خبر وتعليق :

بوغدانوف في سوريا غدا .. لماذا .؟
الرابط : http://aafak-thawrya.blogspot.com/
تاريخ النشر : 10 / 12 / 2014

المصدر : وكالة أوقات الشام الإخبارية

=====================

الخبر :
التحركات الدبلوماسية لمبعوث الرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف ، تعكس رغبة روسية كبيرة بحل الملف السوري ، باعتباره واحد من أكثر الملفات سخونة في العالم . إذ تسعى روسيا لوقف المد الأمريكي في المنطقة ، وترى مساس السيادة السورية ووحدة أراضيها خط أحمر . وضمن هذا تنشط الدبلوماسية الروسية لحل الملف السوري من خلال مبادرة دي ميستورا .
التعليق :
أولا : نعم إن روسيا الآن ترغب في حل الملف السوري وبأقصى سرعة ، لتتفرغ للملف الأوكراني .. ولكنها لا تتنازل عن أمرين :
1 - السيادة السورية . أي إن روسيا لا تتخلى عن الأسد ، ونظامه الأمني والعسكري ، الذي يمثل السيادة السورية . من وجهة النظر الروسية ، التي تبرر تحت عنوان السيادة ، كل ما قام به الأسد ، وما سيقوم به من جرائم ضد الإنسانية في سوريا .
2- وحدة الأراضي السورية . أي أن تبقى سوريا بكامل ترابها ، على ما كانت عليه مزرعة لعائلة الأسد وأقربائه . وأن لا يصار إلى تقسيمها بينه وبين أي طوائف أخرى .. خلافا لأمريكا .. التي يبدو أنها ترغب في تقسيم سوريا إلى كيانات صغيرة حسب مشروع لويس الذي وافق عليه الكونغرس الأمريكي عام 1983 من القرن الماضي ، ليصار إلى تطبيقه في المستقبل . 
ثانيا : مبادرة دي ميستورا ليست أمريكية محضة ، وإنما هي صناعة أمريكية إسرائيلية أسدية إيرانية . وهي ترمي إلى أحد أمرين :
أ – الإبقاء على نظام الأسد كما هو .. والعمل على سرقة الثورة من نفسها ، والعودة بالسوريين إلى حظيرة الطاعة الأسدية .. فإن تعثرت خطة دي ميستورا ولم تنجح خطة التهدئة المجزأة التي يتبناها هذا المبعوث الأمريكي .. عندها يتم التحول إلى الخطة التالية :
ب – أن يتم تقسيم المقسم ، وتجزئة المجزأ ، وهذا مما يخدم إسرائيل ويسعدها .. كما يسعد الغربَ كله ، الذي لا يتحرك إلا وفق هوى إسرائيل .. وطبعا روسيا موافقة على خطة دي ميستورا ضمنا ، ولكنها تتظاهر بالوقوف ضدها ، حسب الخطة المتفق عليها بين لصوص السياسة العالمية الكبار ..
ثالثا : وهنا أعود فأذكر بأن خطة دي ميستورا ، ترمي أولا إلى إجهاض الثورة السورية ، تحت وعود براقة بالمساعدات الإنسانية .. فإن لم تنجح تحول النشاط الدبلوماسي للعمل  بالخطة (ب) البديلة ، التي تتبنى فكرة تقسيم سوريا وفق مشروع الأمريكي اليهودي لويس ، والذي عرفنا قبل قليل أنه يرمي إلى تقسيم سوريا إلى : " ثلاث دويلات :
1 – دويلة درزية
2 – دويلة علوية
3 – دويلة سنية  
( دويلة ) تصغير ( دولة ) .. وهذا التقسيم مما يسهل على إسرائيل وإيران ابتلاع المنطقة العربية فيما بعد ، ووضعها تحت السيطرة اليهودية والمجوسية .. وخنوعها الأبدي للهيمنة الأمريكية والروسية ..
رابعا : العالم كله مجمع على التآمر ضدنا نحن السوريين خاصة ، لأن بلاد الشام هي قطب الرحى في منطقة الشرق الأوسط ، والحديث النبوي يقول " إذا فسدت بلاد الشام فلا خير فيكم " ومفهوم المخالفة يفيد " أنه إذا صلحت بلاد الشام فالخير فيكم أيها المسلمون " .. والسؤال : فما المخرج .؟
المخرج يا سادة ، أن تجتمع كلمة الأمة وتتغاضى على كل خلافاتها البينية ، وتقف صفا واحدا ، لإفشال مخططات المستعمرين ، الرامية إلى الهيمنة علينا
لإذلالنا واستعبادنا ، أو إبادتنا ومحونا من الوجود إن استطاعوا ..