني؛ وكي أكون ضمن أساسات الدولة".
وخلال المعسكر، اعترف أمير وشرعيّ المعسكر، الغريب الأردنيّ، بأنّ تنظيم "الدولة" هو من قتل أبا خالد السوريّ، مفتخرًا بذلك، ووصفه بأنه "رأس الفتنة"، و"رأس الأفعى"، وهو من قيادات "أحرار الشام"، ولم يرسله أيمن الظواهريّ، وأضاف بأنّ "الجولانيّ" مرتدّ، إضافةً لبعض أمرائه، كما ذكر والٍ عراقيّ الجنسيّة بأنّ "أحرار الشام" و"النصرة" مرتدون بالتعيين فردًا فردًا، ونقاتلهم قتال ردّة.
وسرد "المهاجر" بأنه رأى شخصًا في المعسكر، كان سُجن 20 يومًا؛ كونه رفض فرزه للعراق، ولم يخرج إلا بعد أن قبل الخروج للعراق.
ومن جانبه ذكر "المهاجر" بأنّ بعض الشباب أرادوا اصطحاب زوجاتهم للولاية التي فُرزوا إليها، وقوبلوا بالرفض، حيث قال أحد مسؤولي التنظيم: شاهدوا المنازل لتكون جاهزة، وبعدها خذوهم، وكانت المفاجأة أنّ بعض الأشخاص أعطوهم زوجاتهم بعد انقطاع شهرين، والبعض الآخر لا!!".
وتابع: "ذهبنا لولاية (البركة)، ننتظر إرسالنا للمكان الجديد، فتعرض مقرنا للقصف، ونجّانا الله، بعدها طوق عناصر التنظيم المكان، ووضعوا حواجز، وأصبحوا يوقفون المارّة المدنيين، ويهددونهم، ويضربون بعضهم، قائلين لهم: أنتم فرحون؛ لأننا نُقصف، أنتم الخونة، وأنتم السبب، وسط حالة رعب في صفوف الأهالي؛ كون حدّ هذا الاتهام هو القتل".
وأضاف "المهاجر" بأنّه فوجئ عندما رأى عناصر التنظيم يتكلمون بعد تعرض الرقة للقصف، فسأل أحدهم: هل قُتِل أحد من "الدولة"، فأجاب الآخر: لا، فردّ الأول: "الحمد لله، إذا مدنيون عادي".
وسرد قائلًا: "في ولاية البركة كنا ننتظر ما وعدونا به، فلم أجد ما وعدوني به، فلم يكن المكان جاهزًا للنساء، ولا للرجال، وكانت المفاجأة بقرار الأمير إرسالي إلى المعسكر العسكريّ، رغم أني تلقيت وعودًا بعدم إرسالي إليه؛ نظرًا لخبرتي بالسلاح".
وذكر حادثة حصلت معه في المعسكر حيث قال: "لدى وصولنا، جاءنا أخ، نعتذر عن اسمه، قال إنه هرب من ولاية حلب إلى ولاية البركة، بسبب تكفير مجموعته للعلامة الألبانيّ، وقاموا بتكفيره أيضًا؛ كونه لم يكفّر الألبانيّ، واستحلوا ماله، ودمه، وسرقوا أدواته؛ ما اضطره للهرب إلينا".
وأشار "المهاجر" إلى حادثة مهمة جرت معه خلال المعسكر قائلًا: "بعد بدء المعسكر أراد شخص العودة إلى بلده، فردّ عليه أمير معسكر الثبات في قاطع الهول بالحسكة، أبو بشير التونسيّ، بأنّ من يريد العودة إلى بلده فهو مرتدّ، ووافقه أمير الموارد البشرية بالولاية، أبو مريم التونسيّ، كما قال أمير معسكر الصحراء بأنّ من لا يحبّ (الدولة) فهو مرتدّ، ومن لا يناصرها فهو مرتدّ، وبعد طلب الأخ العودة لبلده، لم يسمحوا له، بل أخذوه لمكان بعيد".
