لن أحاور .. لن أحاور ..
للشاعر : ابو ياسر السوري - 31 / 5 / 2012
مناسبة القصيدة :
كلما ضاقت الأرض على النظام وحلفائه ، لاذوا بأهداب الدعوة إلى الحوار ، وأظهروا ليونة في المواقف . فإذا استردوا أنفاسهم ، عادوا فاستأنفوا ممارساتهم في الظلم والعدوان على الأبرياء من الأطفال والنساء ..
وهذه القصيدة ولدت بتاريخ قديم . في ظرف يشبه ظرف المرحلة التي يمر بها النظام وحلفاؤه اليوم . فهو يلفظ آخر أنفاسه .. وحلفاؤه بالأمس أوشك أن يكونوا أعداءه في الغد . لذلك جاءت المبادرة الروسية .. والمباركة الأمريكية .. ورحلات دي مستورا المكوكية .. وكلهم يدعو إلى الحوار .. والحل السياسي .. الذي ينقذ النظام ، ويعفيه من كل جرائمه .
فلهذا زدت على قصيدتي " لن أحاور " أبياتا .. لتكون جوابا متجددا لدعاة الحوار .. الذين لا يقصدون حوارا يلبي مطالب الثوار .. وإنما يريدون حوارا يلتفون به على مطالبهم . للإبقاء على هذا النظام المجرم الخائن العميل .
فلهذا زدت على قصيدتي " لن أحاور " أبياتا .. لتكون جوابا متجددا لدعاة الحوار .. الذين لا يقصدون حوارا يلبي مطالب الثوار .. وإنما يريدون حوارا يلتفون به على مطالبهم . للإبقاء على هذا النظام المجرم الخائن العميل .
======
قيل لي حاورْ
...
فلا جدوى ، وخيرٌ أن تحاورْ .
حاور الآن فإن الخصم جبار وقادرْ
لا تخوفه برب فهو بالإسلام كافرْ
لا تطالبه بعهد فهو غادرْ
كل أهل الأرض قالوا ...
لا تداورْ .. لا تناورْ .. لا تكن صلباً وسايرْ
واسْمَعِ النصحَ وحاورْ
...
قلت عن أي حوار تتكلمْ .؟
أو ما تبصر أن النصر قادمْ ؟
قال لي دعك من الأحلام واعلمْ .
أن من يحلم أن يسقط هذا الحكم واهمْ
قلت عن أيِّ حوارٍ تتكلمْ .؟
أحوارٌ تحت قصف الطائرات والرواجمْ .؟
أحوارٌ والصواريخ محت كل المعالمْ ؟
أحوارٌ بعد ما قاموا بآلاف الجرائم ؟
أحوارٌ بعد ما عاثوا بأعراض الحرائرْ
أو أدعى لحوار بعدُ والمدفع هادرْ
لن أحاورْ . لن أحاورْ . لن أحاورْ .
...
أنا إن حاورتُ خنت الشهداءْ
خنت من ضحوا وجادوا بالدماءْ
خنت أطفالا قضوا نحراً كما مات شهيد كربلاءْ
خنت أهلا لم يزالوا تحت أنقاض البناءْ
لن أحاورْ . لن أحاورْ . لن أحاورْ
***
قيل بات الحلُّ في موسكو وواشنطنْ تُهلِّلْ
قال بوتنْ .. قال أوباما .. فخذ منهمْ وحَلّلْ
فكلا القطبين ما زالا على الحلِّ السياسي
وبنو سكسون والجرمان والصين وحتى الهندُراسي
وبنو يعرب مَنْ عزَّ ومَنْ تحتَ المداسِ
والسكارى والمساطيلُ وأصحابُ المراسِ
كلهم قد قرعوا كأساً بكاس .
وتنادوا ليس مِنْ حلٍّ بسوريا سوى الحلِّ السياسي
وعلى المقتول والمذبوح أن ينسى المآسي
وإذا لم ينسها فليتظاهر بالتناسي
...
كيف ننسى الشهداءْ .؟ وبحارا من دماءْ .؟
كيف ننسى قصفنا بالطيرانْ .؟
كيف ننسى قتلنا بالغاز خنقا يا جبانْ .؟
كيف ننسى علقم القهر ، وألوان الهوانْ .؟
كيف ننسى موتنا رميا بأحضان العراء .؟
كل شيء كان في قبضتنا بات هباءْ .
عرضنا في ظل هذا الحكم قد بات مدنّسْ .
ديننا إسلامنا قرآننا ديس ولا شيء مقدسْ .
كيف ننسى كل هذا .؟ ولماذا .؟
لم يَعُدْ للعيش طعمٌ بعد هذا ..
...
أيها العرَّابُ ميستورا تريَّثْ وتمهَّلْ .
أنت لا تعرفُ مَنْ نحن . ومَنْ يجهلنا غرٌّ مغفلْ .
نحن قوم لا نرى في الموت عارا حين نُقتلْ .
إنما العارُ بأن يرضى عن القيد مكبلْ .
نحن ثرنا لا نتزاع الحكم من آل الأسدْ .
ولرفع الظلم بعد الصبر عن هذا البلدْ .
صُبُرٌ في الحرب . أصحابُ احتمال وجلدْ .
ما تعودنا بأن نرضى هوانا من أحدْ .
إن سوريا لنا . ليست لهم . إلى الأبدْ .
فلهذا لن نحاور . لن نحاور . لن نحاور .
...
مع أنا قد علمنا : أن أوباما مقامر .
وعلمنا أن بوتنْ : هو خصم متآمر .
وعلمنا أن ميستورا يهودي وغادر .
وعلمنا أنه ليس لنا في كوكب الأرض مؤازر .
رغم هذا نحن آلينا يمينا : لن نحاور . لن نحاور .
...
شعبُنا ثار كما البركان هادرْ .
ثار من أجل اليتامى والأيامى والحرائرْ .
صادقُ الوثبة كالليث حديدُ النابِ كاسرْ .
فلهذا لن يحاور . لن يحاور . لن يحاورْ
...