( خاطرة ) قال : كان ماشي الحال .!! والله ما كان ماشي ولا زاحف
رابط المدونة:  http://aafak-thawrya.blogspot.com/
19 / 12 / 2014
أبو ياسر السوري
==========
هناك من يلوح لنا بالندم لفرحه بالثورة في ايامها الأولى ، وكانه يتمنى أن يعود الحال إلى ما كانت عليه قبل الثورة ، قائلا مع من قال " كان ماشي الحال " ..
نعم يا صاحبي ، كان ماشي الحال بالنسبة لإنسان لا مانع عنده أن يعيش بلا حرية ولا كرامة ، أشبه بعبد رقيق ، يتلقى الشتم والصفع والحرمان ويسكت .
كان ماشي الحال بالنسبة لشخص يعيش تحت ضغط التقنين في الكهرباء والماء ، بينما يشاهد بأم عينيه أن جبل النصيرية لا تطفأ فيه اضواء الشوارع 24 ساعة ، ولو قلت لأحدهم لماذا تشعلون الأضواء في وضح النهار حيث الشمس ساطعة ؟ فيقول لك " زيادة الخير خير " .. طبعا في جبل النصيرية لا يدفعون فواتير كهرباء ولا فواتير ماء ولا ضريبة أرصفة ولا مسقفات .. فهم أبناء الست .. وبقية الشعب هم أبناء الجارية ..
كيف ماشي الحال ؟ وأنت ترى النصيري يشغل 3 وظائف ، وظيفة ظاهرة ، ووظيفة باطنة ، ووظيفة بين بين .. أما الظاهرة فهي التي يداوم فيها يوميا . وأما الباطنة فهي أن كل نصيري رجل أمن ويتقاضى مرتبا من أحد الفروع الأمنية . وأما ( وظيفة بين بين ) فتلك وظيفة يتقاضى راتبها ولا يداوم فيها .. بمسمى حارس ليلي .. أو بواب وزارة أو مديرية أو مراقب يتنصت على خطوط الهاتف أو .. أو ..
هو له ثلاث وظائف .. ولكل ولد من أولاده مثل ذلك ولكل بنت من بناته مثل ذلك .. وأنت تعيش في الحرمان والفقر والقهر ، لديك 7 أبناء ذكور وثلاث بنات وأمهم ، وليس لديك أي مدخول مالي سوى العمل بالفاعل ، تلبس ثيابك المرقعة وتجلس على بعض الأرصفة بانتظار من يتحنن عليك ويكلفك بحمل ثلاجته على ظهرك لعاشر دور لقاء كم ليرة .. وآخر يشغلك في جمع سيارة بندورة ، ووضعها في صناديقها الكرتونية ، مع الشتم والشتر.. ثم يعطيك أجرة لا تسد الرمق ..والأمثلة على ذلك كثير ..
لهذا أقسم بالله العظيم .. أنه ما كان ماشي الحال .. ولا يرضى ببقاء تلك الحال سوى شخص ليس لديه إحساس بكرامة .. وسامحونا .