طائفية وحقد حافظ الاسد ودريد لحام ..قتلت الفنان الكبير نهاد قلعي(حسني بورظان)
صديق للمرحوم نهاد والخائن دريد
في عام 1976 كانت مفاجأة كبيرة لكل العاملين بالوسط الفني .. عندما كرم الرئيس حافظ الاسد الفنان دريد لحام … وسام الاستحقاق السوري .. وكان هول المفاجأة في اقتصار التكريم على دريد لحام ..فقط … دون شموله .. لنصفه الآخر …الفنان الكبير نهاد قلعي ..
فالجميع تساءل لماذا .. وبماذا تفوق دريد على نهاد حتى يكرم لوحده .. أفلم يسمع ويرى حافظ الاسد .. هذا الثنائي المبدع … فالجميع يطلق عليهما الثنائي .. وعلى أي أساس تم استثناء وتهميش نهاد قلعي عن هذا التكريم .. وكلنا يعلم عبقرية الفنان الكبير نهاد قلعي …. فلولا حسني البورظان لما كان هناك غوار الطوشة .. والانكى من هذا .. فنهاد قلعي يتفوق على دريد لحام .. بكتابة التمثيليات والمسرحيات والافلام والمسلسلات التى قدمها … الثنائي نهاد ودريد …
والسؤال الاكبر .. كيف قبل دريد لحام على نفسه … أن يتم اغتيال رفيق دربه … بهذه الطريقة الرخيصة .. ألم يسأل نفسه لماذا أنا .. وليس هو … مثلاً .. أو على الأقل .. لماذا ليس أنا وهو معاً .. طبعاً قبل دريد بذلك .. لما عرف عنه .. من غدر وانتهازية وقلة وفاء … وضرب الحائط بجميع المثاليات والشعارات … التي يطلقها على المسرح والتلفاز … إذ أكتشفنا أنها فعلاً … تمثيل بتمثيل …والدليل موقف دريد لحام من هذه الثورة السورية المظفرة .. فهو ضدها قلباً وقالباً .. والأكيد لأعتباراته الطائفية البحتة … وهذا ما لايجرؤ دريد لحام على البوح به ..
وسؤال آخر .. ترى لو كان التكريم بطريقة معاكسة … أي لنهاد قلعي فقط … دون دريد لحام … ماذا سيكون موقف نهاد قلعي … فبالتأكيد سيرفض .. ولن يقبل على نفسه هذا الاقصاء السافر … لما عرف عن نهاد قلعي …. بطيبته وحسن معشره وكرمه ..
وطبعاً كان يدور نقاشات وأحاديث وراء الكواليس … حول هذه الحادثة الغير مبررة … من رئيس يجب أن يكون لكل السوريين … على مختلف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية والعرقية والاثنية .. وفق ما تشتهر به سوريا على مدار تاريخها البعيد والقريب ..
وبالنتيجة اكتشف الجميع أن اقتصار التكريم على دريد لحام ….لأنه من الطائفة الشيعية … والتي انبثقت منها الطائفة العلوية ( طائفة الرئيس ) …بينما نهاد قلعي …من السنة … ولا يوجد تفسير آخر يبرر ذلك .. فطائفية حافظ الاسد …لم تقتصر على النواحي السياسية فقط …بل طالت … كل المجالات حتى وصلت للمجال الفني ..
وبسؤال المقربين من الراحل نهاد .. قالوا .. أن ذلك شكل له صدمة كبيرة .. لم يتجاوزها إلا لطيبة قلبه واخلاصه لفنه ..
ولدينا مثال على قدمه الأديب الكبير زكريا ثامر لجريدة الوصل عندما عاد بذاكرته عشرات السنين إلى الوراء، ونبش موقفاً للفنان دريد لحام، حيث “أبدع” الاخير في طريقة مباركته للرئيس الراحل حافظ الأسد بالحركة التصحيحية في السبعينيات.
وسرد ثامر القصة التي كان شاهداً عليها، في إحدى ندوات تظاهرة “وطن يتفتح في الحرية”، التي اختتمت أمس الجمعة 8/6/2012 في الدوحة، يقول زكريا ثامر: سمعت في هبة الحركة التصحيحية أن دريد لحام فصل لافتة طولها 300 متراً، وأنه نظم مسيرة للفنانين من حديقة السبكي بدمشق إلى القصر الجمهوري، للوقوف بين يدي الأسد الأب وتقديم الولاء والمباركة على قيامه بالحركة التصحيحية”،
وتابع ثامر: “ذهبت إلى حديقة السبكي وفعلا رأيت انجاز لحام – لافتة طولها 300 متر – ثم أنطلقت قافلة الفنانين إلى القصر الجمهوري، واستقبلهم حافظ الأسد، فما كان من لحام إلا وابرز له ورقة إعفاء ضريبي لبضائع يقوم باستيرادها ووقع له الأسد”، وختم الأديب بقوله: “العلاقة بين النظام والفنانين معروفة، قدم لي خدمة وهذا المقابل”.
