15 / 2014
بقلم : أبو ياسر السوري
======================
بقلم : أبو ياسر السوري
======================
نشر مقال للكاتب إبراهيم حميدي على الرابط التالي :
shababunity.net/show.php?id=2231935
خرج منه الكاتب بعدة أفكار ، لا سبيل إلى مناقشته فيها بتعليق مقتضب في ذيل مقاله ، لأنه لا يُسمح بالتعليق إلا في كمٍّ محدود من الحروف .. ثم إنه لا سبيل إلى التغاضي عما جاء في هذا المقال ، لما أثير فيه من أفكار سوداوية ، وقياسات فاسدة ، وتضخيم حجم إيران وجعلها لاعبا كبيرا يجلس على طاولة مستديرة مع مندوبي الدول العظمى ، القادمين من أمريكا وأوربا ودول الشرق الأوسط ، ليصغوا إليه حين يتكلم بشؤون المنطقة .
ثم إن المقال يطرح فكرة انهيار الدولة في كل من العراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن ، وأن لاعبين جددا قد برزوا على الساحة خارج نطاق الدولة ، من أمثال داعش التي استطاعت أن تقضم ثلث تراب العراق وربع تراب سوريا .. حتى إن تقسيم سوريا في رأيه قد بات واقعا لا ينكره إلا من يغمض عينه ، ولا يريد أن يراه ... ثم يقرب الكاتب فكرة التقسيم إلى الأذهان ، بمقارنة أجراها ما بين العراق وسوريا من جهة ، وتشيكوسلوفاكيا ويوغسلافيا من جهة ثانية . وهو يرى أنه كما وقع التقسيم هناك ، فيمكن أن يقع التقسيم هنا .. ويصور لنا سوريا وكأنها تحولت من لاعب أساسي في المنطقة ، إلى ملعب يتحرك فيه أصحاب الأجندات الخارجية كما يحلو لهم ..
ومهما أحسنا الظن بكاتب هذا المقال ، فلا ينبغي أن ننكر أن أمثال هذا النمط من الطرح والتفكير ، لا يصب في صالح شعوب المنطقة ، ولا يخدم قضيتنا نحن السوريين .. ولهذا كان لا بد من التعقيب على هذا المنطق المنحرف المائل ، بمنطق قويم سديد يعيد الحق غلى نصابه ..
ولو سلمنا بانهيار الدول التي قامت فيها ثورات الربيع العربي ، فلا نسلم أن هذا الانهيار يمنح الحق للمتطفلين في هذا الصراع ، ويجعلهم أصحاب حق في رسم مستقبل هذه البلدان . لأن الشعوب التي أسقطت حكوماتها ، وكانت عصية عليها رغم آلتها الحربية ، وجبروتها في القمع والإرهاب ، إن هذه الشعوب الشجاعة ، هي الأحق بقطف ثمار تضحياتها في الأرواح والأموال . وهي الأجدر بأن تتمتع بالحرية التي دفعت ثمنها غاليا من الدماء والأشلاء ... وواهمٌ من يظن أن حزب الشيطان والميليشيات الإيرانية قادرين على تركيع 23 مليون سوري . وواهمٌ كذلك من يظن أن الحوثيين قادرون على حكم اليمن وهم لا يتجاوزون 6% من التعداد العام لليمن . وأكثر من واهم من يظن أن العراق سينام على ضيم يرسمه الحقد الإيراني ، أو أن ليبيا سوف تصبح نهبا لأية قوات تأتي لقتل شعبها من الخارج ..
لقد استيقظت الشعوب العربية ، وعبرت عن يقظتها في ثورات الربيع العربي ، ولكن حكامها ما زالوا مخمورين في سكر السلطة ، غارقين في وهم القوة ، ولا بد أن توقظهم ضربات الثوار في الميادين ، وتعلمهم أن المستبد إما أن يرضخ لإرادة شعبه ، وإما أن يطيح به الشعب ويرميه على إحدى مزابل التاريخ .
لقد علمنا التاريخ أن إرادة الشعوب لا تقهر . فالجزائر قدمت مليون شهيد لدحر فرنسا من أراضها .. وسوريا حاربت فرنسا 25 سنة وطردتها من أرضها ، وهي تحارب آل الوحش منذ 4 سنوات ، وقد قربت مئات الآلاف من الشهداء ، وهي مستعدة أن تضحي بمزيد من القرابين على مذبح الحرية ، إلى أن تنتزعها من أيدي هؤلاء الغاصبين .. وليبيا طردت الطليان بقيادة البطل عمر المختار ، والعراق ركع الإنجليز ، واليمن مرغ كبرياء الجيش المصري حين استهان به في يوم من الأيام .
