( مقال – منقول ) - / إبراهيم التركي
2014-11-16 --- 23/1/1436
===================
المختصر/ داعش مسمار جحا الأمريكي والغربي والصفوي والنصيري وحتى للمنافقين العرب لإجهاض جهاد أهل السنة في الشام والعراق بل وربيع العرب والدعوة للإسلام .
ومن نماذج ذلك توفير داعش الذرائع لأعداء الإسلام لضرب جهاد الشام بذبح الصحفيين وعمال الإغاثة الغربيين وذلك مخالف للشرع مبدئياً ومخالف له مصلحياً وسياسياً بل ومخالف للشرع في طريقة تنفيذ القتل وهي الذبح فعندما جيء لأبي بكر برأس كافر مقطوع إثر معركة أنكر ذلك .
وقال : أفستنانٌ بفارس والروم ؟
والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن المُثْله وقال لا تمثلوا بشئ
ونهى صلى الله عليه وسلم عن الفتك
واحتجاج الدواعش بقصة ابن مسعود في ذبح أبي جهل قد بين الشيخ الطريفي أن القصة معلولة .
وقوله صلى الله عليه وسلم جئتم بالذبح فمعناه القتل وعلى فرض قصده الذبح حقيقة فهو لم يفعله في معاركه معهم .
فهو صلى الله عليه وسلم لم يذبح أحداً ولم يأمر بذبح أحد بل قال صلى الله عليه وسلم: أحسنوا القتلة".
فهذه شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وتلك شريعة داعش والبعثيين فبأيهما تأخذ ؟
كما أن قتل داعش لمن خطفتهم من الغربيين نموذج لضربها بالشرع عرض الحائط وعدم المبالاة بالزواجر النبوية في تحريم قتل المعاهد بالحرمان من رائحة الجنة وخفر لذمة من آواهم من المسلمين .
وهؤلاء الصحفيين الغربيين وعمال الإغاثة ليسوا محاربين ولا أسرى معركة حتى يجوز قتلهم بل وهم في ذمة مسلمين توعد الرسول صلى الله عليه وسلم بلعن من أخفرها .
وداعش ذبحت الصحفيين وعاملي الإغاثة الغربيين لمجرد جنسيتهم وبجريرة حكوماتهم وحكم شرع الله في القرآن أن لا تزر وازرة وزر أخرى فأين تحكيم الشرع هنا بنص القرآن ؟
فكيف وهم قد فزعوا لنجدة المسلمين والدفاع عنهم ؟ وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟ وهذا أيضا من شرع الله .
ولم تتذرع #داعش في قتلها للغربيين مثلاً بكونهم جواسيس بل قتلتهم لمجرد الجنسية الأمريكية والبريطانية ولو كانوا فرضاً جواسيس لكان في منهج النبي صلى الله عليه وسلم مع المنافقين حكمة بعدم قتلهم لئلا يشوه الإسلام فيتحدث الناس أن المسلمين يقتلون من ينصرهم ويغيثهم نكاية في حكومته المعادية .
ولذا فما تفعله داعش من قتل الصحفيين والمغيثين الغربيين إنما هو من الصد عن سبيل الله .
" وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون".
ومع ما سبق فلو كانوا أسرى حرب يحق شرعاً قتلهم لكن يتخذ الغرب قتلهم ذريعة لغزو المسلمين أو جمع كلمة الغرب على ذلك وتحريضهم لكان سبباً مصلحياً لعدم قتلهم .
فلا بد من بيان حكم الشرع في قتل داعش للغربيين المناصرين للمسلمين وعدم التلبيس على الناس وبيان ضلالهم شرعاً حتى لا ينسب هذا الضلال لشرع الله المطهر عن ضلال الخوارج والبعثيين في ذلك ولا يكون إجرام الغرب سبباً في مخالفة الشرع أو السكوت عن المخالف .
فداعش دعت الغرب ومنحتهم الذريعة بإجرامها للسطو على جهاد سوريا ثم حفزت الغرب وجمعت كلمتهم على ذلك بذبحها للصحفي والمغيث فهل هذا حمق أم اختراق وعمالة ؟
وقد سبق الحديث مطولاً عبر عشرات التغريدات في رمضان عن قضية اختراق الأعداء لداعش وتوجيههم لها .
إن داعش التي لم تتورع عن قتل آلاف المجاهدين وعوام المسلمين بل وحتى قتل المقاتلين في صفوفها لمجرد أن سولت لهم أنفسهم ترك القتال مع داعش والعودة لأهاليهم وبلادهم كما فعلت مؤخراً مع ثلاثة من الشباب اتصلوا بأهلهم وأبلغوهم أنهم قد قرروا العودة والهرب من داعش لكن أهاليهم فوجئوا بإعلان داعش عن مقتل الثلاثة في عمليات انتحارية فقتلوهم قتلهم الله لمجرد اكتشافهم حقيقة سوء داعش والرغبة في العودة لأهلهم غفر الله لهم .