لمحة وفاء بحق الفنان الكبير الراحل نهاد قلعي … ممجز عن سيرة حياته :
يعتبر الفنان والكاتب والمخرج الراحل نهاد قلعي الخربطلي مواليد دمشق 1928-1993 المؤسس الحقيقى للفن الدرامى والمسرح القومى فى سورية اذ أخرج أهم الاعمال فى بداية المسرح القومى الذى أسسته وزارة الثقافة والارشاد القومى بداية الستينيات وكان يمتلك طاقات فنية نادرة كممثل وكاتب ومخرج.
وشكل مع دريد لحام ثنائيا لعله الثنائى الاشهر عربيا لكن قلعي كان خلف هذا النجاح لقيامه بكتابة التمثيليات والمسرحيات والافلام والمسلسلات التى قدمها نهاد ودريد ومنها تمثيليات مغامرات كارلوس والاجازة السعيدة ثم شارك قلعي في مسلسل (رابعة العدوية) مع المخرج نزار شرابي كانت البداية التلفزيونية الأهم للنجم في مسلسل (حمام الهنا) مع دريد لحام ورفيق سبيعي وإخراج فيصل الياسري حيث تكرست فيها شخصية حسني وغوار ثم تكررت بعده الأعمال التلفزيونية والسينمائية مثل أفلام.. غرام في إسطنبول، الصعاليك، النصابين الثلاثة، اللص الظريف، خياط السيدات، الصديقان، ومسلسلات مقالب غوار وصح النوم وكانت هذه الأعمال بمثابة أيقونة فنية دخل فيها قلعي ولحام كل بيت وعملا مع كبار النجوم العرب مثل نجلاء فتحي وشادية وناديا لطيف وغيرهن.
كما كتب عددا من التمثيليات المسرحية التى أدرجت تحت مسمى مسرح الشوك الذى تبادل كتابته مع الفنان عمر حجو وكتب الكثير من سيناريوهات الافلام السينمائية مثل زوجتى من الهيبيز وعقد اللولو ولقاء فى تدمر والصعاليك وامرأة تسكن وحدها وغرام فى استانبول وغيرها.
وعلى صعيد المسرح يعتبر نهاد قلعي المؤسس الحقيقي للمسرح القومي في سورية وذلك عندما عهدت إليه وزارة الثقافة والإرشاد القومي مهمة تأسيس المسرح القومي وإدارته عام 1959 فقد قدم عدة مسرحيات منها مسرحية (المزيفون) عام 1960عن نص لمحمود تيمور وإخراج نهاد قلعي ثم تتالت المسرحيات مثل (البرجوازي النبيل) و)مدرسة الفضائح) وهي أيضاً من إخراجه.
كانت الأعمال المسرحية الأهم في تاريخ قلعي هي ضيعة تشرين، مسرح الشوك، غربة التي قدمت على كبرى مسارح الوطن العربي وكانت غربة آخر أعماله والتي تعرض فيها لحادث أليم أقعده وأبعده عن العمل الفني ليلجأ إلى كتابة مسرحيات وقصص الأطفال إلى أن توفي في السابع عشر من تشرين الأول عام 1993 بعد عزلة لم يخترها وابتعاد من قبل رفاق الدرب الذين مهد لهم الطريق ليلقوا التصفيق الذي يلقوه الآن.
كان قلعي بجدارة العقل المفكر الأساسي الذي مهد لنهضة التلفزيون والمسرح والسينما في سورية فإبداعه في مجال الإخراج والتمثيل والكتابة وإدارة المؤسسات الفنية جعلته عراباً حقيقياً لهذه المجالات التي استطاع من خلالها بجهده الذاتي وجهد بعض الرفاق تشييد الخطوات الأولى للفن في سورية تلك الخطوات التي ما زالت هي الأهم رغم تطور الفنون جميعاً والتي ما زالت ماثلة حتى يومنا هذا في الإنتاجات المعاصرة.
الصورة :
دريد ونهاد... دريد والمجرم حافظ...وصورة وزير الثقافة فوزي الكيالي يقلد دريد لحام وسام الاستحقاق السوري نيابة عن الرئيس حافظ الأسد عام
كلنا شركاء1976