أين داعش من قوله تعالى : ادع إلى سبيل ربك بالحكمة :
أبو ياسر السوري
8 / 11 / 2014
عقلاء الأمة وقفوا ضد التطرف الفكري ، ولم يتفقوا مع التنظيمات الإسلامية التي تنادي بإسقاط الأنظمة بالقوة ، واستلام الحكم منها قبل أن يعدوا العدة الكافية لهذا الغرض ..
لهذا كان الرأي الأرشد ، أن تقوم الشعوب العربية بكافة أطيافها ، بثورات الربيع العربي السلمية ، دون أن تصطبغ بصبغة دينية ، أو مذهبية ، أو عنصرية قومية .. وأن ترفع شعار الحرية والديمقراطية . لئلا يتداعى العالم الصليبي واليهودي والمجوسي إلى محاربتها ، ومساندة الأنظمة الديكتاتورية التي تريد إسقاطها ..
ولكن الإخوة الإسلاميين استعجلوا ، فنادوا بخلافة على منهاج النبوة ، قبل أن يستعدوا لها ، ويهيئوا لإقامتها وحمايتها من التآمر الدولي .. فوقع المحظور ، وانبرى لهم العالم ، ورماهم عن ظهر قوس واحدة ، وتحالفت الدول الكبرى على حربهم وإبادتهم . بل قامت شياطين السياسة العالمية وأبالسة الاستخبارات ، بدس المخربين التكفيريين بين الإسلاميين ، فاخترعوا لهم تنظيم داعش الذي يتبنى فكر الخوارج .. والذي كان أشد وطأة على السوريين من النظام النصيري نفسه .. وبالفعل نجحت بذلك مؤامرة المتآمرين ، فها هم الدواعش بصلفهم وحمقهم ، ينفرون الناس من كل شيء إسلامي . ولئن استمروا يتصرفون على هذه الوتيرة الغبية ، فقد يدفعون الناس بذلك إلى الردة عن الإسلام فعلا ، وأخشى ما نخشاه أن يعودوا إلى أحضان النظام النصيري المجرم من جديد ... فهنالك أمران ينشد أول ما ينشد عنهما الإنسان في حياته : الرغيف والأمان .. وعلى أساسهما يكون ولاؤه وبراؤه ، لذلك لفت القرآن انتباهنا إلى هذه الحقيقة لئلا نغفل عنها ، قال تعالى ( فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم من جوع ، وآمنهم من خوف * ) .. فماذا قدمت داعش للسوريين سوى قتل شبابهم ، وسبي نسائهم ، وأخذ أموالهم ، واحتلال دورهم ومزارعهم .؟؟