وأضاف قائد المعسكر: "أغلبكم لم يأتِ ليجاهد، إنما أتى للدنيا؛ لما رآه من عزّ وتمكين وسيارات وأموال، فترك بلاد الكفر وأتى لدولة الإسلام"، فيما قال شرعيّ المعسكر: "من لا يُبلي بلاءً حسنًا بالمعسكر سنذهب به لمناطق صحراوية لا يستطيع الحياة فيها، ولا نريده ضمن (الدولة)".
وبيّن بأنّ أمراء التنظيم كانوا يعاملوهم كأنهمعبيد، حيث قال : "فتعرضت شخصيًّا للضرب على رقبتي، كما طلبت من الأمير أخذ زوجتي المريضة للطبيب، والتي لم تُعالَج؛ كوني كنت مريضًا جدًّا، وفي البداية لفقد بصري"، فقال لي بالحرف الواحد: "إن زوجتك وابنك وبصرك، إن كان فيهم خير، فالله تعالى سوف يُبقيهم بخير، وإن كان فيهم شرّ، فالله تعالى سوف يأخذهم".
وخلال المعسكر حدث معي التالي: "رفع علينا المدرب السلاح، وأطلق النار بالهواء ليفرّق العجم المتدرّبين خارج التدريب، فهجم العجم عليه لإهانته كبيرهم الشايب؛ ما دفع التنظيم لسجن اثنين منهم، وإهانة الباقي؛ ما دفعهم للتفكير بالهروب من المعسكر، لكنهم لم يستطيعوا؛ كون المعسكر وسط الصحراء".
كما قال خلال المعسكر: "الذي لا يقاتل جبهة النصرة وأحرار الشام، يُطلَب للتحقيق، وإنّ أيّ شخص كان مع (النصرة) أو (الأحرار) هو ذو منهج فاسد، وعقيدة فاسدة، وسيُدرّس العقيدة الصحيحة"، وأضاف: " إنّ المهاجر الجديد أفضل من مجاهد أمضى عمره مع أحد الفصائل؛ كونه التحق مباشرة بالدولة".
ويقول: "مرّة جاء رجل كبير بالسنّ لزيارة ابنه، فلم يستجب له التنظيم، وبعد شهرين من المعسكرات التي لا يطيقها؛ كونه مريض قلب، قُتل خلال غارات للتحالف، ولم يستطع رؤية ابنه".
وسرد: "مرّة أخ طلب من الأمير الإذن بإحضار زوجته من منبج، فراوغوا متمهلين، قبل أن يُقتَل في غارات للتحالف، ولم تدر زوجته بخبر مقتله".
وتحدث "المهاجر" لمراسل "الدرر الشامية" حول الوضع العام لزوجات العناصر المنضمين حديثًا بالقول: "وضعوهم في مضافات، وكانت النسوة لا يأتي الطعام إليهنّ إلا مقابل مال، رغم أنّ التنظيم يؤمنه مجانًا، وبعد عدة مشاكل أصبح بالمجّان، وحصلت عدة حالات، حيث كانت المرأة تعطي مالًا لشراء أدوات لابنها الصغير، فلم يعودوا لا بالمال، ولا بالأدوات".
وبيّن "المهاجر"، بأنّه بعد مقتل أحد أزواج النساء المتواجدات بالمضافة، يأتي عناصر التنظيم ويقولون لهم: "إن أردتم أن تتزوجوا فنحن نتزوجكم، وإن أردتم مالًا أو سكنًا أعطيناكم، وممنوع عليكم العودة لبلادكم؛ كونكنّ ستصبحن مرتدّات وتخرجون عن دينكم".
وروى "المهاجر" قصصًا، نقلًا عن زوجته التي كانت متواجدة بالمضافات: "حدثت قصص أمام أعين زوجتي، كان يأتي أخ يتظاهر بأنّ له زوجة في المضافة، حيث يكون قد رتّب صفقة مع أحد النساء كي يتزوّجها ويُنهي معاناتها بعد حبس داخل المقرّ لأشهر، فيأتي ويسأل عنها بأنها زوجته وهي تتظاهر بأنها زوجته، ويأخذها ثم يذهبوا للمحكمة ويعقد عليها وتصبح زوجته بعد ذلك".
