أبكيتني بموتك يا رسول الله ... صلى الله عليك وسلم
الربط : http://aafak-thawrya.blogspot.com/
===============
جربوا واقرؤوا حتى النهاية ...
آخر خطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. واخر وصاياه . ووصف لآخر لحظاته في الدنيا ..
والله بحياتي كلها ما قرأت أروع من هذا الكلام .
ولا أظن مسلما يقرؤه ولا يبكي حتى تغسل دموعه خديه ... حبا لرسول الله . وشوقا الى لقائه عليه الصلاة والسلام .
11 / ربيع الأول / 1536 - 3 / 1 / 2015
==============
قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت حجة الوداع .. وبعدها نزل قول الله عز وجل
)اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) .
فبكى أبو بكر الصديق عند سماعه هذه الآية
فقالوا : ما يبكيك يا أبا بكر .؟
قال: هذا نعي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وعاد الرسول الى المدينة .. وقبل وفاته بـ 9 أيام نزل عليه قوله تعالى : ( واتقوا يوما ترجعون فيه الي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) .
ثم بدأ الوجع يظهر علي الرسول صلى الله عليه وسلم .
فقال : أريد أن أزور شهداء أحد .. فذهب الى شهداء أحد ووقف على قبورهم ، وقال: (السلام عليكم يا شهداء أحد، أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وإني إن شاء الله بكم لاحق ) .
وأثناء رجوعه من الزيارة بكى رسول الله (صلى الله عليه واله و سلم ) .
فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله ؟
قال: (اشتقت إلى إخواني ) .
قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟
قال: (لا .. بل أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ) ..
اللهم إنا نسالك أن نكون منهم ...
وعاد الرسول .. وقبل الوفاة بـ 3 أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان في بيت السيدة ميمونة ..
فطلب النبي نساءه فحضرن اليه .. فقال صلى الله عليه وسلم : (أتأذن لي أن أمرض في بيت عائشة ؟ ) .
فقلن: نعم . يا رسول الله ..
فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملا النبي
وخرجا به من حجرة السيدة ميمونة الى حجرة السيدة عائشة فرآه الصحابة علي هذه الحال لأول مرة .
فبدأ الصحابة في التساؤل عن النبي بخوف وهلع :
ماذا حل برسول الله .؟ ماذا حل برسول الله .؟
فتجمع الناس في المسجد .. وامتلأ المسجد بهم ، وتزاحم الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فبدأ العرق يتصبب من النبي بغزارة شديدة ..
فقالت السيدة عائشة : لم أر في حياتي أحداً يتصبب عرقاً بهذا الشكل .
فتقول : كنت آخذ بيد النبي وأمسح بها وجهه، لأن يد النبي أكرم وأطيب من يدي .
وتقول : فأسمعه يقول : (لا اله إلا الله، إن للموت لسكرات ) .
فتقول السيدة عائشة : فكثر اللغط (أي الحديث) في المسجد إشفاقاً على رسول الله .
فقال النبي : ( ما هذا ؟ ) .
قالوا : يا رسول الله ، اصحابك خائفون عليك .
قال : (احملوني إليهم ) .
فأراد أن يقوم فما استطاع .
فصبوا عليه 7 قرب من الماء حتي يفيق .فحمل النبي وصعد إلى المنبر .
فكانت آخر خطبة لرسول الله وآخر كلمات له ..
فقال النبي : (أيها الناس، كأنكم تخافون علي ؟) .
فقالوا: نعم يا رسول الله .
فقال: (أيها الناس، موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض والله لكأني أنظر اليه من مقامي هذا، أيها الناس، والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم ، فتهلككم كما أهلكتهم ) ..
ثم قال: (أيها الناس ، الله الله في الصلاة ، الله الله في الصلاة ) .
(( يعني أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا على الصلاة .. وظل يرددها ..))
ثم قال: (أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، اوصيكم بالنساء خيرا ) .
ثم قال: (أيها الناس إن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله، فاختار ما عند الله ) .
فلم يفهم أحد قصده من هذه الجملة، وكان يقصد نفسه .. وفهمها أبوبكر ، فانفجر بالبكاء وعلا نحيبه، وجعل يردد قائلا : فديناك بآبائنا، فديناك بأمهاتنا، فديناك بأولادنا ، وبأزواجنا، فديناك بأموالنا .!!
فاستنكر الناس بكاء ابي بكر . ومقاطعته للنبي صلى الله عليه وسلم ..
أخذ النبي يدافع عن أبي بكر . قائلاً : ( أيها الناس، دعوا أبا بكر، فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به، إلا أبا بكر !!! لم أستطع مكافأته، فتركت مكافأته إلى الله عز وجل، كل الأبواب إلى المسجد تسد إلا باب أبوبكر لا يسد أبداً ) .
وأخيراً قبل نزوله من المنبر بدأ الرسول بالدعاء للمسلمين قبل وفاته كآخر دعوات لهم
فقال : (أواكم الله، حفظكم الله، نصركم الله، ثبتكم الله، أيدكم الله ) .
وكانت آخر كلمة قالها كلمة موجهة إلى الأمة من على منبره قبل نزوله .
