الكشف عن "برقية" كتبها ضابط في الحامدية قبل السقوط
------------
اورينـت نت
------------------
أيام قليلة مضت على تحرير الثوار لمعسكري وادي الضيف والحامدية , اللذان طالما تغنى النظام ببطولات جنوده فيهما ووصفها بالملاحم الأسطورية , لكن تلك الأسطورة تهاوت في أقل من24 ساعة على وقع ضربات وهجوم الثوار الذين تقودهما جبهة النصرة وحركة أحرار الشام .
ويوم بعد يوم تتكشف للعلن حقيقة تلك البطولات الكرتونية، التي طالما تبجح النظام بقوتها وجبروتها عبر إعلامه الهزيل ،الذي ما فتئ يستخدم سلاح الكذب لتضليل مؤيديه وعملائه وإسكاتهم , ولكن الحقيقة غير ذلك تماما ً.
فبعد المقبرة الجماعية التي عُثر عليها في معسكر الحامدية التي تضم جثث لجنود قوات النظام , يقدر عددها بأكثر من 150 جثة , سقط جميع أصحابها خلال فترة الحصار الأخيرة , والتي دامت قرابة 10 أشهر مضت وحتى قبيل هروبهم بساعات .
تتكشف اليوم أمام ثوار إدلب بعض المستندات والأوراق التي عثر عليها في معسكر الحامدية جنوب المعرة , إحداها برقية كتبها أحد الضباط بخط يده إلى ما سماها ( الجهات العليا ) وجدت مع العديد من الوثائق، حيث يصف ذلك الضابط في الورقة ( البرقية) الحالة المزرية التي كان يعيشها الضباط والمجندين في المعسكرين وحواجزهما , عنونها : بالنحو التالي : "برقية بتاريخ بلا رقم" ..."الجهات العليا ".. وعديد المناشدات
وبدأ الضابط برقيته التي يتخللها اليأس والإحباط من أعلاها حتى أسفلها , بشرح ظروف الحصار الالذي وصفه بالظالم بحق ضباط وصف ضباط وعناصر المعسكرين , من ثم ذكّر الضابط في برقيته , بعديد المناشدات التي وجهها هو وزملائه إلى من وصفهم بـ "الجهات العليا " دون أي رد حيث قال : " لم تلقى أي صدى أورد أو اهتمام من قبل المستوى الأعلى , ولم نتلقى إلا الوعود الرنانة التي عشنا على أملها من تاريخ 30 -1-2014 حتى تاريخه 12 -2014 " .
1500 قتيل في فترة الحصار
وأعاد ذلك الضابط من خلال برقيته توجيه المناشدة – التي كان يعلم أنها الأخيرة – للقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة للرأفة بحال عناصر المعسكرين الذين ألمهم ما ألمهم من انهيار الحالة النفسية وتفشي الأمراض والأوبئة التي اصيب بها العديد من العناصر على حد وصفه , كما شكى قلة الطعام , وكثرة القتلى الذين وصفهم بـ "الشهداء " , وكذلك الحال بالنسبة للمصابين , واعترف الضابط بوجود 1500 جثة في المعسكرين عندما قال " هناك 1500 عائلة تنظر جثامين أولادها ومصابيهم , ومنهم من ينتظر روية أولاده إن بقوا على قيد الحياة " .
كذب وقلة ثقة ..
وأشار الضابط في برقيته أيضا إلى فقدان الثقة بين الضباط في المعسكرين وبين مرؤسيهم من كثرة الكذب المتكرر الذي نسبه له ولرفاقه , حيث قال أنهم اضطروا عليه بسبب الوعود الرنانة ممن وصفهم بـ "المستويات العليا " , ولعله كان يقصد هنا كذبهم باختلاق انتصارات وهمية وبطولات ليس له أصل مع كل تلك الوقائع , واضطرارهم لنقلها للقيادة بسبب قلة الحيلة بسبب الحصار المفروض عليهم .
تهديد مبطن بالانسحاب
وختم الضابط برقيته بترجي " القيادة العامة " للأسراع بفتح الطريق باتجاه المعسكرين وتوعد بشكل غير مباشر بالانسحاب أو التسليم بالقول " نلفت الإنتباه بكل جرأة وشفافية , ( للصبر حدود ) وكما قيل , اللبيب من الإشارة يفهم " .
يقول الناشط عمر الصامد مدير مكتب التوثيق في فريق المعرة الإعلامي: " إن عدد قتلى قوات النظام بلغ أكثر من 350 قتيلا وأكثر من 150 أسيرا , إضافة إلى الفارين بمساعدة (شبيحة ) المناطق الشرقية لخان شيخون ، فيما سيطر الثوار أيضاً على أكثر من 30 دبابة ومدرعة وأسلحة متنوعة، وأكثر من ميلوني ليتر من المحروقات ويسيطر الثوار على كامل الطريق الدولي بين خان طومان وخان شيخون بمسافة 80 كم على الطريق الدولي بين حلب ودمشق وكل ذلك فقط بعد المعركة الأخيرة التي اعلن في نهايتها عن تحرير وادي الضيف والحامدية ".
تكبير الصورةتصغير الصورة معاينة الأبعاد الأصلية.
تكبير الصورةتصغير الصورة معاينة الأبعاد الأصلية.