وأضاف، نقلًا عن زوجته: "كانت هناك بعض النساء تأتي من بلادها مهاجرة بمفردها، دون زوجها، وتتطلّق منه قبل مجيئها؛ كونه رفض النفير، فتهاجر ويتزوجها عناصر التنظيم".
ونقل قصصًا أخرى: "أخ أراد العودة لبلده ليحضر زوجته، فلم يسمحوا له إلا بعد أن صادروا جوازه، فخاطر بنفسه بالسفر لتركيا بالتهريب"، و"أخ آخر أراد الذهاب برفقة زوجته الأولى ليحضر الزوجة الثانية، قال له عناصر التنظيم: سوف نحتجز زوجتك هنا، وعندما تأتي تأخذها!!".
وتحدث "المهاجر" عن الظلم والاضطهاد الذي تعرّض له: "في المضافات يوجد حمام واحد لـ720 شخصًا، بينما يوجد حمام واحد لمسؤول المضافة!! وكانت المضافة مليئة بالقمل، والجرب، والأمراض، والأوساخ، وقلة الأكل والشرب، حيث كانوا يعاملوننا كأننا من الطبقة العاشرة، وكأننا وقود فقط لهم؛ كي يحافظوا على ما هم فيه، وكانوا يجبروننا على بناء الإنشاءات السكنية وبعض المزارع تحت ذريعة التدريب على الصبر".
ونوّه "المهاجر" قبيل نهاية شهادته إلى أنّ عناصر التنظيم طلبوا العمليات الاستشهادية بعد يومين من التحاقنا دون أن يعلمونا شيئًا عن ديننا، ناهيك عن عديد المرات التي التمسنا فيها كذب المسؤولين، والخلف بالمواعيد.
وختم "المهاجر" رسالته بالقول: "هذا كان كل ما عندي تقريبًا، وما نسيته فإن شاء الله تعالى نلتقي معكم بإذن الله تعالى مجددًا في غير يوم عندما نذكره، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
--------------
الدرر الشامية:
أفاد "أبو قدامة المهاجر"، الذي انشقّ عن تنظيم "الدولة" قبل فترة، لمراسل "الدرر الشامية" عن الأسباب التي دفعته للانشقاق، ساردًا قصته منذ التحاقه بالتنظيم، حتى انشقاقه عنه.
وقال "المهاجر": "وصلنا إلى مضافة تنظيم (الدولة) في تركيا، ومكثنا فيها يومين، منتظرين الدخول لأرض (الخلافة)، ودخلنا بعدها تهريبًا إلى سوريا؛ حيث كنّا مجموعة من الرجال والنساء والأولاد".
وتابع: "وصلنا جرابلس اليوم التالي، فأتى أبو نسيبة المغربيّ، المسؤول عن الأفراد المنضمين حديثًا، وفرّق الرجال عن أزواجهم بالصراخ، وصادروا الهواتف، واللابتوبات، ليعزلونا عن العالم".
وأضاف: "طالبونا بالالتحاق بمعسكر شرعيّ لكافة العناصر الجدد، سواء أكان مجاهدًا قديمًا أم حديثًا، والمعسكر العسكريّ لا يجب إلا على الذي خبرته قليلة، وفي اليوم التالي أرسلوا نساءنا إلى الرقة دون علمنا".
واستطرد قائلًا: "قال لنا أمير جرابلس، أبو آيات، إنّ لديه الكثير من الجنود، ويريد إرسالهم للجبهات القتالية، ليتخلص منهم".
وتحدث "المهاجر" عن الفترة اللاحقة قائلًا: "انتظرنا 25 يومًا، حيث كان ممنوعًا علينا أيّ اتصال، أو الخروج من المقرّ، وكأننا في سجن كبير، حيث لاحظنا قلّة في أماكن النوم، والبطانيات، والفرش، وكنا 500 شخص، وبعدها أخذونا إلى معسكر الفاروق بالرقة، حيث انتظرنا خمسة أيام عوّدونا خلالها على التقشف، قبل أن نبدأ، وبعد يومين من بداية المعسكر، بدؤوا بإعطائنا دروسًا ومحاضرات عن فضل العمليات الاستشهادية فاستغربنا، وفي اليوم التالي، جاء أحدهم بطلب مستعجل بأنّ التنظيم بحاجة لمائة استشهاديّ لتنفيذ عملية ضخمة ستزلزل عروش الطغاة، ولن يُفْصَح عنها لأسباب أمنية".
