من خلال تحليلها للأوضاع الراهنة في سوريا كتبت القدس العربي :
يتبادر الى ذهن الكثيرين من الذين يتابعون المشهد السوري هذه الايام ان الاوضاع ربما تكون قد دخلت مرحلة من الجمود، او التكرار بمعنى اصح، متظاهرون ينزلون الى الشوارع والميادين كل يوم جمعة، وقوات امن تطلق النار بقسوة وبهدف القتل. الخلافات بين جمعة واخرى ربما تتمثل في عدد القتلى صعودا او انخفاضا حسب التقديرات غير الرسمية.
الصورة اعمق من ذلك كثيرا، والوضع يشهد اضافات جديدة اسبوعا بعد اسبوع، فالمعارضة تزداد قوة يوما بعد يوم، والنظام يزداد شراسة يوما بعد يوم في المقابل، ويستخدم كل الطرق والوسائل من اجل فرض هيمنته، والاستمرار في السلطة.
عندما نقول ان المعارضة السورية تزداد قوة فذلك يأتي من خلال، اتساع نطاق المظاهرات الاحتجاجية وامتدادها لاكثر من 150 مدينة وبلدة وقرية، وزيادة اعداد المشاركين فيها، فمن كان يتوقع ان يخرج نصف مليون متظاهر في حماة، ومليون تقريبا في مظاهرات الجمعة الماضية في دير الزور وضواحيها ومدن اخرى.
التطور الآخر على صعيد المعارضة هو تكثيف انعقاد المؤتمرات
الظاهرة الاخرى اللافتة للنظر تنحصر في امتداد عمليات الاحتجاج الى ايام الاسبوع الاخرى، اي انها لم تعد مقتصرة على ايام الجمع فقط، مما يعني ان حاجز الخوف لم ينكسر فقط، وانما بدأ يتهشم مما قد يشكل قلقا اكبر للنظام وقواه الامنية.
_ وأشار الكاتب إلى دور الاقتصاد في تعجيل انهيار النظام :
تدهور الوضع الاقتصادي بسبب الحصار والعقوبات الغربية الاقتصادية المفروضة على سورية قد يلعب دورا سلبيا بالنسبة الى السلطات الحاكمة في المستقبل القريب، فالتعاملات التجارية انخفضت الى النصف في الايام الاخيرة، وربما يستمر هذا الانخفاض في الاسابيع المقبلة، ومعدلات اشغال الفنادق فوق الصفر بقليل في معظم المدن السورية مما يعني ان الموسم السياحي انهار بالكامل.
الولايات المتحدة الامريكية ودول غربية اخرى تراهن حتما على انهيار الوضع الاقتصادي باعتباره اقصر الطرق لانهيار النظام