قال : (أيها الناس، أقرأوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلى يوم القيامة ) .
وحمل مرة أخرى إلى بيته ..
وبينما هو هناك دخل عليه عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك، فظل النبي ينظر الى السواك ولكنه لم يستطيع أن يطلبه من شدة مرضه .
ففهمت السيدة عائشة من نظرة النبي، فأخذت السواك من عبد الرحمن ووضعته في فم النبي، فلم يستطع أن يستاك به، فأخذته من النبي وجعلت تلينه بفمها وردته للنبي مرة أخرى حتى يكون طرياً عليه .
فقالت: كان آخر شيء دخل جوف النبي هو ريقي، فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت .!!
تقول السيدة عائشة: ثم دخلت فاطمة بنت النبي، فلما دخلت بكت، لأن النبي لم يستطع القيام، لأنه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه ..
فقال النبي: (أدنو مني يا فاطمة ) .
فحدثها النبي في أذنها، فبكت أكثر .!!
فلما بكت قال لها النبي: (أدنو مني يا فاطمة ) .
فحدثها مرة أخر في اذنها، فضحكت ...
بعد وفاته سئلت ماذا قال لك النبي؟؟؟
فقالت: قال لي في المرة الأولى: (يا فاطمة، إني ميت الليلة) فبكيت .
فلما وجدني أبكي قال : (يا فاطمة ، انك أول أهلي لحاقاً بي) فضحكت .
تقول السيدة عائشة : ثم قال النبي : (أخرجوا من عندي في البيت) ..
وقال : ( ادن مني يا عائشة ) .
فنام النبي على صدر زوجته، ويرفع يده للسماء . ويقول : ( بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى ) .
تقول السيدة عائشة : فعرفت أنه يخير .!!
ودخل جبريل عليه السلام على النبي وقال : يا رسول الله، ملك الموت بالباب، يستأذن أن يدخل عليك، وما استأذن علي أحد من قبلك .!!
فقال النبي : (ائذن له يا جبريل ) .
فدخل ملك الموت على النبي وقال : السلام عليك يا رسول الله، أرسلني الله أخيرك، بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالرفيق الاعلى .
فقال النبي : ( بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى) .
ووقف ملك الموت عند رأس النبي .!!
وقال : ((  أيتها الروح الطيبة روح محمد بن عبد الله أخرجي إلى رضا من الله و رضوان
ورب راض غير غضبان ))
تقول السيدة عائشة : فسقطت يد النبي وثقلت رأسه على صدري.
فعرفت أنه قد مات .!!
فلم أدر ما أفعل .!!
فما كان مني غير أن خرجت من حجرتي .!!!
وفتحت بابي الذي يطل على الرجال في المسجد وأقول :
مات رسول الله، مات رسول الله .!!!
تقول : فانفجر المسجد بالبكاء .
فهذا علي بن أبي طالب أقعد فلم يقدر ان يتحرك .!!
وهذا عثمان بن عفان كالصبي يؤخذ بيده يمنة ويسرى .!!
وهذا عمر بن الخطاب يرفع سيفه ويقول من قال أنه قد مات قطعت رأسه إنه ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى للقاء ربه وسيعود وسأقتل من قال أنه قد مات ..!!
 
وحضر ابو بكر رضي الله عنه . فدخل علي النبي فكشف عن وجه النبي صلى الله عليه وسلم فقبل بين عينيه . ووضع يديه على صدغيه وقال : وآآآ خليلاه، وآآآ صفياه، وآآآ حبيباه، وآآآ نبياه وقبل النبي بين عينيه .. وقال : طبت حياً وميتاً يا رسول الله .
ثم خرج فقال : ايها الناس من كان يعبد محمدا فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت .
فسقط السيف من يد عمر بن الخطاب،
يقول عمر : فعرفت أنه قد مات .
ويقول: فخرجت أجري أبحث عن مكان أجلس فيه وحدي لأبكي وحدي .
ودفن النبي صلى الله عليه وسلم .
والسيدة فاطمة تقول : أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب علي وجه النبي صلى الله عليه وسلم ..؟
ووقفت تنعى النبي وتقول : يا أبتاه، أجاب ربا دعاه، يا أبتاه، جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه، الى جبريل ننعاه .
اخواني .. انا متأكد ان اعينكم ابتلت بالدموع وقلوبكم اشتاقت لرؤية نبينا محمد الرحمة المهداة والسراج المبين . ولكن بحول الله وقوته موعدنا جميعا معه عليه الصلاة والسلام عند الحوض ...
=========
فيا ابناء سوريا . لا تحزنوا لفراق الشهداء فهم ان شاء الله بانتظاركم عند حوض رسول الله . وابشروا بشربة من ذلك الحوض لا تظمؤوا بعدها ابدا . وابشروا بصحبة نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد صلى الله عليه وسلم . في جنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين ..
اللهم اجعلنا جميعا ووالدينا واقاربنا والمسلمين الاحياء والميتين من أهل جنة النعيم . اللهم ارزقنا حبك وحب نبيك واحشرنا مع الانبياء والصديقين والشهداء .. وحسن اولئك رفيقا .
............