وأضاف: "وقف 100 شخص من المعسكر، منهم الطبيب، والممرض، والمهندس، والداعية، ومدير الشركة، ليقدموا أنفسهم في سبيل الله، فقال لهم بأنّ العمليات من الممكن أن تكون على "صحوات الشام"، قاصدًا جبهة النصرة، وأحرار الشام، ليدخل بعدها شخص كان منتميًا لـ(النصرة) سابقًا، وقالوا له بأنك مطلوب لتنفيذ عملية (استشهادية) على جبهة النصرة، لنعلم مدى صدقك بتركهم، وبعدما علموا أنه خبير متفجرات تراجعوا عن الكلام".
وأكد "المهاجر" لمراسل "الدرر الشامية"، بأنّ 15 شخصًا قرروا ترك المعسكر والعودة لبلدانهم، عقب حادثة العمليات الاستشهادية، وبعدها أخبرنا قياديّ في التنظيم بأنّ التنظيم سيفرز كل شخص لمنطقة، ولا يحقّ له الاعتراض على المكان الذي سيفرز إليه، حتى لو كان في آخر الأرض؛ ما دفع 20 شخصًا آخرين لترك المعسكر، ليقوم بعدها قياديو التنظيم بأخذ بيعات منّا، وقالوا لنا بأنكم لن تستطيعوا بعد ذلك العودة إلى بلدانكم، بحكم أن في عنقكم بيعة".
وتابع: "جاء بعدها شخص ليسجِّل اختصاصاتنا، فسألني أأنت استشهاديّ، أم انغماسيّ، أم مقاتل؟ فأجبته: أنا إداريّ، فردّ عليّ: أنت من جماعة الدنيا!! فقلت له: أنا أتيت لأبني؛ وكي أكون ضمن أساسات الدولة".
وخلال المعسكر، اعترف أمير وشرعيّ المعسكر، الغريب الأردنيّ، بأنّ تنظيم "الدولة" هو من قتل أبا خالد السوريّ، مفتخرًا بذلك، ووصفه بأنه "رأس الفتنة"، و"رأس الأفعى"، وهو من قيادات "أحرار الشام"، ولم يرسله أيمن الظواهريّ، وأضاف بأنّ "الجولانيّ" مرتدّ، إضافةً لبعض أمرائه، كما ذكر والٍ عراقيّ الجنسيّة بأنّ "أحرار الشام" و"النصرة" مرتدون بالتعيين فردًا فردًا، ونقاتلهم قتال ردّة.
وسرد "المهاجر" بأنه رأى شخصًا في المعسكر، كان سُجن 20 يومًا؛ كونه رفض فرزه للعراق، ولم يخرج إلا بعد أن قبل الخروج للعراق.
ومن جانبه ذكر "المهاجر" بأنّ بعض الشباب أرادوا اصطحاب زوجاتهم للولاية التي فُرزوا إليها، وقوبلوا بالرفض، حيث قال أحد مسؤولي التنظيم: شاهدوا المنازل لتكون جاهزة، وبعدها خذوهم، وكانت المفاجأة أنّ بعض الأشخاص أعطوهم زوجاتهم بعد انقطاع شهرين، والبعض الآخر لا!!".
وتابع: "ذهبنا لولاية (البركة)، ننتظر إرسالنا للمكان الجديد، فتعرض مقرنا للقصف، ونجّانا الله، بعدها طوق عناصر التنظيم المكان، ووضعوا حواجز، وأصبحوا يوقفون المارّة المدنيين، ويهددونهم، ويضربون بعضهم، قائلين لهم: أنتم فرحون؛ لأننا نُقصف، أنتم الخونة، وأنتم السبب، وسط حالة رعب في صفوف الأهالي؛ كون حدّ هذا الاتهام هو القتل".