إيران لن تحكمنا ، فنحن ابناء من هشم خشم فارس في القادسية ، وإن الرجال الذين أطاحوا بكسرى ، ما زال لهم في الشام والعراق أبناء وأحفاد ، وهم مستعدون لتقليم أظافر مجوس فارس . وإن عادت العقربُ عُدنا لها ، والنعلُ حاضرة ...
أما التقسيمُ الذي يحلم به أعداء الأمة هنا وهناك .. ويطبل له العلمانيون ويزمرون .. أما التقسيم الذي يخوفوننا منه فنحن لا نحسب له أي حساب ، ولا توجد قوة في الأرض قادرة على أن تكره شعبا على تقسيمٍ هو لا يريده ولا يتمناه .. ومخطئٌ من يقيس العراق وسوريا على تشكوسلوفاكيا ويوغسلافيا ..فشعوبُ هاتين المنطقتين ، هم متنافرون دينيا ، مختلفون عرقيا ، ليس لهم جامع يجمعهم ، ولا تاريخ يؤلف بينهم .. لهذا ما إن انهارت الدولة في أولاهما ، حتى انقسمت إلى التشيك ، والسلوفاك .. وما إن انهارت الدولة في الثانية ، حتى بدأت التصفيات العرقية والحروب الأهلية في كرواتيا والبوسنة والهرسك وكوسوفو.. لقد كانوا خليطا غير متجانس ، جمعتهم العصا ، ووحدت بينهم القيادة القوية ، فلما تُرِكُوا لاختيارهم ، اختاروا الانقسام والتمايز .. وصارت كل دولة منهم دُوَيلات ..
أما في سوريا والعراق فالشأنُ مختلف، وصحيح أن النسيج الاجتماعي لشعوب هاتين الدولتين العريقتين متنوع ، ففيهما العربي والكردي والتركماني والآشوري والأزيدي والمسلم والمسيحي والأرمني .. ولكنهم رغم هذا التنوع السكاني ، فإن ماضيهم الغائر في القدم ، يشهد لهم أنهم كانوا على أحسن صورة من التعايش فيما بينهم وعلى مدى مئات السنين ..
إن النصيريين حالة خاصة في هذا النسيج ، ولهم سابقة من أيام فرنسا ، فهؤلاء حالة شاذة على خلاف القياس . وما جاء على خلاف القياس ، فغيره عليه لا يُقاس .
وأما الـ 15 ألف من داعش ، فثقوا تماما أن هذا التنظيم دخيل على أهل العراق والشام ، وأتباعه قلة قليلة ليس باستطاعتهم أن يحكموا خمسين مليون عراقي وسوري .. داعش صنيعة جهة أو جهات لا تريد بالمنطقة خيرا ، جيء بها لمهمة تخريبية ، أبرز بنودها أن يسيئوا للإسلام والمسلمين ، وقد فعلوا ما طلب منهم على الوجه الأكمل .. وقد خدمهم غباؤهم في ذلك كثيرا ... وكما جاؤوا في غفلة من الزمن ، سيذهبون في غفلة ، ويصبحون مجرد حكاية مرعبة ترددها العجائز للصغار ..
ومهما أحسنا الظن بكاتب هذا المقال ، فلا ينبغي أن ننكر أن أمثال هذا النمط من الطرح والتفكير ، لا يصب في صالح شعوب المنطقة ، ولا يخدم قضيتنا نحن السوريين .. ولهذا كان لا بد من التعقيب على هذا المنطق المنحرف المائل ، بمنطق قويم سديد يعيد الحق غلى نصابه ..
ولو سلمنا بانهيار الدول التي قامت فيها ثورات الربيع العربي ، فلا نسلم أن هذا الانهيار يمنح الحق للمتطفلين في هذا الصراع ، ويجعلهم أصحاب حق في رسم مستقبل هذه البلدان . لأن الشعوب التي أسقطت حكوماتها ، وكانت عصية عليها رغم آلتها الحربية ، وجبروتها في القمع والإرهاب ، إن هذه الشعوب الشجاعة ، هي الأحق بقطف ثمار تضحياتها في الأرواح والأموال . وهي الأجدر بأن تتمتع بالحرية التي دفعت ثمنها غاليا من الدماء والأشلاء ... وواهمٌ من يظن أن حزب الشيطان والميليشيات الإيرانية قادرين على تركيع 23 مليون سوري . وواهمٌ كذلك من يظن أن الحوثيين قادرون على حكم اليمن وهم لا يتجاوزون 6% من التعداد العام لليمن . وأكثر من واهم من يظن أن العراق سينام على ضيم يرسمه الحقد الإيراني ، أو أن ليبيا سوف تصبح نهبا لأية قوات تأتي لقتل شعبها من الخارج ..
