10 / 2 / 2015
بقلم : ابو ياسر السوري
============
إذا اغتصبت مني مالا أو عقارا أو كسرت لي إناء أو اغتبتني فقلت فيَّ هُجرا ، أو حتى قذفتني في عرضي .. ثم رددت لي مالي أو عقاري أو عوضتني عن الإناء بقيمته أو بإناء بديل عنه ، أو استسمحت مني في حال الغيبة .. ففي ذلك وأمثاله يمكن القبول منك ، والسماح عنك فيما اعتديت به عليَّ أو آذيتني به .. وقد ندبنا الدين إلى العفو عمن أساء إلينا . قال تعالى " وإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ *" وقال تعالى " وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ*" وقال تعالى " وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ*"
ولكنك حين تقتلني ، وتخرجني من الحياة ، فكيف تعتذر إلىَّ وتطلب مني أن أسامحك قبل يوم الحساب .؟ فبالقتل ضاعت الفرصة ، وفات أوان السماح ، واستقر الحق في سجل المقاضاة بين يدي حكم عدل لا يظلم مثقال ذرة ..
عن بن عباس رضي الله عنهما : أن رجلا أتاه فقال أرأيت رجلا قتل رجلا متعمدا .؟ قال ابن عباس { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما } ثم قال لقد أنزلت هذه الآية في آخر ما نزل ، ما نسخها شيء حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما نزل وحي بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم ..
قال الرجل : أرأيت " إن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " يشير بذلك إلى آية الفرقان " وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا *"
قال ابن عباس : وأنى له بالتوبة وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ثكلته أمه رجل قتل رجلا متعمدا يجيء يوم القيامة آخذا قاتله بيمينه أو بيساره وآخذا رأسه بيمينه أو شماله تشخب أوداجه دما في قبل العرش يقول يا رب سل عبدك فيم قتلني " مسند أحمد .
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما . رواه البخاري
قال مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنهما ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ إِلاَّ رَجُلٌ يَمُوتُ كَافِرًا أَوِ الرَّجُلُ يَقْتُلُ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا ". مستدرك الحاكم .
وتَلاَ قَتَادَةُ هذه الآية : { مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا } فقَالَ : عَظُمَ وَاللَّهِ أَجْرُهَا , وَعَظُمَ وَاللَّهِ وِزْرُهَا.
وقيل لِلْحَسَنِ البصري : في هذه الآيَة , أَهِي لنا يا أَبا سعيد كما كانت لبني إسرائِيلَ ؟ فَقَالَ : إِي والّذي لا إِله غيرُه , كما كانت لبني إِسرائيل , وما جعل دِماء بنِي إِسرائِيل أَكرم علَى اللَّه مِن دمائنا.
وتلا الحسن رحمه الله هَذِهِ الآيَةَ : { فَطَوَّعتْ لَهُ نَفسُه قَتل أَخيه} إِلَى قَوله : {وَمن أَحياها فَكَأَنَّما أَحيا النَّاس جميعا } ثُمَّ قَال : عَظَّم واللَّهِ في الوِزرِ كما تَسمعُون , ورَغَّب وَاللَّهِ فِي الأَجرِ كما تَسمعُون .. إِذَا ظَننت يا ابن آدمَ أَنَّك لو قَتَلت النَّاس جميعا فَإِنَّ لك من عملِك ما تفُوز به من النّار , كَذَبَتكَ وَاللَّه نَفْسُكَ , وَكَذَبَكَ الشَّيطانُ ..النصرة تغتال القائد العسكري في حركة أجناد الشام المهندس “أبو زيد قناص” فهل يقبل من جبهة النصرة أن تقوم بقتل قائد عسكري مسلم من حركة أجناد الشام ، كان يقود إخوانه مجاهدا في سبيل الله .. ثم يعتذر عن ذلك بالقول :" إنّ عملية الاغتيال تمّت بشكل فردي " .؟؟
وإلى متى نظل يقتل بعضنا بعض ، ولا مستفيد من ذلك سوى بشار الأسد وإيران والشيطان ..؟؟؟؟؟