وأضاف "المهاجر" بأنّه فوجئ عندما رأى عناصر التنظيم يتكلمون بعد تعرض الرقة للقصف، فسأل أحدهم: هل قُتِل أحد من "الدولة"، فأجاب الآخر: لا، فردّ الأول: "الحمد لله، إذا مدنيون عادي".
وسرد قائلًا: "في ولاية البركة كنا ننتظر ما وعدونا به، فلم أجد ما وعدوني به، فلم يكن المكان جاهزًا للنساء، ولا للرجال، وكانت المفاجأة بقرار الأمير إرسالي إلى المعسكر العسكريّ، رغم أني تلقيت وعودًا بعدم إرسالي إليه؛ نظرًا لخبرتي بالسلاح".
وذكر حادثة حصلت معه في المعسكر حيث قال: "لدى وصولنا، جاءنا أخ، نعتذر عن اسمه، قال إنه هرب من ولاية حلب إلى ولاية البركة، بسبب تكفير مجموعته للعلامة الألبانيّ، وقاموا بتكفيره أيضًا؛ كونه لم يكفّر الألبانيّ، واستحلوا ماله، ودمه، وسرقوا أدواته؛ ما اضطره للهرب إلينا".
وأشار "المهاجر" إلى حادثة مهمة جرت معه خلال المعسكر قائلًا: "بعد بدء المعسكر أراد شخص العودة إلى بلده، فردّ عليه أمير معسكر الثبات في قاطع الهول بالحسكة، أبو بشير التونسيّ، بأنّ من يريد العودة إلى بلده فهو مرتدّ، ووافقه أمير الموارد البشرية بالولاية، أبو مريم التونسيّ، كما قال أمير معسكر الصحراء بأنّ من لا يحبّ (الدولة) فهو مرتدّ، ومن لا يناصرها فهو مرتدّ، وبعد طلب الأخ العودة لبلده، لم يسمحوا له، بل أخذوه لمكان بعيد".
وأضاف قائد المعسكر: "أغلبكم لم يأتِ ليجاهد، إنما أتى للدنيا؛ لما رآه من عزّ وتمكين وسيارات وأموال، فترك بلاد الكفر وأتى لدولة الإسلام"، فيما قال شرعيّ المعسكر: "من لا يُبلي بلاءً حسنًا بالمعسكر سنذهب به لمناطق صحراوية لا يستطيع الحياة فيها، ولا نريده ضمن (الدولة)".
وبيّن بأنّ أمراء التنظيم كانوا يعاملوهم كأنهمعبيد، حيث قال : "فتعرضت شخصيًّا للضرب على رقبتي، كما طلبت من الأمير أخذ زوجتي المريضة للطبيب، والتي لم تُعالَج؛ كوني كنت مريضًا جدًّا، وفي البداية لفقد بصري"، فقال لي بالحرف الواحد: "إن زوجتك وابنك وبصرك، إن كان فيهم خير، فالله تعالى سوف يُبقيهم بخير، وإن كان فيهم شرّ، فالله تعالى سوف يأخذهم".
وخلال المعسكر حدث معي التالي: "رفع علينا المدرب السلاح، وأطلق النار بالهواء ليفرّق العجم المتدرّبين خارج التدريب، فهجم العجم عليه لإهانته كبيرهم الشايب؛ ما دفع التنظيم لسجن اثنين منهم، وإهانة الباقي؛ ما دفعهم للتفكير بالهروب من المعسكر، لكنهم لم يستطيعوا؛ كون المعسكر وسط الصحراء".
كما قال خلال المعسكر: "الذي لا يقاتل جبهة النصرة وأحرار الشام، يُطلَب للتحقيق، وإنّ أيّ شخص كان مع (النصرة) أو (الأحرار) هو ذو منهج فاسد، وعقيدة فاسدة، وسيُدرّس العقيدة الصحيحة"، وأضاف: " إنّ المهاجر الجديد أفضل من مجاهد أمضى عمره مع أحد الفصائل؛ كونه التحق مباشرة بالدولة".