فمن باب أولى ألا تتورع داعش عن قتل كافر مغيث أو صحفي لأن شريعة البعث قامت عملياً على الإجرام في سفك الدماء والإرهاب بذلك وقد وجدت من سذج الشباب من يصدق زيف تطبيق داعش للشريعة رغم إجماع العلماء وعلى رأسهم المعروفين بنصرة الجهاد على التحذير من ضلال داعش وانحرافهم لكنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .
وكيف ستفعل داعش بفهمهم الأعوج للشرع مع طواف الرسول صلى الله عليه وسلم حول الكعبة وفيها مئات الأصنام ؟ وصلاته على النجاشي وهو لم يحكم بالشرع .
وكيف سيفعل الدواعش بعفو النبي صلى الله عليه وسلم عن حاطب بعدما حاول إبلاغ قريش بسر عسكري خطير ؟
أم كيف يصنعون بصلح الحديبية وشروطه لأجل حقن دماء ١٨ مسلم بمكة ؟
ففقه تطبيق الشريعة أصعب من مجرد فقه أحكامها .
وكيف لو رأي نبينا صلى الله عليه وسلم القائل مبرراً لعدم قتله للمنافقين (لئلا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه) كيف لو رأى كيف يذبح الدواعش المجاهدين من أمته ؟
وكما خالفوا الشرع فيما سبق فقد خالفوا الشرع أيضاً في قتل المرتد بزعمهم .
من ناحية عدم استتابته بل يقتلونه وهو يتشهد وهم يعلمون قولة النبي صلى الله عليه وسلم لأسامه :
فكيف تصنع بلا إله إلا الله ؟
ورغم قوة فكرة الدولة الإسلامية والخلافة وجاذبيتهما وسبق داعش للاستحواذ عليهما إلا أن ولوغ داعش في دماء المسلمين والمجاهدين أحبط تأثير قوتهما وكشف حقيقة داعش وأنها إنما ملك بعثي عضوض في لباس فجر خلافة كاذب سيتلوه بمشيئة الله فجر خلافة راشدة عادلة شورية رحيمة بالمسلمين لا سفاكة لدمائهم .
ولذا لم تستطع داعش جذب عوام المسلمين في الشام والعراق فضلا عن علماء المسلمين ودعاة الإسلام لدولتها الخارجية ولا خلافتها الداعشية بسبب انحرافاتها .
ومن عجائب داعش إجماع العلماء والمشايخ على بيان ضلالهم ونبذهم حتى غدا حالهم كالخوارج الأولين حين وصفهم ابن عباس :" وليس فيكم (الصحابة) منهم أحد " .
فأكبر مشكلة تواجهها داعش هي فقد الشرعية وسقوط الفكرة عبر تخلي العلماء والمشايخ المتعاطفين معها عنها وتحولهم إلى نقدها وتصنيفها من الخوارج .
وسقوط شرعية داعش وضعف قدرتها في الإقناع بفكرتها زاد من تحولها من قوة الفكرة الجهادية إلى قوة السلطة والبطش والسعي لكسب الولاء بالقتل والمال .
ومع ذلك فداعش تخادع أتباعها والمخدوعين بها بخلافة وجزية وحدود وشرع وتوحيد دول .
وإنما هو فهم أعوج لتطبيق الشرع ووفق الهوى وتجزئة للبلاد وتنفير من الشريعة بتطبيقات عوجاء وتبشيع للخلافة وتشويه لها بل وللإسلام .
وداعش فوق ذلك تقتل المجاهدين وتوالي النصيرية ضد المجاهدين وترفض تحكيم الشرع إلا بهواها .
لذا ترفض المحكمة المستقلة التي طالب بها العلماء خشية من تطبيق الشرع على مظالمها .
بل وتقتل وتسجن وتعذب من يخالفها من قضاتها الدواعش كأبوهمام وأبو شعيب وأبو حذيفة
وآخر تطورات انحرافات داعش الشرعية فوق تكفيرها للمجاهدين وعموم المسلمين ممن لم يبايعها في سوريا أنها قد بدأت باستحلال سبي نساء أهل السنة بذريعة أنهم مرتدين فبدأت بسبي نساء الضباط السنة من المقاتلين في صفوف النظام بذريعة الردة وستصل في هذا الانحراف وهو سبي نساء أهل السنة إلى المجاهدين كما قتلتهم من قبل لأن نفس ماتذرعت به في سبي نساء ضباط النظام من السنة وهو الردة تحكم به داعش على بقية المجاهدين وهكذا فخط الانحراف كلما تقدم زاد بعداً عن خط الاستقامة وانكشف عواره .