لقد استيقظت الشعوب العربية ، وعبرت عن يقظتها في ثورات الربيع العربي ، ولكن حكامها ما زالوا مخمورين في سكر السلطة ، غارقين في وهم القوة ، ولا بد أن توقظهم ضربات الثوار في الميادين ، وتعلمهم أن المستبد إما أن يرضخ لإرادة شعبه ، وإما أن يطيح به الشعب ويرميه على إحدى مزابل التاريخ .
لقد علمنا التاريخ أن إرادة الشعوب لا تقهر . فالجزائر قدمت مليون شهيد لدحر فرنسا من أراضها .. وسوريا حاربت فرنسا 25 سنة وطردتها من أرضها ، وهي تحارب آل الوحش منذ 4 سنوات ، وقد قربت مئات الآلاف من الشهداء ، وهي مستعدة أن تضحي بمزيد من القرابين على مذبح الحرية ، إلى أن تنتزعها من أيدي هؤلاء الغاصبين .. وليبيا طردت الطليان بقيادة البطل عمر المختار ، والعراق ركع الإنجليز ، واليمن مرغ كبرياء الجيش المصري حين استهان به في يوم من الأيام .
إيران لن تحكمنا ، فنحن ابناء من هشم خشم فارس في القادسية ، وإن الرجال الذين أطاحوا بكسرى ، ما زال لهم في الشام والعراق أبناء وأحفاد ، وهم مستعدون لتقليم أظافر مجوس فارس . وإن عادت العقربُ عُدنا لها ، والنعلُ حاضرة ...
أما التقسيمُ الذي يحلم به أعداء الأمة هنا وهناك .. ويطبل له العلمانيون ويزمرون .. أما التقسيم الذي يخوفوننا منه فنحن لا نحسب له أي حساب ، ولا توجد قوة في الأرض قادرة على أن تكره شعبا على تقسيمٍ هو لا يريده ولا يتمناه .. ومخطئٌ من يقيس العراق وسوريا على تشكوسلوفاكيا ويوغسلافيا ..فشعوبُ هاتين المنطقتين ، هم متنافرون دينيا ، مختلفون عرقيا ، ليس لهم جامع يجمعهم ، ولا تاريخ يؤلف بينهم .. لهذا ما إن انهارت الدولة في أولاهما ، حتى انقسمت إلى التشيك ، والسلوفاك .. وما إن انهارت الدولة في الثانية ، حتى بدأت التصفيات العرقية والحروب الأهلية في كرواتيا والبوسنة والهرسك وكوسوفو.. لقد كانوا خليطا غير متجانس ، جمعتهم العصا ، ووحدت بينهم القيادة القوية ، فلما تُرِكُوا لاختيارهم ، اختاروا الانقسام والتمايز .. وصارت كل دولة منهم دُوَيلات ..
أما في سوريا والعراق فالشأنُ مختلف، وصحيح أن النسيج الاجتماعي لشعوب هاتين الدولتين العريقتين متنوع ، ففيهما العربي والكردي والتركماني والآشوري والأزيدي والمسلم والمسيحي والأرمني .. ولكنهم رغم هذا التنوع السكاني ، فإن ماضيهم الغائر في القدم ، يشهد لهم أنهم كانوا على أحسن صورة من التعايش فيما بينهم وعلى مدى مئات السنين ..
إن النصيريين حالة خاصة في هذا النسيج ، ولهم سابقة من أيام فرنسا ، فهؤلاء حالة شاذة على خلاف القياس . وما جاء على خلاف القياس ، فغيره عليه لا يُقاس .
وأما الـ 15 ألف من داعش ، فثقوا تماما أن هذا التنظيم دخيل على أهل العراق والشام ، وأتباعه قلة قليلة ليس باستطاعتهم أن يحكموا خمسين مليون عراقي وسوري .. داعش صنيعة جهة أو جهات لا تريد بالمنطقة خيرا ، جيء بها لمهمة تخريبية ، أبرز بنودها أن يسيئوا للإسلام والمسلمين ، وقد فعلوا ما طلب منهم على الوجه الأكمل .. وقد خدمهم غباؤهم في ذلك كثيرا ... وكما جاؤوا في غفلة من الزمن ، سيذهبون في غفلة ، ويصبحون مجرد حكاية مرعبة ترددها العجائز للصغار ..