ويقول: "مرّة جاء رجل كبير بالسنّ لزيارة ابنه، فلم يستجب له التنظيم، وبعد شهرين من المعسكرات التي لا يطيقها؛ كونه مريض قلب، قُتل خلال غارات للتحالف، ولم يستطع رؤية ابنه".
وسرد: "مرّة أخ طلب من الأمير الإذن بإحضار زوجته من منبج، فراوغوا متمهلين، قبل أن يُقتَل في غارات للتحالف، ولم تدر زوجته بخبر مقتله".
وتحدث "المهاجر" لمراسل "الدرر الشامية" حول الوضع العام لزوجات العناصر المنضمين حديثًا بالقول: "وضعوهم في مضافات، وكانت النسوة لا يأتي الطعام إليهنّ إلا مقابل مال، رغم أنّ التنظيم يؤمنه مجانًا، وبعد عدة مشاكل أصبح بالمجّان، وحصلت عدة حالات، حيث كانت المرأة تعطي مالًا لشراء أدوات لابنها الصغير، فلم يعودوا لا بالمال، ولا بالأدوات".
وبيّن "المهاجر"، بأنّه بعد مقتل أحد أزواج النساء المتواجدات بالمضافة، يأتي عناصر التنظيم ويقولون لهم: "إن أردتم أن تتزوجوا فنحن نتزوجكم، وإن أردتم مالًا أو سكنًا أعطيناكم، وممنوع عليكم العودة لبلادكم؛ كونكنّ ستصبحن مرتدّات وتخرجون عن دينكم".
وروى "المهاجر" قصصًا، نقلًا عن زوجته التي كانت متواجدة بالمضافات: "حدثت قصص أمام أعين زوجتي، كان يأتي أخ يتظاهر بأنّ له زوجة في المضافة، حيث يكون قد رتّب صفقة مع أحد النساء كي يتزوّجها ويُنهي معاناتها بعد حبس داخل المقرّ لأشهر، فيأتي ويسأل عنها بأنها زوجته وهي تتظاهر بأنها زوجته، ويأخذها ثم يذهبوا للمحكمة ويعقد عليها وتصبح زوجته بعد ذلك".
وأضاف، نقلًا عن زوجته: "كانت هناك بعض النساء تأتي من بلادها مهاجرة بمفردها، دون زوجها، وتتطلّق منه قبل مجيئها؛ كونه رفض النفير، فتهاجر ويتزوجها عناصر التنظيم".
ونقل قصصًا أخرى: "أخ أراد العودة لبلده ليحضر زوجته، فلم يسمحوا له إلا بعد أن صادروا جوازه، فخاطر بنفسه بالسفر لتركيا بالتهريب"، و"أخ آخر أراد الذهاب برفقة زوجته الأولى ليحضر الزوجة الثانية، قال له عناصر التنظيم: سوف نحتجز زوجتك هنا، وعندما تأتي تأخذها!!".
وتحدث "المهاجر" عن الظلم والاضطهاد الذي تعرّض له: "في المضافات يوجد حمام واحد لـ720 شخصًا، بينما يوجد حمام واحد لمسؤول المضافة!! وكانت المضافة مليئة بالقمل، والجرب، والأمراض، والأوساخ، وقلة الأكل والشرب، حيث كانوا يعاملوننا كأننا من الطبقة العاشرة، وكأننا وقود فقط لهم؛ كي يحافظوا على ما هم فيه، وكانوا يجبروننا على بناء الإنشاءات السكنية وبعض المزارع تحت ذريعة التدريب على الصبر".
ونوّه "المهاجر" قبيل نهاية شهادته إلى أنّ عناصر التنظيم طلبوا العمليات الاستشهادية بعد يومين من التحاقنا دون أن يعلمونا شيئًا عن ديننا، ناهيك عن عديد المرات التي التمسنا فيها كذب المسؤولين، والخلف بالمواعيد.
وختم "المهاجر" رسالته بالقول: "هذا كان كل ما عندي تقريبًا، وما نسيته فإن شاء الله تعالى نلتقي معكم بإذن الله تعالى مجددًا في غير يوم عندما نذكره، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".