ولذا لا حظ العدد الكبير من العائدين من سوريا الهاربين من داعش بعدما كانوا يظنونها أرض الخلافة الموعودة فإذا بهم يصدمون بواقعها الإجرامي وتخصصها في قتل المسلمين وتجنبها قتال النصيرية إلا في إطار ضيق كتحلة القسم ليخدعوا به أتباعهم .
فلماذا يهرب أتباع داعش من جنة خلافتها البعثية إلى سجون دولهم حتى الكافرة كما فعل ٦٠ بريطانيا ؟
وهذا زعيم داعش أخيراً يتوعد بإخلال الأمن في السعودية ويكرر سنة أسلافه منذ ٩ سنين لكنه كمن سبقه لا ينبس ببنت شفة عن إيران المجرم الأكبر في العراق والشام وقاتلة المسلمين الأولى في البلدين وموقدة الفتن في باقي البلاد كما يتجنب البغدادي قتال إيران على حدودها وقتال أوليائها في بغداد ودمشق ويبذل جهده في قتال المسلمين والمجاهدين ليثبت أن الدواعش خوارج يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان كما بين لنا ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
ويدعو خليفة داعش لقتل المشركين في جزيرة العرب ونبينا صلى الله عليه وسلم لم يأمر بقتلهم بل بإخراجهم .
ثم ما رأي الدواعش وخليفتهم في أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقد كان من آخر أوامر النبي صلى الله عليه وسلم أمره بإخراج يهود الحجاز ونصارى نجران من جزيرة العرب ومع ذلك لم يفعل أبوبكر ؟
فلم يخرجهم أبو بكر من خيبر ولا نجران ولا اليمن ولا الأحساء .
ولم يفعل عمر بعده حتى نقض يهود خيبر العهد وغالوا في المسلمين وغشوهم فطردهم لتيماء .
بل وسمح عمر لليهود بعدما أجلاهم بالقدوم للمدينة أياما للبيع .
فهل داعش أغير على الإسلام من أبي بكر وعمر والصحابة والسلف والأمة منذ ١٤٠٠ سنة ؟
وكيف تقتلهم ومعهم عهد وأمان ؟
وهل تعلم يا خليفة داعش أن رأي الشافعي في حدود جزيرة العرب أنها فقط منطقة الحجاز ؟
بل ويقصرها مالك على المدينة فقط ؟
ولماذا تركز على إخلال أمن جزيرة الإسلام بينما تترك بلاد الشرك والعدوان على المسلمين إيران بلا هجوم ولا حتى كلام وتهديد ووعيد ؟
لكن "من يضلل الله فلا هادي له ونذرهم في طغيانهم يعمهون"
إن أهداف الغرب من مسمار داعش تتلخص فيما يلي :
حماية كيان الصهاينة عبر استخدام داعش ذريعة للتدخل في سوريا
وإنشاء كيان كردي جديد عميل كإسرائيل بحجة حماية الأكراد وعين العرب شاهد .
وإنشاء كيان كردي جديد عميل كإسرائيل بحجة حماية الأكراد وعين العرب شاهد .
ومنع إقامة حكم إسلامي في سوريا بتشكيل حكومة على عين العرب وبنفوذ للعلمانيين والأقليات .
والسيطرة على ربيع العرب بتكرار هذا النموذج .
وضرب تركيا الناهضة بمعركة مع داعش والكرد وجرها لمستنقع الحرب .
وإعادة برمجة ثقافة المسلمين بالمنطقة وفق الرؤية الغربية كما ترسمها مؤسسة راند
والقصد هنا بيان انحراف داعش في هذه القضية وقس عليها انحرافاتهم الأخرى .
وإن شئت مطالعة تفصيل بيان ضلالات داعش وانحرافها في تطبيق الشريعة ورفضهم التحاكم للشرع وموالاتهم للنصيرية في قتال وحصار المجاهدين وقتلهم والغدر عندهم وسوء الأخلاق وانحطاطها واختراقهم بالعملاء وسيطرة العسكريين البعثيين على التنظيم ونماذج غلوهم وغير ذلك من انحرافاتهم إن أردت تفصيلها فراجع تغريداتي في تويتر خلال الأشهر الخمسة الأخيرة بدأً من رمضان ١٤٣٥ والله ولي التوفيق والسداد ..
===============
أقوال العلماء والدعاة في # داعش / إبراهيم بن عبدالرحمن التركي
أبو سلمان : إبراهيم بن عبد الرحمن التركي
المشرف على المختصر