ابن علي الجديد أسوأ من القديم
بقلم حسام الثورة
من يرى ويتابع التطورات السياسية ويرى انتخابات وصناديق نزيهة كما يقولون يتصور أن الديمقراطية الحقيقة قادمة إلى تونس على حصان أبيض كفتاة الأحلام وما هي إلا أشهر وتكون تونس واحة الديمقراطية الأولى في العالم العربي وربما في العالم .
من يرى أن حزبا نجح بالدرجة الأولى وحزب منافس نجح بالدرجة الثانية يتصور أن المعارضة السياسية ستكون على أشدها وستكون لمصلحة البلد كما يتم في جميع دول العالم
لكن الكثير لا يرى الصورة الأخرى من المشهد وهذه الصورة نلخصها بما يلي :
-          المتابع لصفحات أعضاء حركة نداء تونس والذين فازوا بالدرجة الأولى يجد خطاباً متدنيا أخلاقيا يصفون منافسيهم بصفات لا تليق بإنسان يشتمونهم بأحط عبارات الشتم وهم بذلك يشتمون ما لايقل عن أربيعين بالمائة من الشعب التونسي

-          ليس يخفى على أحد أن نداء تونس هم جماعة بن علي ورجاله بكل ما تعني الكلمة وهم من سيشكل الحكومة وهذا يعني عودة بن علي بثوب جديد

-          المتتبع لسيرة بعض النواب الذين نجحوا على قائمة نداء تونس يستغرب ويشك أن ينتخب الشعب مثل هؤلاء النواب لما تنسب إليهم من سرقات وجرائم ومخالفات أخلاقية وقانونية وهذا من صفحات أعضاء نداء تونس الذين يبدوا أنهم لم يحققوا مكاسب

-          النهضة ترتكب أكبر خطأ بحق نفسها كتنظيم وبحق الشعب التونسي الذي رأى فيها إنقاذ من براثن الاستبداد , ربما كان عدم ترشيحهم أحدهم للرئاسة قراراً حكيما ولكن عدم دعمهم لمنافس للسبسي يعتبر جريمة لن يغفرها لهم الشعب التونسي فهم يفتحون الباب على مصراعيه لابن علي الجديد

-          في لقاء لزعيم حركة النهضة على الجزيرة تحدث عن الديمقراطية في تونس فتخيلت أني استمع لزعيم معارضة في بريطانيا أو أمريكا الذين يعلمون أين تكون حدود كل شخص في  هرم الدولة ويعرف الزعيم أنه بعد دورة أو دورتين من الحكم سيعود إما إلى صفوف حزبه أو إلى بيته دون أن يعتبر أنه خسر ملكه فالدولة للجميع  أو أهين لإنه قام بما استطاع أن يقوم فيه  بينما يشعر المسؤل العربي أن كل ما يترأسه هو جزء من ملكيته وسيعض عليه بالنواجذ .

-          يتصور الغنوشي أنه سيتسلم البرلمان ويكون معارض شرس ونسي أن الرئيس المقبل يمكنه حل البرلمان وسيوجه الاتهامات لأي شخص يمكن أن يكون في المعارضة ويزجه في السجن وهذا أقل ما يفعله الحكام العرب

-          الذي يقرأ ما يكتبه أعضاء تونس يعلم أن المعركة في تونس ليست معركة ديمقراطية بل معركة فكر وأخلاق وعقيدة وهذا النوع من المعارك لا يعرف الهدن وإما النصر أو الهزيمة

-          الغنوشي يجهل أو يتجاهل ان الشيعة يتغلغلون في مفاصل الدولة وهم يسيطرون اليوم على الأقل على وزارة الداخلية التي ستعتقله غدا وتزج به في السجن أو سيهرب خارج تونس قبل أن يكون سجيناً داخلها وهل يعلم  الغنوشي أن الشيعة من أول أولوياتهم حرب الاسلام إلا إذا كان ما زال يعتقد أن الشيعة مذهب إسلامي وليسوا دين مجوسي فارسي عنصري كما تصور أخوان مصر فدارت الدائرة عليهم  

-          الشيعة والعلمانيون في تونس لن يهدأ لهم بال حتى يجتثوا كل ماله صلة بالإسلام فهل يعقل الغنوشي  هذا الموقف ويدعم من ينافس السبسي  

-          الدول العربية والتي أعلنت أن الأخوان حركة إرهابية سيعملون كل ما في وسعهم لضرب حركة النهضة وتمكين منافسيهم كما فعلوا في مصر فهل يدرك الغنوشي هذه الحقيقة  

-          لا أشك أن ابن علي لن يعود كما هو الحال مع حسني مبارك ولكن التونسيون سيترحمون على أيام بن علي كما يترحم المصريون على أيام حسني مبارك

وهنا أقول أن الوقت لم ينتهي أمام النهضة  لتعيد حسابها وتمسك العصا من الطرف الأخر  وإلا فإنها ستكون خارج اية معادلة سياسة قادمة

كل ما أرجوه الخير لتونس ولأهلنا في تونس وأتمنى ان تكون تصورات الغنوشي عن الديمقراطية في تونس صحيحة وإن يكون تحليلي للموقف غير صحيح ولكن كل ما أراه يؤيد  ما ذهبت إليه وأتمنى من أعضاء  حركة النهضة أن يعوا خطورة المرحلة ويتحركون قبل فوات الأوان فإن المستقبل لن يرحمهم والشعب لن يغفر لهم وسيحاسبهم الله لان تونس ستتحرك باتجاه متطرف ضد المسلمين وستهدم ما كان ابن على يخشى أن يهدمه .

13-11-2014