حين يفشو الكذب تغيب الحقائق :
رابط المدونة :   http://aafak-thawrya.blogspot.com
10 / 11 / 2014
أبو ياسر السوري
كان العرف الاجتماعي العام لدى البشرية أن الصدق محمود ، والكذب مذموم . وأن الكذب ممقوت لدى البشر، وأبشع ما يكون إذا صدر ممن هو غير مضطر إليه ، كأن يكون زعيم قبيلة ، أو رئيس دولة ، أو قائد جيش كبير .. لأن هؤلاء غير مضطرين إلى الكذب ، وإنما هم يكذبون للكذب .. وقد لعن الله الكذابين ، أي طردهم من رحمته . لأن الكذب إذا فشا بين المجتمعات ، حتى صار لهم خلقا ، ضاعت الحقائق ، وفسد أمرهم ، وضاعت حقوقهم ، وتحولت حياتهم إلى شقاء وجحيم لا يطاق ..
وهذا ما آل إليه حال البشرية الآن .. فأوباما يكذب .. وبوتن يكذب .. وكاميرون يكذب .. وهولاند يكذب .. وكريستيان فولف يكذب .. وشي جين بينغ يكذب .. يكذبون لأنهم يزعمون أنهم يؤمنون بالعدل ، ويحاربون الظلم ، وها هم يقرون الأسد على ظلمه ، وما زالوا معترفين به رئيسا ، ومعترفين بوزرائه وسفرائه الذين يمثلونه في المحافل الدولية .. ومن يكذب في هذه ، يسهل عليه أن يكذب في كل ما عدا ذلك من محقرات الأمور ..
وإذا كان هؤلاء القادة الكبار يكذبون ، فلعمري إن مَنْ دونهم من أشباه القادة في العالم هم أشد كذبا .. لذلك تراهم يزعمون أنهم قادة الأمة ورموزها وحماتها وأبطالها وأمناؤها ومثار فخرها واعتزازها .. وهم يكذبون .. لأنهم في الحقيقة على نقيض هذه الصفات جميعا .. وقد ثبت بما لا مجال فيه لشك أو ارتياب ، أن الكبار في العالم اليوم ، هم كبار اللصوص ، وكبار المجرمين ، وكبار الكذابين ، وكبار المنحطين خلقيا ، وكبار المراوغين ، والمخادعين ، وهم ثعالب في مسالخ أسود ...
وحين يكذب الكبار ويخونون أماناتهم .. يقتدي بهم الصغار ويخونون الأمانات أسوة بهم .. لهذا نجد العالم اليوم من بابه إلى محرابه ، يعيش في الكذب المتبادل .. الكل يكذب على الكل .. والكل يخون الكل .. وويح الشعوب في ظل هؤلاء القادة الكذابين .. الملعونين .. المطرودين من رحمة الله ..!!! زعم أوباما أنه ضد بشار الأسد .. وهو كذاب .
وزعم بوتن أنه مع الشعب السوري في مطالبه .. وهو كذاب .
وزعم الخامنئي أن تدخله في سوريا  إنما هو لحماية المقامات المقدسة وهو كذاب .
وزعم المقبور حافظ الأسد أن البترول وحقول الغاز في ايدٍ أمينة .. وهو لص كذاب .
وكل زعيم عربي ، منذ محنة فلسطين عام 1948 وحتى الآن .. كان يزعم أنه سوف يحرر فلسطين .. وثبت أنهم كذابون .
وهناك دول كثيرة في العالم ، تزعم أنها من أصدقاء سوريا .. وهم كذابون .
وكل زعيم يزعم أنه القوي الأمين .. وإذا به القوي على قمع شعبه ، الأمين الذي لا يخون أعداء الأمة .. وإنما يسرقها ليحول مقدراتها إلى مليارات النقود ، التي يودعها أرصدة في البنوك التي يملكها اليهود .. وترجع عائداتها في نهاية المطاف إلى خزينة إسرائيل .. هذه أمثلة سريعة يمكن القياس عليها ..
قال عليه الصلاة والسلام : " لا تقوم الساعة حتى يؤتمن الخائن ، ويُخَوَّنُ الأمين " ...